شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 12:54
المحور:
الادب والفن
ع.كثيرة هي المشكلات التي يرجع سببها النفسي إلى الجنس في مجتمعنا العربي، والأكثر هو الجهل بهذة الحقيقة. ولا شك أن هذا الجهل يرجع إلى ثقافتنا العربية الجامدة علي التطور، والتي تعتبر أن الجنس شيئاً قذراً لا يجب أن نناقشه في العلن، ونتيجة لذلك نتكتم علي كل ما هو جنسي ونغمض أعيننا عنه مُدّعين أنه غير موجود، على الرغم من أنه موجود أمام أعيننا، ولكن الوعي الساذج الذي نضحك به علي أنفسنا ونورثه لأبنائنا جيل بعد جيل هو الذي يحول بيننا وبين رؤية الحقيقة. إلى متى سنظل في هذا السجن الذهني من الوعي الساذج؟
الجنس هو أقوى غريزة لدى الإنسان، ويمكنها توجيه الإنسان بأي اتجاه، وبالتحكم في تلك الغريزة يمكن التحكم في الإنسان بدقة تصل إلى مستوى التحكم بالآلات
وفي مجتمعنا الذي يدّعي الخجل بينما هو في الحقيقة غير قادر على المصارحة، لا توجد أي دراسات عن الجنس، ولا يوجد أي بحث في هذا الموضوع الهام والمحوري لدراسة أبعاده وتأثيره في كل مرحلة عمرية، وفي كل علاقة اجتماعية، وفي كل سلوك إنساني. فقط نكتفي بأن نكون أتباعاً للغرب في كل العلوم والمباحث وليس الجنس وحده.
وصحيح أن الغرب أكثر منّا انفتاحاً على هذا الموضوع، وجرت العديد من الدراسات عليه في بعض الجامعات إلا أن المعرفة المتوفرة عن الجنس في كل العالم إلى الأن ليست كافية، ولا تليق بموضوع محوري كهذا الموضوع الذي يعد مصدر كل الكائنات الحية. وليس لديّ شك بأن هناك الكثير من المعارف المحجوبة عن البشرية والمحتكرة من قبل بعض البشر ومن ضمنها معارف خاصة بالجنس لأهميتها الاستراتيجية. كما أن ليس لدي شك ايضاً بأن جميع هذه المعارف سيتم كشف النقاب عنها وطرحها للبشرية ضمن زخم المعلومات الهائل ولكن بعد التأكد من انشغال البشر الدائم كلٍ بدوره في آلة عملاقة تدار لمصلحة قلة يحكمون العالم من خلف ستائر سوداء.
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