أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى تستطيع الدولة أداء الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية لوجودها














المزيد.....


متى تستطيع الدولة أداء الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية لوجودها


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 15:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تفقد الدولة قدرتها على أداء الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية لوجودها، وتشمل هذه الوظائف عادة، إدارة شؤون الحكم وتنظيم العلاقة بين الدولة والمجتمع، الحفاظ على النظام الداخلي، تقديم الخدمات العامة وضمان الأمن والاستقرار لمواطنيها. لكن، عندما لم تتمكن إلى جانب انهيار المؤسسات الإدارية وعدم الاستقرار الوطني، السياسي والاجتماعي، من توفير تلك المهام، تكون، وفقا لخصائص الدولة الاساسية المتعارف عليها في النظم المدنية، دولة فاشلة. العراق، بسبب انهيار سيادة القانون وضعف النظام القضائي والقانوني وانعدام الأمن والاستقرار السياسي والمجتمعي وانتشار المحسوبية وتفشي الفساد المقنن والجريمة المنظمة وإختراق الميليشيات المسلحة لمرافق الدولة، أصبح يعاني من عدم القدرة على توفير أبسط الخدمات الأساسية للمجتمع أو الحد من نقص المياه والكهرباء وسوء الرعاية الصحية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانهيار البنى التحتية وغياب المشاركة السياسية الحقيقية وانعدام الشفافية. فيما بلغت دوّامة الصراعات السياسية مدياتها البينية لافراز الأزمات المجتمعية. الأمر الذي غالبا ما أدى إلى عجز الدولة عن بسط نفوذها الجيوسياسي أو حماية مواطنيها وحدودها ومواردها الوطنية، بذلك ساعدت القوى والأحزاب التقليدية الماسكة بالسلطة للسيطرة على المؤسسات العامة واستنزاف قدراتها المعنوية والاقتصادية والبشرية بطرق غير قانونية. إن انقسام النخب السياسية وتعايشها مع الأزمات، قد أدى إلى غياب التوافق حول القرارات المصيرية، وخلق حالة من الفوضى السياسية وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على تلبية تطلعات الشعب، مما عمق الصراع الداخلي وتدهور الأوضاع واستغلال الجماعات المتطرفة للفجوات الأمنية لإثارة الفتن وأعمال العنف. أيضا، أضعاف الدولة وجعلها عرضة للتدخلات الدولية وعدم القدرة على ضمان المصالح الوطنية وإلى فقدان المواطنين الثقة بها، الأمر الذي زاد من مشاعر الإحباط واليأس...

جماعات فئوية

عندما تكون الحكومات غير قادرة على بسط سيطرتها على الدولة ومحيطها الجيوديمغرافي، يصبح من الممكن، أن تتمرد الأحزاب والجماعات الفئوية على الدولة، مما يفضي ذلك إلى عدم التوازن وبالنهاية إلى صراع على السلطة والنفوذ بطرق غير مشروعة. وعندما تصبح الإدارة المركزية للدولة غير قادرة على ضبط الميكانيكية الاقتصادية سيؤدي إلى انهيار الأسواق المحلية وإلى غياب الاستثمار وإهمال الخدمات العامة وتدهور جودة الحياة. وعندما تكون سلطة الدولة غائبة، فمن الطبيعي، أن تسعى الجماعات المسلحة لملء الفراغ وممارسة التجارة بالمخدرات والأسلحة كوسيلة لتمويل الجهات غير الحكومية التي تتقاسم النفوذ والتأثير الإثني. إن ازدواجية صنع القرار في العراق وتمركزه بين قوتين متضادتين «الدولة» و»الدولة العميقة»، أدى إلى تآكل ثقة الناس بالمؤسسات الرسمية ودفع بالهروب من البلاد بحثا عن الأمان. وتجلى فشل الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون ودولة المواطنة بمظاهر غياب حكومة مركزية قوية بإستطاعتها الحد من الأزمات وتدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية أو محاربة الجريمة السياسية والفساد الإداري والمالي وتحقيق الشفافية والعدالة الاجتماعية. بيد أن العديد من المكونات، العرقية والدينية والفئات المجتمعية والفكرية والشخصيات الاجتماعية، باتوا، لا يثقون بالعملية السياسية، مما أدى إلى ابتعادهم عن المشاركة السياسية الفعلية بسبب تماهي القوى الماسكة بالسلطة للتفرد بالحكم والهيمنة على صناعة القرار السياسي وتسويف المبادئ الدستورية والقانونية والمصالح الوطنية. وهو أمر، لو لم يحدث، كان من شأنه أن يعزز مكانة الدولة ومقدرتها للتحرر من الضغوط السياسية والأمنية الداخلية والخارجية.

