فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 8262 - 2025 / 2 / 23 - 14:06
المحور:
الادب والفن
أنا لا أخافُ الوجوه، بل أخشى النوايا ..
أندهشتُ لقراءتي هذهِ العبارة تحت صورة جاري ( محيسن ) حينما أرسلَ لي طلب صداقة جديد متذرعًا أن صفحته القديمة قد تعرضتْ للسرقة أو للـ ( التهكير ) على حد قوله!.
قبلتُ طلبهُ مفكرًا في اللصِ الإلكتروني الذي لم يجد سوى صفحة محيسن ليسرقها، ربما - وما زال الحديث لي مع نفسي – أن محيسن يملك وحده سر عجينة ( الخبز أبو السمسم ) باعتباره يعمل في فرن والده منذ أن ترك المدرسة ولم يكمل الخامس الأبتدائي.
عدتُ للعالم الافتراضي لأقرأ منشورات جاري الذي كتبَ قبل اسمه لقب الشاعر ...
هذه المرة تضخمتْ حيرتي وبدأتْ بوادرها تظهر بشكل واضح حينما بدأتُ أحدثُ نفسي مقنعًا إياها أن المواهب لا تعرف الشهادات، وقد يحالف الحظ أحدهم ويصبح شاعرًا فيسبوكيًا من دون أن يقرأ كتابًا واحدًا.
ضغطتُ على صورتهِ لتكبيرها كي أتاكد أن هذا هو بعينه محيسن جاري، وقد تأكدتُ على الرغم من ارتدائه قبعة قد غطتْ نصف وجهه وجزءًا كبيرًا من رأسه الأصلع.
متى أصبحَ شاعرًا؟ سألتُ نفسي.
نزلتُ بإصبعي لأقرأ منشوراته أو بالأحرى أشعاره ولتبديد شكوك ساورتني، بدأتُ بقراءة آخر قصيدة له وقد جذبني عنوانها ( بدايات ساخنة ) حدثتني نفسي الخبيثة أن محيسن حينما كتب القصيدة ربما كان تحت تأثير أجواء الفرن اللاهبة .. أعترفُ أن نهاية القصيدة كانت مؤثرة، ولكننّي كنتُ محتارًا وأنا أحاول تذكّر اسم الشاعر صاحب البيتين الأخيرين.
أبيات أخرى له قرأتها ولم أفهم منها شيئًا والغريب أشارته إلى أن هذه القصيدة ستكون ضمن ديوانه الأخير الذي يحمل عنوان ( سرقتِ قلبي ) . ابتسمت للعنوان إذ ذكّرني بمحيسن حينما كان يفتش حقائبنا ويسرق ما يجد فيها من طعام أو نقود أو حتى أقلام، يبدو أن المواهب تظل كامنة في العقل اللاواعي لتظهر بأشكال متطورة!.
باعتباري جارًا له وهذا الشيء يحتمُ عليّ تشجيعه ودفعه للأمام، قمتُ بعمل الـ ( اللايكات ذات القلب الأحمر ) على كل منشوراته وعلقتُ على بعضها بكلمة ( دام إبداعكَ ) وعلى أخرى ( دمتَ للثقافة عنوانًا )، كيف لا أفعل ذلك وقد أصبح محيسن محاورًا لأكبر الشخصيات الأدبية ويشار له بالقلب قبل البنان.
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