|
- لا أزال هنا- فيلم برازيلي يعيد إحياء جراح الديكتاتورية
علي المسعود
(Ali Al- Masoud)
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 22:53
المحور:
الادب والفن
" لا أزال هنا" فيلم برازيلي يعيد إحياء جراح الديكتاتورية لعدة سنوات ، كانت دول أمريكا الجنوبية تعيد النظر في تاريخها وتحاول خلق ذاكرة مشتركة ، بهدف تعزيز إعادة التوحيد الوطني ومنع تكرار الأحداث التي وقعت خلال الديكتاتوريات العسكرية بين الستينيات والسبعينيات. تلعب السينما دورا مهما في هذه العملية. في البداية ، كانت الأفلام تهدف قبل كل شيء إلى صدمة المشاهد . ومثل هذا فيلم " لا أزال هنا " للمخرج البرازيلي والتر ساليس ، الذي يحكي قصة يونيس بايفا ، امرأة قتل زوجها روبنز بايفا النائب السابق للحزب الاشتراكي البرازيلي على يد الديكتاتورية. على الرغم من أن الديكتاتورية تنفي اختطاف زوجها وقتله، إلا أن المرأة، وهي أم لخمسة أطفال، لن تستسلم أبدا في البحث عن الحقيقة وجثة زوجها . الفيلم يسرد حكاية اعتقال النائب البرازيلي اليساري "روبنز بايفا" والذي إختفى في معتقلات الجيش عام 1971 وظلوا ينكرون وجوده ، ولا تعلم أسرته شيئًا عن حياته أو موته، حتى لم يتسلموا جثته ولا يعرفون قبره . وبعد 25 عامًا، تمكنت العائلة من استخراج شهادة وفاته . تلك المأساة وثقها الابن "مارسيلو روبنز بايفا" ونشرها في كتاب عام 2015 بعنوان "لا أزال هنا". تركز القصة على زوجة النائب "يونيس بايفا " وكفاحها من أجل العدالة . الفيلم البرازيلي دراما عائلية وصورة مثيرة للذكريات مغلفة بطابع في سياسي ، يركز بشكل أساسي على يونيس بايفا (فرناندا توريس) وأطفالها الخمسة بعد اختفاء زوجها روبنز (سيلتون ميلو) ، عضو البرلمان السابق الذي أختفى عندما استولت الديكتاتورية العسكرية البرازيلية على السلطة . وستخوض زوجته يونيس معركة شرسة من أجل الحقيقة . لوحة جدارية تكشف ويلات عشرين عاما من الديكتاتورية العسكرية في البرازيل ريو دي جانيروفي عام 1971 وبعد نحو ستة أعوام من صعود الديكتاتورية العسكرية إلى السلطة في البلاد، حتى ذلك الحين كانت هذه الأسرة تظن أنها ستعيش في أمان، حيث تمضي الزوجة إيونيس بايفا (فرناندا توريس في أداء متميز) يومها في السباحة، ثم لقاء أصدقاء العائلة، ويمضي زوجها المهندس وعضو البرلمان السابق قبل وصول النظام العسكري للسلطة روبنز بيافا (ستيلون ميلو) يومه في العمل واللعب مع الأبناء (وخمسة أطفال، أربعة منهم فتيات) ودعوة الأصدقاء للعشاء . الديكتاتورية في ذروتها ولكن الناس يحاولون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان . الأبواب مفتوحة والأطفال يلعبون الكرة في الشارع أوعلى الشاطئ . عاشا يونيس وروبنز أفضل حياتهما في ريو دي جانيرو . لكن الديكتاتورية البرازيلية ستهدم حياتهم ولن تعود إلى ما كانت عليه مرة أخرى عندما تصل مجموعة من عساكر السلطة الجيش إلى منزل العائلة ويقتادون الأب روبنز للاستجواب. في نفس الوقت ، تم اإقتياد الأم يونيس وإحدى بناتها إليانا (لويزا كوسوفسكي) الى التوقيف، لكن أطلق سراحهنً بعد فترة قصيرة . اختفاء ألأب روبنز يقلب حياتهم رأسا على عقب ، ويتعين على يونيس اتخاذ قرارات لم تكن لتتمكن من