أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - إيلَون مَاسِك عَبْقَرِيّ أَمْ شَيْطَانِي















المزيد.....



إيلَون مَاسِك عَبْقَرِيّ أَمْ شَيْطَانِي


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 15:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الْعَلَاقَةُ بَيْنَ العَبْقَرِيَّة و الشَّيْطَان؟
العَبْقَرِيَّة صِفَة الْعَبْقَرِيّ وَحَالَه، و تَعْنِي شِدَّة الذَّكَاء، و الْقُدْرَةِ عَلَى الْإِبْدَاعِ وَالِإبْتِكَار. أَمَّا الْعَبْقَرِيّ نِسْبَةً إلَى عَبْقَر وَهُوَ صِفَةٌ لِكُلِّ مَا بُولِغَ فِي وَصْفِهِ وَمَا يَفُوقُه شَيْءٍ وَ الْعَبْقَرِيّ مَنْ يَأْتِي بِعَمَلٍ فِيهِ كَمَالُ وَإِبْدَاع وَخَلَق. فِي اللُّغَاتِ الْأَجْنَبِيَّةِ مُصْطَلَحَ عَبْقَرِيّ تَمّ إقْتِبَاسِهِ مِنْ اللَّفْظِ الْعَرَبِيِّ "جِنِّي" عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ فِي اللُّغَةِ الرُّوسِيَّة "جِنِّي Гений Geniy" نَفْسُ اللَّفْظِ نُلَاحِظَه فِي اللُّغَةِ الْإِنْجِلِيزِيَّةِ الَّذِي يَنْطِقُ دجَنَيْاس Genius. الْفَرَنْسِيَّة جِينِي génie و الإِسْبَانِيَّة خينيو genio. مِنْ هُنَا نَسْتَنتج الْعَلَاقَةُ الصَّمِيمُيَّة بَيْنَ العَبْقَرِيَّة الَّتِي تَعْنِي النَّبوغ و الْأَلْمَعِيّة و الذَّكَاء الفَائِقِ، وَ عَالِم الْجِنَّ وَ الشَّيَاطِين و الْمَخْلُوقَات الْخَفِيَّة الْمَزْعُومة. كَمَا نَجِدُ كَلِمَةَ جِنِّيُّوس اللَّاتِينِيَّة Genius وَتُجْمَعُ جِنِّي Genii و تَعْنِي الرُّوح الْحَارِسَة الشَّخْصِيَّة لِلْإِنْسَان وَ الَّتِي كَانَتْ تَمَثَّل شَخْصِيَّتِه، وَتَقوم بِتَحْدِيدِ مَصِيرُه، وَلَا سِيَّمَا قُدْرَتِهِ عَلَى الْإنْجَاب.و مَعَ وَفَاةِ الرَّجُلِ يَنْتَهِي الْجِنِّيّ.
يَرْتَبِطُ مَفْهُومُ العَبْقَرِيَّة إرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِمَفْهُومِ الشَّيْطَانُ فِي التَّارِيخِ وَالْفِكْر الْإِنْسَانِيّ. يُنْظَرُ إلَى العَبْقَرِيَّة عَلَى أَنَّهَا نَوْعٌ مِنْ الْجُنُونِ أَوْ سِمَةُ مُرْتَبِطَة بِالْقوِى الْخَفِيَّة وَالْغَامِضَة. كَانَ الْعَرَبُ قَدِيمًا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ لِلْعَبِقَرْيَة عَلَاقَةُ بِوَاد إسْمُه "عَبْقَر" يَزْعُمُ أَنَّهُ مَوْطِن للْجِنُّ. كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُصْبِحَ شَاعِرًا عَلَيْهِ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتِهِ فِي هَذَا الْوَادِي حَتَّى يَتِمَّ تَمَلُّكُهُ مِنْ قِبَلِ أُحُدٍ شَيَاطِين الشَّعْرِ. وَهَذِهِ الْفِكْرَةِ تَعْكِس الرَّبْطِ الَّذِي كَانَ مَوْجُودًا بَيْنَ العَبْقَرِيَّة وَقوى خفَّيْة أَوْ شَيْطَانِيَّةٌ تُؤَثِّرُ عَلَى الْإِنْسَانِ الْعَبْقَرِيّ. وَفِي اليُّونَانِ الْقَدِيمَةِ، كَانَ هُنَاكَ أَيْضًا إعْتِقَادُ بِوُجُود عَلَاقَةٍ بَيْنَ العَبْقَرِيَّة وَالْجُنُون. فَقَدْ سَأَلَ أَرِسْطُو (أَوْ تِلْمِيذِهِ ثُيُوفراستوس) "لِمَاذَا كُلُّ الرِّجَالِ الْبَارِزَيْن فِي الْفَلْسَفَةِ أَوْ الشَّعْرِ أَوْ الْفُنُونِ سَوْدَاوَيْون؟"، وَضَرَبَ أَمْثِلَةٌ عَلَى ذَلِكَ بِأبْطَالِ هَوَّميْرُوس وَسوَفوكليس وَأبْطَالُ الْأَسَاطِير مِثْل أَجَاكس وَبَيْليروفون، وَكَذَلِكَ الْفَلَاسِفَة أمْبِيدوكَلَيْس وَ أَفْلَاطُونُ وَسُقْرَاط وَقَدْ إسْتَمَرَّتْ هَذِهِ الْفِكْرَةَ فِي الْعُصُورِ اللَّاحِقَةِ، حَيْثُ كَتَبَ طَبِيب النَّفْس لَوْلَوت كِتَابَيْنِ عَنْ سُقْرَاط وَ بِاسْكَال عُنْوَانِهِمَا "شَيْطَانٌ سُقْرَاط" و"تَعُويذة بَاسْكَال"، مُعْتَبَرًا أَنْ الْعَبْقَرِيّ هُوَ شَخْصٌ مَمْسُوس أَوْ مَسْكُون مِنْ الدَّاخِلِ مِنْ قِبَلِ "شَيْطَان العَبْقَرِيَّة" حَتَّى فِي الْعَصْرِ الْحَدِيثِ، لَا تَزَالُ هُنَاك نَظَرِيَّات تَرْبِطُ بَيْنَ العَبْقَرِيَّة وَالِإضْطِرَابَات الْعَقْلِيَّةِ مِثْلُ الْإكْتِئَاب وَالْفصَام وَغَيْرِهَا. وَأَشْهَر مِثَالٌ عَلَى ذَلِكَ هُوَ الْفَنَّان فَنَسِنت فَانْ جُوخ، الَّذِي كَانَ يُعَانِي مِنْ إضْطِرَابَات عَقْلِيَّة وَقَام بِقَطْعِ إحْدَى أُذُنَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَنْتَحِر فِي سِنِّ الثَّامِنَةِ وَالثَّلَاثِينَ، وَلَكِنْ أَصْبَحْت لَوْحَاتِه مِنْ أَشْهُرِ الْأَعْمَال الفَنِّيَّة فِي الْعَالَمِ. وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذِهِ الرُّبَطَات التَّارِيخِيَّة بَيْن العَبْقَرِيَّة وَالْجُنُونَ أَوْ الشَّيْطَانِ، فَإِنْ الْبَاحِثِينَ لَا يَزَالُونَ يَجِدُون صُعُوبَةً فِي تَفْسِيرِ هَذَا التَّعَايُش الْمُدْهِش بَيْن الْإِبْدَاع الِإسْتِثْنَائِيّ وَ الِإضْطِرَابَات الْعَقْلِيَّةِ. فَهُنَاكَ أَيْضًا شَوَاهِد تُشِيرُ إلَى تَمَاسَك دَاخِلِيّ قَوِيّ لَدَى بَعْض الْعَباقرة كَمَا فِي حَالَةِ فَانْ جُوخ، مِمَّا يُشَكَّكُ فِي قُوَّةِ هَذَا الرَّبْط وَبِالتَّالِي، فَإِنَّ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ العَبْقَرِيَّة وَالشَّيْطَانِ أَوْ الْجُنُونِ مَا زَالَتْ مَوْضُوعًا لِلْجَدَل وَالْبَحْث. فَبَيْنَمَا يَنْظُرُ إلَيْهَا تَارِيخِيًّا عَلَى أَنَّهَا عَلَاقَةُ وَثِيقَةً، إلَّا أَنْ هُنَاكَ تَعْقِيدًات وَغُمُوضَ فِي فَهْمِ طَبِيعَةِ هَذِهِ الْعَلَاقَةِ بِشَكْل قَطْعِيّ. وَيَحْتَاجُ الْأَمْرُ إلَى مَزِيدِ مِنَ الدِّرَاسَاتِ وَالْبُحُوث لِلْوُصُولِ إلَى تَفْسِيرِ أَكْثَرِ شُمُولًا وَعُمْقًا لِهَذِه الظَّاهِرَة الْمُعَقَّدَة.
الْآنَ يُمْكِنُ أَنْ أطْرَحَ السُّؤَالِ الَّذِي حِير الْكَثِيرِين بِإعْتِبَارِه السُؤَال الَّذِي يَتَمَحْوَر حَوْلَ إيلَون مَاسك رَجُلٍ الْعَصْرِ دُونَ مُنَازِع وَ هُوَ كَالْاتِي : هَلْ إيلَون مَاسِك عَبْقَرِيّ أَمْ شَيْطَانِي؟ لَا سِيَّمَا إنَّنِي اُكْتُبْ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ شَخْصٍ آخَرَ لَكِنَّهُ شَخْصٍ لَيْسَ كَبَاقِي الْأَشْخَاص، حِينَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ مَاسِك فَنَحْن نَتَحَدَّثُ عَنْ رَجُلٍ صَنَعَ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ وَ صَعِدَ إلَى أَعْلَى الْقِمَّة مُنْطَلِقًا مِنْ الْقَاع. لِلْإِجَابَة عَنْ هَذَا السُّؤَالِ الشَّائِك الَّذِي يُؤْخَز الْكَثِيرُونَ لَابُدَّ أَنْ نَتَوَقَّفَ عِنْدَ بَعْضِ الْحَقَائِقِ و الْمُعْطَيَات الْمُتَعَلِّقَةُ بِهَذَا الرَّجُلِ وَ مُحَاوَلَتِنْأ الْإِجَابَةُ عَنْهَا بِأَكْبَر قَدْرٍ مِنْ الِإلْتِزَام بالْحِيَاد الْمَوْضُوعِيّ إتِّجَاه الْارَاء السَّائِدَة ؟
_ إِسْحَاقُ عَظِيموف الْمُلْهِم الرُّوحِيّ الَّذِي تَأَثُّرَ بِهِ إيلَون مَاسك ؟
إيلَون مَاسك، الرَّجُلُ الْأَوَّلُ الْأَكْثَرُ ثَرَاء فِي الْعَالَمِ وَالْمُؤسِس الْمُشَارِكُ لِشَرِكَات تِكْنُوْلُوْجِيَّة رَائِدَة مِثْل تَسْلِا وَسَبْيس اُكْسُ، كَانَ مُعْجَبًا وَتَأَثُّر بِشِدَّة بِأَعْمَال الْكَاتِب الْخَيَال الْعِلْمِيّ الشَّهِير إِسْحَاق عَظِيموف مُنْذُ طُفُولَتُه الْمُبَكِّرُة. وَقَدْ ذَكَرَ مَاسِك فِي مُنَاسَبَاتِ عِدَّةٌ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ بِإِعْجَاب كَتَب عَظِيموف، خَاصَّةً ثُلَاثِيَّة "الْأَسَاس"، وَاَلَّتِي تَدُورُ حَوْلَ سُقُوط إِمْبِرَاطُورِيَّة مَجَرِيَّة وَطَرِيقَة إسْتِخْدَام عِلْمُ النَّفْسِ لِإِعَادَة بِنَاءِ الْحَضَارَةِ. وَ أَكَّد مَاسِك أَنَّ هَذِهِ الْأَعْمَالِ الخَيَالِيَّة شَكَّلَتْ تَأْثِيرًا كَبِيرًا عَلَى أَفْكَارِه وَتَطَلُّعَاتِه المُسْتَقْبَلِيَّة. بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، ذَكَرَ مَاسِك أَنَّ بَعْضَ الْمَبَادِئِ الْأَسَاسِيَّةَ الَّتِي تبْنَاها، مِثْلُ التَّحَوُّل التِّكْنُولُوجْيّ السَّرِيعُ وَالرُّؤْيَة طَوِيلَة الْمَدَى لِلْمُسْتَقْبَل، كَانَتْ مُسْتَوَحَاة مِنْ أَعْمَالِ عَظِيموف. فَقَدْ تَأَثَّر بِشِدَّة بِأَفْكَار عَظِيموف حَوْلَ تَمَرَّد الرَّوبوتات عَلَى الْبَشَرِ وَ سَيْطَرَة الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ، وَاَلَّتِي إنْعَكَسَتْ فِي أَهْدَاف شَرِكَات مَاسك الرَّامِيَة لِإسْتِكْشَاف الْفَضَاء وَتَطْوِير تِقْنِيَات السَّيَّارَات الكَهْرَبَائِيَّة وَالذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ. وَفِي إحْدَى الْمُقَابِلَات، وَصْف مَاسك الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ بِأَنَّهُ "أكْبَرُ تَهْدِيد وُجُودِيّ لِلْبَشَرِيَّة"، وَهُوَ مَوْقِفُ مُشَابِه لِتَحْذِيرِات عَظِيموف مِنْ مَخَاطِرِ الرَّوبوتات وَالْآلْيَيْن عَلَى الْبَشَرِيَّة. بِصِفَةٍ عَامَّةٍ، يُعْتَبَر تَأَثَّر إيلَون مَاسك بِأَعْمَال إِسْحَاق عَظِيموف أَمْرًا وَاضِحًا وَ مَلْحُوظٌا، حَيْثُ إسْتَلهم مِنْهَا الْكَثِيرُ مِنْ أَفْكَارِه وَرُؤْيَتُه المُسْتَقْبَلِيَّة، وَاَلَّتِي سَاهَمَت فِي تَحَوُّلِهِ إلَى أَغْنَى رِجَالَ العَالَمِ وَأَكْثَرُهُمْ تَأْثِيرًا فِي مَجَالِ التِّكْنُولُوجْيَا. يُمْكِنُ القول أن إيلَون مَاسك هُوَ وَاحِدٌ مِنْ الْمُعْجَبِين وَ الْمُتَأَثِّرِين الْكِبَارِ بِكِتَابَات الرِّوَائِيّ وَالْعَالِم إِسْحَق عَظِيموف. وَهُنَاكَ الْعَدِيدِ مِنَ الْأَدِلَّةِ وَ الشَّوَاهِدِ الَّتِي تُؤَكِّدُ ذَلِكَ، لَقَدْ قَامَ مَاسك بِوَضْع سِلْسِلَة رِوَايَات "الْأَسَاس" لِعظَيموف فِي صُنْدُوقٍ الْقُفَّازَات الْأمَامِيّ لِسَيِّارة "تَسْلِا رُودِستر" الَّتِي أَرْسَلَهَا إلَى الْفَضَاءِ ضَمِن الْحُمُولَة غَيْر الْمُتَوَقَّعَة لِصَاروخ فَالْكَوْنُ. هَذَا يُؤَكِّدُ مَدَى تَأَثَّر مَاسِك وَ إِعْجَابِه بِهَذِه السِّلْسِلَة الشَّهِيرَة. فِي إحْدَى تَغْرِيدًاتِه، أَشَارَ مَاسك إلَى مَقُولَة لِعظَيموف وَقَالَ إنَّهَا كَانَتْ لَهَا تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ عَلَيْهِ. الْمَقُولَة هِيَ: "لَيْسَتْ هُنَاكَ مُشْكِلَة تِكْنُوْلُوْجِيَّة لَا يُمْكِنُ حَلُّهَا إذَا تَمَّ حَلُّهَا بِشَكْلٍ صَحِيحٍ" وَ اَلَّتِي تَعْكِس رُؤْيَة مَاسِك الْمُتَفَائلة تُجَاهَ قُدْرَة التِّكْنُولُوجْيَا عَلَى حلِّ الْمُشْكِلَات. فِي إحْدَى تَدُويناته، أَشَارَ إيلَون إلَى تَأَثُّرِه بِفِكْرة عَظِيموف حَوْلَ ضَرُورَةَ وُجُودِ بِدَائل مُمْكِنَةٌ لِلْحَيَاة بَعْد تَدْمِير الْمَجَرَّة و مُحَاوَلَة إيجَاد كَوَاكِب أُخْرَى مُنَاسَبَة لِلْحَيَاة وَ الْعَمَلِ عَلَى نَقْلِ الْبَشَر إلَيْهَا قَبْلَ حُدُوثِ أَيْ إصْطِدَام نَيْزَكي يُمْكِنُ أَنْ يَدُمْر