أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خولة جبار محمد الجنابي - مقومات ومسببات السلم الاهلي















المزيد.....


مقومات ومسببات السلم الاهلي


خولة جبار محمد الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 04:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة :
ان منظومة السلم الاهلي هي نتاج قرون وعقود من المحبة والتعايش السلمي نابع من شبكة متداخلة من الروابط من لغة ودين وتاريخ مشترك ورابطة دم ومصالح مشتركة تؤطر في مواطنة صالحة وحياة فيها رغد العيش والأمان والرضا،أنتجت جبهة داخلية متماسكة وسريان وتطبيق القوانين بعدالة وشفافية، وغياب شخصية الإنسان المقهور بشكل يكاد يكون مطلقاً، كل هذا يؤدي الى تفعيل هذه المنظومة ، وأي خلل يصيب هذه المنظومة قد يلقي بظلاله على السلم الاهلي.
اولاً: مقومات السلم الأهلي :
يشد نسيج السلم الأهلي (التعايش) مجموعة أواصر أو مُقومات تراكمت عبر سنوات طويلة من المعايشة والإنصهار في بودقة واحدة هي مجتمع متجانس ومتعاون تسوده المحبة والتفاخر بتراث وإنجازات الوطن مع الإحتفاظ بالخصوصيات دون التصادم مع الآخر، وهذه الأواصر تبلوت ومستأثرة بالجغرافية والتاريخ والمصالح المشتركة والروابط الإنسانية الرفيعة ورابطة الدم واللغة والجوار والمصاهرة ومجابهة التهديدات الخارجية أو الداخلية، والحصيلة منظومة من الأعراف والقِيَمْ المجتمعة تسود المجتمع، ويلتزم للشرف والمفاخرة، وتجنب العار والدونية في حال الخروج عليها، وبذلك يأخذ السلم الأهلي نقائه وصفائه أو العكس، منضبط بقيادة واعية وصالحة ومحايدة بين المكونات تستهدي بنصوص قانونية شرعية، وتحارب الفساد والتعصب وأصوات النشاز المتطرفة . ونذكر من مقومات السلم الأهلي ( ).
1ـ النظام التعليمي .
2ـ الثقافة السياسية السائدة .
3ـ المواطنة .
4ـ تعزيز الإدارة التعددية السلمية وتقاسم صنع القرار .
5ـ الإحتكام إلى القانون عند المنازعات والإختلاف .
6ـ الحكم الرشيد المتسم بالحكمة والكفاءة والشفافية (الشفافية تعني الوطنية والوضوح في مناقشة الموضوع وتداول المعلومات بحرية تامة مما يؤمن مشاركة الجميع) .
فالحكم الرشيد : هي توطيد أنظمة العدالة، وإصلاح هيكليات الدولة، ومحاربة الفساد وضمان الشفافية، ويُعرفها البنك الدولي، بالتقاليد والمؤسسات التي تتم فيها ممارسة السلطة في الدول من أجل الصالح العام، فتشمل عملية اختيار القائمين على السلطة ومراقبتهم واستبدالهم، وقدرة الحكومات على إدارة الموارد وتنفيذ السياسات السلمية بنجاح، واحترام المواطنين والدولة للمؤسسات التي تحكم التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية فيما بينها، ويسهم انعدام المساواة في الاستفادة من الموارد المتاحة والمشاركة في اتخاذ القرارات في ارتفاع معدلات العنف والجريمة .
7ـ حرية التعبير، والحريات اللازمة حرية السكن والتنقل والعمل والتعليم ... الخ .
8ـ العدالة الاجتماعية .
9ـ وجود إعلام حر متوازن .
10ـ تحريم التفاضل العصبوي التقليدي، وتكون الكفاءة هي المعيار ،
11ـ العدالة الإنتقالية : يُؤخذ بها وتُعزز، وقد يُضاف اليها عوامل أخرى تزيداً للحمة الوطنية للمجتمع .