حماية أطفالها ورعايتهم . حكاية تناولت التغيير في الواقع السياسي للبرازيل ، البلد الذي استغرق سنوات عديدة للتحقيق بعمق في حالات الاختفاء التي حدثت خلال ديكتاتوريته طويلة . ينتهي الأمر بالفيلم إلى أن يصبح احتفاءاً بقوة الزوجة يونيس وصبرها ، امرأة تغيرت حياتها الهادئة والسلمية فجأة و لكنها وجدت القوة للقتال وإعادة ترتيب بيتها على مر السنين . يكرر المخرج الموهوب ( والتر ساليس) لكتاب الرحلة المركزية للبرازيل ويوثق شهادة تاريخية ودرامية لفترة من تاريخ بلده الذي شهد ويلات الديكتاتورية العسكرية بين عامي 1964 و 1985 . في الوقت نفسه، تستند القصة على المعركة التي خاضتها الأم ( يونيس بايفا) في العثور على زوجها النائب اليساري الذي أختفى بين عشية وضحاها في معتقلات السلطة الديكتاتورية . وفي نفس الوقت ، عليها أن تستمر في العيش على الرغم من الاختطاف المأساوي للأب والزوج، دون معرفة ما إذا كان قد مات تحت التعذيب أو إذا كان متعفنا في سجن برازيلي . إن الرعب من بطش الديكتاتورية لعائلة النائب الشيوعي ( روبنز بيافا ) يزداد حدة لأنه يسكن تفاصيل الحياة اليومية لامرأة وأطفالها الخمسة الذين يجب أن ينجوا على الرغم من المضايقات التي تقوم بها القوة العسكرية . الشخصيات تنضح بكرامة وحماسة عظيمة مشوبة بالأمل في العثور على الرجل المفقود يوما ما . يصورألفيلم رحلة الزوجة " يونيس بايفا " عبر ثلاثة عصور إنقضت بين عامي 1971 و 2014 في ريو دي جانيرو . وتكافح من أجل التغيير وكشف حقيقة النظام الديكتاتورية ، كذالك الكشف عن مصير الألاف من المغيبين في السجون والمعتقلات . من ناحية أخرى تعمل الأم يونيس "من أجل تعليم أطفالها" ما يجعله رواية عائلية في قلب النص السردي صورة رائعة لناشطة شجاعة تبذل نشاطاً دؤوبا من أجل العدالة وحماية أطفالها . تتحول القصة إلى نداء نسوي حقيقي يسمح لنا بفهم أن الديمقراطيات تتطور مع نضال الرجال ، وكذالك بصوت الصامت والمثابر للمرأة . ها نحن أمام فيلم مكتوب كحصن لصالح حرية الفكر والعمل في العالم وصرخة ضد الممارسات القمعية للأنظمة الديكتاتورية في كل بقعة من هذا العالم . " لا أزال هنا " الفيلم يتحرك إلى الأمام في الوقت المناسب مرتين . بعد أن قررت يونيس الانتقال مع عائلتها من ريو دي جانيرو ، المرة الأولى هو تغيير إيجابي وتؤكد االفترة التي كانت فيها يونيس نضالها من أجل العدالة نيابة عن زوجها منذ اختفائه في بداية السبعينيات . خلال هذا الوقت ، لا يزال الفيلم مشوبا بشعور بالحزن والفقدان، لكن الأمل والارتياح اللذين يغمران قويان لدرجة أننا لا يسعنا إلا أن نشعر بكل ذلك مع الأم يونيس وأطفالها ومعاناتهم وصعوبة حياتهم بعد إختفاء الأب ، المرة الثانية حين كبروا الاطفال وأصبحوا الآن بالغين ، وإظهار العواقب والخسائر العاطفية التي تسببت فيها على الأسرة وعلى البرازيل نفسها ، يبدو الأمر كما لو كان هناك نهايتان . كلاهما مفعم بالأمل ويقدمان إحساسا طيباً . خلال فترة الديكتاتورية العسكرية القمعية في البرازيل في السبعينيات ، يتحول بحث الأم اليائس عن زوجها المفقود إلى رحلة مؤثرة من النشاط والصمود . مع تلاشي الذكريات والكشف عن الأسرار ، تواجه قصتها الآثار المروعة لنظام