أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الناس أكلت طاطورة















المزيد.....


الناس أكلت طاطورة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8263 - 2025 / 2 / 24 - 06:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بداية التاريخ البشرى كانت الكوارث و المصائب التي تحل بقوم تقوم بتهذبهم و تربيتهم وتعليمهم بحيث يخرجون من بعدها بخبرة مكتسبة لكيف يتصرفون إذا ما تكررت كما فعل المصريون مع الفيضانات و كانت السبب في تكوين أول دولة موحده في التاريخ .... أخرنتائج مراكمة خبرة التعلم من الكوارث .. كان تصرف الأمريكان المنضبط مع تلك الحرائق المهولة التي اصابت جزء من بلادهم .. كذلك قدرة اليابانيون علي مواجهة اثار زلزال 2011 و ما نتج عنه من تسونامي ..وتسرب نووى .
كل الشعوب التي يحكمها عقلاء تراكم الخبرات .. تستفيد من التجربة تدرسها تتعرف علي الأخطاء .. تغير من اساليب حياتها .. تنقلها للاجيال التالية بحيث. تنخفض الخسائر ( خصوصا ) في الارواح إلي قدر معقول في حالة تكرار الظرف الكارثي.
إلا بلادنا العامرة .. حيث نتصور أن الكارثة التي تحل بنا كشعب ( فقد اسلحة الجيش و هزيمته ، زلزال مدمر، سيول جارفة ،حريق قطار ، غرق عبارة ) هي مشكلة شخصية للحاكم.. عليه أن يواجهها منفردا ..
نقف نرقب في برود .. كيف سيتصرف ..و ننتقد ردود فعله .... حتي لو إعترف بأنه قد أخطأ ..و يود المغادرة ليحل محله من يقود.. نخرج .. نزجره .... اللي حضر العفريت عليه أن يصرفه. هي فوضي !!.. اقعد نضف إللي عملته .. هو إحنا حنشيل قرفنا و قرف حكمك كمان .
شهدت هذا في ظروف متعددة أكثر من مرة خصوصا عقب الخسائر العسكرية المهينة . من 1948 حتي 1978،عندما حاولت قوات مصرية تحرير رهائن في مطار لارنكا .. فعادت بجثث قتلاها .(( 12 من جملة 58 كانوا يشكلون أفراد القوة .. بالإضافة لفقد طاقم الطائرة وإصابة 15 بجروح خطيرة ))
لم تتغير القيادة المنهزمة .. ولم نتعلم .. لم نقوم بنقل التجارب للأجيال التالية .. كتمنا علي الفضيحة .. إسكت منك له .. قدر الله و ما شاء فعل ..حضرات المسئولين بيسهروا ليل نهار علشان يلاقو حلول لكم ..و إنتم بتتريقوا ..لازم نصطف خلفهم ..و اللي حيسأل هو إيه اللي حصل ؟و إزاى إتهزمنا ؟يبقي هو الإنهزامي اللي لازم نطهر صفوفنا منه .. كله تمام ما دام القائد الهمام بصحة وسلام ومسيطرعلي الانام و .. كملوا النوم .. و بلاش قلق .
تمام إيه يا جدع دى الدبابات المعادية علي بعد 101 كيلو من القاهرة ..و الجيش التالت محاصر ..و بنترجي طوب الارض إن ندخل لهم شوية مية ..و فقدنا خمسميت مدرعة في كمين بوسط سيناء .. و الجمسي وقف يعيط في خيمة الإسرائيلين اثناء التفاوض لفك الإشتباك ..
يرد دى مش مشكلتك السادات معلم و قدر بالسياسة إن سينا ترجع كاملة لينا و مصر اليوم في عيد ..
طيب إتعلمتوا حاجة .. فهمتوا إيه السبب .. إيه الدروس المستفادة .. . إسكت إنت بتخفض الروح المعنوية ..دى الجولان و الضفة لغاية دلوقت محتله .
كي لا أطيل عليكم الحديث ساقصره في أمرين .. الاول يدور حول المصايب اللي بتيجي لنا من سيناء ,, (الهكسوس ، الأشوريون ، الفرس ، الإسكندر الاكبر ، عمرو بن العاص ، المأمون ، التتار ، العثمانيون ،الإسرائيليون عدة مرات ) .. جنودهم تتقدم دون مقاومة .. و المصريون يعيشون حياتهم في المدن و القرى بلا مبالاة .. دى عاركة الحكام مع الغزاة ..و اللي حيكسب ياخد الجزية و الضرائب ..فنحن في كل الأحواال منهوبين ..و مسروقين.. حنحارب علشانهم كمان جتهم مصيبة تلمهم كلهم. غالب و مغلوب .
و مع ذلك لم يفكر في يوم الحاكم و المحكوم في تعمير سيناء و جعل الحركة المعادية فيها صعبة ..( إسرائيل إحتلتها في 1956 و 1967 .. في ساعات لأنها صحراء خالية ) لقد كانت لدينا الفرصة خلال الخمسين سنة الماضية .. أن نقيم فيها عشرة أو عشرين مدينة كبيرة ..و مية أومتين قرية .. و نرحل هناك عشرين مليون مصرى يشغلونها .. ينتجون ..و يعيشون ..و يؤمنون المكان ..كما يفعل سكان الكيبوتزات اليهود .
و لكن الشعب صدر الطرشة و قال دى مشكلة الحكام ..و الحكام حطوا فيها حامية صغيرة تولي الأدبار مع كل هجوم .. و منعوا الناس من الدخول ..و إنشغلوا في تجنيد الإعراب و القبائل المحلية لتتبع تعليمات المخابرات .
ورغم أن كل هذا فشل عدة مرات ..إلا أننا نكرر الاخطاء ولا يتغيرالوضع .. الشعب لا يأمل خير من الحكومة ..و الحكومة لا تثق في الشعب .
الموضوع الثاني هو القروض و طرق إنفاقها .. و تدخل ( صنوق الدين ) في السياسة الداخلية و الخارجية للبلد .
لقد فعل هذا الخديوى سعيد ، إسماعيل ..و توفيق ..و أصبح علي الحكومات التالية حتي زمن الملك فؤاد أن يسددوا أصل الدين و فوائده أضعافا مضاعفة .. من أموال الضرائب ..و الجمارك ..و إلي بيع ممتلكات الأمة مثل سندات قناة السويس أو رهن جزء من إيرادات الحكومة و تخصيصة لسداد القروض
ماذا إستفاد الناس من هذه الديون .. لا شيء .. شوية قصور و كبارى و جناين .. و فنطظية ..و حفلات .. و ملاعيب المرابين و سرقات السماسرة و النصابين و بتوع التلات ورقات ..
الشعب لم يهتم كثيرا بما يستدينه حكامه .. لقد كان يدفع الاتاوة ..و لا يعرف لماذا .. إعتبروها فردة.. أى شيء غير إنها ديون عليهم .. اللي إستلف يسدد .. لو ركب علي أكتافه الديانه يركبوا .. لو أداروا سياستة يديروا .. بلا وجع دماغ .
تدور الايام و يعاد نفس السيناريو الرؤساء السادات و مبارك و السيسي .. يستدينون .. و لا يعرف الشعب كيف أنفقوا الديون ..و لا كيف ستسدد .. شافوا فلوسهم بيتقاسمها الناس الواصلة ..و هم غير مهتمين .. إللي إستلف يواجه..أنا لا مضيت ..و لا اخدت و لا صرفت .
خفضوا قيمة الجنية .. ميتغير .. طول عمرنا فقرا و حنفضل فقرا .. و اللي بيرزقك و الدولار بعشرين قرش .. حيرزقك لما يوصل لخمسين جنيه ...
زادت الاسعار .. بلاها مشتروات.. اللي معاهوش ميلزموش .. م إحنا عايشين من غير بضايعهم طول عمرنا نكمل العيشة المرة دى .. اللي وارثينها .. من سابع جد ...و ربنا يعوضنا في الاخرة ..
الديانة حيحجزوا علي الخزينة . يحجزوا هي خزنة أمي إن وقع بيت ابوك خد لك منه طوبة ..
لا مبالاة شديدة تغرى الحكام أن يزيدوا من تعقيد المشكلة ..و ببيع اراضي و منشئات الدولة .. و الكل منتظر أن يفرجها من عنده اللي بيفرج الكروب .
. في الحقيقة بيدعوا علي اللي كان السبب و لكن في السر و الخباثة . و بطريقة مدارية
بعد تحقق الناس من هزيمة 1967 ..لم يحدث تغير واسع في الشارع المصرى ... كل اللي حصل إن إرتفعت الجيبات لتظهر مساحات أكبر من السيقان .. و ساد نوع من المجون و اللامبالاة بالقيم و التقاليد .. و هاجر البعض .. و مرض اخرون بأمراض نفسية و عصبية .
لكن أغلبية الناس إحتفلوا برمضان و تابعوا ((شنبو في المصيدة )).. و أقيمت العزايم ..و إشتروا كحك في العيد .. و كانوا بيقولوا لبعض كل سنة ..و إنت طيب .. و في بعض الأحيان يتساءلوا .. هي الحكومة حتحل المشكلة دى إزاى ...
بعد شوية لما لقوا الحكومة مش هنا .. قلبوا سلفيين و مجاهدين مهتمين بالفصل بين البنات و الشباب في الجامعة .. و كونوا جماعات إرهاب تفرض قواعد الشرع .. يمكن السما ترضي..و طاردوا حلقات اليسار اللايص بين افكار لينبن ..و جيفارا ..و ماوتسي تونج . ..و كانت فرصة .. للحكام أن يذهبوا للقدس و كامب دافيد .. و يصرحوا دون قلق .. 73 أخر الحروب
اليوم بعد نصف قرن لا يختلف الوضع نعيش هزيمة مجتمعية و فوضي إقتصادية ..و إستسلام للقوى العظمي نتأمل تهديدات ترامب ..بإندهاش ثم نتساءل .. هي الحكومة حتحل المشكلة دى إزاى
و عندما نجد البضائع مرتفع القيمة .. نقول أهو اللي بيجرى علي الناس يجرى علينا .. فإذا ما قال أحدهم .. نغير الحكومة و السياسة طلعوا فيه زى الوحوش .. اللي حضر العفريت يصرفة .. ملناش دعوة ... ((هو إحنا في أحزانكم مدعية ..و في افراحكم منسية )) كل واحد يشيل شيلته
بصراحة إصبحنا بمرور الوقت نوع أخر من أبناء الهوموسابين .. غير قابل للتعلم .. لم يشهد مثله تاريخ التطور ..واخدين طاطورة . و مريحين مخنا ..و أخر روقان .. منتظرين فرج اللي الحل في إيدهم...و نطمن بعض اصبر .. إنت إيه .. (( ظل النبي نوح يدعو قومه 950 عاما.. وما امن معه الا قليلا)).