الْحَيَاةُ كُلِّيًّا عَلَّى الْأَرْض. كَمَا رَبَط مَاسك أَفْكَار عَظِيموف حَوْلَ الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ وَ الَّروبوتَات بِتَطْلُّعَاتِه لِتَطْوِير تِكْنُولُوجْيَا الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ. فَعَظُيموف كَانَ أَوَّلُ مَنْ طَرَحَ قَوَانِين لِضَبْط وَتَحَكُّم الرَّوبوتات الذَّكِيَّة، وَاَلَّتِي أَثَارَتْ قَلقَه مِن مَخَاطِر تَطْوِير هَذِه التِّقْنِيَّات. وَيَبْدُو أَنَّ مَاسك يُحَاوِل تَحْقِيقِ هَذِهِ الْأَفْكَارِ فِي مَشَارِيعِه التِّكْنُولُوجِيَّة. بِشَكْلٍ عَامٍّ، يعْتَبَر مَاسك أَنْ كِتَابَات عَظِيموف سَاهَمَت بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي تَوْجِيهِ مَسَارِه الْمُهَنّي وَالشَّخْصِيّ. حَيْثُ رَأَى فِيهَا تَصَوُّرَات وَ أَفْكَار إسْتَطَاعَ أَنْ يَنْقُلَهَا إلَى الْوَاقِعِ مِنْ خِلَالِ مُبَادرًاتَه التِّكْنُولُوجِيَّة الرَّائِدُة فِي مَجَالَاتِ الْفَضَاء وَالطَّاقَة وَ الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ. إذَنْ، يَتَّضِحُ أَنَّ مَاسِك يُعْتَبَر إِسْحَق عَظِيموف مَصْدَرٌ الْهَام كَبِيرٌ لَهُ، وَإِنْ أَفْكَار وَ كِتَابَات عَظِيموف شَكَّلَتْ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ تَوَجُّهَاتِه وَ آفَاقَه المُسْتَقْبَلِيَّة. لَقَدْ تَأَثَّر مَاسِك بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ بِعَمَل هَذَا الرِّوَائِيّ وَالْعَالِم الْبَارِز.
_ إيلَون مَاسك أَغْنَى رَجُلْ فِي الْعَالَمِ ؟
تَطَوُّرُ ثَرْوَة إيلَون مَاسك :
عَزَّز إيلَون مَاسِك مَكَانَتِه كَأَغْنَى رَجُلٌ فِي الْعَالَمِ خِلَالَ السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ. فِي عَامٍ 2021، قُدِّرَتْ ثَرْوَتِه بِنَحْو 250 مِلْيَارَ دُولَارٍ، مِمَّا جَعَلَهُ أَغْنَى شَخْصٌ فِي الْعَالَمِ آنَذَاك. ثُمّ وَاصَلَتْ ثَرْوَة مَاسِك النُّمُوّ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ فِي الْأَعْوَامِ اللَّاحِقَة. فَفِي عَامّ 2022، إرْتَفَعَتْ ثَرْوَتِه إلَى حَوَالَيْ 348 مِلْيَارَ دُولَارٍ، مُتَفَوِّقًا بِذَلِكَ عَلَى مُؤَسِّس أمَازُون جِيف بِيزوس كَأَغْنَى شَخْصٌ فِي الْعَالَمِ. وَفِي عَامِ 2023، وَاصَلَتْ ثَرْوَة مَاسك الِإرْتِفَاعِ إلَى مَا يَقْرُبُ مِنْ 400 مِلْيَارِ دُولَار، لِيُصْبِح بِذَلِكَ أَوَّلَ شَخْصٌ فِي التَّارِيخِ يَتَجَاوَز صَافِي ثَرْوَتِه هَذَا الْحَدِّ. وَمَعَ إسْتِمْرَارِ نُمُوّ شَرِكَاته، بَلَغَتْ ثَرْوَة مَاسِك ذُرْوَتَهَا فِي عَامٍ 2024 عِنْدَ 447 مِلْيَارَ دُولَارٍ. وَفِي أُكْتُوبَر مِنْ نَفْسِ الْعَامِ، كَانَ مَاسك لَا يَزَالُ عَلَى رَأْسِ قَائِمَة أَغْنَى الْأَشْخَاصِ فِي الْعَالَمِ بِرَصِيد 270.5 مِلْيَارَ دُولَارٍ.
مَصَادِر ثَرْوَة إيلَون مَاسِك :
تَتَمَثَّل الْمَصَادِر الرَّئِيسِيَّة لِثَرْوة إيلَون مَاسك فِي مُسَاهِمًاتِه فِي شَرِكَاته النَّاجِحَة، وَلَا سِيَّمَا شَرِكَةُ تَسْلِا لِلسَّيَارَاتِ الكَهْرَبَائِيَّة. فَفِي عَامٍ 2021، كَانَ مَاسِك يَمْلِك حَوَالَيْ 17% مِنْ أَسْهُمِ تَسْلِا، وَاَلَّتِي وَصَلَتْ قِيمَتُهَا إلَى أَكْثَرَ مِنْ 200 مِلْيَارِ دُولَار. وَقَدْ سَاهِم إرْتِفَاعِ سِعْرِ أَسْهُم تَسْلِا بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي نُمُوِّ ثَرْوَة مَاسِك عَلَى مَرَّ السِّنِين. بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، يَمْتَلِك مَاسِك حِصَصًا كَبِيرَةً فِي شَرِكَاتٌ أُخْرَى تَحْتَ إِمْبِرَاطُورِيَّتِه، مِثْلُ SpaceX وَنِيَّورولِّيَنَّك وَ The Boring Company وَقَدْ سَاهَمَت هَذِهِ الشَّرِكَاتِ أَيْضًا فِي زِيَادَةِ ثَرْوَتِه.
إيلَون مَاسِك وَإنْتِخَابات الرِّئاسَةِ الأَمْرِيكِيَّة 2024 :
تُثِير تَقَارِير إِعْلَامِيَّة بَعْض الْجَدَل حَوْل دُور إيلَون مَاسِك فِي إنْتِخَابَات الرِّئاسَة الأَمْرِيكِيَّة عَامٌّ 2024. فَقَدْ أَشَارَتْ بَعْضِ التَّقَارِيرِ إلَى أَنْ مَاسِك قَدم دَعْمًا سِيَاسِيًّا وَإِعْلَامُيَا وَمَالِيًّا لِلرَّئِيس دُونَالد تَرَامب، مِمَّا سَاعَدَ تَرَامب عَلَى الْفَوْزِ بِالإنْتِخَابَات. وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ تُقَدَّمْ أَدِلَّةٌ قَوِيَّةٌ تُؤَكِّدُ هَذِهِ الْمَزَاعِم، وَلَا يُمْكِنُ الْجَزْمُ بِصِحَّتِهَا. وَبِغْض النَّظَرِ عَنْ ذَلِكَ، فَإِنْ ثَرْوَة إيلَون مَاسِك لَا تَزَالُ هِي الْأَكْبَرِ فِي الْعَالَمِ حَتَّى الْآن. الْخُلَاصَةِ، فَإِنْ إيلَون مَاسِك هُوَ بِالْفِعْلِ أَغْنَى رَجُلْ فِي الْعَالَمِ فِي الْوَقْتِ الرَّاهِنِ. وَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْ تَحْقِيقِ هَذَا الْإِنْجَازِ مِنْ خِلَالِ رِيَادته فِي شَرِكَات تِكْنُوْلُوْجِيَّة ناجِحَة مِثْل تَسْلِا وَ SpaceX، وَاَلَّتِي سَاهَمَت بِشَكْلٍ كَبِيرٍ فِي نُمُوِّ ثَرْوَتِه الْمُطَّردَة عَلَى مَرَّ السَّنَوَاتِ الْأَخِيرَةِ.
