هديل القدسي
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 23:38
المحور:
الادب والفن
في عالم الأدب، يُعبر العديد من الكتاب عن معاناة الإنسان من خلال الوعي والإدراك. دوستويفسكي، في قوله "أقسم لكم بأغلظ الإيمان أيها السادة أن شدة الإدراك مرض، مرض حقيقي خطير، إن إدراكاً عادياً هو، من أجل حاجات الإنسان، أكثر من كاف"، يُشير إلى أن الإدراك العميق يمكن أن يكون عبئًا بدلًا من أن يكون نعمة. فهو يرى أن الفهم العميق للحياة وتحدياتها يمكن أن يؤدي إلى شعورٍ بالمرض النفسي، مما يجعل الإنسان يعاني أكثر من الآخرين.
أما سيوران، فيقول: "الوعي لعنة مُزمنة، كارثة مَهولة، إنهُ منفانا الحقيقي، فالجهل وطن، والوعي منفى." هنا، يُبرز سيوران الفكرة القائلة بأن الوعي ليس مجرد فهم للعالم، بل هو أيضًا شعور بالعزلة. فالجهل قد يكون ملاذًا آمنًا، بينما الوعي يُشعر الإنسان بأنه في منفى، بعيدًا عن الراحة التي يمكن أن يوفرها الجهل.
كافكا يتفق مع هذه الآراء، حيث يقول: "إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإفراط في المخدرات، فمن دون شك هو الإفراط في الوعي وإدراك الأشياء." هذا التعبير يسلط الضوء على أن الوعي المفرط يمكن أن يؤدي إلى تفكك النفس، ويجعل الإنسان يواجه أعباءً لا تُحتمل.
في النهاية، يمكن القول إن "الحزن يصيب فقط أولئك الذين يستوعبون"، مما يعني أن الوعي والإدراك العميق هما مصدر الحزن والمعاناة. إن هذه الأفكار تتداخل لتشكل رؤية شاملة عن كيفية تأثير الوعي على النفس الإنسانية، مما يجعلنا نتساءل: هل من الأفضل أن نعيش في جهل سعيد، أم أن نتحمل عبء الوعي؟
#هديل_القدسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