أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري -- ت: من الإنكليزية أكد الجبوري















المزيد.....


إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري -- ت: من الإنكليزية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


مقدمة عامة مبسطة؛
يعتبر عمل "كاميلا" للكاتبة فرانسيس بورني (1752-1840)() والذي نُشر عام 1796()، رواية تجسد ثراء وتعقيد الأدب في أواخر القرن الثامن عشر." ورغم أنها لم تحقق نفس الشهرة التي حققتها أعمال مثل "إيفلينا" (1778)() أو "سيسيليا" (1782)()، وهي إبداعات أخرى للمؤلف، فإن رواية "كاميلا" تشكل مساهمة أساسية في الأدب الإنجليزي وفي تطوير الرواية النفسية والاجتماعية. رواية مليئة بالانتقادات الدقيقة للأعراف الاجتماعية، وتستكشف بعمق نفسية شخصياتها، وتتناول موضوعات مثل الأخلاق والجنس والمال ومعضلات الحب والزواج. يمكن القول؛ يظل العمل شهادة على عبقرية بورني الأدبية وقدرتها على تحويل الحياة اليومية إلى فن. إن شئتم.

- السياق الأدبي والتاريخي؛
كتبت فرانسيس بورني خلال فترة من التحول الاجتماعي والثقافي المكثف في إنجلترا. وشهدت نهاية القرن الثامن عشر النتائج الأولى للثورة الصناعية، والتغيرات في ديناميكيات الأسرة، وترسيخ الرواية كشكل أدبي يتمتع بمكانة عظيمة. في المجال الأدبي، كان بورني معاصرة لمؤلفين مثل صامويل ريتشاردسون (1689-1761)() وجين أوستن (1775-1817)()، وتوقع في العديد من الجوانب السخرية والنقد الاجتماعي الذي اشتهرت به أوستن.

ينبغي قراءة رواية "كاميلا" باعتبارها رواية انتقالية، بين الأدب العاطفي في العصر الجورجي والواقعية الاجتماعية التي ازدهرت في القرن التاسع عشر. تجمع بيرني في روايتها بين الاهتمامات الأخلاقية لأدب ريتشاردسون، والسخرية الاجتماعية لفيلدينج، والحس النفسي الحاد الذي من شأنه أن يؤثر على جين أوستن.

- الحبكة والشخصيات؛
تدور أحداث الرواية حول كاميلا تيرول، وهي امرأة شابة ساحرة وحساسة تواجه سلسلة من التحديات في بحثها عن السعادة والاستقرار. كاميلا يتيمة ونشأت على يد والدها القس تيرولد، وهو رجل يتمتع بحكمة عظيمة ونزاهة أخلاقية. تتوالى الأحداث من خلال تفاعلاتها مع مجموعة متنوعة من الشخصيات، بما في ذلك أشقائها وأصدقائها وخطّابها المحتملين.

تشمل الشخصيات البارزة ما يلي:
• إدغار ماندلبرت، الاهتمام الرومانسي لكاميلا، والذي يتسبب تردده واهتمامه المفرط بالأخلاق في خلق حالة من التوتر في العلاقة.
• إنديانا لينمير، ابنة عم كاميلا، التي يتناقض جمالها الجسدي مع سطحيتها العاطفية.
• يوجينيا تيرولد، أخت كاميلا الصغرى، التي تعاني من تشوهات جسدية بعد نجاتها من الجدري، لكن قوتها الشخصية تتحدى تحيزات المجتمع.

لا تشكل هذه الشخصيات جوهر الدراماتيكية للسرد فحسب، بل تعمل أيضًا كأدوات للنقد الاجتماعي لبرني، والذي يكشف عن تناقضات اتفاقيات الجنس والطبقة.

- الموضوعات المركزية؛
1. الأخلاق والعاطفية؛
يستكشف بورني بعمق التوترات بين المثل الأخلاقية والرغبات العاطفية. غالبًا ما تواجه كاميلا، باعتبارها بطلة الرواية، معضلات تختبر نزاهتها وتمييزها. على عكس الشخصيات العاطفية أحادية البعد، فإن كاميلا ليست مثالية، بل معقدة إلى حد ما، وترتكب أخطاء تجعلها أكثر إنسانية.

