أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة همسة .














المزيد.....


مقامة همسة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 14:51
المحور: الادب والفن
    


مقامة الهمسة :

مقتضب شيخنا الجميل في عبارته التي نشرها هذا الصباح : (( اذا فرغت القلوب من الحب , صارت قبورا )) , فنقول له ان كل القصائد أضرحة جميلة لأحلامنا الخائبة , والشعراء يتبعهم الخائبون , وقد يستيقظ مارد الروح , خارج محراب الجسد , فأدعوك ببساطة لأن تخرق حظر التجوال , وتناول التقاة من العشاق سر حلمك , فلو كنا نختار من نحب , لما عذبنا الحب وأدمت قلوبنا مخالبه .

في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و في الحكم المنسوبة لأمير المؤمنين : (( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض , و جهد عارض , صادف قلبا فارغا )) , فالحب لا يمكن أن يشيخ أبدا , قد تفقد الأقفال لونها الذهبي , وقد تتلاشى نضارة الخدود , ولكن القلوب المحبة سوف تعرف انه لا صقيع الشتاء وبرده يؤثر فيها , بل دفء الصيف لا يزال فيها , ولو كنا نطَّلِعُ على نوايا من حولنا لما سلب منا الوهم اعمارنا , لما كسرتنا هزائمه , نمشي دروبا لا نعرف اين تأخذنا , نودع قريبا صار غريبا , و نلتقي غريبا تُبهرنا محاسنه , نحسن الظن في ناس تخذلنا و نسيء الظن في ناس , ليتضح ان من أسأنا الظن فيه كان يُبطن عكس ما يُظهره , فيكون ثمن نضجنا باهض الثمن .

على قارعات الروح يتشوه الوجدان , تتحطم القلوب , تموت فينا كل الاشياء الجميلة حتى نُدركَهُ , ذلك الذي أسميته حبا , وعندما نظن اننا فهمنا كل شيء , و عرفنا كل شيء , نتوقف عند انسان غريب نراه امام المرآة , ونتساءل اذا كنا نعرفه , اذ سحر الكلام وثير , وخيال الشاعر تستهويه كُحلة الحرف , وأنا اقسم اليوم سأكفر حتى بالأسماء التي تزلف بها كفرة قريش اللات والعزى , وأشهد أنهم بارعون في خيانة المشاعر, وسأمنحك حقا لكتابة على صفحات برزخ البحر , فبربك قل لي : كم مدة السجن لتهمة التآمر على القلب ؟

يقول المتنبي : ((وَكَمْ ذَنْبٍ مُولِّدُهُ دَلَالٌ ....وَكَمْ بُعْدٍ مُولِّدُهُ اقتِرَابُ )) , هل لاحظت ان لدى المتنبي قدرةٌ عجيبةٌ على وضعِ أصابعِ الكلماتِ على نبضِ الحياةِ اليومية ؟ والحديثِ بلسانِ مشاعرِ البشر, ممَّا يجعلُ شعرَه قريباً من القلوب ؟ وأنت لا تزال مقتضب العبارة , بين لحظة انشطار الحزن , ووجع الذكريات , تبقى معك الأمنيات مجرد لحن عزفته بقايا الروح , تلهو بأوقاتك ساعات الضجر كيفما تشاء , فيا شتات الروح , مَن يلمّك ؟ وانت الذي لا تجرؤ على اليقظة , كي لا تفيق من حلمك ؟ .