ثانياً: عوامل النزاع الأهلي :يكون المجتمع سليم مُعافى، ولكن لسبب داخلي أو خارجي أو كلاهما معاً يعتل
المجتمع ويتمزق نسيجه بسبب من الأسباب أدناهُ أو غيرها :
1ـ إقصاء الآخر، الشريك الإجتماعي أو السياسي في البلاد .
2ـ الانتقام السياسي المصاحب للحكم الدكتاتوري أو العقدي الآحادي .
3ـ الإنتقام الطائفي بالإتكاء على حجج تاريخية عفا الزمان عنها وغيرها .
4ـ صراع القوميات .
5ـ غياب الممارسة الديمقراطية .
6ـ قلّة الثقافة عن معتقدات ووضع الأقليات الأجتماعي .
7ـ التدخل الدولي أو الإقليمي، أو كلاهما معاً .
8ـ الصراع الطبقي والاقتصادي .
9ـ التقوقع على الهوية .
السلم الأهلي وعوامل السخط المجتمعي :
إنّ دراسة العوامل المؤدية إلى السخط تعتبر ضرورية لخطة الإصلاح وترميم السلم الأهلي، وأهمها .
1ـ أجتماعية :
(أ) فشل الحكومة في تحسين طرق المعيشة .
(ب) حرمان البعض من تكافؤ الفرص .
(ج) زيادة عدد السكان في بلد بدون زيادة فرص العمل .
(د) زيادة نسبة الأمية ونظام تربوي ناقص .
2ـ سياسية :
(أ) سلطة لا تتجاوب مع آمال وتطلعات البعض لكونها فاسدة أو غير كفوءة، وتسمح باستغلال قطاع أو فئة من هذا الشعب .
(ب) عدم الإستقرار السياسي الذي يؤدي إلى انحلال القانون والنظام .
3ـ اقتصادية :
(أ) التوزيع غير العادل للثروة .
(ب) الاستغلال السياسي من قبل بعض السياسيين وبعض رجال الأعمال،وأصحاب رؤوس الأموال .
(ج) الفقر المنتشر .
(د) البطالة الواسعة .
4ـ نفسية :
(أ) عدم تكامل الشخصية الوطنية .
(ب) الولاء الطائفي أو القومي أو العشائري، وانعزال بعض المناطق .
(ج) عجز السلطة عن مقاومة الدعاية المضادة .
5ـ عسكرية :
في المجتمعات التي تسيطر عليها حكومة عسكرية أو يقوم العسكريون بواجب القيادة السياسية يحدث نفور من القوات العسكرية . وعليه يمكن تلافي ذلك من قبل الجيش، وذلك من خلال استخدام مصادره المادية، لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان المحليين، إنّ الغاية من العمل المدني (للجيش) ، هو كسب قلوب وعقول الناس، وقد يكون عاملاً كبيراً في تهدئة النفوس وإشاعة الشعور بالإطمئنان، وتجنب النظرية البائسة، وهي مقابلة الإرهاب بالإرهاب.

المحور الثاني المفاهيم المعاكسة للسلم الاهلي (مسببات النزاع الاهلي )
اولاً /اللاتسامح
اللاتسامح في جوهره يعني الانغلاق التام تجاه الاخر، وهي ظاهرة متعسفة قديمة قدم الانسان، وبالتالي يمكن فهمها بالغريزة، ويلقي بعض المختصين تبعة سيادة افكار اللاتسامح على النخبة في هذه المجتمعات فقد فقدت هذه النخب (أي المثقفين وارباب الفكر وقادة المجتمع) البصيرة التاريخية وتراجع دورها التاريخي وانقادت وخضعت لرغبات العامة ولم تعد قادرة على شق طريقها الصحيح في عموم تلك المجتمعات، مما ادى الى تداعي معظم الافكار الحرة بسبب ضعف دعاتها وتداعي وغياب الافكار العقلانية، مما ادى الى التوجه نحو الانغلاق والتعصب وهيمنة التفسيرات اللاهوتية المطلقة للدين وترسيخ الميول الطائفية والمذهبية والعرقية، واعيد تشكيل العلاقات بين النخب والناس وتغيرت علاقة التابع بالمتبوع ومما ساعد على ذلك عدم توافر ظروف تعليم وتفكير وحرية سياسية، فتراجعت المجتمعات وذابت ادعاءات التحديث الفكري والسياسي والاجتماعي وسط التقاليد الصارمة لمجتمعات كادت تنغلق على نفسها ، وغاب عنها التسامح فأي تسامح في بيئة تتبنى ايديولوجيات تهجينيه، لا تختلف كثيراً عن الايديولوجيات التي انتجتها النظم الشمولية المستبدة.( )
إنَّ اللاتسامح يتخذ اشكالا متعددة منها ما هو ديني، أو عرقي، أو اجتماعي، أو أخلاقي، ومن الممكن لكلّ من هذه الإشكال ان يبرز بمفرده، أو متواكبا مع غيره من الاشكال، لكن من بين كافة الاشكال التي يتخذه اللاتسامح، من المرجح ان شكلّه الديني اللاتسامح الديني "هو الشكلّ الذي تسبب في حدوث القدر الأكبر من الأذى، كما إنهّ الشكلّ الذي تتبدى الصعوبة الاستثنائية في الوصول الى تفسير له
ومن اشكال اللاتسامح المقيتة، نشير الى التعصب، ذلك ان التعصب لجماعة فرعية ضمن إطار المجتمع الكبير، من دون الالتفات الى الاخر المبعد بعامل اختلاف الهوية المذهبية او القومية او الثقافية او أي اشكال من اشكال الانتماء الفرعي، ويؤدي لامحالة الى نمو مجتمع مصغر او مجتمعات مصغرة داخل الوطن او المجتمع (الوطني).
وتقوم بنية التعصب على الإقصاء والتهميش وبقاء الكلّ في حالة صراع بهدف الوصول للسلطة لذاتها داخل العصبية الواحدة، أو عبر تحالفات مع بعضها ضد البعض الآخر مما يؤدي إلى صراعات دامية على المناصب والتوغل في السياسة الاقصائية خاصة لكثير من المفكرين الذين يعارضون أفكار السلطة مما يقود إلى انتشار العنف المضاد الذي يشكلّ رفضاً لتلك السياسة.
وقد يعاني المجتمع من أزمة تعدد مصادر السلطة فيه أي تعددها (سلطة الأسرة، الحزب، القبيلة، الجماعة المدنية) سبباً للسلم والأمن أو للتنافس والصراع لأن الذي يحكمها مجموعة مبادئ ومعايير عامة تحدد علاقة الولاء والتبعية أو الأسبقية والهيمنة بين الجماعات والأفراد:
ويحكم المرء في مجتمع العصبية هاجس السلطة لعدها مصدر النفوذ والاحترام والقيمة، ولأن السلطة تسهل المكاسب وهنا يجري تفسير المعارضة في مجتمع العصبية بأنهّا معارضة من أجل السلطة أكثر منها معارضة من أجل التغيير والبناء، والحق في السلطة في مجتمع العصبية حق مطلق في التفرد في التقرير والالتزام والإخضاع لأنهّ حق غير الخاضع للمناقشة ولا قابل للمحاسبة والاعتراض.
وهنالك من يرجع التعصب إلى أربعة أسباب هي.
1.الركون إلى العادات الفكرية والعملية المألوفة لاعتياد الناس على الكسل.
2.الجهل أصل التعصب واضطهاد الأفكار الجديدة.
3.التقديس أو ما يسميه الخوف.
4.تضرر الطبقات المستفيدة مالياً من التغيير الذي يهدد مصالحها إذا ما غيرت أفكارها وعاداتها المعروفة.
