|
الاصوليون بالجامعة . هل هم ديمقراطيون ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 12:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو ان الأوساط الأصولية بالجامعة ، منزعجة من الانتقادات الموجهة اليها من قبل التيارات اللائيكية ، خاصة من قبل " النهج الديمقراطي القاعدي " ، ومن قبل "القاعديون التقدميون " ، والفصائل المنتمية لليسار ك " الكراسيون " . ان هذا الانزعاج يعبر عنه أحيانا بشكل استغرابي ، وقد يكتسي طابع نقد مضاد . الا انه في كثير من الأحيان يتخذ طابع التهجم على المنابر اللائيكية المنتمية الى اليسار التقدمي ، عن طريق القاء النعوت . وبغض النظر عن روح التزمت والتعصب وضيق الأفق الذي غالبا ما يطبع الموقف الاصولي ، وخاصة رد فعله تجاه الانتقادات الموجهة اليه ، فان الاحتجاجات الأصولية لابد ان تثير الاهتمام ، خاصة وانها حاولت استخدام الخطاب الديمقراطي ، كما انها لم تتقبل النقد الموجه للأصوليين في الجامعة المغربية ، وتدعي بان هناك حملة عداء منظمة ضدهم . --- الاصوليون والموقف الديمقراطي : تتهم الحركة الأصولية القوى اليسارية الائيكية ، بانها ليست ديمقراطية في حقهم ، وبانها لا تعترف بهم ، و لا تريد الإقرار لهم حتى بالحق في الوجود . وينسى هؤلاء الظلاميون المتزمتون بانهم السباقون الى نفي القوى اليسارية اللائيكية ، ونعتها بأسوأ النعوت . لقد كانت القوى السياسية اليسارية اللائيكية لينة معهم ، ومهادنة الى درجة أطمعتهم في نفسها ، فاعتقدوا بانها ضعيفة ضعفا مطلقا ، وان بمقدورهم اخضاعها وابتزازها كيف شاءوا . بل ذهب البعض منهم الى القول بان اطر القوى اليسارية اللائيكية والتقدمية لم تعد قادرة على التضحية ، متناسين بان مغاربة اليوم ليسوا الا أبناء مغاربة الامس الذين قاوموا الاستعمار والاستبداد والتعسف . ومع ذلك فانه لابد من توضيح لماذا الأصوليون بمختلف مشاربهم ليسوا ديمقراطيين ، وهم أعداء الديمقراطية بمناصرتهم نظام الخلافة ( الراشدة ) التي لم تكن راشدة . فهم على المستوى الفكري اطلاقيون ، أي يعتقدون بالحقائق المطلقة الثابتة المجردة . وقولهم بالحقائق المطلقة ، يعني انها خارج الزمان والمكان ، مما يبتعد بالفكر عن النسبية وحيوية الجدل . ومن هنا معاداة الأصوليين لحرية الفكر ، وللفكر الفلسفي عموما . نعم ليس الاصوليون اطلاقيين دائما ، فهم قد يلجؤون الى الفكر النسبي والجدلي دون علم منهم ، او دون اعتراف بذلك ، خاصة في حياتهم اليومية ، وتلك احدى مفارقاتهم .. وعلى المستوى السياسي ، يمارس الاصوليون سياسة انعزالية ، ولا يقبلون بالديمقراطية اذا كانت مخالفة لما يريدونه ، فهم لا يقبلون رأي الأغلبية الا اذا كان في صالحهم ، ولا يميزون بين الخلاف المبدئي والخلاف العادي ، ولذلك فهم يحاولون فرض رأيهم جملة وتفصيلا بجميع الوسائل خاصة العنف . واذا اضطروا الى قبول الديمقراطية ، فمن اجل الانقلاب عليها والتنكر لمبادئها . انهم لا يجعلون من الاختلاف رحمة ، بل نقمة . انهم كليانيون شموليون لا يؤمنون بحق الاخر في الاختلاف عليهم . اما حرية العقيدة وحرية التفكير وحرية التعبير ، فهي عندهم مجرد بدع ونزوات شيطانية لا تستحق حتى الاعتراف بها ، بل يجب تخليص الناس منها . وعلى المستوى الاجتماعي لا يتحمل الاصوليون الكلام على الحرية . فهم متعصبون لا