أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - بيدرو بارامو شرارة الواقعية السحرية














المزيد.....


بيدرو بارامو شرارة الواقعية السحرية


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


عرضت منصة نيتفلكس التي تهتم بالغرائبية فلم بيدرو بارامو من اخراج رودريجو وسينياريو ماتيو جيل سنة 2024 وهو يعتمد على رواية بنفس الاسم كتبها المكسيكي خوان رولفو( 1917-1986) الذي كان يميل للعزلة.
اشاد بورخس بالرواية ووصفها باهم عمل ادبي في القرن العشرين وقال عنها ماركيز انها كانت دليله ليبدع مائة عام من العزلة وانها قرأها اكثر من عشر مرات.
لم يتمكن الفلم من نقل تلك اللغة الشعرية وحذفت من الرواية مقاطع هامة،لكنه انجاز رائد لصعوبة تناول مثل هذه الاعمال.
لقد تمكن خوان رولفو من ابتكار الواقعية السحرية او رسخها..ما احدث تغييرا جذريا ليس في الادب المكسيكي بل في القارة الجنوبية.
ورغم ان النقاد استقبلوا العمل ببرود فان السنين كشفت عن اهمية الرواية التي ترجمت لاكثر من ثلاثين لغة وسجلت رقما مرتفعا بالمبيعات.
تبدأ الرواية باظهار شاب يمضي في طرق حجرية وعرة قاصدا قرية امه كومالا تنفيذا لوصيتها..بحثا عن ابيه الاقطاعي المستبد بيدرو بارامو الذي هجرهم قسوة ( طالبه بحقوقنا..وسترى قرية مزهرة جميلة كثيرة الاشجار. .).
يصقعه ما رأى لم تكن قرية كومالا الا قرية اشباح و موقعا مسكونا بالرعب واصوات الموتى.
تبدأ الرواية من لقاء البطل الشاب خوان برسيابو بالحوذي بيدرو يقود حمارين فيصف له كومالا بانها قرية مهجورة تماما.. يقول له جئت ابحث عن ابي بيدرو فيجيبه انا ابنه ايضا..هذا الرجل المعدم الذي كان مرسالا ينقل للعالم اخبار قريته وينقل منه لقريته الاحداث..الرجل الاكثر ضعفا سيواجه الاقطاعي الذي اذل الناس ومارس الاغتصابات واستولى على ممتلكاتهم..وتمكن من قتله اخيرا.
لم يكن ابنه انها اشارة رمزية ذلك ما تكشفه الرواية فيرد فيها قول( كلنا ابناء بيدرو).
وهي اما اشارة لكثرة الاغتصابات او لان بيدرو يتحكم بالجميع حتى انهم لشدة الاذلال احبوه. وان ظاهريا او نزولا على حكم العبودية.
فالشعوب بعد سنوات من الاضطهاد تعده حالة طبيعية.
وهو ما ظهر حين فضحت( دونيا ادونيخس) سرا لخوان واخبرته بانها ذهبت بديلا لامه ليلة زفافها..وبعد تردد وافقت متاثرة بسحر عيني صاحبتها..لكنها كانت ايضا ترغب ببيدرو الذي عاد ثملا وكل ما فعله رغم اغرائها له ان وضع ساقيها بين ساقيه ونام ثملا وفي الفجر غادرته وهو في غفوته لتدعو العروس صديقتها المقربة ان تلتحق ببيتها الزوجي..وكان مشعوذ قد حذرها من الزواج بتلك الليلة نظرا لطبيعة القمر.
هذا المشعوذ يدعي تخليص المرضى من الارواح الشريرة ويتعرى امامهن احيانا ويدخل بين سيقانهن وهو يملؤهن بصاقا هاذيا وقد ينال واحدة منهن.
كل الاسرار التي كانت تجري في كومولا سيفضحها اناس موتى. .اشباح ..في زمن متشظ يتداخل فيه الماضي والحاضر والمستقبل.
في الرواية ادانة للكنيسة في ذلك الزمن حين يحرف الدين ويستغل لتغطية الفسق والمنافع الذاتية..
القس لايطلب الصفحة لامراة خاطئة لكنه يمنحه لابن بيدرو الغارق بالدموية والانحراف.بعد موته.. ويتقبل نقود بيدرو للكنيسة ولسان حاله يقول( ان الصلوات لا تملأ المعدة.).
وحين يحاور ابنة اخيه الذي قتل اباها نجل بيدرو وجاء لها يطلب الصفح فاغتصبها..يسألها القس عمها هل قاومته اجابته بل ابتسمت له لانك علمتنا ان نسامح ونعفو.تلك مهزلة وتحريف لتعاليم المسيح.
لم ينتج خوان رولفو في حياته غير هذه الرواية ومجموعة قصصية (السهل المحترق 1953).
لكنه تمكن من صنع ثورة اسلوبية في تاريخ الرواية العالمي.



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح ماركيز ل جون دياز
- قصور الترجمة يقلل من قيمة النص
- ملف البريكان ج2
- ملف البريكان ج1
- شهادة من اديب
- رواية ( سنلتقي في اغسطس) اخيرا
- تسجيل لحكايا برقية ج6
- غزة
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
- كيف انبثقت الرومانسية في الشعر العربي المعاصر
- كتاب مختارات من الشعر العربي المعاصر
- رواية حزن وجمال لكاوباتا الياباني اسرار الجسد الانثوي.
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
- نظرات من اعلى التل كتاب كامل
- رواية المطبخ احدث السرد الياباني
- حوار مع الذكاء الصناعي باول صبح 2025
- ماركيزيات كتاب كامل
- تسجيل لحكايا برقية ج5
- تسجيل لحكايا برقية ج4
- ارملة مونتيل العالم سيء التكوين


المزيد.....




- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...
- الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة
- فضاء يضم الإبداع و-كل ما كرهه الدكتاتور-.. فيلا -أنور خوجا- ...
- السعودية تطلق رمزا لعملتها مستوحى من الخط العربي (صورة)


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - بيدرو بارامو شرارة الواقعية السحرية