قمعي ، وتمزج الحقيقة التاريخية مع المأساة الشخصية . فيلم " أنا لا أزال هنا" والذاكرة البرازيلية الفيلم البرازيلي لوالتر ساليس يروي قصة اختفاء وتعذيب وموت النائب روبنز بايفا ، لكنه يركز على حياة زوجته يونيس ، التي بحثت عنه من عام 1970 حتى أصيبت بمرض الزهايمر. في هذه الأيام من الإجراءات القضائية ضد المسؤولين عن محاولة الانقلاب في 8 يناير 2023 ، يعد محفزا للذاكرة في بلد لم يحاكم فيه المسؤولون عن القمع . فيلم والتر ساليس ، يصف المرحلة بين هذا الانسجام الاجتماعي الواضح والمأساة التي ستليها بعد سيطرة الديكتاتورية البرازيلية في السلطة . تعطي حبكة الفيلم مركزية للشخصية التي يؤلفها الإبن فرناندا توريس . رحلة ألأم ( يونيس ) في البحث عن أثر لزوجها في سراديب الموتى للنظام العسكري الأب (روبنز بايفا) النائب السابق لحزب العمال البرازيلي سابقا الذي أقيل من منصبه يوم الانقلاب . رحل إلى المنفى الى يوغوسلافيا وفرنسا وعاد بعد تسعة أشهر لوطنه لكسب لقمة العيش من مهنته كمهندس لكنه أختطف من بيته . كما ألقي القبض على زوجته يونيس خلال العملية نفسها وظلت بمعزل عن العالم الخارجي لمدة اثني عشر يوما. احتجزت إليانا ، ابنة الزوجين البالغة من العمر 15 عاما ، في نفس السجن لمدة 24 ساعة. تم استجواب يونيس وإليانا في نفس غرفة الأحتجاز ، وكانتا شاهدتان على تعرض معتقلون شيوعيون للتعذيب . وذكرا أيضا إنهما سمعا صراخ السجناء الذين كانوا يتعرضون للتعذيب أثناء استجواب زوجته وابنته على الرغم من أنه لم يتم العثور على جثته أبدا ، إلا أن الروايات التي قدمها طبيب بالجيش وضباط عسكريون سابقون إلى لجنة الحقيقة الوطنية بعد عقود كشفت أن النائب بايفا توفي في اليوم الثاني بعد اعتقاله متأثرا بجروح تتعلق بالتعذيب في ثكنة الجيش حيث كان محتجزا . ويسلط المخرج الضوء على السنوات الأخيرة من حياة الزوجة المناضلة ( يونيس بايفا) التي أٌيبت بمرض الزهايمر ، في تلك الفترة لعبت هذا الدور الممثلة ( فرناندا مونتينيغرو ) والدة الممثلة توريس ، وهي ممثلة مرموقة تبلغ من العمر 95 عاما . في فيلم المخرج البرازيلي ساليس ، ( الممثل سيلتون ميلو) روبنز بايفا ، النائب العمالي اليساري المعتقل الذي ولد عام 1929 وفقد أثره في 20 يناير 1971. حكم إرنستو جاراستازو ميديشي ، وهو جنرال استخدم كأس العالم في المكسيك 70 التي فازت بها البرازيل كمواد خام لدعايته وتشديد القمع ضد المقاتلين اليساريين الذين حاربوه. ظلت يونيس وأطفالها الخمسة تحت نظام المراقبة الذي حافظت عليه الديكتاتورية حتى انتقلوا إلى سانتوس في ساو باولو . في تلك المتاهة ، بدأت يونيس في البحث عن زوجها. بعد 24 عاما فقط ، في عام 1995 ، حصلت على وثيقة رسمية تفيد بأن الدولة البرازيلية قتلت زوجها بايفا. تم إصدار شهادة الوفاة في عهد حكومة فرناندو هنريك كاردوسو . تميز في الفيلم الأداء الهائل لشخصية "يونيس بايفا " من قبل الممثلة (فرناندا توريس ) التي رشحها لجائزة الاوسكار في الدورة المقبلة . كمحامية عن عمر يناهز 48 عاما ، كرست نفسها للدفاع عن حق الشعوب الأصلية في أراضيهم وحافظت على أعصابها ووضوحها حتى أصابها مرض الزهايمر، توفيت في 13 ديسمبر 2018 ، لكنها أوصلت