يقبلون فكرة التعايش السلمي مع من اختلف معهم عقيدة او فكرا او سلوكا ، ولا يعتدّون بمبدأ التسامح الواجب في الحياة الاجتماعية ، وهم معادون على الخصوص لحرية المرأة . هذه بعض الجوانب التي تسمح لنا بالقول ، بان الأصوليين غير ديمقراطيين شموليين . وفي هذا جواب عليهم فيما يخص محاولة تبنيهم الخطاب الديمقراطي ، بقدر ما يجيب على بعض التساؤلات المطروحة في موضوع التعامل مع التيارات الأصولية . --- الموقف الاصولي في الجامعة : لا احد ينكر بان الأصوليين استطاعوا كسب عدة مواقع في الجامعة ، وانهم استقطبوا حولهم عددا من الطلبة ، مستفيدين من تناقضات اليساريين التقدميين والثوريين و اللائيكيين ، من اجل تعزيز مواقعهم داخل الجامعة . وقد وسع الاصوليون من نشاطهم ، كما لجأوا الى قيادة بعض المعارك النضالية لتحقيق مجموعة من المطالب . ونحن كمحللين مثقفين نعتمد الفكر الديمقراطي التقدمي الأصيل ، لا نريد مناقشة الخلفيات السياسية لموقفهم في الجامعة ، فذلك موضوع اخر . انما المطروح هو محاكمة الخطة السياسية في القطاع الطلابي من عدة زوايا : ... فهل الخطة السياسية تستجيب لمصالح هذا القطاع ، أم تحاول خدمة اهداف مصلحية ضيقة حزبية او تنظيمية ، ولو على حساب مصلحة الطلبة ؟ ... هل الخطة السياسية من حيث أهدافها وأساليب عملها ، تخدم تقدم الحركة الجماهيرية ونضالها الديمقراطي ام لا ؟ ... هل الفشل او النجاح في تحقيق الخطة كليا او جزئيا ، يرجع الى مقومات النهج السياسي الممارس ، ام يرجع الى ظروف أخرى ؟ اننا لا ندعي الآن الإحاطة بكل الجوانب المذكورة أعلاه ، لمحاكمة الخطة السياسية الأصولية في القطاع الطلابي ، ولكن نعتقد بأن من واجب الجميع ان يشارك في مناقشتها علنيا وجماهيريا ، وان التيارات الأصولية التي مارست الخطة ، ان تقبل هذه المناقشة ، لا ان تنزعج منها تحت أي مبرر كان ، وذلك على الأقل لسبب بسيط هو ان الطلبة أبناء الشعب المغربي ، ومن تدخل بخطته للتأثير في مصيرهم الدراسي ، عليه ان يتحمل نتائج المحاسبة . وفي هذا الصدد يمكن الادلاء ببعض الملاحظات فيما يخص الخطة السياسية للأصوليين في القطاع الطلابي بالنسبة لسنوات مرت مرور الهشيم . 1 ) يقول بعض الأصوليين بانهم لم يكونوا من دعاة السنة البيضاء ، التي رفعها الفصيل الماركسي " البرنامج المرحلي " ، وفصيل " القاعديون " ، الاّ انهم وجدوا انفسهم مضطرين لخوض النضال حتى النهاية . الاّ ان هذا القول لا يمكن ان يكون مقبولا من طرف أي محلل سياسي براغماتي . فإذا اخذنا الأمور في حدودها المعقولة ، ولم نذهب بعيدا في التأويل حول الموقف الاصولي ، فان واجبهم كان يفرض عليهم ان يضعوا امام اعينهم جميع الاحتمالات ، وانه في غياب هذه الرؤية ، فلا يمكن الاّ القول بان التيار الاصولي سقط في الخطة المضادة ، ولعب لعبة وزارة الداخلية والبوليس السياسي الذين استفادوا من تحركاته . 2 ) لقد قبل الاصوليون الحوار الثنائي مع بعض رموز السلطة ( اعترافات نادية ياسين بمقبرة لعلو ) ، وهم كذلك قد تجاهلوا كون القطاع الطلابي يحتوي على مكونات سياسية أخرى تخالفهم التكتيك والاستراتيجية . فهل كان من حقهم قبول منطق الصفقة السياسية ، على حساب باقي مكونات الحركة الطلابية . ( نادية ياسين تدين الصفقة بين قيادة العدل والإحسان وبين وزارة الداخلية عند اخماد حركة 20 فبراير ) . هل ليس في هذا المنطق ضربة سياسية لهم هم انفسهم ، فضلا عن اخلاله بأبسط مقومات العمل الديمقراطي .. ومنذ متى كان التيار الاصولي الشمولي ديمقراطي الطبع والممارسة ؟ ومن جهة ثانية . اليس مساهمتهم في تهميش مؤسسات الجامعة من الحوار ، هي مساهمة في تهميش مؤسسات المجتمع المدني ، وزيادة في ضرب استقلالها ووضعها تحت رحمة وزارة الداخلية .. 3 ) يقول الاصوليون الشموليون ، بانهم لا يقررون شيئا الاّ باللجوء الى القاعدة الطلابية ، وبالتالي فهم ديمقراطيون اكثر من غيرهم . لكن ما يجب الاّ يتغافل عنه ، أي الاصوليون في بعض الكليات ، تضع عليهم مسؤولية سياسية ، يجب الوعي بأبعادها وشروطها ، ليس فقط في العلاقة مع القاعدة الطلابية ، بل كذلك مع باقي القوى السياسية المكونة للحركة الطلابية ، خاصة القوى الأكثر تمثيلية للحركة الطلابية ، وفي مقدمتها " البرنامج المرحلي " و " القاعديون " وفلول التروتسكيون بجناحيهما المختلفين ، وانه في غياب الوعي بكل هذه الشروط والابعاد ، فان التبريرات التي يقدمها الاصوليون ، ليست الاّ من اجل تغطية اخطائهم في الجامعة . 4 ) لقد حقق النظام المخزني ، السلطاني ، الرعوي ، النيوبتريمونيالي ، النيوبتريركي ، والناهب لثروة المغاربة المفقرين .. بعض الأهداف عن طريق الأصوليين ، سواء بوعي منهم او بدون وعي ، والنظام يراهن على كسب فئة منهم ليدعموا صفوفه . ويعمل دائما النظام ، لفك ارتباط الباقي منهم عن الحركة الطلابية ، بعد ان كرسوا هم انفسهم عزلتهم عن القوى الماركسية التقدمية اللائيكية ذات التواجد الفعال بالجامعة ، خاصة بفاس وبالشمال " البرنامج المرحلي ، القاعديون ، الكراسيون .. " .. --- هل هناك حملة عداء ضد التيارات الأصولية الشمولية : يروج الأصوليون الشموليون الى ان هناك حملة عداء منسقة ضدهم . ويؤكدون ادعائهم هذا بالانتقادات التي وُجهت لهم من طرف فصائل اليسار الماركسي التقدمي ، من قبل القوى التقدمية والديمقراطية ، ومن خطابات اليساريين ، ومنشوراتهم بالجامعة . بل منهم من يذهب في التأويل بعيدا ويدعي بان الحملة اليسارية الماركسية ضدهم منسقة مع البوليس الفاشي . حقا لقد سبق ان دعت بعض الجرائد ( الكشكول ) الى قمعهم وإزالتهم من الساحة ، وسبق لأحمد بن جلون قيادي بحزب الطليعة ، ان دعا الدولة الى تجفيفهم من الساحة ، لكن هذه الدعوات لا يمكن نسبتها الى الفصائل الأوطمية اليسارية والتقدمية ، وان كانت أحيانا تسترق السمع وتنشر كتابات يسارية . واذا كان البوليس ووزارة الداخلية يعملون لعزل فئة من الأصوليين ، تمهيدا لقمعهم ، فإنها تغازل فئة أخرى وتعمل لكسبها ، وقد تستعمل هذه الفئة المحظوظة لتنفيذ خططها ، بما فيها ضد التقدميين اليساريين . اما القوى الديمقراطية واليسارية الحقيقية ، فأنها هي التي عانت من عداء الأصوليين بالجامعة ، وفي الساحة ، ورغم تحفظها في مواجهاتهم ، فانهم بالغوا في اتهامهم لها ، وجعلوا منها تناقضهم الرئيسي . وفي هذا الاطار يجب فهم ما يروجه الاصوليون حول حملة العداء . فهم يعتبرون كل نقد لهم من طرف الديمقراطيين واليساريين واللائيكيين ، هو حملة ضدهم . وبحكم روح العداء التي يحملونها ، فانهم لا يتقبلون النقد ويؤولونه بمنطق العداء . فالمتشبع بروح العداء لا يرى في تحركات وانتقادات الاخرين الاّ عداء له . وتجاوز هذه الحلقة