أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - زيلينسكي .. ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان














المزيد.....


زيلينسكي .. ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ثلاث سنوات كنا مجموعة من أربعة اصدقاء نتحاور يومياً حول مختلف القضايا السياسية. وحينما بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا صارت هذه الحرب هي الموضوعة الرئيسة لحوارنا اليومي.
أحد أعضاء هذه المجموعة المعجب جداً ببطولة الشعب الأوكراني, ومن باب تأكيده على أن الشعوب هي التي تنتصر في النهاية, راح يؤكد لنا على أن الأمر بات بيناً وواضحاً فالروس قد بدأوا يتراجعون والأوكرانيون يقاتلون بشراسة. ولقد إصطف الكثير ٌمن هواة الحوار اليومي على وسائل الإتصال الاجتماعي معلنين بغضهم اللامتناهي للرئيس بوتِن وتعاطفهم اللامتناهي أيضاً مع الرئيس زيلينسكي بوصفه حامي أمجاد الديمقراطية والحارس الأمين لبوابتها العالمية على حدود الدب الروسي.
أما الجبهة التي ضمت أولئك الذين يعتقدون بضرورة أن يكون هناك حلاً عقلانياً للمعضلة بدلاً من تعويم القضية في قارب النضال المشروع ضد المحتل, أو حصرها بميدان الصراع بين الديمقراطية والدكتاتورية, فقد كان عدد من فيها ليس بالكثير, كما وأنهم لم يكونوا بالموقف الذي يحسدون عليه.
ومن الذي كان باستطاعته الوقوف في وجه ذلك التيار الكاسح المنحاز للديمقراطي زيلينسكي ضد الدكتاتور بوتِن, وللشعب الأوكراني الصابر المكافح في وجه المحتل من ذوي الأحلام الإمبراطورية, حتى بدوت أنا نفسي , في إحدى المحاضرات على الزووم التي كان يتحدث فيها أحد الأصدقاء الإعزاء دفاعاً عن الديمقراطية العالمية وبطلها زيلينسكي, وكأنني رجل ٌ من العصر الحجري حط في عصر الفضاء.

ورغم أن الإختلاف في الرأي, كما يقولون, لا يفسد للود قضية, إلا إنني فوجئت حقاً بصديقي الذي يقاتل دفاعاً عن الديمقراطية التي اعتدى عليها بوتن لكنه يحرمني من فرصتي الديمقراطية للتعبير عن الرأي المخالف لرأيه, وكأنني أمام شخص آخر لا علاقة له بالشخص المحاضر.
لقد كان جوهر ما أردته من صديقي الغالي أن يفهم أن من الخطأ أن ندخل على قضية كبيرة من خلال بوابة واحدة, فالغرف في السياسة ذات بوابات متعددة. وكان الذي يحدث في إعتقادي أن من مصلحة إدارة بايدن وحلفاؤه الأوربيون في الناتو أن يصوروا الأمر وكأنه حرب بين الديمقراطية والدكتاتورية وأن السيد زيلينسكي هو بطل هذه الحرب دون منازع. وفي وسط تلك الهالة لم يعد بإمكان السيد زيلينسكي أن يفهم كيف أن الأوربيين والأمريكيين هم على استعداد أن يحاربوا ضد روسيا حتى لآخر جندي أوكراني.
إن حواراً كالذي أداره صاحبي كان قد انتهى حتى قبل أن يبدأ وذلك حين اختصر كل الحكاية بعنوانها, وأرى أن صاحب حوار كهذا هو مثل ربان السفينة الذي نسي أن يزود سفينته الكبيرة بقوارب نجاة معرضاً حياة الركاب إلى أخطار أكيدة.
في حوارٍ كذاك قلت أننا سنخسر فرصة التعرف على الأسباب الحقيقية التي تشعل حرباً ضروساً كهذه إذا عومناها في قارب واحد, فأنا أيضاً أؤمن بالديمقراطية وبحق الشعوب في الدفاع عن سيادتها لكنني أعتقد أن من الخطأ أن ندخل إلى هذه الحرب تماماً من البوابة التي أراد لنا السيد بايدن أن ندخل منها. وكان المختصر في اعتقادي أن هناك أسبابا عديدة للحرب وعلينا أن نفتش عنها, ورأيت أن على السيد زيلينسكي أن لا يعرض بلاده إلى خطر الدمار على الحدود مع روسيا مصدقاً حكاية أن روسيا تكرهه لكونه المدافع الأمين عن القيم اللبرالية.
وها هو السيد زيلينسكي اليوم وقد أرعبه هول المفاجأة. لقد سقط بالضربة الديمقراطية القاضية بعد أن فاز ترامب على خصمه بايدن بهذه الضربة فإنقلبت المعادلات رأساً على عقب حين بات هو نفسه على أبواب ان يخسر أيضاً بالضربة الديمقراطية القاتلة حينما يكون استبداله هو بعض الطريق إلى الحل.
هل معنى ذلك أن الحق كان مع بوتن وأن زيلينسكي هو المعضلة ؟ كلا بكل تأكيد.
إنما المعني بذلك هو أن يعرف زيلينسكي وأنصاره أن ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقاري في خدمة السياسي وليس العكس
- وطني حبيبي الوطن الأكبر
- إن هما اجتمعا معا خربا معاً
- في ضيافة المدافع / بغداد الأنبار رايح جاي (2)
- في ضيافة المدافع ... من بغداد إلى الأنبار رايح جاي
- ترامب في الحالتين
- دمشق - بغداد ... رايح جاي
- لحين يثبت العكس
- مدخل بسيط لمشكلة معقدة (2)
- الطائفية ... مدخل بسيط لمشكلة معقدة
- صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصه ...
- الديموكتاتورية
- مقتل وزير ..القسم السابع والأخير
- مقتل وزير(6)
- مقتل وزير ... (5)
- مقتل وزير ... (4)
- في ضيافة المدافع .. مقتل وزير(3)
- مقتل وزير(2)
- مقتل وزير* (1)
- بيتٌ بلا أسوار


المزيد.....




- بقوس ونشاب.. زبون دائم يستدرج صاحبة متجر إلى الخلف قبل أن يط ...
- القادة العرب يستعدون لطرح اقتراح حول غزة بمقابل خطة -الريفيي ...
- مبعوث ترامب: تحركت إلى موسكو بعد اتصال من السعوديين
- مصر.. الـ-إيجوانا- تظهر في منطقة حضرية وتثير قلقا (صور)
- ماذا نعرف عن انشطار الدوامة القطبية والانفجار البارد الذي يؤ ...
- اكتشاف فيروس تاجي جديد لدى الخفافيش في الصين
- مفوضة الاتحاد الأوروبي لمنطقة المتوسط: شروط لتخصيص نصف مليار ...
- واشنطن تخشى الصراع مع إيران
- ذا ناشيونال إنترست: غزة بعد -حماس-
- أريستوفيتش يتوقع حدوث انقلاب وحرب أهلية في أوكرانيا


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - زيلينسكي .. ليس بالديمقراطية وحدها تحيا البلدان