صالح محمود
الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 16:13
المحور:
الادب والفن
ليس الإنسان بل ابنه
حينئذ لن يكون إنسانا بعد ولادته من العذراء،
إنسان الصفر هذا ...
لن يكون حاملا للأمانة بل الأمانة ذاتها
بريئا من الماضي والمستقبل، بلا خطيئة
على الإنسان أن ينسحب بعد أن فقد الأبوة
عليه أن يتبدد في الكلمة ويطمس في اللاشعور عند انهيار الهيكل ...
ها هنا أنبّه لمرة واحدة وأمر:
إشارة قدومه ليس النجم الثاقب بل كامنة في الشعور،
فلن يدرك الملكوت إلا من سمع النداء، إلا من تذكر وتفكر ...
إلا من آمن ...
بعد ان بهتت الصورة وصارت بلا هوية، هوية ...
- صف لنا ابن الإنسان بحق الجحيم، كيف يبدو في الحلول؟!!!
هكذا يتساءل الجميع بلهفة ويشيرون إلى الكلمة ...
سنحال على الإنسان حينها بدل الملكوت في اللقاء شعورا،
والحال اننا في حضور ابن الإنسان
بعد ان انحل الإنسان وتحلل في الصفر
وصار شعورا في الحضور ...
سندرك مخاض الولادة بلا ريب
لحظة الجاذبية والشعاع وظهور الكوكب
أعني لحظة ولادة العذراء ابنها الأول والأخير
لن تكون عسيرة بل غريبة ومريبة،
حتى أنها لا تبدو ولادة في الألم، الدماء والصراخ
بل لحظة جلل في الكوسموس، لحظة يهتز فيها العرش
احتفاء بمولود العذراء في النشوة، الغناء والرقص
سنرى الخَلْقَ في تلك اللحظة بدل الخَلْقَ
أصغوا إليّ:
إن كان سوفوس يهتم بالأعراض في الجوهر
يسعى لتحديدها بدقة بلا طائل جوهرا
لإثبات الصورة وانكار الكلمة
أقول، الجوهر يتجاهل الأعراض ولا يعترف بها في الجوهر
ليظل جوهرا في الأعراض
يظهر في زوالها
هكذا النور في الظلام دوما
سيعترض المعترضون بالصفر، بالبدء ...
الصفر لا يدرك بلا عدد
كما الذات في موضوع
كما الحضور في الغياب
وعلى الدوام يتم البدء في اللابداية لينتهي في اللانهاية
تأكيدا للصفر ...
ها هنا لن تكون الصورة صورة في الكلمة بل لقاء،
جاذبية تنبعث شعاعا.
حين يولد ابن الإنسان يكون الأول بعد ان كان الأخير
ويكون الأخير بعد أن كان الأول
فقد صار الطريق
فلا تتهيؤوا للحلول فقد توقفت النبوءة في اليوم الأخير
وصارت حضورا في اليوم الأول
ولا للبدء كلمة في الصفر، حضور ...
#صالح_محمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