ضعف مؤسسات

إذن، الدولة الفاشلة ليست مجرد نتيجة لفشل الحكومة في بسط إراداتها الحصرية، بل هي حالة مركبة تنتج عن ضعف المؤسسات واختراقها من قبل منظومات الفساد وسيطرة الأحزاب، والأهم، التباين الاجتماعي بسبب عدم التوازن والتناقظات السياسية والعقائدية.

فيما الدولة بحاجة إلى كفاءات حرفية نزيهة تمتلك عقيدة وطنية ورؤية استراتيجية متكاملة لمعالجة الأسباب جذريأ والنهوض بالعراق نحو الاستقرار الاقتصادي والتماسك الاجتماعي. السؤال: هل بإمكان القوى المدنية التي تتعارض مواقفها مع سوء إدارة الدولة، مواجهة الفوضى السياسية وإنهاء الأزمات الخطيرة التي يتعرض لها العراق والمجتمع العراقي برمته منذ عقدين من الزمن. فيما تتربع طبقة سياسية طائفية، شيعية سنية كردية، على مقاليد الحكم، ينصب كل همها على المكاسب والامتيازات الفئوية والجهوية. الأسباب التي جعلت العراق ومصالحه الوطنية والجغرافية عرضة للتهديد والابتزاز والعدوان الخارجي، الإقليمي والدولي. في ظل الأوضاع الداخلية المتأزمة والظروف السياسية والأمنية التي تتعرض لها المنطقة، والعراق بشكل خاص، إلى تهديدات وفرض الإرادات الخارجية، يجب، على أحزاب السلطة وأصحاب القرار في العراق تغيير عقيدتهم السياسية ومغادرة الهرج الطائفي والكسسب السياسي غير المشروع وشعار «أخذناها وما ننطقها بعد؟.» وأن يقتنعوا، بان، سلطة فوضوية، لا يمكن إلا أن تنتج أزمات خطيرة، مواجهتها، تتطلب مرحلة استراتيجية شاملة ومتكاملة تتجاوز ردود الفعل العشوائية بإتجاه خطط مدروسة تعزز الوحدة الوطنية الشرعية وتوظف القوى المجتمعية والسياسية لتحقيق التغيير والإصلاح والتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات نزيهة بإشراف دولي لحفظ سيادة العراق وأمن شعبه.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاوض: عملية أساسية للتفاهم السياسي،، فهل بإمكان الأطراف ا ...
- محاذير من مخاطر عدم الأمان وفقدان الثقة بالنظام في العراق من ...
- هل سيعي الساسة العراقيون خطورة تغيّر توازن القوى في الشرق ال ...
- حلقات مفقودة تعرقل إيجاد مخرج لضبط إيقاع السياسة والمشهد الم ...
- ماكينة القمع تعود بذات الأساليب وذات الأدوات من جديد
- الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة الم ...
- نقابة المحامين العراقية... تقفز فوق قيّم مبادئها.. لمصلحة مَ ...
- تأليف السيناريو يجعل : المكتوب على الورق جديرا بالانتقال الى ...
- هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. و ...
- الإعتبارات القيمية لثورة 14 تموز 1958 العراقية من حيث الجوهر ...
- 14 تموز.. الثورة التي حققت انجازات كبيرة خلال فترة قياسية
- في العراق... على من تقع مسؤولية تغيير اتجاه البوصلة السياسية ...
- عيد -اليوم الوطني- محور مهم للتعبير عن الهوية وتعزيز الشعور ...
- محنة تخلف عقلية الطبقة السياسية... أحد مظاهر فشل الدولة
- بسبب إنعدام المساءلة والرقابة..طالما ينتهك أصحاب السلطة مقوم ...
- العراق بين تداعيات الأزمات وصراعات القوى السياسية
- في العراق لا يجد مئات الصحفيين مكانا لتحقيق مهامهم بين أوساط ...
- اللغة ليست مجرد وسيلة ملازمة للنصوص الأدبية
- لمصلحة من لا يتحقق السلم المجتعي ويسود العراق جرائم القتل ال ...
- فيلم وثائقي يحكي قصة قرية فلسطينية في الضفة الغربية


المزيد.....




- ألمانياـ تداخلات وتعقيدات المشهد السياسي بعد الانتخابات البر ...
- تقدم روسي بدونيتسك.. وزيلينسكي يتحدث عن التنحي
- الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية جديدة أمام الدعم السريع
- متحدث أميركي: ترامب يدعم إسرائيل في أي مسار تختاره ضد حماس
- تشييع جثماني الأمينين العامين السابقين لحزب الله في بيروت
- ترامب عن نتائج الانتخابات الألمانية: يوم عظيم
- الشرع يتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية الطارئة بمصر
- نتنياهو -يصر- على زيادة عدد الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم ...
- فيديو.. مقاتلات ترافق طائرة أميركية بعد -تهديد بوجود قنبلة- ...
- واشنطن تدعم قرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن 600 أسير فلسطيني ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - متى تستطيع الدولة أداء الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية لوجودها