|
الاصوليون بالجامعة . هل هم ديمقراطيون ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان الأوساط الأصولية بالجامعة ، منزعجة من الانتقادات الموجهة اليها من قبل التيارات اللائيكية ، خاصة من قبل " النهج الديمقراطي القاعدي " ، ومن قبل "القاعديون التقدميون " ، والفصائل المنتمية لليسار ك " الكراسيون " . ان هذا الانزعاج يعبر عنه أحيانا بشكل استغرابي ، وقد يكتسي طابع نقد مضاد . الا انه في كثير من الأحيان يتخذ طابع التهجم على المنابر اللائيكية المنتمية الى اليسار التقدمي ، عن طريق القاء النعوت . وبغض النظر عن روح التزمت والتعصب وضيق الأفق الذي غالبا ما يطبع الموقف الاصولي ، وخاصة رد فعله تجاه الانتقادات الموجهة اليه ، فان الاحتجاجات الأصولية لابد ان تثير الاهتمام ، خاصة وانها حاولت استخدام الخطاب الديمقراطي ، كما انها لم تتقبل النقد الموجه للأصوليين في الجامعة المغربية ، وتدعي بان هناك حملة عداء منظمة ضدهم . --- الاصوليون والموقف الديمقراطي : تتهم الحركة الأصولية القوى اليسارية الائيكية ، بانها ليست ديمقراطية في حقهم ، وبانها لا تعترف بهم ، و لا تريد الإقرار لهم حتى بالحق في الوجود . وينسى هؤلاء الظلاميون المتزمتون بانهم السباقون الى نفي القوى اليسارية اللائيكية ، ونعتها بأسوأ النعوت . لقد كانت القوى السياسية اليسارية اللائيكية لينة معهم ، ومهادنة الى درجة أطمعتهم في نفسها ، فاعتقدوا بانها ضعيفة ضعفا مطلقا ، وان بمقدورهم اخضاعها وابتزازها كيف شاءوا . بل ذهب البعض منهم الى القول بان اطر القوى اليسارية اللائيكية والتقدمية لم تعد قادرة على التضحية ، متناسين بان مغاربة اليوم ليسوا الا أبناء مغاربة الامس الذين قاوموا الاستعمار والاستبداد والتعسف . ومع ذلك فانه لابد من توضيح لماذا الأصوليون بمختلف مشاربهم ليسوا ديمقراطيين ، وهم أعداء الديمقراطية بمناصرتهم نظام الخلافة ( الراشدة ) التي لم تكن راشدة . فهم على المستوى الفكري اطلاقيون ، أي يعتقدون بالحقائق المطلقة الثابتة المجردة . وقولهم بالحقائق المطلقة ، يعني انها خارج الزمان والمكان ، مما يبتعد بالفكر عن النسبية وحيوية الجدل . ومن هنا معاداة الأصوليين لحرية الفكر ، وللفكر الفلسفي عموما . نعم ليس الاصوليون اطلاقيين دائما ، فهم قد يلجؤون الى الفكر النسبي والجدلي دون علم منهم ، او دون اعتراف بذلك ، خاصة في حياتهم اليومية ، وتلك احدى مفارقاتهم .. وعلى المستوى السياسي ، يمارس الاصوليون سياسة انعزالية ، ولا يقبلون بالديمقراطية اذا كانت مخالفة لما يريدونه ، فهم لا يقبلون رأي الأغلبية الا اذا كان في صالحهم ، ولا يميزون بين الخلاف المبدئي والخلاف العادي ، ولذلك فهم يحاولون فرض رأيهم جملة وتفصيلا بجميع الوسائل خاصة العنف . واذا اضطروا الى قبول الديمقراطية ، فمن اجل الانقلاب عليها والتنكر لمبادئها . انهم لا يجعلون من الاختلاف رحمة ، بل نقمة . انهم كليانيون شموليون لا يؤمنون بحق الاخر في الاختلاف عليهم . اما حرية العقيدة وحرية التفكير وحرية التعبير ، فهي عندهم مجرد بدع ونزوات شيطانية لا تستحق حتى الاعتراف بها ، بل يجب تخليص الناس منها . وعلى المستوى الاجتماعي لا يتحمل الاصوليون الكلام على الحرية . فهم متعصبون لا يقبلون فكرة التعايش السلمي مع من اختلف معهم عقيدة