زاهر بولس
الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 12:01
المحور:
الادب والفن
نحن نحتفي اليوم بعشريّة مجلّة "شذى الكرمل"، والأمر ليس بدهيًا، انظروا حولكم حال صحافتنا! تبدو إلى زوال لكن ليس لصالح ازدهار الصحافة الإلكترونيّة، وهذا بسبب المصاعب والمعيقات، لا بسبب نقص الطاقات، ووراء كل معيق مستفيد. والمجلّات الدوريّة تكاد تختفي إلّا أنّ مجلّة "شذى الكرمل" بحلّتها الكتابيّة لا تزال تنبض دوريًا منذ عشر سنين بتمويل كتّابها ومشتركيها، وبرفض امكانيّة تمويلها من أي جهة أخرى حتّى نضمن استقلاليّة الرأي فيها لأنّنا نريدها لكم "مؤسّسة وعي وطنيّة" كما يليق بشعبنا وبالاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين- الكرمل 48، المؤسسّسة الثقافيّة الوطنيّة النّابضة.
من المعلوم أنّ الأداة الثقافية ليست جهازًا فحسب ولا يمكن أن تكون محايدة وموضوعيّة، فكلّ جهاز وأداة جديدة تحمل في طيّاتها الايجابي والسلبي، تحمل منظومة أفكار وقيم تناطح بها القديم وإن كان جيدّا، وتفرض الجديد وإن حوى سلبيّات، ووظيفتنا كمثقفين لا أن نناطح تكنولوجيا الجيل الصاعد، لا بل نتبنّى ما هو ايجابي فيها ونطوّع مضامينه باتجاه الإبداع الوطني الإنساني الأممي بحلّة ثقافيّة ابداعيّة، فالعلاقة جدليّة بين الشكل والمضمون ولا يمكن فصل عُراها.
وإن صدق جبران خليل جبران في بعض ما قال حين قال "أولادكم ليسوا لكم" فنقول: "نحن لأولادنا" وقال: "أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم. فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية" فنقول: "لقد ريّشنا النبال حتّى يكتمل مشهد المستقبل". فنحن بحفاظنا على صدور شذى الكرمل واستقلاليتها وعلوّ شرف معانيها وبجائزة الكتّاب الثانويين نكون كمن ريّش نبال الجيل الصاعد (وضع ريشًا على طرف السهم لسلامة التصويب) ولهم مدى سهوب المستقبل لينطلقوا.
نحن كمؤسسة وعي وطني نجابه ضمن الممكن في امرين أساسيين متوازيين، الزمن والمضمون، بمعنى اجتذاب المتلقي لأطول زمن ممكن، في حُلّة فنيّة تحمل شرف المعنى. نريد أن نقتطع هذا الزمن من حساب زمن يقتطعه منّا ومن أبنائنا من يعادي رقيّ شعبنا ويعادي البشريّة بإمكانات ماديّة وتكنولوجيّة هائلة ضمن منهاجيّة مقوننة.
زاهر بولس: عضو الأمانة العامّة للاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين- الكرمل 48
22.2.2025
#زاهر_بولس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