أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - سوريا: من مملكة الخوف الى...














المزيد.....


سوريا: من مملكة الخوف الى...


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لازلت غير مصدق مالذي حصل في سوريا مؤخرا من سقوط النظام السوري الاكثر استبدادا في العالم وهروب رئيسه. صحيح اني كنت على يقين بان هذا النظام سيتهاوى في النهاية فعوامل سقوطه كانت اكبر بكثير من اسباب صموده التي كانت تعتمد على ارهاب مواطنيه وعلى الجيش المسخر والمخابرات العديدة والعمل العصاباتي.

بالتاكيد ان ماحصل في غزة ولبنان والهلع والتراجع الايراني والحرب الاوكرانية بالاضافة الى غباء وعناد النظام ورئيسه قد سارعا في عملية السقوط. مع ذلك ماحدث كان مذهلا ففي وقت قصير نسبيا انهار الجيش ولم يقاتل ولم يتدخل الروس ولا الايرانيون ولا حزب الله. كل ذلك يوحي بشدة الى وجود اتفاق امريكي / اسرائيلي وروسي وتركي وحتى قبول ايراني/على مضض/ بالنتيجة.

الامريكيون موجودين قبل الجميع وهم الذين وافقوا على دخول روسيا وتاسيسها لقاعدتين على الساحل، والاتراك كانت عيونهم دائما متجهة للشمال والشرق السوريين بعد ان ابتلعوا لواء الاسكندرون الذي تنازل عته الاسد الاب كما ان القضاء على اي مقاومة كردية كانت ضمن اجندتهم ولولا الامريكيون الذين دعموا القوات الكردية لانقض عليهم الاتراك. طبعا الايرانيون وحزب الله كانوا موجوديين بعد الانتفاضة السورية ليدافعوا عن النظام ، وليس مفهوما لدي لماذ سمح الامريكيون بذلك الا اذا كانت اسرائيل غير ممانعة فهي دائما كانت تضرب قواعدهم كما انه من المفهوم انها كانت ترغب في في بقاء النظام السوري الذي كان في حالة سلام واستسلام معها بغض النظر عن الممانعة اللفظية فالحدود مع الجولان كانت من أهدأ الجبهات العربية منذ السبعينات.

من يتابع التصريحات الاسرائيلية او بعض صحفها قبل واثناء وبعد انتفاضة السوريين يعلم ان اسرائيل تريد بقاء النظام فهي لاترغب في اي نظام ديمقراطي قد يعاديها فعلا كما لا تريد ان تحكم سوريا تنظيمات اسلامية غير متوقعة تصرفاتها و لا يمكن الوثوق بها، ولو ارادت اسرائيل او الادارة الامريكية اسقاط النظام لكانت قد زودت الفصائل التي كانت تقاتل الاسد باسلحة مضادة للطائرات والتي كانت تطالب بها لا بل اصلا لما باركت عملية التوريث عندما كانت وزيرة الخارجية اولبرايت في دمشق في ذلك الوقت وهي لم تنسى وقوف الاسد الاب الى جانبها وارساله فرقة الى حفر الباطن عندما هاجمت العراق وسمحت له بالدخول الى لبنان كجائزة وايضا لاخراج منظمة التحرير من هناك.

ولكن الظروف تغيرت وتغيرت كثيرا بعد الغزو الروسي لاوكرانيا وبعد 7 اكتوبر كما ساهم غباء وعناد النظام السوري ورئيسه في ذلك/ كنت اقول دائما ان هذا النظام الخشبي عنيد وغبي/ وهذا ما صرح به مسؤولون روس عن عناد الاسد ومماطلته في اجراء اي تغيير او تنازل وعدم تجاوبه مع الرئيس التركي وحتى عدم استماعه لحلفائه الايرانيين واحدهم ذكر ذلك صراحة بل فضح الاسد بخصوص رفضه ان تقوم الفصائل الايرانية او حليفتها باطلاق صواريخ على اسرائيل في الجولان.

