أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - الإزدحام يقضّ مضاجع البغداديين














المزيد.....


الإزدحام يقضّ مضاجع البغداديين


رائد الهاشمي
(Raeed Alhashmy)


الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باحث وخبير اقتصادي
أصبح الازدحام يقضّ مضاجع البغداديين حيث تشهد العاصمة بغداد ازدحاماً مرورياً خانقاً يتفاقم يوماً بعد يوم وبشكل لم يسبق له مثيل بسبب التوسع السكاني والنمو العمراني غير المنظم مما يستدعي حلولاً استراتيجية تعالج جذور المشكلة بدلاً من الحلول المؤقتة التي لم تؤتِ ثمارها بالشكل المطلوب.
نتائج هذا الازدحام الخانق والمتكرر كثيرة فاضافة للازعاج الذي يتعرض له المواطن هناك نتائج أخرى أهمها ضياع الوقت بالتنقل وصعوبة وصول الموظفين والطلاب الى الدوام وصعوبة وصول العاملين في القطاع الخاص الى أماكن عملهم حيث تأثرت معظم المهن والمصالح نتيجة هذا الازدحام , لهذا فان المعالجة الشاملة من قبل الحكومة تستوجب العمل على محاور متعددة تضمن انسيابية الحركة وتخفف الضغط على الطرق الرئيسية وتتطلب وضع حلول جذرية مدروسة لحل المشكلة:
اولى الحلول تتطلب دراسة المشكلة من قبل لجان علمية متخصصة تقوم بدراسة المشكلة دراسة عميقة من جميع جوانبها وتقوم باقتراح حلول معقولة وممكنة وسريعة وأن تضع استراتيجية علمية تتضمن حلول قريبة وسريعة وحلول أخرى على المدى البعيد ,والحل الآخر ضرورة وضع رؤية شاملة لتطوير وتوسعة شبكة الطرق والجسور عبر إنشاء طرق بديلة تحيط بالمناطق المزدحمة لتقليل الكثافة داخل مركز المدينة حيث يمكن تنفيذ مشاريع للطرق الدائرية التي تربط المناطق البعيدة دون الحاجة للمرورعبر قلب العاصمة كما يجب تفعيل الجسور الطولية والعرضية لتخفيف العبأ عن الجسور القديمة التي أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المركبات, وكذلك يمكن تعزيز وتطوير وسائل النقل العام بحيث تصبح بديلاً فعالاً عن المركبات الخاصة فمثلاً يمكن الاستعجال بحسم مشروع القطار المعلق الذي لايعرف طلاسمه الا الله حيث نسمع به منذ عام 2003 ولحد الآن, حيث سيساهم تنفيذ هذا المشروع بحل جزء كبير من المشكلة لأن شبكاته ستمتد عبر المناطق الحيوية في العاصمة وتكون وسيلة نقل سريعة ومنتظمة تقلل الحاجة لاستخدام السيارات الشخصية كما أن تعزيز منظومة قوافل الحافلات الحكومية التي تقبع في مرائب وزارة النقل منذ سنوات طويلة وانزالها للشارع وتخصيص ممرات خاصة بها ما سيسهم في تنظيم النقل الجماعي ويشجع المواطنين على ترك سياراتهم والاعتماد على النقل المشترك, كذلك يمكن تنفيذ مشاريع النقل النهري والاستفادة من نهر دجلة الذي يقسم العاصمة الى قسمين حيث سيساهم في امتصاص كثير من زخم الازدحام,الحل الآخر يعتمد على تطبيق أنظمة المرور الذكية التي تعتمد على التكنولوجيا في إدارة حركة السير عبر إشارات مرورية ذكية وكاميرات مراقبة متطورة تساعد في توجيه المركبات بعيداً عن المناطق المزدحمة إضافة إلى ذلك يمكن الاستفادة من التطبيقات الحديثة التي توفر معلومات آنية عن الاختناقات المرورية مما يسمح للسائقين باختيار الطرق الأقل ازدحاماً, ولاننسى ضرورة وضع ضوابط وقوانين جديدة تنظم عملية استيراد السيارات التي ملأت شوارع العاصمة بشكل عشوائي وغير مسبوق ويمكن إعادة تفعيل قانون تسقيط المركبات القديمة.
اما الحل الآخر فيكون بإعادة تنظيم الأسواق والمناطق التجارية التي تتسبب في زحام دائم عبر نقل الأسواق العشوائية والمناطق الصناعية والتجارية المكتضة إلى مواقع أكثر تنظيماً وتكون خارج حدود العاصمة مثل مامعمول به في جميع عواصم العالم وكذلك يمكن إنشاء مواقف سيارات متعددة الطوابق للحد من الوقوف العشوائي الذي يعد أحد أهم أسباب الازدحام كذلك فإن تحديد أوقات محددة لدخول الشاحنات الكبيرة إلى المناطق التجارية يسهم في تقليل التكدس خلال ساعات الذروة.
وهناك حاجة أيضاً الى تعزيز الوعي المروري وثقافة القيادة لدى المواطنين من خلال حملات توعية مستمرة تحث على الالتزام بالقوانين واحترام أولوية المرور كما أن تشديد العقوبات على المخالفات مثل الوقوف العشوائي والتجاوز الخاطئ يمكن أن يحد من الفوضى المرورية ويساعد في تحقيق انسيابية أكبر على الطرق.
ختاما فإن حل أزمة الازدحام في بغداد يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة تشترك فيها جميع الجهات المعنية لتحقيق بيئة مرورية أكثر تنظيما وسلاسة حيث إن الاعتماد على الحلول المؤقتة لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة لذا فإن العمل الجاد والتخطيط المدروس هما السبيل الوحيد لتخفيف معاناة المواطنين وتحسين جودة الحياة في عاصمتنا الحبيبة.



