ندى الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 00:12
المحور:
الادب والفن
حرب داخلية لا تنتهي في أعماق كل إنسان، تدور معركة ضروس بين قوتين لا يمكن إنكارهما: العقل والقلب, فالعقل، ذلك الجزء المفكر والمنطقي الذي يزن الأمور ويحلل النتائج، والقلب، ذلك الجزء العاطفي الذي يميل إلى المشاعر والأحاسيس.
هذا الصراع الأزلي بين العقل والقلب هو جزء طبيعي من التجربة الإنسانية, ففي كثير من الأحيان، نجد أنفسنا ممزقين بين ما يمليه علينا عقلنا من منطق وعقلانية، وما يشتهيه قلبنا من عواطف وأحاسيس.
قد يكون هذا الصراع بسيطاً، مثل اختيار بين تناول قطعة حلوى إضافية (القلب) والحفاظ على نظام غذائي صحي (العقل), وقد يكون معقداً ومصيرياً، مثل اتخاذ قرار بشأن علاقة عاطفية (القلب) مقابل تحقيق الاستقرار المالي والاجتماعي (العقل).
من ينتصر في هذه المعركة؟
لا توجد إجابة قاطعة لهذا السؤال. فالانتصار في هذا الصراع يعتمد على عوامل كثيرة، مثل طبيعة الموقف، وشخصية الفرد، وقوة كل من العقل والقلب في تلك اللحظة.
وفي بعض الأحيان، يكون العقل هو المنتصر، عندما يتغلب المنطق على العواطف، ويقودنا إلى اتخاذ قرارات صائبة وعقلانية. وفي أحيان أخرى، ينتصر القلب، عندما تغلبنا مشاعرنا وأحاسيسنا، وتدفعنا إلى اتخاذ قرارات قد تبدو غير منطقية، ولكنها تحقق لنا السعادة والرضا.
هل يجب أن نختار بين العقل والقلب؟
ليس بالضرورة, فالعقل والقلب ليسا عدوين، بل هما قوتان متكاملتان, ويمكننا أن نتعلم كيف نوازن بينهما، وكيف نستمع إلى كل منهما، دون أن نضحي بأحدهما على حساب الآخر.
فالعقل يساعدنا على اتخاذ قرارات منطقية وعقلانية، والقلب يمنحنا الشجاعة والعاطفة. عندما نجمع بينهما، نكون قادرين على اتخاذ قرارات متوازنة، تحقق لنا السعادة والنجاح.
صراع العقل والقلب هو جزء طبيعي من حياتنا, يجب أن نتعلم كيف نتعامل معه، وكيف نوازن بين العقل والقلب، حتى نتمكن من اتخاذ قرارات متوازنة تحقق لنا السعادة والنجاح.
#ندى_الهاشمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