_ هَلْ أَصْبَح إيلَون مَاسك "الْحَاكِم الْفِعْلِيُّ" فِي الْبَيْتِ الْأَبْيَض؟
إسْتِنَادًا إلَى الْبَحْثِ الْمُقَدَّم، هُنَاك مُوَشًّرات مُتَضَارَبِة حَوْلَ مَا إذَا كَانَ إيلَون مَاسِك قَدْ أَصْبَحَ بِالْفِعْل "الْحَاكِم الْفِعْلِيّ" لِلْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ. مِنْ جِهَةِ، هُنَاك الْعَدِيدِ مِنَ الْمَقَالَاتِ وَالتَّقَارِير الْإِعْلَامِيَّة الَّتِي تَصَوُّر مَاسِك بِهَذِهِ الصِّفَةِ، وَ تُشِيرُ إِلَى تَنَامي نُفُوذِه السِّيَاسِيّ وَالْحُكُومِيّ. فَقَدْ ذُكِرَتْ مَجَلَّة "تَايّم" الأَمْرِيكِيَّة أَنَّهَا صَدَرَتْ بِغِلَاف يُصَوَّر مَاسِك وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى مَكْتَبٍ الرَّئِيس فِي الْبَيْتِ الْأَبْيَضِ، فِي إشَارَةِ إلَى أَنَّهُ الْحَاكِمُ الْفِعْلِيّ لِلْبِلَاد. كَمَا أَشَارَتْ بَعْضِ التَّقَارِيرِ إلَى أَنْ مَاسِك قَدْ لَعِبَ دَوْرًا فِي وُصُولِ الرَّئِيس السَّابِق دُونَالد تَرَامب إلَى السُّلْطَة، - دَعْم حَمَلَتْه الِانْتِخَابِيَّة 118 مِلْيُونَ دُولَارٍ- مِمَّا يُرَجِّحُ أَنَّهُ لَدَيْه نُفُوذ كَبِيرٌ عَلَى صُنْعِ القَرَارِ السِّيَاسِيّ. وَمِنْ جِهَةِ أُخْرَى، نَفْى تَرَامب نَفْسِهِ أنْ يَكُونَ مَاسك شَرِيكًا فِي الْقَرَارَات الَّتِي تَتَّخِذُهَا الْحُكُومَة الأَمْرِيكِيَّة، خَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِقطَّاع الْفَضَاءِ. كَمَا أَكَّدَت بَعْضَ التَّقَارِيرِ أَنَّ تَأْثِيرَ مَاسك عَلَى السِّيَاسَةِ الأَمْرِيكِيَّة لَا يَنْحَصِرُ فِي الدَّعْم لِلْيَمِين فَحَسْبُ، بَلْ إمْتَدَّ إلَى دُوَلِ أُخْرَى بِنَخْب يَمِينَيْة مِثْلُ الْهِنْد وَالْأَرْجَنْتِين وَ عَلَيْهِ، فَإِنْ الْأَدِلَّة الْمُتَوَفِّرَة لَا تُقَدَّمُ دَلِيلًا حَاسِمًا عَلَى أَنَّ مَاسِك قَدْ أَصْبَحَ "الْحَاكِم الْفِعْلِيُّ" فِي الْبَيْتِ الْأَبْيَضِ. بَلْ يَبْدُو أَنَّ نُفُوذِه السِّيَاسِيّ قَدْ تَنَامى بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ، وَأَنَّه يُمَارِس تَأْثِيرًا كَبِيرًا عَلَى الْقَرَارَات الحُكُومِيَّة، إلَّا أَنْ طَبِيعَةِ هَذَا التَّأْثِيرِ وَ حُدُودِه لَا تَزَالُ مَحَلَّ نَقَّاش وَخِلَاف. لَكِنْ مَاهِيّ تَدَاعَيَات هَذَا الْوَضْعِ؟ إذَا ثَبَتَ أَنَّ إيلَون مَاسك قَدْ أَصْبَحَ بِالْفِعْل "الْحَاكِم الْفِعْلِيّ" لِلْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ، فَإِنَّ ذَلِكَ قَدْ يطْرَح تُسَاؤُلَات حَوْلَ شَرْعِيَّة وَ دِيمُقْرَاطِيَّة عَمَلِيَّةُ صُنْعِ القَرَارِ فِي الْبِلَادِ. فَالدِّيمُقْرَاطِيَّة تَقْتَضِي أَنَّ تَكُونَ السُّلْطَة مُنَبِّثقة مِنْ الشِّعْبِ وَ ممَّثلة لَهُ، وَلَيْسَ فِي يَدِ جِهَات خَارِج الْمُؤَسَّسَاتِ الْحُكُومِيَّةِ الرَّسْمِيَّة.كَمَا أَنَّ تَنَامي نُفُوذَ مِثْلِ مَاسك قَدْ يُؤَدِّي إلَى تَرْكِيز السُّلْطَة فِي أَيْدِي قلَّةً مِنْ الْإِفْرَادِ الْأَثَرَيْاء وَ الْمُؤَثِّرَيْن، مِمَّا قَدْ يُهَدَّد تُوَازِن السُّلُطَات وَيُقَوض مَبْدَأُ الْفَصْلُ بَيْنَهَا. وَقَدْ يَمْتَدُّ هَذَا التَّأْثِيرِ إلَى السِّيَاسَةِ الْخَارِجِيَّة لِلْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ، كَمَا أَشَارَتْ بَعْضِ التَّقَارِيرِ إلَى إمْتِدَادِ نُفُوذِهِ إلَى دُوَلِ أُخْرَى. وَمِنْ نَاحِيَةِ أُخْرَى، قَدْ يَكُونُ لِتَنَامِي نُفُوذ مَاسِك آثَار إِيجَابِيَّة عَلَى بَعْضٍ الْمَجَالَات، كَالْتِكْنُولُوجْيَا وَالْفَضَاءُ وَ الْبِيئَة، نَظَرًا لِإهْتِمَامَاتِه وَ خبَرَاتِه الْمُتَخَصِّصَة فِي هَذِهِ الْمَجَالَاتِ. وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَا يُغَيِّرُ مِنْ حَقِيقَةِ أَنَّ تَرْكِيز السُّلْطَة فِي يَدِ فَرْدٍ غَيْرِ مُنْتَخَب قَدْ يَتَعَارَضُ مَعَ الْمَبَادِئ الدِّيمُقْرَاطِيَّة. فِي ضَوْءِ الْمَعْلُومَات الْمُتَوَفِّرَة، لَا يُمْكِنُ الْجَزْمُ بِأَنَّ إيلَون مَاسِك قَدْ أَصْبَحَ بِالْفِعْل "الْحَاكِم الْفِعْلِيّ" لِلْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْرِيكِيَّةِ. وَ إِنْ كَانَ هُنَاكَ مُوَشًّرات عَلَى تَنَامي نُفُوذِه السِّيَاسِيّ وَالْحُكُومِيّ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ. وَيُثِير هَذَا الْوَضْعِ تُسَاؤُلَات مَشْرُوعَةً حَوْل دِيمُقْرَاطِيَّة عَمَلِيَّة صُنْعِ القَرَارِ فِي الْبِلَادِ، وَ يَسْتَدْعِي مَزِيدًا مِنَ الشَّفَّافِيَّة وَالمُسَاءَلَة بِشَأْن طَبِيعَة وَحُدُود تَأْثِير مَاسِك عَلَى السِّيَاسَةِ الأَمْرِيكِيَّة.
