أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - السينما الإفريقية تفقد المخرج المالي سليمان سيسي(1941-2025)














المزيد.....


السينما الإفريقية تفقد المخرج المالي سليمان سيسي(1941-2025)


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 8260 - 2025 / 2 / 21 - 02:36
المحور: الادب والفن
    


غيب الموت المخرج السينمائي المالي سليمان سيسي عن عمر يناهز 85 عامًا، تاركا خلفه إرثًا سينمائيًا كبيرا وتاريخًا من النضال من أجل القضايا الإنسانيةوالتحررية.

ا، «سليمان سيسي»، الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم خلال مهرجان كان السينمائي، وقدم الكثير من الحكايات الشخصية التي تعكس روح القارة الإفريقية والتنوع الذي تتميز به تأثيراً بالغاً على مجريات السينما في إفريقيا. ونال تكريمات عدة منها "عربيا - جائزة مهرجان دبي السينمائي 2010 ، والإحتفال بمسيرته بحضوره، وتكريمه بأيام قرطاج السينمائية 2012".
تلقى سليمان سيسي، المولود في مدينة باماكو عام 1940م، تعليمه السينمائي عام 1969م، درس في معهد السينما السوفيتي وأخرج في المعهد ثلاثة أفلام قصيرة، ولدى عودته إلى الوطن أخرج عدداً من الأفلام الوثائقية من بينها « خمسة أيّام حياة» سنة 1972 تحصّل على التانيت البرونزي بمهرجان أيامقرطاج السينمائية.
وتجمع أفلام سيسي، الذي شب على السينما والأفلام منذ نعومة أظفاره، بين القصص الفردية والنصوص الضمنية التي تصور الجانب الإجتماعي والثقافي للحياة في القارة السمراء، وفي عام 1974 أخرج (الفتاة الشابة) أول أفلامه الروائية. ومنذ خطواته الأولى في عالم الإخراج، أظهر سيسي حساسية عالية للمقاربة المجازية والشاعرة للواقع بمحاولته التعبير الإبداعي عن التدفق المعقد للأحداث والوقائع.
إن اختياره لشخصية فتاة خرساء، يرمز إلى حقيقة إن هذه المرأة في المجتمع الإفريقي لا يسمح لها بالتعبير عن آرائها وأفكارها المستقلة. وتميز سيسي بمحاربته للإستبداد، فقد تم منع عرض فيلمه (الفتاة الشابة)، من قبل وزير الثقافة في مالي عام 1974، وتم اعتقال سيسي، وسجنه على إثر ذلك.. وجاء فيلمه الثاني (بعرا.العمل) عام 1978م أكثر رمزية وشاعرية. في هذا الفيلم، يقوم المخرج بأمانة وحذر بالغين بتحليل الحياة كما هي، فيستبعد الخيال جانباً، ليعرض بعمق أحوال الطبقة العاملة التي كانت هي في طورها الجنيني في القارة الإفريقية النامية، يعمل شابّ ماليّ من الريف "بعرا"، أي حمّال أمتعة في باماكو.. وفي أحد الأيّام تعرّف إلى مهندس شاب توطّدت بينهما العلاقة وتعهّد برعايته، فسوّى أوضاعه مع الشرطة وانتشله من عالم المهمّشين، ليضمن له عملا بالمصنع، وقد دخل هذا المهندس الذي درس بأوروبا، في صراع مع نقابة العمّال بالمصنع لأنّها باعت حقوق العمّال للعَرْفِ..
فيلم سيسي الثاني هو (الريح) عام 1982، يتكون إسم الفيلم من صور ورموز بلغة البمبارا، وفي هذا إشارة إلى ضرورة حفظ التراث أو إعادة اكتشافه. رياح العقل، رياح التاريخ ورياح التغيير التي تمحو أخطاء الماضي، كل هذه التأويلات المجازية نجدها متجذرة في سياق الفيلم والقصة التي تحكي عن روميو وجولييت إفريقيين تكشف التناقضات التي تكتنف المجتمع الإفريقي الحديث، أثناء إحتجاجات اعتقل «باهو» و«باترو» طالبان يعارضان النظام القائم، وقد اكتشفا السجن والتعذيب الجسديّ والإهانة، وهي تجربة لم تنل من عزميهما وإنّما جعلتهما يتقاربان ويصمدان.. إن قصة فيلم الريح مخلصة وحميمة تحكي عن زمن التحولات، والتناقضات التي تنشأ في المجتمع حين يحاول الناس التوفيق بين التقاليد وبين أساليب الحياة المعاصرة، في سعيهم للبحث عن رؤية ناضجة وذات معنى هي في الحقيقة نتيجة الجمع بين التصورات القديمة والمفاهيم الحديثة.
كما ظهرت مجهودات سيسي الإبداعية في فيلم (النور)، وعلى خلاف أفلامه السابقة: الحدث في هذا الفيلم غير محدد بزمن معين، كما اتخذ الفيلم شكل الأسطورة أو الحكاية الشعبية، وللوهلة الأولى تبدو القصة كما لو أنها تدور عن الصراع بين الخير والشر وانتصار الخير على الشر في نهاية الأمر.. في إفريقيا حيث تطغى الأسطورة عمل «نيانانكورو» الشابّ المنتمي إلى عائلة بمبارا بنصيحة أمّه، وفرّ من مواجهة أبيه «سوما» الراغب في قتله لأسباب يجهلها، فأقدم نيانانكورو على مسيرة طويلة ستمنحه سلطات سحريّة يحاول والده أن يعيقها بسبب الغيرة.. ثم يقدم سيسي الفيلم الكلاسيكي (الزمن) 1995 الذي يروي قصة فتاة صغيرة تمتلك قوة خارقة في التعامل مع الحيوانات، تسافر حول القارة هرباً من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، قبل أن تعود إلى موطنها مجدداً.
وفيلم " من قال لي" (2009) الذي تدور أحداثه في مالي، ويروي قصة عائلة يسود حياتها التوتر والضجر واختلال العلاقات الزوجية، وأخيرا الوثائقيّ "أو سمبان" (2012)، عن أب السينما الإفريقية، في بداية الفلم، نشاهد سمبان عصمان مع أصدقائه، وهو بصدد اختيار غليون في محل بلندن سنة 2005، هذا الفلم لسليمان سيسي يعد القبر الحقيقي لسمبان عصمان، هذا القبر الرمزي، مكان ذاكرته، سنزوره لنعرف من هو هذا السينمائي العظيم ،الحالم والإنساني، رجل عظيم ولد على أرض إفريقيا.. فيلم سمبان يمثل ضريح للعين.