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد إجتماعي معاصر أم وصايا الدين
- هذه ثقافتهم علمهم و لسنا مدعويين
- مجتمع الكوارث والإنزلاق الطبقي
- عدوان البعض و دفاع الضعفاء دورة لا تتوقف
- غسيل أملاح المجتمع الضارة
- الأكل هناك ملهوش طعم
- لا بديل للتقدم لكسب الحرب
- السعادة .. في بلد مفتقد الأمان
- عندما ييحكم العالم أشخاص عاديين
- فليأخذ حبات عيونهم .. مش مشكلتي
- كأن الإمبراطورية الرومانية قد عادت
- الإرث المجهول
- توازن القوى في صالح الدولة
- فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).
- أحداث 2011 هل كانت مدبرة
- الأخت جيمني
- يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل
- درس تاريخ للاطفال
- هل يعود الأنوناكي لنتعلم منهم الإنسانية
- هذة العقائد ستذهب لمتاحف الأنثروبولجي


المزيد.....




- فيديو حصلت عليه CNN يظهر تحرك دبابات إسرائيلية في الضفة الغر ...
- صحيفة: شركة صينية تطالب موظفيها العازبين بالزواج قبل نهاية س ...
- الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية له
- قراءة في مشهد معقد.. تحديات ضخمة أمام ألمانيا بعد الانتخابات ...
- -رويترز-: واشنطن تحث الجمعية العامة الأممية على دعم قرارها - ...
- ليبيا.. عقيلة صالح يتحدث عن توافق متزايد بين مجلسي النواب وا ...
- رئيسا المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي يصلان إلى كييف
- بيونغ يانغ تهدد -مجموعة الأشباح الإجرامية-
- فضيحة كبرى مرتبطة بأوكرانيا تندلع في بولندا
- الفائز بانتخابات ألمانيا يهاجم ماسك ويعلن موقفه من أوروبا وا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الناس أكلت طاطورة