الاشتراكي الموحد يحيي للذكرى الأولى لرحيل محمد بنسعيد آيت إدير تحت شعار -من أجل حوار وطني لبناء مغرب الديمقراطية-

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 21:50
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

من أجل إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل المناضل الرمز محمد بنسعيد ٱيت إيدر، قرر المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد تنظيم مهرجان سياسي احتضنته قاعة محمد زفزاف بحي المعاريف/الدار البيضاء.
تميز هذا المهرجان والسياسي بحضور جمال براجع، الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي، ووفد عن حزب التقدم والاشتراكية يرأسه عبد الواحد سهيل، ومحمد شوقي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، ومصطفى المعتصم، عن البديل الحضاري، وممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومة وجيش التحرير مكلفا بقراءة رسالة مندوبها السامي مصطفى الكثيري، والكاتب الوطني لنقابة التعليم العالي، وعبد السلام العزيز الأمين العام لفدرالية اليسار الديمقراطي، وعمر الزايدي، الأمين العام لحزب الخضر، وعلال بلعربي، ممثلا الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.
من هيئات المجتمع المدني، حضر مبارك عثماني، رئيس الهيئة المغربية لحقوق الإنسان، وعزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ممثلين عن الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع والمجموعة الوطنية من أجل فلسطين. كما حضر عبد الإله بن عبد السلام ممثلا للائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان.
شارك في هذا المهرجان السياسي عبد اللطيف اليوسفي ممثلا لمركز بنسعيد ٱيت إيدير للأبحاث والدراسات، ونبيلة منيب، بصفتها برلمانية الحزب وإحدى مناضلاته اللائي أضاء لهن الزعيم تضاريس ومنعرجات درب النضال.
انطلق هذا المهرجان الخطابي، الذي اختير له كشعار "من أجل حوار وطني لبناء مغرب الديمقراطية"، على الساعة الرابعة بعد زوال يوم 22 فبراير الجاري، وأنيطت مهمة تسييره بنجيب صابر، عضو برلمان الحزب، أمام حضور وازن.
مباشرة بعد نهاية عرض شريط مصور عن حياة الرجل المناضل الفد مع رجالات الحركة الوطنية وزعمائها التاريخيين ومع قادة عرب من فلسطين والجزائر، ألقى المسير كلمة لخص فيها مناقب وخصال وقيم فقيد اليسار المغربي والوطن المغربي الذي جسد رمز الوطنية الصادقة والكفاح الدؤوب من أجل تحرير البلاد أولا ودمقرطة الدولة والمجتمع ثانيا.
وأشار نجيب إلى أن الشعار الذي ينظم تحته هذا المهرجان السياسي يكثف مسارات محمد بنسعيد الوحدوية بدء بكتلة العمل الوطنية والكتلة الديمقراطية وانتهاء بمصداقيته في توحيد الشتات اليساري تحت مسمى حزب اليسار الإشتراكي الموحد سنة 2002، وتحت مسمى الحزب الاشتراكي الموحد منذ 2005 إلى الآن.
قبل البدء في مباشرة هذه الندوة، رحب المسير بالحضور الكريم وشكره على تلبية دعوة المكتب السياسي ودعا الحاضرين جميعا إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على فقيدنا وعلى شهداء الشعب المغربي والشعب الفلسطيني وحركات التحرر العالمي.
بعد ذلك، استأنف المسير كلمته مشيدا بحضور أحزاب سياسية ووطنية وديمقراطية ويسارية وفعاليات نقابية وجمعوية وثقافية وإعلامية.
وعن اختيار المكتب السياسي لذلك الشعار، قال المنسق إنه تعبير عن قناعة عبر عنها سي محمد بنسعيد طيلة حياته، وهي الحرص الدائم على نسج علاقات مع كافة القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية بكل الوسائل المتاحة لإرساء دعائم التشاور والتنسيق بينها، حتى لا يضيع الجهد وتجهض الفرص، من أجل بناء مغرب ديمقراطي. كما أضاف أن الراحل راهن وعمل دائما على وحدة صفوف اليسار المغربي، ولم يميز بين دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع من أجل التغيير المنشود في اتجاه الملكية البرلمانية التي لا يمكن تحقيقها إلا بتجميع الطاقات المناضلة ذات المصلحة في التغيير. ولهذا نجده دوما في مقدمة من يتزعمون مبادرات التكتل والتجميع والتوحيد وصولا إلى لقدرة على التأثير وإحداث التطورات المطلوبة.