او فكرا او سلوكا ، ولا يعتدّون بمبدأ التسامح الواجب في الحياة الاجتماعية ، وهم معادون على الخصوص لحرية المرأة . هذه بعض الجوانب التي تسمح لنا بالقول ، بان الأصوليين غير ديمقراطيين شموليين . وفي هذا جواب عليهم فيما يخص محاولة تبنيهم الخطاب الديمقراطي ، بقدر ما يجيب على بعض التساؤلات المطروحة في موضوع التعامل مع التيارات الأصولية . --- الموقف الاصولي في الجامعة : لا احد ينكر بان الأصوليين استطاعوا كسب عدة مواقع في الجامعة ، وانهم استقطبوا حولهم عددا من الطلبة ، مستفيدين من تناقضات اليساريين التقدميين والثوريين و اللائيكيين ، من اجل تعزيز مواقعهم داخل الجامعة . وقد وسع الاصوليون من نشاطهم ، كما لجأوا الى قيادة بعض المعارك النضالية لتحقيق مجموعة من المطالب . ونحن كمحللين مثقفين نعتمد الفكر الديمقراطي التقدمي الأصيل ، لا نريد مناقشة الخلفيات السياسية لموقفهم في الجامعة ، فذلك موضوع اخر . انما المطروح هو محاكمة الخطة السياسية في القطاع الطلابي من عدة زوايا : ... فهل الخطة السياسية تستجيب لمصالح هذا القطاع ، أم تحاول خدمة اهداف مصلحية ضيقة حزبية او تنظيمية ، ولو على حساب مصلحة الطلبة ؟ ... هل الخطة السياسية من حيث أهدافها وأساليب عملها ، تخدم تقدم الحركة الجماهيرية ونضالها الديمقراطي ام لا ؟ ... هل الفشل او النجاح في تحقيق الخطة كليا او جزئيا ، يرجع الى مقومات النهج السياسي الممارس ، ام يرجع الى ظروف أخرى ؟ اننا لا ندعي الآن الإحاطة بكل الجوانب المذكورة أعلاه ، لمحاكمة الخطة السياسية الأصولية في القطاع الطلابي ، ولكن نعتقد بأن من واجب الجميع ان يشارك في مناقشتها علنيا وجماهيريا ، وان التيارات الأصولية التي مارست الخطة ، ان تقبل هذه المناقشة ، لا ان تنزعج منها تحت أي مبرر كان ، وذلك على الأقل لسبب بسيط هو ان الطلبة أبناء الشعب المغربي ، ومن تدخل بخطته للتأثير في مصيرهم الدراسي ، عليه ان يتحمل نتائج المحاسبة . وفي هذا الصدد يمكن الادلاء ببعض الملاحظات فيما يخص الخطة السياسية للأصوليين في القطاع الطلابي بالنسبة لسنوات مرت مرور الهشيم . 1 ) يقول بعض الأصوليين بانهم لم يكونوا من دعاة السنة البيضاء ، التي رفعها الفصيل الماركسي " البرنامج المرحلي " ، وفصيل " القاعديون " ، الاّ انهم وجدوا انفسهم مضطرين لخوض النضال حتى النهاية . الاّ ان هذا القول لا يمكن ان يكون مقبولا من طرف أي محلل سياسي براغماتي . فإذا اخذنا الأمور في حدودها المعقولة ، ولم نذهب بعيدا في التأويل حول الموقف الاصولي ، فان واجبهم كان يفرض عليهم ان يضعوا امام اعينهم جميع الاحتمالات ، وانه في غياب هذه الرؤية ، فلا يمكن الاّ القول بان التيار الاصولي سقط في الخطة المضادة ، ولعب لعبة وزارة الداخلية والبوليس السياسي الذين استفادوا من تحركاته . 2 ) لقد قبل الاصوليون الحوار الثنائي مع بعض رموز السلطة ( اعترافات نادية ياسين بمقبرة لعلو ) ، وهم كذلك قد تجاهلوا كون القطاع الطلابي يحتوي على مكونات سياسية أخرى تخالفهم التكتيك والاستراتيجية . فهل كان من حقهم قبول منطق الصفقة السياسية ، على حساب باقي مكونات الحركة الطلابية . ( نادية ياسين تدين الصفقة بين قيادة العدل والإحسان وبين وزارة الداخلية عند اخماد حركة 20 فبراير ) . هل ليس في هذا المنطق ضربة سياسية لهم هم انفسهم ، فضلا عن اخلاله بأبسط مقومات العمل الديمقراطي .. ومنذ متى كان التيار الاصولي الشمولي ديمقراطي الطبع والممارسة ؟ ومن جهة ثانية . اليس مساهمتهم في تهميش مؤسسات الجامعة من الحوار ، هي مساهمة في تهميش مؤسسات المجتمع المدني ، وزيادة في ضرب استقلالها ووضعها تحت رحمة وزارة الداخلية .. 3 ) يقول الاصوليون الشموليون ، بانهم لا يقررون شيئا الاّ باللجوء الى القاعدة الطلابية ، وبالتالي فهم ديمقراطيون اكثر من غيرهم . لكن ما يجب الاّ يتغافل عنه ، أي الاصوليون في بعض الكليات ، تضع عليهم مسؤولية سياسية ، يجب الوعي بأبعادها وشروطها ، ليس فقط في العلاقة مع القاعدة الطلابية ، بل كذلك مع باقي القوى السياسية المكونة للحركة الطلابية ، خاصة القوى الأكثر تمثيلية للحركة الطلابية ، وفي مقدمتها " البرنامج المرحلي " و " القاعديون " وفلول التروتسكيون بجناحيهما المختلفين ، وانه في غياب الوعي بكل هذه الشروط والابعاد ، فان التبريرات التي يقدمها الاصوليون ، ليست الاّ من اجل تغطية اخطائهم في الجامعة . 4 ) لقد حقق النظام المخزني ، السلطاني ، الرعوي ، النيوبتريمونيالي ، النيوبتريركي ، والناهب لثروة المغاربة المفقرين .. بعض الأهداف عن طريق الأصوليين ، سواء بوعي منهم او بدون وعي ، والنظام يراهن على كسب فئة منهم ليدعموا صفوفه . ويعمل دائما النظام ، لفك ارتباط الباقي منهم عن الحركة الطلابية ، بعد ان كرسوا هم انفسهم عزلتهم عن القوى الماركسية التقدمية اللائيكية ذات التواجد الفعال بالجامعة ، خاصة بفاس وبالشمال " البرنامج المرحلي ، القاعديون ، الكراسيون .. " .. --- هل هناك حملة عداء ضد التيارات الأصولية الشمولية : يروج الأصوليون الشموليون الى ان هناك حملة عداء منسقة ضدهم . ويؤكدون ادعائهم هذا بالانتقادات التي وُجهت لهم من طرف فصائل اليسار الماركسي التقدمي ، من قبل القوى التقدمية والديمقراطية ، ومن خطابات اليساريين ، ومنشوراتهم بالجامعة . بل منهم من يذهب في التأويل بعيدا ويدعي بان الحملة اليسارية الماركسية ضدهم منسقة مع البوليس الفاشي . حقا لقد سبق ان دعت بعض الجرائد ( الكشكول ) الى قمعهم وإزالتهم من الساحة ، وسبق لأحمد بن جلون قيادي بحزب الطليعة ، ان دعا الدولة الى تجفيفهم من الساحة ، لكن هذه الدعوات لا يمكن نسبتها الى الفصائل الأوطمية اليسارية والتقدمية ، وان كانت أحيانا تسترق السمع وتنشر كتابات يسارية . واذا كان البوليس ووزارة الداخلية يعملون لعزل فئة من الأصوليين ، تمهيدا لقمعهم ، فإنها تغازل فئة أخرى وتعمل لكسبها ، وقد تستعمل هذه الفئة المحظوظة لتنفيذ خططها ، بما فيها ضد التقدميين اليساريين . اما القوى الديمقراطية واليسارية الحقيقية ، فأنها هي التي عانت من عداء الأصوليين بالجامعة ، وفي الساحة ، ورغم تحفظها في مواجهاتهم ، فانهم بالغوا في اتهامهم لها ، وجعلوا منها تناقضهم الرئيسي . وفي هذا الاطار يجب فهم ما يروجه الاصوليون حول حملة العداء . فهم يعتبرون كل نقد لهم من طرف الديمقراطيين واليساريين واللائيكيين ، هو حملة ضدهم . وبحكم روح العداء التي يحملونها ، فانهم لا يتقبلون النقد ويؤولونه بمنطق العداء . فالمتشبع بروح العداء لا يرى في تحركات وانتقادات الاخرين الاّ عداء له . وتجاوز هذه الحلقة المفرغة ، لا يكون الاّ بالنقاش