المفرغة ، لا يكون الاّ بالنقاش السياسي المفتوح ، ليس من اجل مهادنة تيار سياسي ، هو ان اللجوء الى القاعدة من اجل القرار والحسم ، ليس بريئا دائما . ولذلك فهو لا يعفي ذاك التيار السياسي من المسؤولية والمحاسبة السياسية ، وانْ سايرته القاعدة الطلابية . ويكفي القول بان الحركة النضالية التي قادها والمغازلة والنفاق ، بل لتعميق الحوار الديمقراطي وسط الحركة الجماهيرية والشعبية ، ورفع وعيها بمغزى التطورات الحاصلة .. خاصة الشعار الذي تم الترويج له بكثرة " لكل تحرك جماهيري وشعبي صداه في الجامعة " ، أي ربط الجامعة بكل ما يحصل بالمجتمع .. فالديمقراطيون والتقدميون واليساريون من مختلف الاتجاهات ، مطالبون اليوم امام حدة هذا الهجوم وضراوته ، وخطورة ابعاده والاهداف المتوخاة منه ب : 1 – الدعوة لتشكيل هيئة وطنية لانقاد الجامعة ، مشكلة من كل الحساسيات الوطنية والديمقراطية السياسية والنقابية والجمعوية الثقافية والحقوقية والأكاديمية والصحفية .. 2 – عقد ندوة وطنية إعلامية لفضح ما جرى ، وتسطير برنامج عمل طويل المدى في هذا الخصوص . 3 – الدعوة لتشكيل هيئة شبيبية وطنية عليا لحماية الجامعة وحماية الاطار " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب UNEM ، وكل النضال الديمقراطي يجب ان ينصب على هذه الواجهات . 4 – تشكيل خلية تقدمية ديمقراطية للتفكير في هذا الحدث وابعاده على الحركة الطلابية وعلى " ا و ط م " . 5 – تنظيم تظاهرة كبرى سلمية بالرباط تحت شعار : من اجل مجتمع متسامح ومن اجل الديمقراطية ونبذ العنف . 6 – فتح الجسور المكثفة لدعم الاطار ا و ط م UNEM ، وتقديم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي لعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي ، المؤتمر 17 الفاشل ، واستكمال هيكلته وتوحيد صفوفه . 7 – تأسيس هيئات للتنسيق الجهوي طلابيا ، لتنظيم الصمود وإشاعة الجو الديمقراطي ، وحمايته داخل المدن الجامعية . المخرج للازمة التنظيمية هو التحضير لعقد المؤتمر الوطني الاستثنائي ، المؤتمر الاستثنائي 17 : منذ انعقاد المؤتمر الوطني السابع عشر في سنة 1982 ، وفشله بانسحاب فصائل طلابية منه ، وهي الفصائل التي تنتمي الى الاتحاد الاشتراكي ، فصيل انصار ك د ش CDT ، وفصيل حزب التقدم والاشتراكية ، وبقاء الفصيل الديمقراطي OADP بين سندان المنسحبين ، ومطرقة اغلبية المؤتمرين الذين ينتمون الى التيارات الماركسية بمختلف فلولها ، ودب مرض الانسحاب حتى في صفوف القاعديين ، تم الإعلان عن فشل المؤتمر ، وتم تجديد الثقة في أعضاء اللجنة التنفيذية غير المنسحبين ، بولعيش من حزب الطليعة الذي كان يعرف آنذاك باتباع اللجنة الإدارية الوطنية La CAN تحت عنوان " رفاق الشهداء " " رفاق المهدي وعمر " ، وبنْصر عن حزب التقدم والاشتراكية ، وحسن السوسي عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي OADP (توفي)، فحمّلهم المؤتمر مسؤولية الاعداد للمؤتمر الاستثنائي السابع عشر القادم .. ومنذ ها لم تنجح جميع المحاولات لرأب الصدع ، والوصول الى عقد المؤتمر .. وقد زاد من الازمة التنظيمية ، ظهور الإسلام السياسي في الجامعة ، ونجاحه في غزو كل قلاع اليساريين ، فتحول الصراع بين الفصائل " الاوطمية " ، الى صراع بين اليساريين والتقدميين وبين الاسلامويين