كما عمل سي محمد بنسعيد، يتابع المتحدث، بكل حيوية وبفضل علاقاته المتنوعة، على إرساء دعائم الوحدة المغاربية انسجاما مع قناعته بأنها لن تكون إلا لصالح شعوبها المتعطشة للحرية والتقدم والديمقراطية، باذلا جهدا لفض النزاعات بينها ومناصرا لكل حركات التحرر وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفاء منه لهذا المسعى النبيل، وإدراكا لجسامة التحديات التي تواجهها البلاد على جميع المستويات، يتطلع الحزب الاشتراكي الموحد إلى تأسيس حوار جدي تفاعلي ومنتج بين الأحزاب السياسية الوطنية والديمقراطية واليسارية والفعاليات الجادة من المجتمع لبلورة مشروع طموح يمكن أن يضع البلاد على سكة الانتقال إلى الديمقراطية الحقة. واعتبر المتحدث أن هذا المشروع كفيل بتعبىة شاملة للتصدي للاستبداد ومحاربة الفساد وتثبيت السيادة الوطنية للبلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا.
كان جمال العسري ملقي اول شهادة في حق الفقيد بدأها بتوجيه التحية لممثلي الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية والفاعلين الإعلاميين والثقافيين الذين أبوا إلا أن يحضروا ويشاركوا مناضلي الحزب آلام الفقد واليتم الناتجة عن رحيل ٱخر رجالات الوطن والوطنية الصادقة الذي يسجل التاريخ أنه عارض جميع الدساتير المغربية.
استهل الأمين العام الاشتراكي الموحد كلمته بتوجيه تحية نضالية عالية إلى عموم الحاضرات والحاضرين، وإلى ممثلي الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية ذاكرا إياهم بأسمائهم والتنظيمات التي ينتمون إليها.
وقال بلغة مفهومة حد البساطة: "لا يمكن لنا، ونحن نبدأ هذه الندوة، ألاىنذكر معتقلي الريف وألا نطالب بإطلاق سراحهم وغيرهم من كافة المعتقلين في قضايا الرأي ومن الصحافيين والمدونين"، مستحضرا في هذا المقام لحراك الريف مع التعبير لحسابه عن تحية نضالية قوية.
رحب المتحدث باسم أعضاء وعضوات المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد بالجميع شاكرا إياهم على تجاوبكم مع الدعوة إلى مشاركتهم في هذه المناسبة التي مناطها إحياء الذكرى الأولى لرحيل الرفيق الأستاذ المجاهد المناضل الرمز محمد بنسعيد آيت إيدر الذي لم يكن مجرد رمز للحزب الذي عاش ومات في كنفه، ولا مجرد رمز لليسار المغربي بصفة خاصة أو للمعارضة المغربية بصفة عامة، بل هو وبكل بساطة رمز الوطن. كيف لا وهو الذي قضى حياته من أجل النضال والكفاح؟. واجه الاستعمار والاستبداد والقمع وناضل من أجل مغرب يتسع لكل أبنائه وبناته، مغرب نتصالح مع شبابه، يقول جمال.
وفي نظره، يمثل محمد بنسعيد آيت إيدير ماضي المغرب وحاضره، كان قبل سنوات داعما لنضال شباب 20 فبراير. نتذكر أنه قبل 14 سنة خرج من مقر الحزب الاشتراكي الموحد لمواجهة القمع دفاعا عن الشباب ومطالبهم، رافعا شعاراتهم، واقفا وقفة الأسد أمام قوات القمع وهي تحاول بكل يأس إحراج صوت الشباب الحالم بمغرب الديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ولاحظ جمال العسري أن محمد بنسعيد ما انفك يطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم معتقلي حراك الريف، ولم تتوقف نداءاته الهادفة إلى تمكين هؤلاء الشباب من معانقة الحرية بعد أن جهروا بالحق مطالبين بالعدالة الاجتماعية والعدالة المناطقية. وبذلك رسم لوحة مغرب الغد وهو حامل، رفقة رفيقاته ورفاقه، شعار "دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع.