_ إيلَون مَاسك و مُسْتَقْبِل التِّكْنُولُوجْيَا ؟
إيلَون مَاسِك، الرَّجُلِ الَّذِي أَعَادَ تَشْكِيل صِنَاعَة السَّيَّارَات الكَهْرَبَائِيَّة وَحَقَّقَ نَجَاحَاتٍ بَاهِرَة فِي قطَّاعِ الْفَضَاء وَالطَّاقَة الْمُتَجَدِّدَة، يَبْدُو أَنَّهُ الْآنَ يَتَّجِهُ نَحْوَ مَجَال جَدِيد: عَالَم الرَّوبوتات وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيّ. مَاسِك يَرَى أَنَّ الرَّوبوتات سَتَلْعب دَوْرًا مُحَوَّريا فِي حَيَاتِنَا المُسْتَقْبَلِيَّة، حَيْثُ يَسْعَى لِجَعْلِهَا جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا اليَوْمِيَّةِ. فَقَدْ كَشَفَ مُؤَخَّرًا عَنْ مَشْرُوعَه الطُّمُوح "أَوِّبِتيموس"، وَهُوَ رُوبُوت شَبِيه بِالْبِشْر مُصَمِّم لِمُسَاعَدَة النَّاسِ فِي المَهَامّ الْيَوْمِيَّة، مِثْلُ حَمْلِ الْأَشْيَاء الثَّقِيلَة وَالْأَعْمَال المَنْزِلِيَّة. مَاسِك يَأْمُلُ أَنْ يَنْتَشِرَ هَذَا النَّوْعِ مِنْ الرَّوبوتات فِي الْمَنَازِلِ وَ الْأَمَاكِن الْعَامَّةِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ، مِمَّا سَيُؤَدِّي إِلَى تَخْفِيفِ الْعِبْىء عَنْ الْبَشْرِ وَتَحْسِين نَوْعَيْة حَيَاتِهِمْ. فَهُوَ يَرَى أَنَّ هَذِهِ الرَّوبوتات سَتَكُونُ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ أَدَوَات عَادِيَة، بَلْ سَتَلْعب دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي تَسْهِيلِ حَيَاتِنَا اليَوْمِيَّةِ. بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، يُوَاصِل مَاسِك جُهُودِه لِتَطْوِير تِكْنُولُوجْيَا السَّيَّارَات ذَاتِيَّة الْقِيَادَة مِنْ خِلَالِ شَرِكَة "تَسْلِا". فَهُوَ يُؤْمِنَ بِأَنَّ هَذِهِ التِّقْنِيَّةِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ لُعْبَة تِكْنُوْلُوْجِيَّة، بَلْ وَسِيلَةٌ لِجَعْل الطُّرُق أَكْثَر أَمَانًا وَتَحْسِين نَوْعَيْة حَيَاة الْمَلَايِين. وَفَقَأ لِرُؤْيَتِه، سَتُصْبِح السَّيَّارَات ذَاتِيَّة الْقِيَادَة هِيَ الْمِعْيَارُ السَّائِد فِي الْمُسْتَقْبَلِ، مِمَّا سَيُؤَدِّي إِلَى إخْتِفَاء السَّيَّارَات التَّقْلِيدِيَّة الَّتِي تَتَطَلَّبُ تَدْخُل الْبَشَر. كَمَا أَشَارَ مَاسِك إلَى أَنْ مَشْرُوع "سِتًّارلينك" الَّذِي أَطْلَقَتْه شَرِكَتُه "سَبِيس اُكْسُ" يَهْدِفُ إِلَى تَوْفِير الْإنْتَرْنِت عَبَّر الْأقْمَارِ الصِّنَاعِيَّةِ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ، مِمَّا سِيَّمَكن الْوُصُولُ إلَى التِّكْنُولُوجْيَا حَتَّى فِي أَكْثَرِ الْمَنَاطِق نَائِيَة. عِلَاوَةٌ عَلَى ذَلِكَ، مَاسك لَدَيْه رُؤْيَة طَمُوحَة لِمُسْتَقْبَل الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ، حَيْث كَشْف مُؤَخَّرًا عَنْ نَمُوذَج "كرُوك 3" لِنِظَام الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ، وَ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَتَجَاوَزُ كُلُّ مَا سَبَقَهُ. وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنْ وِجْهَةِ نَظَرِهِ بِشَأْن الْمُسْتَقْبَل لَيْسَتْ دَائِمًا وَرَدِيِّة، فَقَدْ عَبَّرَ عَنْ قَلِقَه مِن أَنَ الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ قَدْ يَنْتَهِي بِنَا إِلَى مُسْتَقْبِل بَائِس مَعَ إنْخِفَاضِ فِي عَدَدِ الْوَظَائِف وَ زِيَادَةٌ فِي التَّفَاوُتِ الْمَالِيّ. فِي الْخِتَامِ، يُقَدَّم إيلَون مَاسِك رُؤْيَة طَمُوحَة وَمَتَطَوْرَة لِلْمُسْتَقْبَلِ، تَتَمُّحور حَوْلَ الرَّوبوتات وَالذَّكَاءِ الِاصْطِنَاعِيّ وَ التِّكْنُولُوجْيَا الْمُتَقَدِّمَةِ. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ بَعْضِ الْمَخَاوِف الَّتِي أَعْرَب عَنْهَا، إلَّا أَنْ رُؤْيَتِه تَبْقَى وَاحِدَةٌ مِنْ أَكْثَرَ الرَّؤى إثَارِة لِلِإهْتِمَام وَالنَّقَّاش فِي عَصْرِنَا الْحَالِيّ.
_ رُؤْيَة إيلَون مَاسِك حَوْل نَقَل الْحَيَاةِ إلَى الْمِرِّيخِ ؟
إيلَون مَاسِك لَدَيْه رُؤْيَة طَمُوحَة وَجَرِيئة لِإسْتِكْشَافِ كَوْكَبَ الْمِرِّيخِ وَإِنْشَاء مُسْتَعْمِرِة بَشَرِيَّةٍ دَائِمَة عَلَيْهِ. هَذِهِ الرُّؤْيَةُ تَنْطَلِقُ مِنَ قَنَاعَتُه بِأَنْ الْبَشَرِيَّةُ لَا يُمْكِنُهَا الِإعْتِمَاد فَقَطْ عَلَى كَوْكَبِ الْأَرْضِ، وَإِنْ تَوْسِيع نِطَاق وُجُودُنَا إلَى كَوَاكِب أُخْرَى هُوَ الضَّمَانِة الْحَقِيقِيَّةِ لِمُسْتَقْبَل الْجِنْسَ الْبَشَرِيَّ. مَاسِك يَرَى أَنَّ الْعَيْشِ عَلَى المَرِّيخ يُمْكِنُ أَنْ يُشْكِلَ بِدَايَةَ عَصْرٍ جَدِيدٍ مِنْ الِإسْتِكْشَافِات الْفَضَائِيَّة وَالِإبْتِكَارُات الْعِلْمِيَّةِ. بِالنِّسْبَةِ لَهُ، المَرِّيخ لَيْسَ مُجَرَّدَ كَوْكَب آخَرَ، بَلْ هُوَ فُرْصَة لِإِنْشَاء مُجْتَمَع مُسْتَدَام يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ بِمَثَابَة "خطِّة بَدِيلَة" لِلْبَشَرِيَّة فِي حَالِ وَاجَهَتْ الْأَرْض كَوَارِث طَبِيعِيَّةٍ أَوْ بِيئِيَّة. مِنْ خِلَالِ شَرِكَتُه "سَبِيس اُكْسُ"، سَعَى مَاسِك بِجدّ لِتَطْوِير تِكْنُولُوجْيَا النَّقْل الْفَضَائِيّ الْمُتَقَدِّمَة اللَّازِمَة لِتَحْقِيقِ هَذِهِ الرُّؤْيَةُ. فَالصَّوَارِيخ القَابِلَةِ لِإِعَادَة الِإسْتِخْدَام الَّتِي طُورِتها الشَّرِكَةُ تُعْتَبَر حَجَر الْأَسَاس لِإِمْكَانِيَّة تَكْرَار رَحَلَات الْفَضَاء بِتَكَالِيف