الذين نجحوا في اسلمة الجامعة ، وتحريرها من ( الكفار ) .. فتطور الصراع بين الأطراف المتصارعة الى القتل في صفوف الماركسيين . لا نعيد صرد اشكال الصراعات الدموية ، ولكن من الممكن وبعد كل التجارب التي لم تؤدي الى نتيجة ، ان يتم الاعداد للمؤتمر الوطني الاستثنائي ، وبالاحتكام الى القاعدة الطلابية ، نزولا عند الديمقراطية .. أي ان يترك الجميع الشعارات السياسية المهيّجة ، والانخراط المباشر والسريع ، في تنزيل التنظيم الذي يكون مفتوحا لجميع الفصائل دون اقصاء . وهنا وللتمكن من تحقيق القفزة النوعية ، على جميع الفصائل التخلي عن الشعارات السياسية المستعملة في الصراع السياسي ، والتركيز على الجانب التنظيمي . ان ا و ط م UNEM ليست بمنظمة سياسية ، لكنها اطار نقابي يدافع عن مصالح الطلاب النقابية . اما الصراع السياسي فمن حق أي كان ان يخوضه داخل تنظيمه ، لا وسط قاعدة الجماهير الطلابية .. فمن أراد ان يصلي فشغله ذاك ، ومن أراد ان لا يصلي فشله ذاك ثانية .. وليكن التضاد في الوعي الطلابي بخطورة المرحلة ، ويكون التنافس في مدا النجاح في تحقيق المطالب النقابية لعموم الطلاب .. اما تركيز الصراع بين نظام التعاضدية ونظام الجمعية ، فبقدر ما يؤثر سلبا على واقع الحركة الطلابية ، بقدر ما يعمق الاختلافات والمنازعات ، التي لا حدود لها . فما الفرق بين نظام التعاضدية ونظام الجمعية ، أي الاختلاف في الشكل وليس في المعنى الذي هو خدمة المصالح الطلابية والدفاع مشتركين على الملف المطلبي للطلبة بكل البقع الجامعية . فالتنازل عن الشعارات السياسية التي تزيد في التفرقة ، والانكباب على الملف المطلبي ، هو وحده العامل لوحدة الاطار رغم تنوع الأيديولوجيات والعقيدة .. فالاطار النقابي ا و ط م UNEM ، هو محطة انتقالية للطلاب ، وليست محطة دائمة .. لان النضال الحقيقي بالشعارات السياسية يكون بعد التخرج وبعد الالتحاق بالشغل .. والطلاب وفي نسبة مهمة منهم ، يتغيرون عند التحاقهم بالخدمة او الوظيفة ، ولن يبق بينهم وبين الحياة الطلابية بالجامعة ، غير الذكريات .. اذن يجب الشروع في تجديد واحياء الاطار ا و ط م UNEM ، بالتنازل عن التنابذ السياسي ، والتشبث بالملف المطلبي حسب المواقع الجغرافية الجامعية .. هناك شيء مهم اود اثارته . وهو ان الساحة الطلابية ، أضحت فارغة من فصائل شغلت الساحة الطلابية حتى المؤتمر الوطني 15 غشت 1972 كلية العلوم الرباط . فبعد فشل المؤتمر الوطني 17 ، وانسحاب فصائل من الساحة الطلابية ، بقي وحده في الساحة الجامعية ، الفصائل اليسارية والفصائل الاسلاموية .. فالفصيل الاسلاموي ، هو فصيل اخواني محسوب على جماعة العدل والإحسان ، وهو الأكثر تنظيما مع فصائل اسلامية اخرى ، كفصيل " التجديديون " المنتمي لحزب العدالة والتنمية ، وفصائل وهي جد صغيرة تدعو الى معتقدات الشيعة .. والى جانب الفصيل الاسلاموي ، توجد الفصائل الاّئيكية اليسارية الماركسية ، يتقدمهم فصيل " فصيل النهج الديمقراطي القاعدي " البرنامج المرحلي " و فصيل " القاعديون التقدميون " ، وفصيل " الكراس " ، وحتى المتعاونون مع النهج " التروتسكي " بجناحيه المختلفين .. والملاحظ ان الفصائل اليسارية تتموقع بفاس وبالشمال ، وبمراكش .. دون ان نتغافل عن الفصيل البربري ، الشديد الصراع مع فصيل " النهج الديمقراطي القاعدي – البرنامج المرحلي " . فالفصيل البربري يناضل داخل الاطار الطلابي ا و ط م UNEM ، ويرفع شعاراته السياسية ، ويتولى استقبال الطلاب الجدد في كل سنة دراسية جديدة .. وطبعا لا يجب ان نتغافل عن طلبة الصحراء الغربية ، الذين يرددون شعارات جبهة البوليساريو ، خاصة الدعوة الى الاستفتاء وتقرير المصير .. وهو تيار عنيف لا يتردد في استعمال العنف اذا دعت الضرورة الى ذلك .. وهو فصيل معارض لجميع الفصائل الأخرى التي تنشط ب ا و ط م UNEM .. وهو موجود بمراكش . اذن لابد من ترك الشعارات السياسية بين الفصائل جانبا ، لأنها تدب الصراعات العبثية بينهم ، وتوحيد الشعارات السياسية فقط ضد النظام النيوبتريركي ، النيوبتريمونيالي ، الرعوي ، الثيييوقراطي .. لان في وحدة الشعارات السياسية الموجهة للنظام ، يتم تعطيل ترديد الشعارات السياسية بين الفصائل الطلابية ، على ان تتوحد الشعارات النقابية من اجل الملف المطلبي للجماهير الطلابية .. فهذا الحال هو وحده من سيصنع الوحدة بين الفصائل الطلابية ، في مواجهة العدو الأول الذي هو النظام .. ان في وحدة فصائل الحركة الطلابية ، قوة طلابية لن تهزمها ابدا تدخلات البوليس ولمخازنية مهما كانت عنيفة ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يبحث النظام الانسحاب من الصحراء ؟
-
الغزو الروسي لأكرانيا عرى عن حقيقة الجيش الروسي ، وعن حقيقة
...
-
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
ظاهرة عبدالاله عيسو
-
هل هو السكوت الذي يسبق العاصفة ، ام ان قدر المغرب هذا النظام
...
-
سكرتارية مجلس الاتحاد الأوربي
-
من واجب موريتانية التزام الحياد في معالجة نزاع الصحراء الغرب
...
-
نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سا
...
-
يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .
-
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية
...
-
هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
-
فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
-
ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
-
موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
-
السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ
...
-
أي نظام للحكم نريد ؟
-
هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب
...
-
انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
-
عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
-
محور المقاومة . العقل العربي الغبي
المزيد.....
-
روسيا تشارك بمعرض الخليج العالمي للغذاء
-
بوشكوف: المحادثات السرية بين بوتين وترامب -كابوس أوروبا-
-
ماسك: الجنود الأوكرانيون يُزجون في المعركة من أجل أكبر مخطط
...
-
وزير الدفاع الإيراني: نصدر المعدات العسكرية إلى 30 دولة في ا
...
-
استطلاع رأي: 27% من الكنديين يعتبرون الولايات المتحدة عدوا ب
...
-
السودان يستدعي سفيره من كينيا ويوجه انتقادات حادة للرئيس ولي
...
-
المغرب.. سلطات مدينة العيون ترفض دخول برلمانيين أوروبيين
-
-نيويورك تايمز-: ترامب قد لا ينسحب من -الناتو- لكنه يعمل بال
...
-
الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع المستلمة لا تخص أسرانا
-
تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|