لذلك لا بد من محاربة التعصب وتشريع القوانين اللازمة لذلك، وإشاعة المعرفة والثقافة وقيم الحوار والتسامح التي تؤسس لقبول المغايرة وحق ممارسة الاختلاف وإشاعة حقوق المساواة كلّ ذلك ما يحتاجه القرار السياسي والسلم الاجتماعي لأن التعصب يفتت الوحدة الداخلية الوطنية ويزيد التوتر والصدام ويؤسس لحروب أهلية واجتماعية.
ولا بد لمواجهة التعصب من عدم التفرقة بأشكالها كافة أي المساواة التي تعرفها القوانين الدولية والإنسانية بإنهّا المساواة في الفرص أمام الأفراد دون اعتبار للجنس، العرف، الدين. لأن التمييز الطائفي والتطهير العرقي والعنصرية سيفضي إلى مزيد من التعصب ويؤدي للمزيد من التدهور الاجتماعي والفوضى السياسية.
ثانيا /العنف
يعرف العنف: بإنهّ الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وهو ضد الرفق، وأُعنف الشيء: أي أخذه بشدة، والتعنيف هو التقريع واللوم “.
تناولت دراسات العلوم الاجتماعية هذه الظاهرة من زوايا مختلفة وبوساطة توظيفات متعددة، ورغم هذا التعدد والتنوع في المداخل التي انصبت على تحليل العنف ، إلا إنهّا اتفقت على إنهّ التهديد الذي يلحق الضرر بالمجتمع ، وسبق وان تحدث المفكر البريطاني توماس هوبس عن مفهوم الرغبة كمنطلق يمكن أن يؤدي إلى العنف ، وتحدث عالم التحليل النفسي الامريكي فرويد عن العنف الفطري ، ثم جاء علماء النفس الاجتماعي بنظرية "العنف المكتسب" ، وركزوا على دور البيئة في اكتساب الشخصية الفردية او الجماعية صفة العدوانية ، وقالوا إن الإنسان يتعلم نماذج العنف ويقلدها.
هناك من يرى ان العنف يشمل جميع أشكال الضغط والسيطرة والاستغلال التي تلحق الأذى بالأفراد أو الجماعات وإنهّ "الاستخدام غير القانوني أو غير الشرعي لوسائل الإكراه المادية من أجل أغراض شخصية أو جماع.
أما العنف باعتباره جريمة يُعرف على إنهّ "القوة التي تهاجم مباشرة أشخاص الآخرين، وممتلكاتهم، أفرادا أو جماعات، بقصد السيطرة عليهم بواسطة التدمير والإخضاع والهزيمة.
ويمكن القول إن العنف يتخذ اشكالاً عديدةً ومتنوعة، فهناك العنف العائلي والسياسي والعنف الاجتماعي والثقافي، وهناك عنف مقدس يخلع المشروعية على ذاته بوساطة التعاليم الإلهية للأديان، وعنف مادي أو دنيوي محض نزعت عنه أغلال التقديس.
العنف العائلي بإنهّ:" هو الأفعال التي يقوم بها أحد أعضاء الأسرة أو العائلة ويعني هذا بالتحديد الضرب بأنواعه وحبس الحرية، والحرمان من حاجات أساسية، والإرغام على القيام بفعل ضد رغبة الفرد والطرد والتسبب في كسور أو جروح، والتسبب في إعاقة، أو قتل.
اما تعريف العنف السياسي هو يعني اللجوء إلى القوة، ضد الأشخاص أو الأشياء، لإحداث تغيير في السياسة، في نظام الحكم أو في أشخاصه، ولذلك فإنهّ موجه ايضا لإحداث تغييرات في وجود الأفراد في المجتمع، وربما في مجتمعات أخرى.
ويرى (صادق الأسود) إمكانية تصنيف أنواع العنف السياسي إلى: .
