أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة العجوز .














المزيد.....

مقامة العجوز .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8259 - 2025 / 2 / 20 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقامة العجوز :

على وقع حديث عجوز المندلاوي الجميل , وددت ان اثني على ماقاله تشرشل ونبوئته بسقوط دولتهم , لأدبج مقامة اليوم .

يقول علي السوداني عن حال كيان اللقطاء الآن : (( فلا تحزنوا ولا تيأسوا, ثور هائج بحلبة مصارعة , يركض خلف راية حمراء فينطح برأسه مؤخرة المصارع ويضرب بقرنه حائطاً ويتلقى طعنة صغيرة تستنزف بعض دمه , يواصل الغبي الجري والنطاح فتتوالى عليه الطعنات وتثخن جراحه حتى تأتيه ضربة السهم الأخيرة , فتسقطه أرضاً بانتظار الحمالة التي ستشيل جسده الميت وتقدمه كوجبة شهية لأسود الحديقة)) .

هناك مثل أوروبي يقول : (( إن لم تكن على الطاولة , فأنت على لائحة الطعام )) , قالها ملحونةً على سلّم الحقِّ فانفضّوا من حوله , لم يأكلهُ سور الوحشة , قيل له اركب معنا لتنجو , قال لكم حرفكم ولي حرفي , ذهَبتَ بَعيداً , لم تَحسبْ من قَبل , خُطواتِكَ بعدَ الأفُق , فصِرتَ في المَغيب , تَحسدُ الشُروق , فأن قرأت شيئا عن شقاء النسور فلا تسأل سوى عن تحليقها الذي لايعرف نهاية , او الذي لا يريد الا امتدادات كتابة جديدة للافاق انها حكمة الفدائي الأبدية ولو كان يتأمل وردة نازلة او صاعدة في البال .

الإحتلال والإستعمار والغزو قدر بشري لامفر منه , فقد ذبح البشر بعضهم بعضاً منذ فجر التاريخ المكتوب وغير المكتوب , أنه سلوك حملته البشرية من أسلافها الأقل عقلاً وأكثرها نشاطاً للغرائز , لنرى حثالة بشرية متوحشة تنفرد بشعب أعزل , وموت مروع لضمير العالم , وانبطاح غير مسبوق لنظام عربي خائن , وانشقاق شعبي طائفي متخلف مريض , لكن النتائج المنظورة ستكون مزلزلة لكيان اللقطاء , وتضحيات شعب الجبارين الاستثنائي العظيم قد زرعت طابوقة الأساس لدولة فلسطين العربية الحرة .


يقول ادوارد سعيد : )) أنا فلسطيني , ولكني طردت منها منذ الطفولة , وأقمت في مصر دون أن أصبح مصرياً , وأنا عربي ولكني لست مسلماً , وأنا مسيحي ولكن بروتستانتي , واسمي الأول إدوارد رغم أن كنيتي سعيد )) , عندها كتب درويش ليصيغ ما قال ادوارد سعيد في قصيدته الرائعة (طباق إلى إدوارد سعيد) : (( يقول : أنا من هناك , أنا من هنا , ولستُ هناك , ولستُ هنا , لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان , ولي لُغَتان , نسيتُ بأيِّهما كنتَ أحلَمُ لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ طيِّعةُ المفردات , ولي لُغَةٌ من حوار السماء , مع القدس , فضيَّةُ النَبْرِ, لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي , والهويَّةُ؟ قُلْتُ فقال: دفاعٌ عن الذات , إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها في النهاية إبداعُ صاحبها , لا وراثة ماضٍ , أنا المتعدِّدَ , في داخلي خارجي المتجدِّدُ , لكنني أنتمي لسؤال الضحية , لو لم أكن من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ , فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ)) .

ما الذي رأَيتَ ؟ لمّا نَظَرتَ خلفَ كتِفِك , أشياؤُكَ الجَميلةُ لن تَلحَقَ بك , فادّخرْ شَهقاتِكَ , لمَوسمٍ آخر , انت مثلي لا تغريك عاطفة ولا تروي عواصفك مهارات تقليدية عابرة , كل ما ينضج فيك سيمفونيات لا تزحزحك عن قصيدة تسأل فيها عن الجوهري والهامشي خلف الفاظ تتبع موسيقى قلبك الى جبل الكرمل المحرر, فكن كما غيمة تشتهيها السهوب العطشي ويطلب منها إيقاع القصيدة ان ترحل بخفة عن سيرة الأضواء في الذات واللغة , كأنك انت المجاز وكأن امامك بحر فلسطين فوق كل هذه الصفات الخفيفة للبلاد .

هذه هي الجملة الوحيدة التي نطقها السفاح الكذاب عفنياهو وصدقتها تماماً , قال إن هدفه هو شرق أوسط جديد , نعم سيحدث هذا في الزمن المنظور , وبهذا الشرق البديع دولة ولؤلؤة ثمينة هي فلسطين وعاصمتها العتيقة القدس كلها , الشعوب الراسخة تبقى , ولملوم اللقطاء إلى زوال , أردناها فصيحة ناطقة فلم تظهر , فذهبنا مذهب الدارج السهل :
وما مديت ايدي بلحم منطوح
ولا طعنتْ يميني جمل من طاح
ما همّه الجبل لو صار مَنطَح
الناطح خسر والمنطوح عالي.

يقول عبد الرزاق عبد الواحد :
(( فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ قد يسكتُ الجرحُ لكن˚ يَنطقُ الألمُ
ومعقلُ الظلمِ أيّاً كان صاحبُهُ لابدﱠ يوماً على أهليِه ينهدمُ
فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ.. أينَ همو ؟
ألم تُزَلزَلْ صـُـروحُ البَغيِ أجمعُها بهــم كما زُلـزِلَتْ زِلــزالَها إرَم
وأنﱠ للصبرِ حــدّاً عند صاحِبه مـِـن بعـِدهِ تَستوي الأنـوارُ والظلَم )) .

صباح الزهيري .



.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الخنفشاري .
- مقامة مقاولي التفليش .
- مقامة فتوى الشمندفر .
- مقامة الأنتعاش .
- مقامة الشطار .
- مقامة مامش البنفسج .
- مقامة صرعى زياد .
- مقامة الجَلْجَلة .
- مقامة قلب الطين .
- مقامة سالمة ياسلامة .
- مقامة السقوط .
- مقامة الصورة الجانبية .
- مقامة الظلمة .
- مقامة الأدمان .
- مقامة الطمأنينة .
- مقامة الثمل .
- مقامة الحريق .
- مقامة الحزن .
- مقامة العذل .
- مقامة التدفق .


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح حزمي الزهيري - مقامة العجوز .