أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعادة انتخابه















المزيد.....


صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعادة انتخابه


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إعادة انتخاب دونالد ترمب لولاية ثانية، تصاعدت مواجهاته مع ما يُعرف بـ”الدولة العميقة”، والتي تشمل المؤسسات البيروقراطية، الأجهزة الأمنية، القضاء، والإعلام، التي يرى أنها تعرقل تنفيذ أجندته السياسية. هذه الصراعات، التي بدأت منذ ولايته الأولى، اشتدت بعد فوزه بانتخابات 2024، حيث أصبح أكثر جرأة في مواجهة خصومه داخل المؤسسات الفيدرالية.

1. معركة الأوامر التنفيذية وتحدي حكام الولايات

منذ عودته إلى البيت الأبيض، أصدر ترمب عددًا من الأوامر التنفيذية التي أثارت الجدل، خاصة في ما يتعلق بالهوية الجندرية والرياضة النسائية، الهجرة، والأمن الداخلي. أحدث مثال على ذلك كان قراره بمنع الرجال المتحولين جنسيًا من المشاركة في الرياضات النسائية، والذي امتثلت له الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات فورًا، لكنه قوبل بالرفض من قبل بعض حكام الولايات الديمقراطيين، مثل جانيت ميلز، حاكمة ولاية مَين. عندما رفضت الامتثال للأمر، هدد ترمب بحرمان ولايتها من التمويل الفيدرالي، مؤكدًا أن الدولة الاتحادية هي التي تضع القوانين. هذه المواجهة تعكس استمرار صراعه مع السلطات المحلية التي تعارض سياساته.

2. الصراع مع وزارة العدل والقضاء

بعد فوزه في 2024، وجد ترمب نفسه في مواجهة جديدة مع وزارة العدل، التي استمرت في التحقيقات المتعلقة بقضاياه السابقة، بما في ذلك قضايا مالية وسياسية. في خطوة غير مسبوقة، بدأ ترمب في إعادة هيكلة الوزارة، مستبدلًا بعض المسؤولين الذين اعتبرهم جزءًا من “الدولة العميقة”. كما أن مواجهته مع المحكمة العليا، رغم تعيينه لعدد من قضاتها، لا تزال قائمة، حيث رفض بعض القضاة تأييد قراراته المثيرة للجدل بشأن الهجرة والانتخابات المحلية.

3. التصعيد مع البنتاغون والمؤسسة العسكرية

خلال ولايته الثانية، واصل ترمب انتقاد المؤسسة العسكرية، خاصة في ما يتعلق بالتدخلات الخارجية. رغم انسحابه من عدد من الصراعات الدولية، إلا أنه دخل في مواجهات مع البنتاغون بشأن سياسات التوظيف في الجيش، وتمويل الصناعات الدفاعية، وتعزيز الرقابة المدنية على الجنرالات. في خطوة مثيرة، أقال عددًا من القيادات العسكرية، متهمًا إياهم بالتآمر ضده.

4. المعركة مع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

بعد عودته إلى السلطة، استخدم ترمب موقعه الجديد لمواصلة حربه مع وسائل الإعلام التقليدية وشركات التكنولوجيا الكبرى. أصدر قرارات تهدف إلى الحد من نفوذ وسائل التواصل الاجتماعي على الخطاب السياسي، متهماً إياها بالتلاعب بالمعلومات لصالح خصومه. كما عزز علاقته بوسائل إعلام محافظة ودعم منصات بديلة لنشر رسائله دون رقابة.

5. المواجهة مع الكونغرس والمشرعين الديمقراطيين

رغم فوزه بولاية ثانية، لا تزال علاقته مع الكونغرس متوترة، خاصة مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ. استخدم حق النقض (الفيتو) لعرقلة تشريعات تعارض سياساته، بينما سعى لتعزيز صلاحياته التنفيذية على حساب الكونغرس، مما دفع بعض المشرعين لرفع دعاوى قضائية ضد إدارته.