السياسي المفتوح ، ليس من اجل مهادنة تيار سياسي ، هو ان اللجوء الى القاعدة من اجل القرار والحسم ، ليس بريئا دائما . ولذلك فهو لا يعفي ذاك التيار السياسي من المسؤولية والمحاسبة السياسية ، وانْ سايرته القاعدة الطلابية . ويكفي القول بان الحركة النضالية التي قادها والمغازلة والنفاق ، بل لتعميق الحوار الديمقراطي وسط الحركة الجماهيرية والشعبية ، ورفع وعيها بمغزى التطورات الحاصلة .. خاصة الشعار الذي تم الترويج له بكثرة " لكل تحرك جماهيري وشعبي صداه في الجامعة " ، أي ربط الجامعة بكل ما يحصل بالمجتمع .. فالديمقراطيون والتقدميون واليساريون من مختلف الاتجاهات ، مطالبون اليوم امام حدة هذا الهجوم وضراوته ، وخطورة ابعاده والاهداف المتوخاة منه ب : 1 – الدعوة لتشكيل هيئة وطنية لانقاد الجامعة ، مشكلة من كل الحساسيات الوطنية والديمقراطية السياسية والنقابية والجمعوية الثقافية والحقوقية والأكاديمية والصحفية .. 2 – عقد ندوة وطنية إعلامية لفضح ما جرى ، وتسطير برنامج عمل طويل المدى في هذا الخصوص . 3 – الدعوة لتشكيل هيئة شبيبية وطنية عليا لحماية الجامعة وحماية الاطار " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب UNEM ، وكل النضال الديمقراطي يجب ان ينصب على هذه الواجهات . 4 – تشكيل خلية تقدمية ديمقراطية للتفكير في هذا الحدث وابعاده على الحركة الطلابية وعلى " ا و ط م " . 5 – تنظيم تظاهرة كبرى سلمية بالرباط تحت شعار : من اجل مجتمع متسامح ومن اجل الديمقراطية ونبذ العنف . 6 – فتح الجسور المكثفة لدعم الاطار ا و ط م UNEM ، وتقديم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي لعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي ، المؤتمر 17 الفاشل ، واستكمال هيكلته وتوحيد صفوفه . 7 – تأسيس هيئات للتنسيق الجهوي طلابيا ، لتنظيم الصمود وإشاعة الجو الديمقراطي ، وحمايته داخل المدن الجامعية . المخرج للازمة التنظيمية هو التحضير لعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي ، المؤتمر الاستثنائي 17 : منذ انعقاد المؤتمر الوطني السابع عشر في سنة 1982 ، وفشله بانسحاب فصائل طلابية منه ، وهي الفصائل التي تنتمي الى الاتحاد الاشتراكي ، فصيل انصار ك د ش CDT ، وفصيل حزب التقدم والاشتراكية ، وبقاء الفصيل الديمقراطي OADP بين سندان المنسحبين ، ومطرقة اغلبية المؤتمرين الذين ينتمون الى التيارات الماركسية بمختلف فلولها ، ودب مرض الانسحاب حتى في صفوف القاعديين ، تم الإعلان عن فشل المؤتمر ، وتم تجديد الثقة في أعضاء اللجنة التنفيذية غير المنسحبين ، بولعيش من حزب الطليعة الذي كان يعرف آنذاك باتباع اللجنة الإدارية الوطنية La CAN تحت عنوان " رفاق الشهداء " " رفاق المهدي وعمر " ، وبنْصر عن حزب التقدم والاشتراكية ، وحسن السوسي عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي OADP (توفي)، فحمّلهم المؤتمر مسؤولية الاعداد للمؤتمر الاستثنائي السابع عشر القادم .. ومنذ ها لم تنجح جميع المحاولات لرأب الصدع ، والوصول الى عقد المؤتمر .. وقد زاد من الازمة التنظيمية ، ظهور الإسلام السياسي في الجامعة ، ونجاحه في غزو كل قلاع اليساريين ، فتحول الصراع بين الفصائل " الاوطمية " ، الى صراع بين اليساريين والتقدميين وبين الاسلامويين الذين