في سورة الحب نقرأ : (( الْحبُّ مرضٌ خطيرٌ لَا يُصابُ بهِ إلَّا مَنْ فِي قلْبِهِ قبسٌ منْ نورٍ )) , تعرّضَ النّبيُّ ( بُوذَا ) إلَى مرضِ الْحبِّ , و لمْ يُصَبْ أيُّ مسْلمّ , نقلُوا ضريحَهُ إلَى حائطِ الْبراقِ , بعيداً عنْ بياراتِ الْعنبِ , وحقولِ الشّعيرِ , حيْثُ يزْهُو سكْراناً , يبْحثُ عنْ حمامةٍ تنْقلُ ترْجمانَ الْأشْواقِ إلَى زيْتونِ يافَا نقلُوا برْجَهُ , إلَى الْعهْرانيِّينَ ضدَّ الطّهْرانيِّينَ , بِالْهملايَا , حيْثُ لِلْحبِّ ألْفُ لسانٍ وألْفُ ديانةٍ , دونَ أيّةِ كراهيةٍ , الْحبُّ يصيبُ النُّدْرةَ الْغافلةَ عنْ سورةِ الْحبِّ الْغائبةِ , أخْلفَتْ ميعادَهَا معَ حُبْرَائِيلَ , لمْ تتودّدْ إلَى مرْيمَ , حينَ أصابَ الْمخاضُ نخْلةَ الْحبِّ , وحينَ تكلّمَ النّبيُّ عيسَى تحوّلَ الى عابرَ سبيلٍ , وعليه فالْحبُّ يصيبُ : النّصارَى/ الْيهودَ/ الصّابئةَ/ الْمجوسَ/ الْهنْدوسَ/ الدّهْرانيينَ/أهْلَ الْكتابِ/ اللّامتديّنينَ / ومَنْ ليْسَ لهُ كتابُ الْيمينِ أوِالْيسارِ , إلَّا الْمسْلمونَ / لمْ ينْزلْ نصٌّ ولَا وحْيٌ , تمرّدَ علَى اللّهِ , وعصَى فأكلَ التّفّاحةَ , نزلْنَا نبْحثُ عنْهُ فِي الْأرْضِ , يُرافقُنَا إبْليسُ لأنّهُ أحبَّ حوّاءَ فضحَّى بِجناحيْهِ كَملاكٍ , وزرعهُمَا فِي جسدِهَا تحوّلَ شيْطاناً , يترصّدُ منْ آمنَ بِالْحبِّ .

(( الْحبُّ / لَا أخْلاقَ لهُ بِالْمعْنَى الضّيّقِ , الْحبُّ/ طفْلٌ جموحٌ يقْفزُ ضدَّهُمْ , بِأخْلاقِهِ الْخاصّةِ , يجْعلُك عاريا أمامَ ذاتِك والْآخرينَ , الْحبُّ / لَا ينافقُ , لكنَّ الْمُحبّينَ يُنافقونَ , هوَ تابُو يمارسُ طقوسَهُ فِي الظّلامِ بعيداً عنِ الْأنْظار , وعند انطفاء الأضواء , يثْقنُ اللّعبَ علَى الْحبْليْنِ )) .


صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العجوز .
- مقامة الخنفشاري .
- مقامة مقاولي التفليش .
- مقامة فتوى الشمندفر .
- مقامة الأنتعاش .
- مقامة الشطار .
- مقامة مامش البنفسج .
- مقامة صرعى زياد .
- مقامة الجَلْجَلة .
- مقامة قلب الطين .
- مقامة سالمة ياسلامة .
- مقامة السقوط .
- مقامة الصورة الجانبية .
- مقامة الظلمة .
- مقامة الأدمان .
- مقامة الطمأنينة .
- مقامة الثمل .
- مقامة الحريق .
- مقامة الحزن .
- مقامة العذل .


المزيد.....




- متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغا ...
- صالون الفنان -مصطفى فضل الفنى والأدبى-فى ندوته مساء الخميس ا ...
- جماليات الوصف وتعطيل السرد.. -حكاية السيدة التي سقطت في الحف ...
- بعد نيله جائزة -برلمان كتاب البحر الأبيض المتوسط-.. الكاتب ا ...
- فيلم يسلط الضوء على انتهاكات كييف
- المتحف البريطاني يختار الفرنسية اللبنانية لينا غطمة لـ-أحد أ ...
- العربية في إيران.. لغة -أم- حية بين الذاكرة والتحديات
- فيديو.. متهم يهرب من نافذة المحكمة بطريقة سينمائية
- فيديو.. أول ظهور للفنانة المغربية دنيا بطمة بعد السجن
- سجلات الليدرشيت يشعل النقاش حول القيادة


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة همسة .