مَعْقُولَة، وَيُطْمح مَاسِك لَأَنْ يَكُونَ عَامَّ 2060 عَامّ إنْشَاء مُسْتَوْطَنَة بَشَرِيَّةً عَلَى المَرِّيخ تَعْدَادُهَا مِلْيُون نَسَمَة. فَهُوَ لَا يَرْغَبُ فِي الِإكْتِفَاءِ بِمُجَرَّدِ إرْسَالِ رُوَّادِ فَضَاءٍ لِلْمُريخ كَمَا حَدَّثَ مَع "نَيْل أرْمِسترونج"، بَلْ يَسْعَى لِإِنْشَاء مُسْتَعْمِرِة دَائِمَةٌ قَادِرَةً عَلَى الِإكْتِفَاءِ الذَّاتِيّ, وَرَغْمَ أَنَّ هَذِهِ الْخُطَط تَبْدُو طَمُوحَة وَمُثْيرة لِلْجَدَل، إلَّا أَنْ مَاسِك قَدْ أَثْبَتَ عَلَى مَدَارِ السَّنَوَاتِ المَاضِيَةِ قُدْرَتِهِ عَلَى تَحْقِيقِ إِنْجَازَات مُذْهِلَة فِي مَجَالِ الْفَضَاءِ، مِثْلُ إطْلَاقِ مُرَكَّبَات فَضَائية، إعَادَةُ الِإسْتِخْدَام وَإِرْسَال رُوَّادِ فَضَاءٍ إلَى مَحَطَّةِ الْفَضَاءِ الدَّوْلِيَّةِ. وَهَذَا مَا جعِلَ خُطَط إسْتِيطَان المَرِّيخ تَبْدُو أَكْثَر وَاقِعِيَّة وَقَابِلِيّة لِلتَّحْقِيق. وَ مَعَ ذَلِكَ، فَإِنْ هُنَاكَ بَعْضُ التَّحْذِيرَات وَالِإنْتِقَادَاتُ الَّتِي وَجْههَا بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَالْخَبْرَاء تُجَاه هَذِه الْخُطَط. فَقَدْ حَذَّرَ أَحَدَ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَنَّ وُصُولَ الْبَشَرِ إلَى الْمِرِّيخِ قَدْ يُؤَدِّي إلَى تَدْمِير الْأَدِلَّة الْمُحْتَمَلَةِ عَلَى وُجُودِ حَيَاةِ مِيكَرُوبِيَّة قَدِيمَةٍ عَلَى سَطْحِ الْكَوْكَب. كَمَا إنْتَقَد آخَرُون عَدَم وَاقِعِيَّة هَذِه الْخُطَط وَ وَصْفُهَا بِأَنَّهَا "تَخْرِيب كُونِي". بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، فَإِنْ تَحْقِيقِ هَذِهِ الرُّؤْيَةُ سَيُوَاجِه الْعَدِيدِ مِنَ التَّحَدِّيَات التِّقْنِيَّة وَالْمَالِيَّة الْكَبِيرَةِ، مِثْلِ تَطْوِير تِكْنُولُوجْيَا الصَّوَارِيخ وَالْمُرَكَّبَاتِ الْفَضَائِيَّة اللَّازِمَة، وَتَوْفِير الْمَوَارِد وَالتَّمْوِيل اللَّازِمَيْن لِبِنَاء مُسْتَعْمِرِة عَلَى كَوْكَب آخَر. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذِهِ التَّحَدِّيَات وَالِإنْتِقَادَات، فَإِنْ إيلَون مَاسِك مُصَمِّمٌ عَلَى تَحْقِيقِ رُؤْيَتِه لِجَعْل الْبَشَرِيَّة "مُتَعَدِّدَةِ الكَوَاكِبِ". وَتُشِير إنْجَازًاتِه السَّابِقَةِ إلَى أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ قَادِرًا عَلَى تَحْوِيلِ هَذِهِ الرُّؤْيَةُ الطَّمُوحَةِ إِلَى وَاقِعٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيب.
_ إيلَون مَاسِك و التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ لِتَحْسِين الْبَشَرِيَّة ؟
إيلَون مَاسِك، الرَّجُلِ الَّذِي أَحْدَثَ ثَوْرَةً فِي مَجَالَاتِ التِّكْنُولُوجْيَا وَالْفَضَاء، يَبْدُو أَنَّهُ يَهْتَمّ أَيْضًا بِمَوْضُوع التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ وَإِمْكَانِيَّة الِإسْتِفَادَةَ مِنْهُ فِي تَحْسِينِ حَيَاةَ الْبَشَرِيَّةِ. وَفَقَأ لِلْبَحْث، هُنَاك عِدَّة إِشَارَاتٍ إِلَى إهْتِمَام مَاسِك بِهَذَا الْمَوْضُوع.
التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ لِتَحْسِين الْبَشَرِيَّة :
مَصَادِر مُتَعَدِّدَة تَذَكَّرَ أَنَّ إيلَون مَاسِك يُؤَيِّد إسْتِخْدَام التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ لِتَحْسِين حَيَاةِ الْبَشَرِ وَقَدْ يُسَاهِمُ فِي تَمْوِيلِ الْأَبْحَاثِ فِي هَذَا الْمَجَالِ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، أَشَارَ أَحَدٌ الْمَصَادِر إلَى أَنْ مَاسِك قَدْ يُسَاهِمُ فِي جُهُود إنْتَاج "جُنُود خَارِقِين" بِإسْتِخْدَام التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ، وَفْقًا لِمَا صَرَّحَ بِهِ مُدِير الْمُخَابَرات الأَمْرِيكِيَّة. وَمَنْ جَانِبِ آخَرَ، هُنَاكَ تَقَارِير عَنْ شَرِكَات تَجْرِي تَجَارِب عَلَى التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ لِحِلّ مُشْكِلَات صِحِّيَّة مِثْل فقْدَان السَّمْع الْوِرَاثِيّ وَالْأَمْرَاض الْجِلْدِيَّة كَمَرَض الْفَرَاشَة. وَ قَدْ حَقَّقَ هَذَا الْعِلَاجِ نَجَاحَات عَلَى الْفِئْرَان، مِمَّا قَدْ يَفْتَحُ الْبَابَ لِتَطْبِيقِات جَدِيدَةٍ لِلتَّعْدِيل الْجِينِيّ فِي الطِّبِّ.
إمْكَانِيَّةُ زَرَع الشَّرَائِح فِي الأَدْمِغَة :
بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، هُنَاكَ إِشَارَاتٍ إِلَى أَنْ مَاسِك قَدْ يَكُونُ مُهْتَمًّا بِزَرْع الشَّرَائِح فِي أَدْمِغَة الْبَشَر، وَفْقًا لِمَا صَرَّحَ بِهِ الرَّئِيسُ الرُّوسِيّ بِوِتْيْن. وَتَبْحَثُ وَزَارَةِ الدِّفَاعِ الأَمْرِيكِيَّة أَيْضًا فِي إِمْكَانِيَّة تَطْوِير قُدُرَات بَيُولُوجِيَّة وَزِرَاعَة شَرَائِح فِي أَدْمِغَة الْجُنُود لِمَنْحهم قُدُرَات خَارِقَة.
تَطْبِيقَات التَّعْدِيل الْجِينِيّ فِي الزِّرَاعَةِ :
عَلَى صَعِيدِ آخَر، تُشِير بَعْضَ الْمَصَادِرِ إلَى أَنْ التَّعْدِيل الْجِينِيّ قَدْ تَمَّ تَوْظِيفُهُ فِي مَجَالِ الْإِنْتَاج الْغِذَائِيّ، كَإنَتاج بطِّيخٍ مُرَبَّع الشَّكْلِ عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ. كَمَا أَشَارَتْ أَكَادِيمِيَة العِلْمِيَّة البِرِيطَانِيَّة إِلَى أَهَمِّيَّةِ الْمَحَاصِيلِ الْمُعَدَّلَةِ وِرَاثِيًّا لِزِيَادَة الْإِنْتَاجِ الزِّرَاعِيِّ وَالْحَدُّ مِنْ آثَارِ الزِّرَاعَةِ عَلَى البِيئَةِ.
الْقَلَقِ وَالْجَدَل الْمُحِيط بِمَوْضُوع التَّعْدِيل الْجِينِيّ :
بِالرَّغْمِ مِنْ هَذِهِ التَّطَوُّرَات، لَا تَزَالُ هُنَاك مَخَاوِف وَجَدَل حَوْل التَّعْدِيل الْجِينِيّ وَتَأْثِيرُاته الْمُحْتَمَلَةِ. فَقَدْ أَشَارَ بَعْضُ الْمُتَخَصِّصِين إلَى أَنْ هُنَاكَ حَاجَةٌ إلَى مُرَاقَبَةِ هَذَا الْأَمْرِ بِعِنَايَة. كَمَا أَنَّ الْبَعْضَ يَرَى أَنَّ التَّعْدِيلَ الْجِينِيّ قَدْ يُؤَدِّي إلَى زِيَادَةِ الشُّعُور الْقَوْمِيّ وَالْوَطَنِي لَدَى السُّكَّانِ. فِي الْمُجْمَلِ الْعَامّ يَبْدُو أَنَّ إيلَون مَاسِك يُبْدِي إهْتِمَامًا بِمَوْضُوع التَّعْدِيلِ الْوِرَاثِيِّ وَ إِمْكَانِيَّة الِإسْتِفَادَةَ مِنْهُ فِي مَجَالَاتِ مُخْتَلِفَةٍ، بِمَا فِي ذَلِكَ تَحْسِينٌ قُدُرَات الْبَشَر وَ حَلِّ بَعْضِ الْمُشْكِلَاتِ الصِّحِّيَّةِ. وَمَعَ ذَلِكَ، لَا تَزَالُ هُنَاك مَخَاوِف وَجَدَل حَوْلَ هَذِهِ التِّقْنِيَّةِ وَ تَأْثِيرُاتِهَا الْمُحْتَمَلَةِ عَلَى الْمُجْتَمَعِ.
_ إيلَون مَاسِك و الشَّيْطَانِ ؟
هُنَاكَ تُوَجِّهِين فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَ طَبِيعَة الْجَدَل الدَّائِر حَوْلَهَا :
يَرَى أَنْصَارُ التَّوَجُّهِ الْأَوَّلِ فِي إيلَون مَاسِك شَخْصِيَّة شَيْطَانِيَّة لَهَا عَلَاقَةٌ بِالشَّيْطَان, لَقَدْ تَمّ مُقَارَنَة إيلَون مَاسِك مِرَارًا وَ تَكْرَارًا بِصُورَة شَيْطَانِيَّة، سَوَاءٌ مِنْ قِبَلِ الْمُقَرَّبِين مِنْهُ أَوْ مِنْ قِبَلِ الْجُمْهُورِ. وَقَدْ وَصَفَهُ صَدِيقِه السَّابِق، الْمُغْنِي غُرَايمز قَائِلًا : حَالَة مَاسِك عِنْدَمَا "يَنْسَحِب إلَى دَاخِلِ نَفْسِه يَخْتَفِي عَنْ الرَّادَار" بِإعْتِبَارِ هَذِهِ الْحَالَةِ حَالَةَ شَيْطَانِيَّة" وَهُوَ نَوْعٌ مِنْ التَّفْكِيرِ يُسَبِّب الْكَثِيرِ مِنْ الفَوْضَى". وَتَحْدُث وَالَّتر أَيُزَاكِسُون، كَاتَبَ سَيْرِة مَاسِك، أَيْضًا عَنْ "وَضْعِ الشَّيْطَانِ" حَيْثُ أَشَارَ " يُصْبِح مَاسِك عَنِيفًا لِلْغَايَة تُجَاه الْآخَرِين. وَتَمَّ إجْرَاء مُقَارِنًات مُمَاثِلَةٍ أَيْضًا بَيْنَ شَخْصِيَّات عَامَّة. لَقَدْ صَرَّح الرَّئِيس الْفَرَنْسِيّ السَّابِق فَرَانَسُوا هَؤُلَاند بِشَكْلٍ عَلَّنِي أَنْ مَاسِك لَدَيْه الْكَثِيرِ مِنْ التَّشَابُهِ مَعَ صُورَةِ الشَّيْطَان. بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، فِي الْمُسَلْسَل الْكرتوني الْمُخَصِّصُ لِلرَّئِيس الْفَنَزْوِيلِّيّ نِيكْولاس مَادَّورو، تَمَّ تَصْوِير مَاسِك عَلَى أَنَّهُ شَيْطَان. وَإتُّهِمَ بَعْضُ الْمُعَلِّقِينَ مَاسِك بِأَنَّهُ "لَا يُرِيدُ الْخَيْرَ لِلْإِنْسَانِيَّة" وَقَارنوه بِـ "تَابِع لِلدَّعَاية الرُّوسِيَّة". عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، تَمَّ تَدَاوُل مَقَاطِع فِيدْيُو عَبْرَ الْإِنْتَرْنِتِ تَمَّ فِيهَا مُقَارِنَةً مَاسِك بِالشَّيْطَان وَإتِّهَامِه بِعَقْد "عَهِدَ مَعَ الشَّيْطَان". كَمَا يُعَدُّ مَقْطَع الْفِيدْيُو الَّذِي ظَهَرَ مُؤَخَّرًا حَيْثُ يَبْدُوَا مَاسِك مُرْتَدِيًا مَا يُشْبِهُ بَدَلَة فَضَائية بِاللَّوْنِ الْأَحْمَرَ وَ الأَسْوَد يَتَخَلَّلُهَا رَأْس التَّيْس الشَّيْطَانِيّ وَسَطِه الصَّلِيب الْمَقْلُوب عَلَى صَدْرِ وَ كَانَ مَاسِك فِي حَالَةِ مَنْ الْفَرَح و الشُّعُور الزَّائِد بِالنُّشُوة. وَبِالتَّالِي يُمْكِن الِإسْتِنْتَاج أَنَّ صُورَةَ إيلَون مَاسِك كَنَوْعٍ مِنْ الشَّخْصِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّة الَّتِي تُعْمَلُ عَلَى حِسَابِ الْبَشَرِيَّة مُنْتَشِرَة عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ فِي الْخِطَابِ الْعَامِّ. يَمِيل الْعَدِيدِ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الشَّخْصِيَّات الْعَامَّة وَ الْمَوَّاطِنِين العَادِيِّين، إلَى مُقَارَنَتِهِ بِالشَّيْطَان، وَمَنحَه صِفَات خَارِقَة لِلطَّبِيعَة وَمُدَّمرة.