أطفالها فيرا وآنا لوسيا وإليانا وماريا بياتريس ومارسيلو الى بر الامان . حتى أن أبنها أصبح كاتباً روائيا معروفا وأحد أكثر الكتاب قراءة على نطاق واسع في البرازيل . عندما تأثرت والدته بالمرض التنكسي العصبي ، قرر تكريمها بكتابه " أنا ما زلت هنا " الذي تحول الى فيلما من إخراج " والتر ساليس " الذي يروي قصة اختفاء وتعذيب وموت النائب روبنز بايفا ، لكنه يركز على نضال زوجته يونيس ، التي بحثت عنه من عام 1970 حتى أصيبت بمرض الزهايمر . حائزت الممثلة " فرناندا توريس " على جائزة أفضل ممثلة عن في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب وقالت فرناندا توريس، التي منحت جائزة لأدائها : "يسمح هذا الفيلم للبرازيليين بإعادة الاتصال بتاريخهم وإعادة اكتشاف فخرهم الثقافي " . يبدو أن مهنة الممثلة وراثية في عائلة توريس ،عندما ولدت فرناندا توريس في عام 1965 في البرازيل ، كانت والدتها فرناندا مونتينيغرو ، ممثلة لامعة بالفعل . اشتهرت في أمريكا الجنوبية . وفازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في عام 1999 . بعد سنوات من النضال تجتمع العائلة حول يونيس بايفا ، وهي الآن مسنة ومتأثرة بمرض الزهايمر - الذي لعبت دوره في ذلك الوقت الممثلة الرائعة " فرناندا مونتينيغرو " وهو مرض قاس يجعل الناس ينسون، في أكثر مراحله تقدمًا . يتوج المشهد الختامي عندما يقوم الأطفال بتنظيم أنفسهم لالتقاط صورة في الخارج، وتشاهد يونيس تقريرًا عن ضحايا النظام الذين أصبحوا رموزًا للمقاومة. عند رؤية اسم روبنز بايفا وصورته على الشاشة، يوحي تعبير طفيف بأنها تمكنت أخيراً من تسليط الضوء على الحقيقة وأنتصرت لها، وهو إنجاز في مواجهة الصمت الذي يفرضه النظام ، وهو درس لكل الأحرار في العالم بعدم السكوت ومواصلة النضال من أجل كشف جرائم الأنظمة القمعية ومحاكمة مرتكبيها . وينتهي السرد المرئي بمعلومات من الحالة الحقيقية، تفيد بوفاة يونيس بايفا عام 2018 بعد سنوات من العيش مع مرض الزهايمر. في الاعتمادات النهائية، يتم تقديم صور من ذلك الوقت والمعلومات التي تفيد بأنه حتى مع اعتراف لجنة الحقيقة الوطنية (2014) بالخمسة المتورطين في وفاة روبنز بايفا الذين لم تتم محاكمة أي منهم !!. يروي فيلم (لا أزال هنا) نضال يونيس بايفا (فرناندا توريس ، 59 عاما) لتوضيح اختفاء زوجها ، النائب الشيوعي روبنز بايفا ، الذي اختطفته القوات المسلحة في عام 1971 ولم تظهر جثته أبدا. لم تكن رئيسة البرازيل آنذاك، ديلما روسيف، قد أنشأت لجنة تقصي الحقائق الوطنية بهدف التحقيق في الانتهاكات إلا في عام 2011. وتجدر الإشارة إلى أن روسيف كانت مناضلة وتعرضت للتعذيب خلال الحكم الديكتاتوري . اليوم هناك مشروع لليمين المتطرف يعتمد على محو الذاكرة البرازيلية . ولمواجهة هذا السعي والوقوف بوجه القوى اليمينية المتطرفة ، تكتسب أشكال التعبير الفني أهمية ومع ذلك، عندما بدأت محاسبة الحقبة الديكتاتورية، لم يتم احترام تقرير عام 2014، بسبب الدعوات للعودة إلى الحكم العسكري في احتجاجات الشوارع ضد الكشف عن الفساد . لهذا السبب ، قرر مارسيلو روبنز بايفا ، نجل المناضل اليساري روبنز ، أن يروي في كتابه "ما أزال هنا" . عند ملاحظة هذا الصعود لليمين المتطرف ، لاحظ المخرج ساليس الهشاشة التي لا تزال تولدها ذكرى الديكتاتورية ورأى الفرصة لبلاده لمواجهة صدمتها من خلال السينما لمنع التاريخ من الحدوث مرة أخرى . بعد شهر من إصدار الفيلم ، منحت الحكومة البرازيلية عائلات ضحايا الديكتاتورية الحق في الحصول على شهادات وفاة معاد طبعها تعترف بجرائم القتل التي قامت بها السلطة الديكتاتورية . "سأدفع بحياتي ثمن ولائي للشعب ويمكنني أن أؤكد لكم أنني متأكد من أن القمح الذي زرعناه لا يمكن أبدا منعه من الإنبات. لديهم القوة ، ويمكنهم استعبادنا ، ولكن ليس من خلال الجرائم ولا بالقوة ، التاريخ لنا ، والشعوب هي التي تصنعه" . ( من الخطاب الأخير لسالفاتور أليندي ، 11 سبتمبر 1973 ) . فيلم " أنا لا أزال هنا " فيلم برازيلي يذكرنا بماضي مظلم وأضطهد فيه الحركة التقدمية وبدعم من الولايات المتحدة التي عملت على الاطاحة بالأنظمة الوطنية في العديد من البلدان مثل ، تشيلي ، الأرجنتين والبرازيل وغيرها . كانت البرازيل تحكمها منذ عام 1964 ديكتاتورية عسكرية وتخضع النائب التقدمي الذي عاد إلى الحياة المدنية للمراقبة عن كثب من قبل الشرطة التي تشتبه في دعمه للمعارضة في المنفى. في صباح أحد الأيام ، أختطفه رجال السلطة العسكرية في منزله. وأعتقلت زوجته ، التي قضت أيضا اثني عشر يوما في سجون الشرطة العسكرية وكذالك أحدى بناته . ليتم إطلاق سراح الابنة خلال يوم واحد؛ الأم، بعد تعرضها للتعذيب النفسي في السجن العسكري، تعود إلى منزلها بعد أيام. وعندما يعود، يجد أطفاله يائسين، ويضطرون إلى التعامل مع صعوبات مالية وفجيعة غير معلنة. ومما زاد الطين بلة، دهس كلب الابن الأصغر، وهو مشهد مؤثر يرمز إلى وفاة روبنز بايفا في عام 1971. تغير الأسرة حياتها بأكملها بدون الأب، وتغادر ريو دي جانيرو إلى ساو باولو، بعد وقت قصير من عودة الأب. الابنة الكبرى من إنجلترا حيث كانت أثناء اختفاء والدها وعلمت بالمأساة من الصحافة الدولية. تبدأ انتظارا طويلا ومؤلما.على مدى ما يقرب من خمسين عاما ، ظلت زوجته يونيس بايفا تجاهد لاكتشاف حقيقة اعتقاله واختفائه من أجل تحقيق العدالة له . فيلم رائع عن عائلة حطمتها الديكتاتورية العسكرية في البرازيل (1964-1985). الحقائق قديمة ولكن ذاكرتها لا تزال حية . قاتلت أرملته يونيس بايفا بلا كلل من أجل الحقيقة وذكرى زوجها ، وهي قصتها الخاصة . سيتعين لى الزوجة وأطفالها الخمسة إعادة النظر في وجودهم في ريو بعد غياب الأب ، لم تعد الحياة مستدامة ماليا ومعرضة للمراقبة والخيانة. تعيد الأم ابنتها من لندن ، وتبيع كل ما في وسعها ، وتختار الانتقال إلى ساو باولو والتسجيل في كلية الحقوق . إنها لا تنسى أبدا أن تكون أما وأبا في نفس الوقت مع سعيها الحصول على شهادة وفاة زوجها . أصبحت محامية إنسانية تخدم الناس المظلومين . وتقاتل ضد مستولي أراضي السكان الأصليين . وفي هذا السياق، شبح صعود اليمين المتطرف يلوح في الأفق على الفيلم ، ومعه يأتي الخوف من أن الذاكرة تتعرض للهجوم .