حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 08:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيظل الغرب يتلاعب بمشاعر النظام السورى الجديد ويخدعه ،حتى يجد ثغرة للإطاحة به، فهذا الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة لن يرضى بكل تأكيد سوى بعميل منبطح يقبل بكافة شروطهم وينفذها، وليس مهما لمن ينتمى ذلك المنبطح، على العكس الأفضل أن يكون منتميا لثقافة الأغلبية السورية شكلا، وبالتالى إن وجد الغرب أن الجولانى وهيئة تحرير الشام سيتجهون إلى مسار إستقلالى حتى ولو كان غير عدائى، فهم سيكسرونه حتما مالم يعتبر مما حدث فى بعض البلدان العربية درسا له، ومالم يتخذ بعض القرارات الجريئة التى يمكن من خلالها حماية سيادة واستقلال سورية الجديدة ،
وسيرتكب الجولانى كارثة كبرى إن سلم كل أوراق اللعبة لأوروبا والولايات المتحدة، وان استمع لنصائح بعض دول المنطقة التى تحاول جره ونظامه الجديد لنفس مسارها المتصهين، فمن الخطأ الاستمرار فى معاداة إيران وروسيا كسبيل للتقرب للأميركى والاوروبى، وعلى اللاعب السورى التمسك بالورقة الايرانية والروسية، وتحصين نظامه بهما، وهذا الموقف لايتناقض مع التقارب التركى السورى، لكن بشرط طبعا أن تدرك كل من تركيا وإيران أن تحقيق مصالحهما يستلزم وقف التجاذب والتنافر بين سياسة الدولتين ، والمضى فى طريق واضح للتعاون المشترك، والادراك بأن الخطر الذى يهددهما هو نفس الخطر الذى يهدد النظام السورى الجديد،
سواء الغزو والعدوان الصهيونى أو التمرد الكردى، وأيضا الاحتلال الأميركى الذى سيظل يستخدم كافة أوراق الضغط حتى القضاء على النظام السورى الجديد، أو ضمان إستسلامه وإنبطاحه،
فلن تتخلص سورية أبدا من ذلك التغول المخزى على سيادتها بمجرد التقارب مع المحور الغربى، لكن هناك احتمال كبير للتخلص من هذا الطغيان الاستعمارى ان اتخذت القيادة السورية قرارا استراتيجيا بالتعاون العسكرى مع كل من روسيا وتركيا وايران، وإن امتدت أذرعها للإلتقاء بسواعد حزب الله فى الجنوب اللبنانى ،ففى تلك الحالة فقط قد ينصاع الامريكى والصهيونى ويضطرون للتفاوض من أجل انهاء عدوانهم،
فهل تعى القيادة السورية الجديدة أهميةعدم تفريطها فى أوراق الثلاثى التركى الايرانى والروسى !؟
والأهم من ذلك هل تمتلك ايران وتركيا وروسيا المسئولية والوعى لكى تتخذ سياسات متكاملة فى سورية بدلا من السياسات المتناقضة التى تصب فى مصلحة المحور الأميركى !؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