أَنْصَارُ التَّوَجُّه الثَّانِي يُؤْمِنُون بِعَدَمِ وُجُودِ أَدِلَّةٌ قَوِيَّةٌ أَوْ مَوْثُوقَة تُرْبَط إيلَون مَاسِك بِالشَّيْطَان. إِذْ يَرَوْنَ أَنَّ مُعْظَمَ الْمَصَادِرِ الَّتِي تَزْعُمُ عَلَاقَة مَاسِك بِالشَّيْطَان هِي مَقَالَات وَ تَقَارِير غَيْرَ مَوْثُوقَة تَعْتَمِدُ عَلَى الشَّائِعَات وَالْإدْعِاءَات الْكَاذِبَة. عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْمَصَادِر تَزْعُم وُجُودُ عَلَاقَةٍ بَيْنَ مَاسِك وَالشَّيْطَان، فَإِنَّ هَذِهِ الِإدِّعَاءَات لَا تَسْتَنِدُ إلَى أَيِّ دَلِيلٍ حَقِيقِيّ. مَاسِك هُو مُؤَسِّس شَرِكَات تِكْنُوْلُوْجِيَّة ناجِحَة مِثْل تَسْلِا وَسَبْيس اُكْسُ، وَلَا يُوجَدُ أَيْ دَلِيلُ مَوْثُوق عَلَى تَوَرُّطِهِ فِي أَنْشِطَة شَيْطَانِيَّة أَوْ عَلَاقَات مَعَ الشَّيْطَانِ. بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، يَبْدُو أَنَّ هَذِهِ الِإدِّعَاءَات هِيَ مُجَرَّدُ شَائِعات وَ إفْتِرَاءات تَسْتَهْدِف مَاسِك عَلَى أَسَاسِ نَجَاحِه وَثَرْوَتِه. كَمَا أَنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْمَصَادِر تَنْتَمِي إِلَى مَجْمُوعَات ذَات تَوَجُّهَات سِيَاسِيَّة أَوْ دِينِيَّةً مُتَطَرِّفَة، وَاَلَّتِي قَدْ تَسْعَى إِلَى تَشْوِيهَ سُمْعَةِ مَاسِك وَ التَّشْكِيكُ فِي مَصْدَاقِيتِه. فِي الْوَاقِعِ، لَا تُوجَدُ أَيْ دَلَائِلُ مَوْثُوقَة تُرْبَط مَاسِك بِأَيّ نَشَاطَات شَيْطَانِيَّةٌ أَوْ غَيْرَ أَخْلَاقِيَّة. فَهُوَ يُعْرَفُ بِكَوْنِه رَجُل أَعْمَال مُبْتَكِر وَمُلْتَزِم بِالتِّكْنُولُوجْيَا وَ الْعُلُوم، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يُشِيرُ إلَى إرْتِبَاطِهِ بِالشَّيْطَانِ أَوْ الْقوِى الْخَفِيَّة. بِالنَّظَرِ إلَى الْمَعْلُومَاتِ الْمُتَاحَة، يُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ هَذِهِ الِإدِّعَاءَات هِيَ مُجَرَّدُ شَائِعات وَإفْتِرَاءات غَيْرَ مُؤَسَّسَةً عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ حَقِيقِيّ. يَنْبَغِي عَلَى الْمَرْءِ أَنْ يَنْظُرَ بِعِنَايَة إِلَى مَصَادِرَ الْمَعْلُومَات وَالْبَرَاهِين الْمُقَدِّمَة قَبْلَ الْوُثُوقِ بِأَيّ إدَّعَاءَات تُرْبَطُ مَاسِك بِالشَّيْطَانِ أَوْ الْقوِى الْخَارِقَة.
إيلَون مَاسِك وَقَضَايَا الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ؟
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ عَدَمِ وُجُودِ أَدِلَّةٌ عَلَى إرْتِبَاطِ مَاسِك بِالشَّيْطَان، فَقَدْ أَثَارَتْ تَصْرِيحًاتِه وَإِنْشطته بَعْضُ الْجَدَل حَوْل قَضَايَا الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، حَذَّر مَاسِك مِرَارًا مِنْ مَخَاطِرِ الذَّكَاء الإصْطِنَاعِيّ الْمُتَطَوِّر، وَاَلَّذِي قَدْ يُؤَدِّي إلَى نَتَائِج كَارثية إذَا لَمْ يَتِمَّ تَنْظِيمِه بِشَكْلٍ صَحِيحٍ. كَمَا أَنَّ بَعْضَ السُّلُوكِيات وَ التَّصْرِيحَات الْمُثِيرَةُ لِلْجَدَل لِمَاسك، مِثْلُ إنْفِعَالٌاته الْمُفَاجَئَة وَ التَّقْلِبَات الْمِزَاجِيَّة، قَدْ تُفَسَّرُ عَلَى أَنَّهَا "شَيْطَانِيَّة" مِنْ قِبَلِ بَعْضِ الْمُعَلَّقَيْن. وَمَعَ ذَلِكَ، فَإِنْ هَذِهِ السُّلُوكِيات لَيْسَتْ بِالضَّرُورَة دَلِيلًا عَلَى وُجُودِ عَلَاقَةٍ بَيْنَ مَاسِك وَالشَّيْطَان، بَلْ قَدْ تَكُونُ نَاتِجَةً عَنْ ضُغُوط الْعَمَل وَالشُّهْرَة الَّتِي يَتَعَرَّضُ لَهَا.
الْعَلَاقَةُ بَيْنَ مَاسِك وَالرُّوحَانِيَّة وَالْمُعْتَقَدَات الدِّينِيَّة ؟
بِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، أثَارٌ مَاسِك بَعْض الْجَدَل حَوْل مَوْقِفِهِ مِنَ الرُّوحَانِيَّة وَالْمُعْتَقَدَات الدِّينِيَّةِ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، أَشَارَتْ بَعْضِ التَّقَارِيرِ إلَى أَنْ مَاسِك قَدْ يَكُونُ مُهْتَمًّا بِالمُعْتَقَدَات الدِّينِيَّة غَيْر التَّقْلِيدِيَّة، مِثْل عِبَادَةِ الشَّيْطَانِ أَوْ التَّيَّارَات الرُّوحَانِيَّة الْأُخْرَى. وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ يُقَدِّمْ مَاسِك أَيْ تَأْكِيدَ عَلَّنِي عَلَى إرْتِبَاطِه بِهَذِه الْمُعْتَقَدَات، وَأَغْلَب الْمَصَادِر تُشِيرُ إلَى أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْهِ إنْتِمَاءَات دِينِيَّةً أَوْ رُوحَانِيَّة وَاضِحَةٌ. فِي الْوَاقِعِ، يَبْدُو أَنَّ مَاسِك يُرَكِّزُ بِشَكْلٍ أكْبَرَ عَلَى التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ وَ التِّكْنُولُوجِيّ، بَدَلًا مِنْ الِإنْخِرَاط فِي مُنَاقَشَات حَوْل الْمُعْتَقَدَات الدِّينِيَّةِ أَوْ الرُّوحَانِيَّة
بِنَاءً عَلَى مَا سَبَقَ، لَا تُوجَدُ أَدِلَّة مَوْثُوقَة ترْبَط إيلَون مَاسِك بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ بِالشَّيْطَانِ أَوْ أَيْ نَشَاطَات شَيْطَانِيَّةٌ. مُعْظَمَ هَذِهِ الِإدِّعَاءَات هِيَ مُجَرَّدُ شَائِعات وَإفْتِرَاءات لَا تَسْتَنِدُ إلَى حَقَائِقِ. فِي الْمُقَابِلِ، يُعْرَف مَاسِك بِكَوْنِه رَجُل أَعْمَال مُبْتَكِر وَ مُلْتَزِم بِالتِّكْنُولُوجْيَا وَالْعُلُوم، وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يُشِيرُ إلَى إرْتِبَاطِهِ بِالْقَوى الْخَفِيَّةِ أَوْ الشَّرِّ.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُّلْطَة المُثَقَّف أَمْ مُثَقَّف السُّلْطَة
- مَقَال فِي الأَسْئِلَةُ الْوُجُودِيَّة الْكُبْرَى
- ثَمَنِ قَوْلِ الْحَقِيقَةِ فِي مُجْتَمَعَاتٍ النِّفَاق وَالت ...
- جَدَلِيَّة الْفَلْسَفَة و التَّفَلُّسِف


المزيد.....




- ألمانياـ تداخلات وتعقيدات المشهد السياسي بعد الانتخابات البر ...
- تقدم روسي بدونيتسك.. وزيلينسكي يتحدث عن التنحي
- الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية جديدة أمام الدعم السريع
- متحدث أميركي: ترامب يدعم إسرائيل في أي مسار تختاره ضد حماس
- تشييع جثماني الأمينين العامين السابقين لحزب الله في بيروت
- ترامب عن نتائج الانتخابات الألمانية: يوم عظيم
- الشرع يتلقى دعوة للمشاركة في القمة العربية الطارئة بمصر
- نتنياهو -يصر- على زيادة عدد الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم ...
- فيديو.. مقاتلات ترافق طائرة أميركية بعد -تهديد بوجود قنبلة- ...
- واشنطن تدعم قرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن 600 أسير فلسطيني ...


المزيد.....

- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - إيلَون مَاسِك عَبْقَرِيّ أَمْ شَيْطَانِي