#رائد_الهاشمي (هاشتاغ)       Raeed_Alhashmy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى دافوس 2025
- دعوة لاعادة النظر بقرار البنك المركزي
- مخرجات الغاء مزاد العملة
- دعوة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية
- مقترحات لحل ازمة السكن في العراق
- تعزيز الأمن الغذائي في العراق ( مقترحات استراتيجية لمستقبل م ...
- إجرائات مقترحة لمعالجة صعود الدولار
- ظاهرة الحج السياسي
- مباديء لتطوير البنية التحتية وتعزيز النمو الاقتصادي العراقي
- كيف نفهم الديمقراطية؟
- الى متى يبقى المواطن البسيط يدفع الثمن؟
- مشروع (طريق التنمية) حُلم ننتظر تحقيقه
- أما آن الأوان لإجراء ألتعداد العام للسكان
- موقف حكومي وبرلماني مخجل من أزمة انخفاض الدينار
- لو كان الازدحام رجلاً لقتلته
- دعوة للحكومة الجديدة لتبني التنمية المستدامة
- تأخير الموازنة وانعدام الحلول
- اجعلوها انتفاضة لكل العراقيين
- خارطة طريق مقترحة للحكومة الجديدة
- كيف نعيد لبصرتنا الحبيبة ثغرها الباسم ؟


المزيد.....




- بأعداد قياسية.. شاهد أكبر تعشيش لسلاحف ريدلي الزيتونية في ال ...
- ليبيا.. النواب والدولة يصدران بيانا ختاميا عقب اجتماع القاهر ...
- البنتاغون: الولايات المتحدة استثمرت في أوكرانيا أكثر من أي د ...
- تزامنا مع تشييعه.. الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو جديد لعملية ا ...
- الألمان يتوجهون لصناديق الاقتراع في انتخابات وطنية قد تعيد ا ...
- مئات الآلاف في وداع أمين عام حزب الله حسن نصر الله على وقع غ ...
- +++ الانتخابات الألمانية ـ نسبة المشاركة بلغت 52 % حتى منتصف ...
- ويتكوف: نتوقع أن تتمكن الشركات الأمريكية من العودة إلى روسيا ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الحرب ستنتهي بإعادة المحتجزين وإخضاع ...
- زيلينسكي يرفض الاعتراف بأي ديون مستحقة للولايات المتحدة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - الإزدحام يقضّ مضاجع البغداديين