1.العنف المؤسسي: وهو العنف الذي تمارسه الحكومة وترى إنهّ عنف شرعي من اجل ضبط النظام والأمن فالسلطة مقرونة بالقوة، أو قد يراه غيرها عنفاً حكومياً غير شرعي يتوجه إلى المواطنين أو إلى أفراد أو جماعات معينة لضمان استمرار السلطة وتقليص دور القوى المعارضة والمناوئة لها وتمارسه الحكومة عبر أجهزتها القهرية كالشرطة والجيش والمخابرات، ويرى البعض أن العنف الحكومي شرعي وتحت ظل القانون لضبط الأمن العام، ويرفضه آخرون لأنهم يرون فيه انتهاكاً لحقوق وحريات الآخرين.
2.العنف الدولي: وهو العنف المادي (الحروب) والنفسي (الدعاية، الشائعة).
3.العنف الشعبي: وهو العنف الموجه من المواطنين إلى النظام وهناك نوعان منه، العنف الذي تمارسه السلطة ضد بعضها البعض أو قوى وجماعات ضد قوى وجماعات منافسة لأسباب سياسية، اجتماعية وكذلك يشمل (الثورة، الشغب، المظاهرات، الحروب الداخلية، الاغتيالات السياسية).
بوساطة ما سبق يؤديا العنف الى تعطيل الحوار مع الآخر اي تهديد السلم والأمن، فتثقيف الناس على الانفتاح على الآخر أياً كان والاستماع إليه هو الذي يخلق نقيض العنف، التسامح والأمن والسلم والمحبة والتواصل، فالاختلاف مع الآخر سياسياً، دينياً...أمر طبيعي يمكن تجاوزه بالاعتراف بالآخر وبحقه في الرأي، فالتعايش السلمي هو الأصل الثابت بالنسبة لأي مجتمع متحضر وان استخدام العنف والقوة والتطرف هو الطارئ.
ثالثا /العدوانية
إنَّ العدوان هو التهجم على الاخرين ورغبة في السيطرة نتيجة للشعور بالظلم نحو ذلك. ومن يعرف العدوان هو استجابة انفعالية متعلمة تتحول مع نمو الطفل وبخاصة في سنته الثانية إلى عدوان وظيفي لارتباطها ارتباطاً شرطياً بإشباع الحاجات.
وهو سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة أو إلى السيطرة بوساطة القوة الجسدية أو اللفظية على الآخرين، وهذا السلوك يعرف اجتماعياً على إنهّ عدواني، ويرى فرويد أن السلوك العدواني هو نتيجة وجود غريزة فطرية هي المسئولة عن هذا السلوك، وأن العدوان رد فعل طبيعي، لما يواجه الفرد من احباطات.
ويعرفه آخرون بإنهّ السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى بالآخرين سواء كان نفسيا كالإهانة أو الشتم أو جسديا كالضرب والعراك. أو هو مظهر سلوكي للتنفيس الانفعالي أو الإسقاط لما يعانيه الطالب من أزمات انفعالية حادة حيث يميل بعض التلاميذ إلى سلوك تخريبي أو عدواني نحو الآخرين سواء في أشخاصهم أو أمتعتهم في المنزل أو في المدرسة أو في المجتمع. كرد فعل غريزي يتهذب بالتعلم. ويكون دافعه وأحد أو أكثر من أنواع الألم الجسدي والنفسي.كما يفسره بعض علماء النفس الآخرين على إنهّ رد فعل للحرمان الطفل من إشباع حاجاته من أمن، وتقبل، ورعاية، أو الإسراف أو التفريط في الإشباع.
اما أشكال العدوانية:.
1.عدوان مباح: ويشمل الأفعال التي يحق للإنسان الإتيان بها قصاصاً، فمن اعتدى عليه في نفسه أو عرضه أو ماله أو دينه أو وطنه.
2.عدوان نحو الذات: إن العدوانية عند بعض المضطربين سلوكياً قد توجه نحو الذات، وتهدف إلى إيذاء النفس وإيقاع الأذى بها.