6. الصراع مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وأجهزة الاستخبارات

كان من أبرز المواجهات في ولايته الثانية صراعه مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، اللتين اتهمهما بعرقلة أجندته السياسية والتجسس على إدارته. بعد استمرار التحقيقات ضده، قام ترمب بإجراء تغييرات واسعة في قيادات هذه المؤسسات، متهمًا بعض كبار المسؤولين بالعمل لصالح خصومه السياسيين. كما سعى إلى تقليص صلاحيات مكتب التحقيقات الفيدرالي، خاصة في ما يتعلق بسلطاته في التحقيق مع المسؤولين الحكوميين، مما أدى إلى توترات غير مسبوقة بين البيت الأبيض وهذه الأجهزة.

يستمر دونالد ترمب في معركته مع الدولة العميقة، محاولًا فرض سيطرته على المؤسسات الفيدرالية، وإضعاف نفوذ خصومه داخل الأجهزة البيروقراطية. هذه الصراعات، التي تتخلل جميع مستويات الحكم، تؤكد أن معركة ترمب مع النظام السياسي الأميركي لم تنتهِ، بل دخلت مرحلة جديدة أكثر حدة وصدامية.

صراع ترامب مع الدولة العميقة يؤثر بشكل كبير على سياسات الولايات المتحدة الخارجية، خصوصًا في الشرق الأوسط، حيث يحاول إعادة تشكيل الاستراتيجية الأميركية وفقًا لرؤيته الخاصة بعيدًا عن النفوذ التقليدي للمؤسسات الأمنية والاستخباراتية والدبلوماسية التي يعتبرها جزءًا من “الدولة العميقة”. يمكن ملاحظة تأثير هذا الصراع على عدة ملفات رئيسية:

1. العلاقة مع إيران

خلال ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018 وفرض عقوبات قاسية عليها، لكن الأجهزة الاستخباراتية ووزارة الخارجية كانت تدفع نحو نهج أكثر توازناً. في ولايته الثانية، وبعد مواجهات متكررة مع “الدولة العميقة”، قد يكون أكثر عدوانية تجاه إيران، سواء عبر دعم إسرائيل بشكل غير مسبوق، أو عبر تصعيد الضغوط الاقتصادية والسياسية وربما العسكرية على طهران. ومع ذلك، فإن المؤسسات الأمنية مثل البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية قد تحاول فرملة أي تحركات عسكرية كبيرة، كما فعلت سابقًا حينما أحبطت بعض خططه ضد إيران.

2. العلاقة مع السعودية و دول مجلس التعاون

ترامب يرى في السعودية والإمارات حلفاء استراتيجيين يمكن الاعتماد عليهم، على عكس نهج الإدارات التقليدية التي كانت تميل إلى تحقيق توازن بين دول الخليج وإيران. في ظل صراعه مع الدولة العميقة، قد يعزز دعمه لحلفائه الخليجيين بشكل غير مشروط، مثل تقديم مزيد من صفقات الأسلحة، وضغطه على المؤسسات الأميركية لدعمهم سياسيًا واقتصاديًا، وهو ما قد يتعارض مع توجهات بعض الدوائر في واشنطن التي ترغب في ضبط هذه العلاقة ومنع أي تدهور قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع.

3. الملف الفلسطيني-الإسرائيلي

ترامب منح الكيان الاحتلالي دعماً غير مسبوق خلال ولايته الأولى، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة له ونقل السفارة الأميركية إليها. في ولايته الثانية، ومع اشتداد صراعه مع الدولة العميقة، قد يدفع نحو خطوات أكثر استفزازية، مثل دعم الضم الكامل لمناطق الضفة الغربية، وتقليص أي مساعدات للفلسطينيين. لكن المؤسسات الدبلوماسية والعسكرية الأميركية قد تحاول الحد من تأثير هذه السياسات، خوفاً من انفجار الأوضاع في المنطقة وتأثير ذلك على المصالح الأميركية.

4. الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط

في ولايته الأولى، سعى ترامب لتقليص التواجد العسكري الأميركي في المنطقة، لكنه اصطدم بمعارضة البنتاغون والاستخبارات التي رأت أن الانسحاب المفاجئ قد يخلق فراغاً تستغله إيران وروسيا. الآن، ومع احتدام الصراع بينه وبين هذه المؤسسات، قد يتخذ خطوات أكثر جرأة لسحب القوات من العراق وسوريا، مما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية بشكل جذري، وربما يمنح إيران وروسيا فرصة لتعزيز نفوذهما.

5. تركيا وحلف الناتو في المنطقة

علاقة ترامب بأردوغان كانت متذبذبة، حيث كان يميل أحيانًا لمحاباته بعيدًا عن مواقف الدولة العميقة، التي ترى في تركيا لاعباً غير موثوق به. في حال استمرار المواجهة بينه وبين المؤسسات الأميركية، قد يسعى لتقليل النفوذ الأميركي التقليدي في الناتو، وترك المزيد من القرارات الإقليمية بيد تركيا وإسرائيل، مما قد يثير حفيظة المؤسسات الأمنية والدبلوماسية الأميركية.

النتيجة

بسبب صراعه المستمر مع الدولة العميقة، قد تصبح سياسات ترامب الخارجية في الشرق الأوسط أكثر اندفاعًا وأقل التزامًا بالتوازنات التقليدية. وقد يؤدي هذا إلى تغيرات كبرى، مثل انسحاب عسكري أميركي غير منظم، تصعيد في المواجهة مع إيران، وتقديم دعم غير مشروط لإسرائيل ودول مجلس التعاون ، مما قد يجر المنطقة إلى مزيد من الفوضى والصراعات. ومع ذلك، فإن المؤسسات الفيدرالية قد تحاول تقييد تحركاته عبر وسائل مختلفة، مثل عرقلة قراراته أو تسريب معلومات تضعف موقفه السياسي داخليًا.



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !
- كركوك مدينة القوميات المتآخية تبحث عن هوية
- سوريا أزمة تلد أزمات
- الوجود الأمريكي في العراق وسوريا : ما الذي تغير؟
- رئيس باكستان يحل البرلمان تمهيدا للانتخابات..و لكن !
- قانون تجريم التطبيع .. لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظي ...
- اعتقال عمران خان أدى إلى فتح باب الشقاق في السياسات الباكستا ...
- أكثر من ربع الإسرائيليين يفكرون بالهجرة المعاكسة ..ماذا يعني ...
- إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة
- تغييب العراق في النزاع على حقل غاز آرش/الدرّة يقلل من فرص ال ...
- العراق الحاضر الغائب في النزاع على حقل الدرة
- -هذه ليست حرية تعبير..-
- فرص السلام في اليمن بعد الانفراجة بين السعودية وإيران.


المزيد.....




- 3 أعوام منذ بدء حرب روسيا على أوكرانيا.. كيف يبدو المشهد؟
- المستشار الألماني القادم المحتمل: استقلال أوروبا عن أمريكا ه ...
- تشاؤم الجنود الأوكرانيين مع تراجع الدعم الأمريكي
- الاتحاد الأوروبي يعلن تعليق عدد من العقوبات على سوريا.. فماذ ...
- سفير روسيا في مصر يوجه رسالة للمصريين في الذكرى الثالثة لبدء ...
- -حزب الله يستغل جنازة نصر الله لإظهار أنه ما زال حياً- - وول ...
- مفاوضات شاقة تنتظر فريدريش ميرتس لتشكيل الحكومة
- بيسكوف يطالب بحماية البعثات الدبلوماسية الروسية في الدول غير ...
- الرئيس الروسي يطلع نظيره الصيني على الاتصالات الروسية الأمري ...
- بركان يلوستون العملاق.. قنبلة موقوتة قد تغيّر العالم


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعادة انتخابه