نجحوا في اسلمة الجامعة ، وتحريرها من ( الكفار ) .. فتطور الصراع بين الأطراف المتصارعة الى القتل في صفوف الماركسيين . لا نعيد صرد اشكال الصراعات الدموية ، ولكن من الممكن وبعد كل التجارب التي لم تؤدي الى نتيجة ، ان يتم الاعداد للمؤتمر الوطني الاستثنائي ، وبالاحتكام الى القاعدة الطلابية ، نزولا عند الديمقراطية .. أي ان يترك الجميع الشعارات السياسية المهيّجة ، والانخراط المباشر والسريع ، في تنزيل التنظيم الذي يكون مفتوحا لجميع الفصائل دون اقصاء . وهنا وللتمكن من تحقيق القفزة النوعية ، على جميع الفصائل التخلي عن الشعارات السياسية المستعملة في الصراع السياسي ، والتركيز على الجانب التنظيمي . ان ا و ط م UNEM ليست بمنظمة سياسية ، لكنها اطار نقابي يدافع عن مصالح الطلاب النقابية . اما الصراع السياسي فمن حق أي كان ان يخوضه داخل تنظيمه ، لا وسط قاعدة الجماهير الطلابية .. فمن أراد ان يصلي فشغله ذاك ، ومن أراد ان لا يصلي فشله ذاك ثانية .. وليكن التضاد في الوعي الطلابي بخطورة المرحلة ، ويكون التنافس في مدا النجاح في تحقيق المطالب النقابية لعموم الطلاب .. اما تركيز الصراع بين نظام التعاضدية ونظام الجمعية ، فبقدر ما يؤثر سلبا على واقع الحركة الطلابية ، بقدر ما يعمق الاختلافات والمنازعات ، التي لا حدود لها . فما الفرق بين نظام التعاضدية ونظام الجمعية ، أي الاختلاف في الشكل وليس في المعنى الذي هو خدمة المصالح الطلابية والدفاع مشتركين على الملف المطلبي للطلبة بكل البقع الجامعية . فالتنازل عن الشعارات السياسية التي تزيد في التفرقة ، والانكباب على الملف المطلبي ، هو وحده العامل لوحدة الاطار رغم تنوع الأيديولوجيات والعقيدة .. فالاطار النقابي ا و ط م UNEM ، هو محطة انتقالية للطلاب ، وليست محطة دائمة .. لان النضال الحقيقي بالشعارات السياسية يكون بعد التخرج وبعد الالتحاق بالشغل .. والطلاب وفي نسبة مهمة منهم ، يتغيرون عند التحاقهم بالخدمة او الوظيفة ، ولن يبق بينهم وبين الحياة الطلابية بالجامعة ، غير الذكريات .. اذن يجب الشروع في تجديد واحياء الاطار ا و ط م UNEM ، بالتنازل عن التنابذ السياسي ، والتشبث بالملف المطلبي حسب المواقع الجغرافية الجامعية .. هناك شيء مهم اود اثارته . وهو ان الساحة الطلابية ، أضحت فارغة من فصائل شغلت الساحة الطلابية حتى المؤتمر الوطني 15 غشت 1972 كلية العلوم الرباط . فبعد فشل المؤتمر الوطني 17 ، وانسحاب فصائل من الساحة الطلابية ، بقي وحده في الساحة الجامعية ، الفصائل اليسارية والفصائل الاسلاموية .. فالفصيل الاسلاموي ، هو فصيل اخواني محسوب على جماعة العدل والإحسان ، وهو الأكثر تنظيما مع فصائل اسلامية اخرى ، كفصيل " التجديديون " المنتمي لحزب العدالة والتنمية ، وفصائل وهي جد صغيرة تدعو الى معتقدات الشيعة .. والى جانب الفصيل الاسلاموي ، توجد الفصائل الاّئيكية اليسارية الماركسية ، يتقدمهم فصيل " فصيل النهج الديمقراطي القاعدي " البرنامج المرحلي " و فصيل " القاعديون التقدميون " ، وفصيل " الكراس " ، وحتى المتعاونون مع النهج " التروتسكي " بجناحيه المختلفين .. والملاحظ ان الفصائل اليسارية تتموقع بفاس وبالشمال ، وبمراكش .. دون ان نتغافل عن الفصيل البربري ، الشديد الصراع مع فصيل " النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي " . فالفصيل البربري يناضل داخل الاطار الطلابي ا و ط م UNEM ، ويرفع شعاراته السياسية ، ويتولى استقبال الطلاب الجدد في كل سنة دراسية جديدة .. وطبعا لا يجب ان نتغافل عن طلبة الصحراء الغربية ، الذين يرددون شعارات جبهة البوليساريو ، خاصة الدعوة الى الاستفتاء وتقرير المصير .. وهو تيار عنيف لا يتردد في استعمال العنف اذا دعت الضرورة الى ذلك .. وهو فصيل معارض لجميع الفصائل الأخرى التي تنشط ب ا و ط م UNEM .. وهو موجود بمراكش . اذن لابد من ترك الشعارات السياسية بين الفصائل جانبا ، لأنها تدب الصراعات العبثية بينهم ، وتوحيد الشعارات السياسية فقط ضد النظام النيوبتريركي ، النيوبتريمونيالي ، الرعوي ، الثيييوقراطي .. لان في وحدة الشعارات السياسية الموجهة للنظام ، يتم تعطيل ترديد الشعارات السياسية بين الفصائل الطلابية ، على ان تتوحد الشعارات النقابية من اجل الملف المطلبي للجماهير الطلابية .. فهذا الحال هو وحده من سيصنع الوحدة بين الفصائل الطلابية ، في مواجهة العدو الأول الذي هو النظام .. ان في وحدة فصائل الحركة الطلابية ، قوة طلابية لن تهزمها ابدا تدخلات البوليس ولمخازنية مهما كانت عنيفة ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يبحث النظام الانسحاب من الصحراء ؟
-
الغزو الروسي لأكرانيا عرى عن حقيقة الجيش الروسي ، وعن حقيقة
...
-
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
ظاهرة عبدالاله عيسو
-
هل هو السكوت الذي يسبق العاصفة ، ام ان قدر المغرب هذا النظام
...
-
سكرتارية مجلس الاتحاد الأوربي
-
من واجب موريتانية التزام الحياد في معالجة نزاع الصحراء الغرب
...
-
نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سا
...
-
يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .
-
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية
...
-
هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
-
فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
-
ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
-
موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
-
السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ
...
-
أي نظام للحكم نريد ؟
-
هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب
...
-
انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
-
عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
-
محور المقاومة . العقل العربي الغبي
المزيد.....
-
-أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو
...
-
شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي
...
-
إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت
...
-
تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق
...
-
الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
-
باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ
...
-
لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا
...
-
بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا
...
-
آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
-
محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|