3.عدوان عشوائي: قد يكون السلوك العدواني أهوجاً وطائشاً، ذا دوافع غامضة غير مفهومة وأهدافه مشوشة وغير واضحة، وتصدر من الفرد نتيجة عدم شعوره بالخجل والإحساس بالذنب الذي ينطوي على أعراض سيكوباتية في شخصية الفرد، مثال ذلك الطفل الذي يقف أمام بيته مثلاً ويضرب كلّ من يمر عليه من الأطفال بلا سبب، وربما جرى خلف الطفل المعتدي عليه مسافة ليست قليلة، وقد يمزق ثيابه أو يأخذ ما معه، ويعود فيكرر هذا مع كلّ طفل يمر أمامه، وربما تحايل عليه الأطفال إما بالكلّام أو بالبعد عن المكان الذي يقف فيه هذا الطفل.
وهنالك اسباب مهمة قد تكون هي الاساس في انماء السلوك العدواني للأفراد ومنها عوامل تتعلق بالمجتمع ان المجتمع الذي يكثر فيه معدل الطلاق أو الأسرة الممزقة تزداد فيه جرائم العنف كما ان تخبط المجتمع حول طرق التربية , وغياب الهدف القومي الذي يمتص طاقات الشباب ونقص ممارسة الديمقراطية الحقيقية، وإنهيار القيم الاخلاقية السائدة , واهتزاز القدوة على المستوى الاجتماعي , والبطالة الى جانب إنهيار مستوى التعليم والفراغ الفكري الذي يعيشه الشباب ونقص الاهتمام بالرياضة البدنية كطريقة لإفراغ طاقاتهم فضلا عن وسائل الاعلام كلّها عوامل تسبب العدوان والعدوانية.



#خولة_جبار_محمد_الجنابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آطار مفاهيمي لمفهوم الارهاب - والارهاب الالكتروني
- آطار مفاهيمي للنظام البرلماني والاداء التشريعي والرقابي
- اسلوب ادارة الازمات
- مؤسسات المجتمع المدني ودورها في عملية ألتنشئة ألسياسية
- تحديات أدارة التنوع في تركيا
- آلاثار الاقتصادية لظاهرة المخدرات على الفرد والمجتمع
- صنع السياسات العامة
- البرنامج الحكومي في السياسة العامة
- استراتيجيات أدارة الصراع
- مفهوم أدارة ألسياسة العامة في الدول المتعددة الاعراق
- أدارة التنوع .. الهند انموذجاً
- السياسة التعليمية في العراق بعد عام 2003(السمات والخصائص)
- قراءة في اهم الاستراتيجيات المتخذة في مجال التعليم و التعلم ...
- سبل أنجاح العملية التربوية والتعليمية في العراق بعد عام 2003
- الديمقراطية كمفهوم عن الحرية والعدل والمساواة في الحقوق والو ...


المزيد.....




- -الرابط المشعّ- بين حوت أحدب وصغيرها تفوز بمسابقة -مصوّر تحت ...
- صدمها بشاحنته وجرها ودهسها.. شاهد ما حدث لسيدة أثناء عبورها ...
- مشاهد من لحظة إفراج حماس عن 3 رهائن إسرائيليين في مخيم النصي ...
- ترامب يرشح اللواء دان كاين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة بعد ...
- تحولات حزب الله اللبناني مع نصرالله وبعده
- لأول مرة هذا العام: شمس الربيع تضيء وجه رمسيس الثاني في أبو ...
- ارتفاع أسعار الكهرباء: هل يهدد الصناعة الألمانية؟
- جندي إسرائيلي أسير يقبل رأس عنصر من -القسام- (فيديو)
- مسلحون مجهولون يفجرون قنبلة صوتية في مبنى حكومي بإيران (فيدي ...
- بوتين يهنئ عدة ألوية وفوج بمناسبة منحها لقبا فخريا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خولة جبار محمد الجنابي - مقومات ومسببات السلم الاهلي