أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - هل بدأ عصر أشرقة اوروبا ؟














المزيد.....


هل بدأ عصر أشرقة اوروبا ؟


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثر الحديث سابقا عن "بلقنة الشرق الأوسط" أي تجزئة الدول الحالية إلى وحدات أصغر وأكثر تجانساً على أساس العرق، الدين، أو اللغة، لتشكيل دويلات جديدة مع نزاعات وصراعات متواصلة. كما حدث في منطقة البلقان في جنوب شرق أوروبا، والتي شهدت تجزئة متعددة الأبعاد للدول إثر النزاعات والصراعات العرقية والسياسية والدينية في القرن العشرين.

اليوم أصبحت أوكرانيا نقطة ارتكاز لصراع النفوذ بين القوى الكبرى. يثير هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل المنطقة، فهل تنزلق إلى سيناريو مشابه لما يجري في الشرق الأوسط، حيث تتنافس القوى الإقليمية والدولية على تقاسم النفوذ؟

أوكرانيا في مفترق طرق:

يبدو أن النموذج الأوكراني يحمل في طياته احتمالات متعددة. فمن ناحية، يمكن أن تتطور الأزمة إلى "تشريق" جديد، حيث يتم تقسيم أوكرانيا بين القوى المتنافسة، على غرار ما حدث في البلقان في الماضي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تتحول أوكرانيا إلى ساحة صراع بالوكالة بين روسيا والغرب، على غرار ما حدث في الشرق الاوسط.

بالأمس يفرح زيلينسكي بحصوله على رقم جوال ترمب مع منحة التكلم معه وقت يشاء ومرحبا بالشركات الاميركية لاستثمار المعادن الثمينة التي طالب بها ترمب، وبالمقابل لم يهضم مكالمة ترمب لبوتين قبل الاتصال به، مما دفعه يوم الخميس الفائت القول بأن "أوكرانيا لن تقبل اتفاق سلام تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا وحدهما".

دور الولايات المتحدة وروسيا:

يلعب كل من الولايات المتحدة وروسيا دورًا حاسمًا في تحديد مستقبل أوكرانيا. فمنذ وصول ترامب إلى السلطة، اتبعت الولايات المتحدة سياسة خارجية غير تقليدية، تميزت بالتركيز على المصالح الأمريكية الضيقة، والتخلي عن بعض التزاماتها الدولية. وقد تجلى ذلك في تصريحات ترامب حول رغبته في إقامة علاقات أوثق مع روسيا، وسعيه للتوصل إلى اتفاقات ثنائية معها، على حساب حلفائها الأوروبيين.

في المقابل، تسعى روسيا إلى استعادة نفوذها في المنطقة، وتعتبر أوكرانيا جزءًا من مجالها الحيوي. وقد دعمت روسيا الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وضمت شبه جزيرة القرم إليها، مما أدى إلى تصاعد التوتر مع الغرب.

موقف الاتحاد الأوروبي:

مكالمة ترمب لبوتين لمدة تسعين دقيقة وتعليق ترمب عليها بأنها كانت مثمرة كانت صدمة للزعماء الأوروبيين وتجعلهم يشعرون بأنهم سيتحملون التكاليف.

يبدو أن الاتحاد الأوروبي في موقف صعب، حيث يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع الأزمة الأوكرانية. فمن ناحية، يرغب الاتحاد في الحفاظ على وحدة أوكرانيا واستقلالها، ومن ناحية أخرى، يخشى من تصعيد التوتر مع روسيا. وقد تجلى ذلك في تردد الاتحاد في فرض عقوبات على روسيا، وفي محاولاته للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.

ومن جهة اخرى يشعرون بضغط امريكي وهجوم على مبادئ الديمقراطية العلمانية، من خلال دعم ومسانده التيارات اليمينة والتحالف مع زعماء مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان. وهذا ما يتقاطع مع أيديولوجية فلاديمير بوتن القائلة بأن الدول الأكبر حجماً قادرة على استقطاب جيرانها الأصغر حجماً.

وواضح مكافحتهم، سواء في حلف شمال الأطلسي أو في الاتحاد الأوروبي، من أجل أن يكونوا لهم دور وعدم السماح لترامب على إبرام صفقة مع بوتين لإنهاء ما أسماه "إراقة الدماء بلا معنى في أوكرانيا" دون مشاركتهم على غرار ما حدث في دول الشرق خاصة في سوريا حيث عقدت ندوات ومباحثات ومفاوضات وكان الطرف الرئيسي غير موجود.

مخاطر "التشريق" أو"الشرقنة":

يحمل كل من سيناريو "التشريق" أو"الشرقنة" مخاطر كبيرة على أوكرانيا والمنطقة. ففي حالة "التشريق"، ستفقد أوكرانيا جزءًا من أراضيها، وقد تتحول إلى دولة ضعيفة تابعة للقوى الكبرى. أما في حالة "الشرقنة"، فستتحول أوكرانيا إلى ساحة صراع بالوكالة، مما سيؤدي إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، وتشريد الملايين من الناس.

الخلاصة:

يبدو أن مستقبل أوكرانيا لا يزال غامضًا، حيث تتنافس القوى الكبرى على تحديد مصيرها. ويحمل هذا الوضع مخاطر كبيرة على أوكرانيا والمنطقة، حيث يمكن أن تنزلق الأزمة إلى "تشريق" جديد، أو تتحول إلى صراع بالوكالة على غرار ما يحدث في الشرق الأوسط.

كنت اود أن اقول على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حل الأزمة الأوكرانية، والحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها. كما يجب على الأطراف المتنازعة أن تتخلى عن مصالحها الضيقة، وأن تسعى إلى حل سلمي للأزمة، يحفظ مصالح جميع الأطراف. ولكن ما جرى ويجري وسيجرى في الشرق الاوسط يمنعني ذلك



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الوعي
- حركة النص_ انسي الحاج نموذجا
- الباقي من الزمن ساعة، قراءة سياسية للرواية
- النهر الدامي _ بارليف الشمالي
- هل آن أوان سحب الثقة من المنصات السورية ؟
- إذا كان هذا يحدث في البرازيل ، فيمكن أن يحدث هنا ... نحو قرا ...
- المجتمع الخامس
- هذه بضاعتنا، وهذه خبرتنا.. فماذا نفعل ؟
- الائتلاف السوري بين المطرقة الدولية وسندان الشعب
- حول الشعر ١
- الخاسرون ديمقراطيا هم الفائزون
- القادم أصعب .. التوحش يزيح الأخلاق عن مكانه
- ومن الشعراء قادة رأي
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟
- الرجل رقم 2
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية
- إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد
- جدلية الريف والمدينة سياسيا
- سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
- مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين


المزيد.....




- -أراد حث الدول على خطة بديلة-.. ويتكوف: هذه دوافع ترامب في ط ...
- قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسب ...
- ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد ...
- إلغاء مؤتمر صحفي مع كيلوج - نقطة اللاعودة بين ترامب وزيلينسك ...
- إسقاط 28 مسيرة أوكرانية في عدة مناطق روسية
- سوريا.. مقتل 8 مدنيين في انفجار ذخائر من مخلفات الحرب في بلد ...
- وجبة إفطار مثالية لعقل الشباب!
- نائب الرئيس الأمريكي: الهجرة غير الشرعية تهدد أوروبا ويجب وق ...
- دعوة إسرائيلية لاستئجار أراض مصرية لتنفيذ مخطط التهجير.. وخب ...
- ما سر -الثقب الأسود- في المحيط الهادئ؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - هل بدأ عصر أشرقة اوروبا ؟