اللحظة مناسبة لبدأ فصل جديد مشرق بعد سنين طويلة من الخوف وعدم اليقين والاستبداد فمنذ الاستقلال وبعد فترة قصيرة من حكم ديمقراطي الى حدما بدأت الانقلابات العسكرية حتى الوحدة مع مصر حيث تم الغاء الاحزاب والغاء اي معارضة حتى انقلاب آخر فصل سوريا عن مصر ثم إنقلاب وانقلاب حتى اتى خبير الانقلابات الذي عرف تماما كيف يتحكم بالبلاد ويؤسس مملكة الخوف، ثم كانت انتفاضة 2011 وكان ماكان حتى الحدث الاخير.

ماحدث وهو مذهل ومذهل جدا، لكن المرجو ان تتأسس دولة حديثة علمانية تقارب السوريين لبعضهم البعض: كل السوريين من سنة وشيعة واكراد وعلويين وسريان ومسيحيين ودروز وشركس وكل مكون آخر للشعب السوري. دولة ديمقراطية فيها حرية وعدالة وسيادة للقانون على الجميع وكذلك دولة تطالب وتعمل على استعادة حقوقها المائية من تركيا وايران واستعادة الجولان ولواء الاسكندرون ومناصرة الحقوق العربية في فلسطين وكل الحقوق لكل الشعوب في كل مكان . قد يكون هذا تطلع كبير وطموح حماسي ولكن الامل موجود.

للاسف تصريحات حكومة الامر الواقع في دمشق وتصرفاتها لا تبشر بخير كثير فمقولة من يحرر يقرر المنتشرة غير صحيحة فالذين وصلوا للحكم لم يفعلوا الكثير فقد كان الطريق مفتوحا امامهم وهم حصدوا تضحيات الشعب السوري الهائلة على مدى سنوات من الاستبداد والتهجير والقتل والتعذيب والاخفاء. الشك كبير ان يقوم بالتغيير الايجابي والبناء من كانوا أعضاء في القاعدة ثم نصرة وهيئة ثم الى مرتدي البذلات والكرفتات والذين هجروا كل قشورهم السابقة ربما باستثناء اللحى. من غير المطمئن التصريحات الجميلة للوفود الخارجية وللخارج عموما والتصريحات للداخل عن الديمقراطية ولكن الشورى وعن حقوق المرأة ولكن مراعاة البيولوجيا وعن حرية اللباس ولكن مراعاة المجتمع . عسى ان اكون مخطئا او الاصح ان يرفض الشعب السوري الذي تحمل الكثير اي مساس بحقوقه وحريته وان يبني بلدا يستحقه اهله وان يكون نموذجا لباقي البلاد العربية فسوريا مؤثرة وهي قلب الوطن العربي.



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب
- ماذا بعد..
- كوابيس على هامش المجازر
- المقاومة والمملكة العربية الاسدية
- يموت الموت وغزة لاتموت
- للتذكير
- ولايزال القتل مستمرا
- غ ز ة
- من فلسطين الى اليمن والسودان و ..
- لغزة من قلبي سلام وقبل لفلسطين
- لا للتفسير الديني السائد
- شينيد اوكونور Sinead OConnor
- اوبنهايمر
- حرق المصحف
- الاغنية العربية الدارجة
- اردوغان ! ؟
- اما بعد . .
- الزلازل واغتيال الرئيس
- الانسان العربي
- فرحة


المزيد.....




- فيديو استقبال أمير قطر خلال زيارته طهران ينشره الديوان الأمي ...
- طهران تجدد دعمها لجهود محادثات -3+3- في جنوب القوقاز
- أسيرة إسرائيلية مفرج عنها: عناصر -القسام- قدموا لنا كتاب صلا ...
- قاليباف: لا ينبغي للدول الأجنبية التدخل في قضايا المنطقة
- سوريا.. خمسة قتلى وعدد من المفقودين بانفجار شرقي إدلب (فيديو ...
- مسؤول مصري يعلق على -لعنة الفراعنة-
- ترامب: لو استمرت إدارة بايدن سنة أخرى لوقعت حرب عالمية ثالثة ...
- قتيلان بهبوط اضطراري لطائرة خفيفة في وسط روسيا
- العراق: تمثال -إله الشمس- وعشرات الآلاف من القطع الأثرية الم ...
- بالصور.. كيف تبدو القدس من جبل الزيتون؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - سوريا: من مملكة الخوف الى...