أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الدهشة .














المزيد.....


مقامة الدهشة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


مقامة الدهشة :

كالمعتاد يسرف شيخنا في أعجابه بصاحبته الكلبية , ويكيل المديح لقصة أسمها (( خضراء من غير يأس)) , وردت في مجموعتها القصصية التي تحمل عنوان ( تأبط دم الحكاية ) , ويبتدأ كلامه بالقول ان (( الواقعية لاتعني تسجيل كل ما وقع انما تتجاوزه الى كل ما يمكن ان يقع )) , وهكذا ومع ماكان وما يكون يدعونا للأعجاب بهذه الروائية الشامية , التي يرى انها كانت ناجحة لحد الدهشة , ثم ينهي نصه بعبارة خرجت من شغاف قلبه بقوله : ((وكم من عاشق التقى حبيبته في فيها واطعمها ؟)) .

يلاحق صاحبنا التابو والرمزفي كتابات مبدعته , حيث غالباً ما تستخدم الذات الرمز في ماتكتبه في محاولة منها لإيصال المعنى الذي تودّ إيصاله إلى المتلقي , وذلك من خلال مفردة أو عبارة أو شخصية أو حتى مكان ما , فكل رمز له دلالاته التي من خلاله تجعل للحكاية مساحة واسعة من التأويل , وتعدد القراءات , وهكذا فللدين رجال يحرسونه , وللسياسة رجال يخوضون في مستنقعاتها , ولجسد المرأة رجل كالمِبرد .

كل انسان لديه حاجات اساسية يحاول اشباعها بالطريقة التي تسبب له الاطمئنان , والراحة النفسية , ان الانسان بحاجة الى اشباع حاجاته الاجتماعية / العلاقات العاطفية / العلاقات الاسرية / اكتساب الاصدقاء , وفي حالة عدم تحقيق واشباع هذه الحاجات يصبح عرضة للعزلة والاكتئاب والقلق , وهذه كلها منغصات تقلق الانسان , فيقوم بعملية تنفيس لهذه الضغوط والازمات, بالطرق التي يراها مناسبة ومتوفرة , هذه الازمات والضغوطات النفسية تترافق مع حدوث ازمات تعمّ البلد كالحروب مثلا , هنا يحاول الاديب الذكي والمبدع ان يترجم لنا مشاعر الاخرين بأسلوبه الخاص , وبتجربته في مجال ممارساته الكتابية وثقافته , فيبعث لنا رسالة تتجلّى فيها رساليته الانسانية والجمالية في كتاباته , وهذا ما تلمسه شيخنا المندلاوي , وبدا واضحاً في في ماتنشره كاتبتنا الشامية .

يستمر الشيخ المندلاوي الجميل بألتقاط الومضات التي يصفها بالمذهلة , مما تكتبه ملهمته ويتذوق ويريدنا ان نتذوق معه تلك الومضات , و يضفي عليها الحركه والإحساس المشبع , والحقيقة ورغم بساطة المشهد , فهو تكثيف واختزال بحرفية ,لا يأتي بها سوى الكبار أمثاله , حين يقول : (( والكاتب المبدع يختار جزءا من الواقع قد يكون نباتا او جمادا فيقوم بأنسنته بايجاد علاقات بينه وبين مايحيط , وقد تكون تلك العلاقة متخيلة ولكن على نحو يقترب من العقلنة فيكون لذيذا)) .

ذلك هو الشغف اللامتناهي المتأتي من سحر صاحبنا بنتاجات صاحبته , حين يغتاله الأعجاب , ويسألنا (( هل تغلغلت رمزيتها الى نفوسنا وقلوبنا ؟)) حيث ان الواقعيةُ السِّحْريةُ لَيْسَتْ عمليةَ رَش للسُّكَّرِ على مَوْتِ الواقع , وإنَّما هي منظومة لِجَعْلِ الأحلامِ مَرئيةً في مَرايا الحياةِ اليوميةِ , وخرائطِ النَّفْسِ الإنسانية , مِن أجْلِ تَحريرِ التجاربِ الإبداعية مِن سَوداويةِ الواقعِ , وتحقيقِ التوازنِ بَين الألَمِ والأمَلِ .


كلاهما يتشبث بالأمل , رغم ان الفيلسوف الانجليزي فرانز بيكون يقول (( إن الأمل هو فطور جيد , لكنه عشاء سيئ )) , وهكذا لما كان ابن الرومي قد قال : (( بعيداً على قُرْبٍ قريباً على بُعْد )) , هاهو صاحبنا سيد كل الكلام , يبقى ممتزجا معها بالروح حد الضجيج , ولو ساد الصمت الاعظم , كلاهما يؤمنان ان النهر عائد لمجراه مهما تاه وانحرف , وان حمامة السلام لا تحرر وطن , والساكن لا ينتج قطعا حتى وان لم يك ميتا , وكلما خفتت نبضات حروفها شعر بأنه ليس على ما يرام , لن أزيد على هذا , يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة نصيب الأرض .
- مقامة أفعى الكعبة .
- مقامة نهر عطشان .
- مقامة همسة .
- مقامة العجوز .
- مقامة الخنفشاري .
- مقامة مقاولي التفليش .
- مقامة فتوى الشمندفر .
- مقامة الأنتعاش .
- مقامة الشطار .
- مقامة مامش البنفسج .
- مقامة صرعى زياد .
- مقامة الجَلْجَلة .
- مقامة قلب الطين .
- مقامة سالمة ياسلامة .
- مقامة السقوط .
- مقامة الصورة الجانبية .
- مقامة الظلمة .
- مقامة الأدمان .
- مقامة الطمأنينة .


المزيد.....




- الخارجية الايرانية تستدعي رئيس الممثلية البولندية بطهران
- عروض فنية وفعاليات مميزة في إطار مهرجان -المواسم الروسية- في ...
- فيلم التشويق البابوي -كونكلايف- يحصد الجائزة الرئيسية لنقابة ...
- شاهد كيف سخر كوميدي من محاولة وزارة الزراعة الأمريكية تعيين ...
- انطلاق مهرجانRT الدولي للأفلام الوثائقية
- الرئيس بارزاني يستقبل رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والف ...
- لماذا تلهم -تفاهة الشّر- سوريّي اليوم؟
- كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشن ...
- مهرجان -ربيع ماسلينيتسا- في مسقط: احتفاء بالثقافة الروسية
- مشاركة الممثلين عن قائد الثورة الاسلامية في مراسم التشييع


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الدهشة .