ويعتبر إيدغار ماندلبرت، بدوره، مثالاً على التوتر بين العقل والشعور. إن تردده في إعلان حبه لكاميلا نابع من شعور قوي بالواجب الأخلاقي، ولكن هذا غالبًا ما يؤدي إلى سوء الفهم وسوء الحكم. يستخدم بورني هذه الديناميكية لانتقاد الصرامة الأخلاقية للمجتمع ويقترح أن الفضيلة الحقيقية تكمن في التوازن بين العقل والقلب.

2. المال والتبعية الاقتصادية؛
تشكل قضية الاستقلال المالي محور اهتمام "كاميلا". ويعد اعتماد المرأة على الرجل، سواء من خلال الزواج أو الميراث، موضوعا متكررا. يستكشف بورني كيف يؤثر هذا الاعتماد على اختيارات المرأة وكيف تؤدي الضغوط المالية إلى تآكل الروابط الإنسانية الحقيقية.

ويُعد يوجينيا تيرول مثالاً مثيراً للاهتمام بشكل خاص. على الرغم من الندوب الجسدية التي خلفها المرض، إلا أنها وريثة لثروة كبيرة، مما يجعلها هدفًا للرجال عديمي الضمير الذين يرغبون في استغلال ثروتها. يستخدم بورني قصة يوجينيا لانتقاد تحويل الزواج إلى سلعة، كما يكشف في الوقت نفسه عن نقاط ضعف العلاقات المبنية فقط على المصالح المادية.

3. الجنس والأدوار الأنثوية؛
كما هو الحال في جميع أعمال بورني، فإن دور المرأة في المجتمع هو موضوع مركزي في "كاميلا". تتساءل الرواية عن التوقعات الملقاة على عاتق النساء، مثل التركيز على الجمال الجسدي والخضوع، في حين تقدم مجموعة متنوعة من الشخصيات النسائية التي تتحدى أو تؤكد هذه الصور النمطية.

على سبيل المثال، تم تصوير إنديانا لينمير على أنها امرأة تتوافق مع معايير الجمال والغرور التي يطلبها المجتمع، ولكن سطحيتها تجعلها غير قادرة على إقامة روابط عاطفية عميقة. في المقابل، أظهرت كاميلا ويوجينيا قوة الشخصية والعمق العاطفي، مما يسلط الضوء على الإمكانات الأنثوية لتجاوز القيود التي يفرضها المجتمع الأبوي.

4. الحب وسوء الفهم؛
تتسم القصة بسوء الفهم والأخطاء، خاصة في العلاقة بين كاميلا وإدغار. ولا تخدم هذه العثرات كأدوات درامية فحسب، بل أيضًا كاستكشاف لهشاشة التواصل البشري وتأثير التوقعات الاجتماعية على العلاقات.

يُظهر بورني كيف أن الكبرياء والخوف من الرفض وسوء الفهم الثقافي غالبًا ما يشوه الحب. وبدلاً من إضفاء الطابع المثالي على الرومانسية، فإنها تقدم الحب باعتباره شيئًا عرضة للضغوط الاجتماعية، ولكن أيضًا باعتباره قوة قادرة على التغلب على هذه الصعوبات.

- الأسلوب والسرد؛
يتبنى بورني أسلوب كتابة يجمع بين الوصف التفصيلي والتحليل النفسي، متوقعًا بذلك نهج جين أوستن الأكثر دقة. نثره معقد لكنه سهل الفهم، ويتميز غالبًا بالسخرية الخفية. يعكس هيكل الرواية، بتفاصيلها الفرعية المتعددة وشخصياتها المتنوعة، مدى تعقيد العلاقات الإنسانية.

