أثار النوم على صحتنا النفسية والجسدية

نجاح النصراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 02:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يعد اصلاح وبرمجة الجسد بكافة اجهزته وخلاياه من اهم فوائد النوم خاصة بعد نهاريوم طويل ومرهق وان الحد الطبيعي لحاجة الفرد للنوم تتراوح مابين 6الى 10 ساعات ليلا , لكن البعض يضطر الى النوم في النهار بسبب طبيعة اعمالهم مما يسبب لهم الكثيرمن اضطرابات النوم وبتالي اضطرابات جسدية ونفسية على المدى البعيد , كما ان هناك عدة عوامل واسباب تساهم في مشكلات النوم ,مثل الحالة الانفعالية والسن والنظام الغذائي مثل الاطعمة الدهنية او التوابل الحارة اوالمشروبات التي تحوي على كافيين او تناول اطعمة كثيرة السكر او الاملاح اومايتناوله الفرد من ادوية لعلاج بعض الامراض المزمنة ,وقد يستخدم البعض العقاقيرالمنومة والتي تفقد دورها مع الوقت وربما تعطي تنائج عكسية . وان غالبية الاشخاص ممن يعانون من اضطرابات النوم كصعوبة النعاس او الاستمرار في النوم او انعدام النوم ينعكس سلبا على اجسامهم مما يسبب لديهم فرط في النعاس والتعب والمزاج المتعكر اثناء النهار وفي كثير من الاحيان ينعكس هذا الارهاق على نومهم ليلا كحالات الفزع الليلي اوالاستيقاظ المتكرروالتوتر وحتى الكوابيس وقد يقود الى ارق متكرر,وباستمرار الامر يؤدي الى سوء توافق على صعيد اجتماعي او مهني او اضطرابات نفسية مثل زيادة الهوس خاصة لدى المصابين باضطراب ثنائي القطب كما تنشط عند الاخرين بعض السلوكيات العدوانية والقلق والاكتئاب وفقدان الاتزان العاطفي والانفعالي وجنون العظمة وتردهم افكارا انتحارية ومع استنزاف وضعف في المدركات والوعي والذي يعد اكثر الاضرار شيوعا على الدماغ اذ ان قله النوم يقود الى ضعف في انشطة الدماغ وخلل في كميائيته الهرمونية مما يقلل من الاستجابات بين الوصلات العصبية مما يؤدي الى خلل في الاداء العام والذاكرة وقد يصل الى الاصابة بمرض الزهايمر او غيرها من الامراض النفسية المختلفة وممكن يؤدي الامر الى امراض جسدية مزمنة كامراض القلب والسكر والضغط كما يضعف القدرة الجنسية وفرص الانجاب حتى في السن المبكرة. فان هرمون النعاس او مايعرف بهرمون الملايتونين يتزامن افرازه مع هرمون النمو الذي يعمل بدوره على تجديد الجسد و بكافة اعضاءه وخلاياه ومن ضمنها البشرة والشعر, لذا من المهم العمل على تنظيم اوقات النوم وضمن الساعة البيولوجية وبشكله الطبيعي والمنتظم .كما ان افراز هرمون الملايتونين المتزامن مع هرمون النمو لاينتج الا ضمن النوم ليلا ,ثم يبدأ يتناقص تدريجيا مع الساعات الاولى لشروق الشمس, وممكن ان يفرزهرمون النعاس اثناء النهار كحاجة الى النوم سواء كان بسبب الارق او الارهاق وهذا يوفر استراحه للجسد دون تجدد ومع تقدم العمر والاستمرار على السهر لاوقات طويلة ليلا والنوم نهارا هذا يضعف من انتاجه لهذا نجد الكثيرمن التوصيات الصحية لمنظمة الصحة العالمية وللمختصين مما تؤكد على النوم ليلا والاستيقاظ مبكرا . ولقد جاء في قوله تعالى في كتابه الكريم(( وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا ))الاية 47 سورة الفرقان ..حيث فيها توكيدات على اهمية النوم ليلا والنشاط والحركة والعمل نهارا . ولكي يصل الشخص الطبيعي الى مرحلة النوم العميق يتطلب وقتا مابين ساعة ونصف الى ساعتين وخلال هذا الوقت قد يكون النوم متذبذب وتحدث هذه المرحلة في بداية النصف الاول من الليل ,و تصاحب فترات النعاس الاولية المتذبذبة فترات استيقاظ وبامكان الفرد لايميزها اذا كان مكان النوم متوافرة فيه اسباب الراحة والامان الهدوء . وضمن مرحلة النوم العميق يحدث نوع من توزان النفسي اذ يتم التفريغ النفسي من خلال الاحلام حيث جاء في طرح عالم النفس كارل يونك ان للاحلام دور تعويضي وتكميلي للتكوين النفسي واكد العالم فرويد ان الاحلام هي متنفس ومسلك سري الى اللاوعي , وفي دراسة نشرت في مجلة نيوروساينس ان النوم الصحي يوفر صلابة نفسية لدى الافراد وخاصة في مواجهة الضغوط والصدمات بعكس الافراد الذين يعانون من مشكلات النوم المختلفة , ووصف جان لاكان علاقة النوم كالموت والاستيقاظ كالحياة فنجد بعض الاشخاص الذين يلجؤن الى النوم اغلب اوقاتهم كنوع من الهروب من الواقع او الذين يعانون الارق بسبب التفكير الزائد والمخاوف وفقدان الامان النفسي اذا اضطرابات النوم تتزمن مع الاضطرابات النفسية وبالعكس . وعليه فان الفرد الذي يأخذ كفايته من النوم يقوم جسده بتنظيف نفسه بنفسه ويعيد تنظيم اجزاءه وكميايئية دماغه وكما يعمل على تقوية جهازه المناعي . الامر الذي يجعله جاهزا ومستعد لصباح يوم جديد بنشاط وحالة انفعالية ايجابية , لذا فان كل شخص يتناسب مقدار ماينامه ليلا مع مقدار احساسه بالراحة والسعادة ويجنبه الاصابة بالكثير من الامراض والاضطرابات نهارا

#نجاح_النصراوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات