أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ليت بعضنا يتوقف عن العَرط !














المزيد.....


ليت بعضنا يتوقف عن العَرط !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8258 - 2025 / 2 / 19 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نسمع يومًا مسؤولًا أميركيًّا يقول، إن علاقات بلاده مع هذه الدولة أو تلك استراتيجية. يشمل ذلك الرئيس الأميركي، وأركان إدارته. أبعد مدى إيجابي يمكن أن يذهب إليه المسؤولون الأميركيون في وصف علاقات بلادهم بالدول، القول بأنها "قوية" أو "متينة" وفي حالات معينة "أقوى من أي وقت مضى". لا يستخدم المسؤول الأميركي مصطلح "استراتيجية" حتى في نعت علاقات واشنطن مع الدول التي تدور في فلكها، أو تُصنف ضمن حلفائها.
السبب وثيق الصِّلة باشتراطات وصف "استراتيجية"، وما يترتب عليها بمنظور أميركا خاصة. فالعم سام، يرى نفسه الأقوى والأفضل وأن الآخرين بحاجته وليس العكس. وبالتالي، هو من يقرر مستوى العلاقات معهم ونوعها وحدودها.
أما بخصوص محددات علاقات أميركا مع الدول، فالمنفعة في مقدمها، وشرطها الرئيس أن تأخذ أكثر مما تُعطي.
تقيم واشنطن، مدفوعة بمصالحها، علاقات مع خصومها ومع الدول الصديقة والحليفة حسب المفهوم الأميركي للصداقة والتحالف بالطبع. المعيار الأهم في الحالتين، مراعاة عناصر القوة الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية لدى هؤلاء وأولئك. مع الأقوياء، العلاقات ندية ومتكافئة. مع هؤلاء تأخذ واشنطن بنظر الاعتبار أن العلاقات معهم مفتوحة على احتمالات عدة، حتى وهي تسعى في تحسينها. فقد كان لافتًا تصريح البيت الأبيض قبل أيام بشأن التقارب مع روسيا بعد عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي، وقد جاء فيه: "نسعى في تطوير العلاقات مع دولة منافسة وخصم في أوقات معينة". أما الضعفاء وبخاصة "المطواعون" منهم، فعادة ما يتعرضون للابتزاز كي يقدموا أكثر على صعيدي دفع المال من قِبَل من يملكه منهم، أو "الخدمات الأمنية" من جانب ذوي المواقع الجغراسياسية المهمة.
يكفي هذا القدر من محددات علاقات أميركا الخارجية، لنعاين في ضوئه إصرار بعض كتاب صحافة الحكومة في ديرتنا الأردنية على وصف علاقات بلادنا مع واشنطن بالاستراتيجية. ومنهم من لا يفتأ يُضيف إليها وصف "المتكافئة"، ولا حول ولا قوة إلا بالله. إذا العلاقات بين الأردن وأميركا استراتيجية ومتكافئة، فكيف يُفترض أن يصور خيال كُتَّاب الحكومة نظيرتها مع ألمانيا وفرنسا المتقدمتين اقتصاديا وعلميا وتقنيا؟!
لكن ما نراه هذه الأيام أن أميركا بجرة قلم قَزَّمت حليفتها أوروبا، بما فيها ألمانيا وفرنسا، وأنزلتها منزلة لا تُحسد عليها. ونعني تهميشها، بإبعادها عن المفاوضات مع الروس بشأن أوكرانيا. أوروبا، التي طالما استقوت بعلاقاتها مع أميركا واطمأنت لوضع أوراقها في يد اليانكي، لم يتردد ترامب في حرق هذه الأوراق والدوس على رمادها. الروس من جانبهم، قالوا صراحة على لسان وزير خارجيتهم سيرجي لافروف، وبالحرف: لا مكان للأوروبيين في المفاوضات بشأن أوكرانيا إذا أرادوا تجميد الصراع لمواصلة تسليح كييف". وهكذا التقى العملاقان النوويان، الروسي والأميركي في صياغة رسالة للأوروبيين مفادها، لا مكان لكم على طاولة الكبار.
تأسيسًا على ما تقدم، نختم بهمسة في اذان بعضنا المومأ إليهم فوق: طيشوا على شبر ماء كما يحلو لكم، ولكن ارحموا كلمة "استراتيجية" وابنة عمها "متكافئة" من انتهاك حرمتيهما. بإيجاز شديد، توقفوا عن العَرْطْ. تواضعوا قليلًا، وقولوا كما يقول الأميركيون أو استخدموا وصف جيدة وما يقوم مقامها، عند الإتيان على ذِكر العلاقات مع أميركا.
توضيح للأشقاء العرب: العَرط باللهجة الأردنية أقرب إلى الكذب، لجهة تضخيم الذات وتجاوز الواقع القائم إلى آخر منشود ومُتخيل.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التكرار والإجترار
- كيف يفرض الحاكم احترامه؟
- ثقافة القطيع
- أميركا تتداعى أم ترامب يلعب بدمه؟!
- بصراحة إلى مؤيدي التهجير منا !
- نكشة مخ (26)
- ملطشة !
- نكشة مخ (25)
- لا خيار سوى الرفض والمقاومة.
- بطلٌ في زمن العنجهية الأميركي
- قلق مبرر ومخيف!
- من يجرؤ على الهمس في إذن ترامب؟!
- الكيان اللقيط يخسر معركة الصورة
- نكشة مخ (24)
- معايير الإعلام الفاشل الفاقد الرؤية.
- مفاجآت غير سارة للكيان اللقيط
- هل العقلية العربية خرافية؟!
- من الذي فرض وقف إطلاق النار في غزة؟
- الكيان اللقيط لم ينتصر
- سلبطة أميركية


المزيد.....




- روسيا تشارك بمعرض الخليج العالمي للغذاء
- بوشكوف: المحادثات السرية بين بوتين وترامب -كابوس أوروبا-
- ماسك: الجنود الأوكرانيون يُزجون في المعركة من أجل أكبر مخطط ...
- وزير الدفاع الإيراني: نصدر المعدات العسكرية إلى 30 دولة في ا ...
- استطلاع رأي: 27% من الكنديين يعتبرون الولايات المتحدة عدوا ب ...
- السودان يستدعي سفيره من كينيا ويوجه انتقادات حادة للرئيس ولي ...
- المغرب.. سلطات مدينة العيون ترفض دخول برلمانيين أوروبيين
- -نيويورك تايمز-: ترامب قد لا ينسحب من -الناتو- لكنه يعمل بال ...
- الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث الأربع المستلمة لا تخص أسرانا
- تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ليت بعضنا يتوقف عن العَرط !