علاوة على ذلك، يستخدم بورني الفكاهة والسخرية لكشف تجاوزات وعبثيات مجتمع عصره. يتيح هذا النهج لفيلم "كاميلا" أن يعمل كسرد جذاب ونقد اجتماعي عميق.

- التأثير والإرث؛
رغم أن "كاميلا" لم تحقق نفس مستوى الشعبية التي حققتها بعض أعمال بورني الأخرى، فقد كان لها تأثير كبير على الأدب الإنجليزي. على سبيل المثال، تذكر جين أوستن الرواية في "دير نورثانجر"()، ومن الواضح أن الاستكشاف النفسي الذي أجراه بورني أثر على خلق بطلات أوستن المعقدات.

علاوة على ذلك، فإن "كاميلا" هو عمل يتناول قضايا لا تزال ذات صلة حتى يومنا هذا، مثل التوتر بين العقل والعاطفة، واستقلال المرأة وتحديات الحب والزواج. لا يزال نهج بورني المتعدد الأوجه يلهم القراء والعلماء على حد سواء، ويؤكد مكانته كواحد من أهم الشخصيات في الأدب الإنجليزي في القرن الثامن عشر.

- الخلاصة؛
"كاميلا" هي رواية تتجاوز عصرها، وتستكشف قضايا عالمية من خلال شخصيات إنسانية عميقة ومواقف أخلاقية معقدة. تقدم فرانسيس بورني، بنثرها الراقي ونقدها الحاد، صورة حية لمجتمع في مرحلة انتقالية، في حين تتحدى القارئ للتفكير في المعضلات الأخلاقية والاجتماعية والعاطفية التي تحدد التجربة الإنسانية. يظل العمل شهادة على عبقرية بورني الأدبية وقدرتها على تحويل الحياة اليومية إلى فن. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيو ـ 02/18/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة: قِصَر الحياة ووهم الخلود في تأملات سينيكا / إشبيليا ا ...
- إضاءة: البحث عن الزمن المفقود لمارسيل بروست/ إشبيليا الجبوري ...
- إضاءة؛ -في مديح الحماقة- لإيراسموس روتردام/ إشبيليا الجبوري ...
- بإيجاز: -الزمن الكافكوي: الاغتراب من أجل غرس عبثية الوجود/ إ ...
- برفقتك/ بقلم مانويل التولاغوير - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- صناعة الضحية؟… جيجيك مواجهًا فوكو/ شعوب الجبوري - ت:من الألم ...
- النافذة/ بقلم مانويل التولاغوير بولين - ت: من الإسبانية أكد ...
- الدراما الخفية للفقر في مجتمع الاستهلاك/ بقلم زيجمونت باومان ...
- إعادة التفكير في الحداثة/ بقلم زيجمونت باومان -- ت: من الإنك ...
- بإيجاز؛ -مثقف المشهد-.. من هول الثورية إلى ذهول العدمية / إش ...
- إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- بإيجاز؛ التناقض كجوهر للوجود الفكري/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- الرأسمالية لا تفسر بمنطق -رأس المال- فحسب (6- 7)/ الغزالي ال ...
- النزاع حول التاريخ الحقيقي
- إضاءة: رواية -كما أحتضر- لويليام فوكنر/إشبيليا الجبوري - ت: ...
- الرأسمالية لا تُفسر بمنطق -رأس المال- فحسب (5 - 7)/ الغزالي ...
- إضاءة: رواية -السقوط- لألبير كامو/ إشبيليا الجبوري - ت: من ا ...
- الرأسمالية لا تُفسر بمنطق --رأس المال- فحسب (4 - 7)/ الغزالي ...
- الليل داكن - هايكو - السينيو
- إضاءة: رواية -الاراضي القروية العظيمة: المسارات-/ لجواو غيما ...


المزيد.....




- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...
- سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي ...
- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...
- الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة
- فضاء يضم الإبداع و-كل ما كرهه الدكتاتور-.. فيلا -أنور خوجا- ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - إضاءة: رواية -كاميلا- لفرانسيس بورني/إشبيليا الجبوري -- ت: من الإنكليزية أكد الجبوري