يمكن مواجهة صدمات الماضي ، لكن علامات التحذير تنتمي إلى الحاضر ، وأولئك الذين هم على استعداد للنسيان ينتهي بهم الأمر إلى تأييد جرائم الماضي . تصبح الذاكرة فعل آخر للمقاومة. إذا تم تحريفها أو تدميرها أو ببساطة عدم تذكرها ، فإن أخطاء الماضي محكوم عليها بالتكرار . عمل الكاتب مارسيلو روبنز بايفا ، ابن يونيس وروبنز في روايته " انا لا أزال هنا " في تفعيل الذاكرة وقال "الأدب له دور يجب أن يؤديه ، الأدب هو شهادة المهزومين . ونحن جيل المهزومون في السبعينيات ، من نقدم روايتنا للحقائق ومن خلالها ، يحاول الشباب اكتشاف تاريخ البلاد ". في عام 2024 يستأنف المخرج البرازيلي " والتر ساليس " تقديم قصة عائلة بايفا بسيناريو رائع كتبه موريلو هاوزر وهيتور لوريجا ، وتعرية النظام العسكري الدكتاتوري (1964-1985) الذي تسبب في مقتل أو اختفاء االألأف من اليساريين والتقدميين .
كاتب عراقي
#علي_المسعود (هاشتاغ)
Ali_Al-_Masoud#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيلم - الباص الأخير- تأمل في الحياة والحب والالتزامات تجاه ا
...
-
فيلم - العذراء الحمراء - يروي القصة الحقيقة للثورية العبقرية
...
-
فيلم - لي - إعادة اكتشاف فترة مظلمة في التاريخ من خلال عدسة
...
-
الفيلم الوثائقي -غزة، قطاع الإبادة - يوثق الإبادة الجماعية ف
...
-
رحلة البحث عن الجذور والهوية في الفيلم الوثائقي - الإيراني -
...
-
فيلم - قطار الأطفال - يحمل رسالة عظيمة عن أهمية الجذور والرو
...
-
فيلم - عدوي ، أخي - وثائقي يكشف ضحايا حرب الثمان سنوات بين ا
...
-
أسوأ عدو لي- وثيقة سينمائية تدين ممارسات النظام الإيراني وجل
...
-
فيلم - لمسة - رحلة البحث عن الحب المفقود
-
-عن الأعشاب الجافة- فيلم تركي عن الأنانية البشرية والتعقيدات
...
-
فيلم -خبز وأزهار - يحمل رسالة من النساء في أفغانستان الى الع
...
-
-ملفات بيبي-فيلم كشف كيف إطال نتنياهو للحرب في غزة للهروب
...
-
فيلم المتدرب - يطرح أسئلة غير مريحة حول طبيعة السلطة والنف
...
-
الفيلم الأيراني -آيات دنيوية- يقدم مشاهد مذهلة للقمع اليومي
...
-
فيلم -موت صداقة- إستحضار لأحداث أيلول الأسود عام 1970
-
فيلم -إنجراف-.. قصيدة غير متوقعة للشفاء والتواصل الإنساني
-
الفيلم الروسي -على الطريق إلى برلين - قصة عن الصداقة وفوضى ا
...
-
فيلم - بذرة التين المُقدّسة- نقدا لاذعاَ للنظام الإيراني ودع
...
-
فيلم - فرويد الشاب في غزة - يروي قصص البؤس الذي لا ينتهي للش
...
-
-عطر العراق-: فيلم وثائقي فرنسي عن ضباب الطفولة ومطحنة الحرو
...
المزيد.....
-
مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
-
عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح
...
-
بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما
...
-
كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا
...
-
إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا
...
-
رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري
...
-
سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي
...
-
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول
...
-
الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة
-
فضاء يضم الإبداع و-كل ما كرهه الدكتاتور-.. فيلا -أنور خوجا-
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|