رأس سيسي "إتحاد المبدعين والناشطين في قطاع السينما والفنون السمعية البصرية بغرب إفريقيا"، الذي يهدف إلى تشجيع ودعم أبناء هذه المنطقة من السينمائيين الناشئين



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرض الفنان -ميزو- بدار نحلة بقصبة الجزائر .. رؤية تشكيلية ب ...
- «السرديات البيئية.. نحو نقد بيئي للرواية العربية» كتاب جديد ...
- المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي طبعة ناجحة تحت شعار -الكوميدي ...
- المؤرخة والكاتبة الأمريكية أليس كابلان تقدم روايتها عن الفنا ...
- غياب الفنان التشكيلي والسينوغراف والسينمائي أرزقي العربي
- أميرة الراي الشابة -نورية-
- رغبة غامضة ****!
- وفاة المخرجة شيرين غيث
- تسرب عبر الشجن مصيرك
- مارك غارانغر غياب مصور كبير وموثق وجوه جزائرية
- -إيدير - وداعا
- حزن الثقافة العربية بفقدان مبدعين
- المخرج والمنتج العراقي - قاسم عبد -: المنفى تجربة اشكالية ام ...
- د مباركة بلحسن : المرأة الحسّانية وثقافة الجسد : مقاربة أنثر ...
- المخرجة عطيات الابنودي بذكرى وفاتها الاولى
- ظل الخيبات
- إنغمار برغمان احتفاء بمرور مئة عام على ولادته
- الدكتور “ابراهيم ابراهيمي” .. وفاة مؤسس المدرسة العلیا ...
- -جمال علام - ايقونة الاغنية الامازيغية الجزائرية
- كيف قدم صناع السينما سيرة مانديلا


المزيد.....




- العربية في إيران.. لغة -أم- حية بين الذاكرة والتحديات
- فيديو.. متهم يهرب من نافذة المحكمة بطريقة سينمائية
- فيديو.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة بعد السجن
- المخرج السوري هيثم حقي لـ CNN بالعربية: -لا نريد سوى سوريا ا ...
- بهية محمد.. زواج الفنانة اليمنية من مصري يثير جدلا يمنيا
- وزير الهجرة: التعددية الثقافية تثري السويد
- المجتمع في جنوب المملكة.. أحداث مسلسل الزافر بطولة الفنان را ...
- -لأول مرة-.. محاولة صناعة فيلم مختلف ضاعت في زحام التفاصيل
- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - السينما الإفريقية تفقد المخرج المالي سليمان سيسي(1941-2025)