وأضاف الأمين العام قائلا: "ونحن نحيي الذكرى السنوية الأولى لرحيله وفاء منا لقيمه ومبادئه وفق شعار هذه الندوة، ونحن نختار هذا العنوان، كنا نستحضر روح زعيمنا وفقيدنا. نستحضر تضحياته ونضالاته ومبادراته واقتراحاته من أجل دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع عبر كل مراحل حياته. وهو الذي انخرط منذ شبابه في المقاومة الوطنية وحمل سلاحه إلى جانبها لاستقلال الوطن أولا، ولتحرير كل ترابه ثانيا باسترجاع صحرائه، ليختار الانحياز بعد ذلك إلى جانب القوى التي رأت كيف بدأت أحلام التحرر تتبخر بين أيديها ليقوم مكانها واقع الاستبداد والقمع والظلم ليختار ببساطة ضفة النضال والكفاح والمواجهة وأعلن انخراطه في كل المعارك الشعبية والنضال من أجل تغيير موازين القوى للبدء في تحقيق الانتقال الديمقراطي، وهو يدرك تمام الإدراك أن أهم عوامل نجاح هذه المعركة هو العمل النضالي المشترك لبناء جبهة واسعة للنضال تضم جميع أصحاب المصلحة في التغيير. وفي قلب هذه الجبهة توجد قوى اليسار التي تحتاج إلى عملية تنسيق مكثف على قاعدة برنامج نضالي مستمر. من هذا الإيمان جاء انخراطه القوي في كل المبادرات النضالية المشتركة ومنها انخراطه الثابت في بناء الكتلة الديمقراطية في لحظة كان فيها الوطن، كما اليوم، أحوج ما يكون إلى فعل ديمقراطي، نضالي، مواجه، مبادر من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي لم نصل ولم ندخل إليه بعد.
من أجل تحقيق هذا الحلم الموؤود والامل المنشود في الانتقال الديمقراطي والعبور من ضفة الاستبداد والتغول والتسلط والقمع إلى ضفة الحرية والكرامة والديمقراطية. نرى في الحزب أن هذا الانتقال الديمقراطي لم يتحقق بعد".
فعلا، استطاعت الكتلة الديمقراطية بأصواتها المجتمعة وبالتفاف الشعب حولها أن تشكل قوة مؤثرة في الواقع السياسي المغربي كما شكلت قبلها الكتلة الوطنية نفس التأثير لعشرات السنين.
اليوم نتساءل أمامكم ومعكم، بل نفكر معكم وبصوت مرتفع: بعد الكتلة الوطنية وبعد الكتلة الديمقراطية وما رفعت من تحديات، ألم يحن الوقت لتأسيس كتلة جديدة، كتلة او كتلة شعبية واسعة تناضل من أجل تعاقد جديد بين الدولة والمجتمع؟ كتلة او جبهة قادرة على مواجهة منظومة الفساد والاستبداد.
ونحن نحيي الذكرى الأولى لرحيل المناضل الفد، الرمز، المجاهد محمد بنسعيد آيت إيدير، تعايش ما يمر به عالمنا الراهن بكل مستوياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية في مرحلة صعبة ودقيقة وخطيرة لا يختلف لا أعضاء الحزب المضيف ولا ضيوفه في وصفها وتشخيصها، وضعية وصلنا إليها في ظل حكومة القمع والإجهاز على كل الحقوق بعد أن صادرت كل المكتسبات، حكومة تكميم الحريات وإسكات كل الأصوات المعارضة، حكومة أصحاب رأس المال وجشعهم، حكومة التراجعات والتضييق على الحريات، حكومة القوانين المكبلة لحرية المواطن وآخرها قانون الإضراب وقبله قانون المسطرة الجنائية وقانون المسطرة المدنية. لن نختلف في تشخيص هذا الداء الذي أصاب الوطن والشعب وكاله أمده واستشرت أعراضه. حزبنا يفكر معكم وإلى جانبكم وبصوت مرتفع في كيفية بناء وطن الغد وفي موضوع مستقبل الوطن لنخرج جميعا، بعيدا عن كل الحسابات وفوق كل الاعتبارات، بخارطة طريق لبناء مغرب آخر، مغرب ممكن، مغرب الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية وفاء منا جميعا لمناضل أحببناه وقدرناه واحترمناه جميعا، لمناضل من أجل الديمقراطية الوطنية، ظل وفيا لروح العمل الوحدوي مشجعا لكل مبادرات تأسيسه. وما مجهوداته لتوحيد اليسار الديمقراطي إلا خير دليل على ذلك.
خافظ محمد بنسعيد آيت إيدير على علاقاته الجيدة مع جميع الأطراف السياسية في البلاد وخاصة منها اليسارية والوطنية واحترم استقلالية قرارها وآمن حتى النخاع بالعمل المشترك على قاعدة برنامج نضالي لدمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع.
وإذ يدعو الاشتراكي الموحد إلى هذا البرنامج النضالي المشترك يستحضر أمامه درسين: الدرس الفرنسي في الانتخابات الأخيرة، والمقصود به درس الجبهة الشعبية الجديدة التي استطاعت وقف زحف الأحزاب اليمينية المتطرفة بعد أن اتفقت الأحزاب المشكلة لهذه الجبهة على برنامج عمل مشترك تقدمت به للشعب الفرنسي الذي منحها في المقابل أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية لعام 2024 لتحقيق الأغلبية النسبية في الجمعية الوطنية.
الدرس الثاني هو درس المقاومة الفلسطينية رغم الحصار البري والبحري والجوية، رغم القمع والتقتيل والتدمير كانت إرادة الحرية والتحرر حاضرة. نعيد طرح السؤال: ما الذي يمنعنا هنا في المغرب من بناء جبهة شعبية واسعة للنضال، جبهة مجتمعية حول برنامج النضال المشترك تحظى بالتضامن الشعبي لتغيير موازين القوى أو على الأقل تعديلها، جبهة تناضل مع الشعب من أجل تحقيق إصلاحات وتغيرات شمولية منطلقها تغيير سياسي ودستوري يؤسس لملكية برلمانية حقيقية نرى بلادنا في أمس الحاجة إليها.
إن الجبهة التي يدعو الحزب إلى التفكير في تأسيسها من داخل انخراط مناضلاته ومناضليه في النضالات الجماهيرية والحراكات الشعبية ستحقق لا محالة حلمنا جميعا في الانتقال الديمقراطي. كما يؤمنون بأن حوار القوى اليسارية والوطنية والديمقراطية قادر على فتح الطريق نحو بناء المغرب الذي ناضل من أجله المرحوم محمد بنسعيد آيت إيدير وكل مناضلي وشهداء ومقاومي هذا الوطن.
وأكد جمال أن الوضع الذي يعيشه الشعب والوطن اليوم صفته البارزة الأزمنة واستشراء الفساد والاستبداد بدفعنا إلى طرح السؤال: كيف الخروج من حالة الانتظار والمراقبة نحو العمل والمبادرة اللذين هما السبيل لتحقيق حلم الانتقال الديمقراطي والسيادة الشعبية وهو الجسر لتوحيد وتحقيق السيادة الوطنية المستقلة على كافة الواجهات وأولها سيادة القرار السياسي واستقلاليته باعتبارها المدخل الأساس للحيلولة دون الارتماء في أحضان قوى الإمبريالية الصهيونية والانصياع لتوجهاتها ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي الذي أجمعت شعوب العالم على وصف حربه على الشعب الفلسطيني بحرب الإبادة والتطهير العرقي وها هي تتابع مسؤولي هذا الكيان وكبار قادته عبر المحاكم الدولية بتهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. السيادة الشعبية هي التي ستجعلنا نقف مرفوعي الرأس داعمين ومساندين كفاح الشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته البطلة الصامدة. السيادة الشعبية ومعها السيادة الوطنية هي التي ستحصن بلادنا وتمتع عنها تدنيس أرضها بزيارة وزراء حكومة الإرهاب ومجرمي الحرب ورفع راية الكيان النازي في مدننا.
في نهاية كلمته، قال جمال العسري: "ختاما، عندما فكرنا في هذه الندوة إحياء لذكرى فقيد الوطن ونحن نستحضر أرواح الرموز الوطنية فقد أردنا أن ندشن عهدا جديدا في علاقاتنا، عهدا يفتح أفقا مغايرا للوطن. يدفعنا اليقين بأن العمل النضالي والكفاح المشترك وفق برنامج ديمقراطي لبناء مغرب الغد قادر لوحده على إحداث التغيير وتحقيق الانتقال الديمقراطي الحقيقي والعبور إلى ضفة الدولة الديمقراطية والرحيل عن دولة الفساد والاستبداد والقمع متأكدين من أن تشتتنا وتشتت القوى اليسارية والديمقراطية والوطنية لن يعيد إلا إنتاج الإخفاقات ولن يعطي إلا فرصة أخرى للفاسدين والمستبدين الذين يجمعون اليوم بين السلطة والمال، وبنتج ويتيح لهم فرصا أكبر لاستمرار الفساد وتغول السلطة. لهذا يتمنى مناضلو الاشتراكي الموحد ان يكون لهذا اليوم ما بعده، وهو ما سيعسد أرواح شهدائنا ورموز النضال والوطنية وعلى رأسهم الرفيق محمد بن سعيد آيت إيدير".
بعد العسري، توالت شهادات كل من جمال براجع، الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي،
الذي تحدث باسم كافة مناضلات ومناضلي الحزب. موجها تحية نضال وصمود ووفاء إلى الشهداء، وتحية خاصة لمناضلي الحزب الاشتراكي الموحد على دعوة رفاقهم في النهج الديمقراطي إلى المشاركة في تخليد الذكرى الأولى لرحيل محمد بنسعيد آيت إيدير الذي ساهم بشكل قوي وملموس في إرساء دعائم الحوار الوحدوي بين جميع المكونات الديمقراطية الوطنية من أجل التغيير. ما أثاره بشكل خاص في حياة الراحل، بالإضافة إلى استماتته ومقاومته للاستعمار والظلم والاستبداد والفساد في مغرب الاستعمار الجديد، هو ما تمتع به من قيم وخصال لا بد من استحضارها إذا أردنا فعلا أن نتقدم. وإلى ذلك، أضاف أن هذا الرجل عاش وناضل نظيفا وصادقا ومات نظيفا وصادقا في وقت ثلوتت فيه الحياة السياسية وتمكن النظام المخزني عبر آلياته المختلفة من اختراق الصف الوطني والديمقراطي اليساري، ومن استقطاب مجموعة من العناصر والأطر التي كانت سابقا في خندق النضال الديمقراطي وتحولت إلى خندق المخزن واندمجت في بنيته.
وقال براجع أنهم يعتبرون في النهج الديمقراطي أن لهذا الشعار الذي اختير لهذه الندوة راهنية قصوى واصفا إياه بأنه أحد الركائز والمنطلقات الأساسية في ممارستنا السياسية.
من المتدخلين عبد السلام العزيز، الأمين العام لفدرالية اليسار الديمقراطي، وعبد الواحد سهيل، ممثلا لحزب التقدم والإشتراكية، ومحمد شوقي نائبا عن إدريس لشكر، رئيس الإتحاد الإشتراكي.
كما أعطيت الكلمة لممثل المندوبية السامية لقدماء جيش التحرير، ولأحمد السباعي كبرلماني سابق مع الراحل بنسعيد، ومعتقلي وضحايا تازمامارت الذين ناب عنهم عبد الله أعكاو.
على العموم، أشادت الشهادات المقدمة على منصة الخطابة بمسارات الرجل المتعددة وبتضحياته وكفاحيته ونظافة يده ونزاهته وحبه الكبير لوطنه وشعبه التواق الى الحرية والكرامة والعيش الكريم والمساواة والعدالة الإجتماعية والمناطقية.

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات