كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 08:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شارك عشرات آلاف الأردنيين في مظاهرات وفعاليات شعبية في العاصمة عمان والمدن الأردنية الأخرى للتعبير عن رفضهم لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين، وكان هذا الرفض الشعبي واضحا وبقوة في خروج مظاهرة ضخمة في عمان شارك فيها الشعب الأردني بكل مكوناته وقادة الأحزاب السياسية والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني لاستقبال الملك عبد الله بعد لقائه بترامب وعودته من واشنطن. فما هي دلالات هذه الهبة الشعبية؟ وما هي الرسائل التي يوجهها الشعب من خلالها للنظام السياسي الأردني وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ودول التطبيع؟
هذه المظاهرات تدل بوضوح على وحدة وتلاحم الشعب الأردني بمكوناته الأساسية الأردنية والفلسطينية وتمسكه باستقلال وأمن وطنه، ورفضه المطلق لمؤامرة ترامب والصهاينة بتهجير الفلسطينيين، وتظهر دعم الشعب الأردني اللامحدود للشعب الفلسطيني وقضيته، وتعتبر رسالة قوية موجهة للنظام الأردني مفادها ان الأردنيين يرفضون التطبيع مع الصهاينة بعد مرور ما يزيد عن ثلاثين عاما من توقيع اتفاقية وادي عرابة وإقامة علاقات رسمية اردنية إسرائيلية، ولا يمكن أن يقبلوا بتهجير الفلسطينيين، وإن النظام الأردني سيرتكب خطأ فادحا يهدد وجوده إذا رضخ لإملاءات ترامب ووافق على أي خطوات قد تؤدي إلى طرد الفلسطينيين من وطنهم وتهجيرهم للأردن او مصر أو أي بلد آخر.
أما على صعيد علاقات الأردن مع الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال فإن المظاهرات تؤكد أن الأردنيين يرفضون الرضوخ لمخططات أمريكا وإسرائيل، ويعتبرون الدولتين وقادتهما شركاء في عدائهم للأردن والأمة العربية، وفي الحرب الدامية المدمرة البربرية التي قاموا بشنها على غزة والتي تؤكد بوضوح أطماع إسرائيل التوسعية وعزمها على تصفية القضية الفلسطينية وإقامة الوطن البديل المرفوض أردنيا وفلسطينيا وعربيا.
وعلى الصعيد العربي فإن مظاهرات الشعب الأردني والتصريحات التي صدرت عن أحزاب سياسية ومسؤولين في معظم الدول العربية ضد اقتراح ترامب تبعث برسالة لدول التطبيع، وخاصة للمملكة العربية السعودية التي تتعرض لضغوط أمريكية للتطبيع مع دولة الاحتلال مفادها أن الشعب الأردني والشعوب العربية متحدة في دعمها للفلسطينيين، ورفضها للتهجير والتطبيع وإقامة علاقات سياسية واقتصادية وثقافية معها ما دامت ترفض التوصل لحل سلمي يؤدي إلى أنهاء احتلالها للضفة الغربية وغزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لقد أثبت ترامب خلال أقل من شهر من وصوله إلى البيت الأبيض أنه صهيوني الهوى والهوية وعدو لدود للشعب الفلسطيني والأمة العربية، ولا يفهم إلا لغة القوة ورد الصفعة صفعتين؛ ولهذا فإن الرد الوحيد على مؤامرته لتهجير الفلسطينيين هو صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، وتوصل الدول العربية في القمة الخماسية التي ستعقد في الرياض خلال هذا الأسبوع، وفي القمة العربية الطارئة التي ستعقد في القاهرة في السابع والعشرين من هذا الشهر لمناقشة القضية الفلسطينية لقرارات حقيقية تتضمن الاتفاق على خطة عربية لإنهاء حرب غزة وإعمارها، إفشال مؤامرة ترامب ونتنياهو. فهل سيتخذ القادة العرب في هاتين القمتين قرارات حاسمة ترضي الشعوب وتفشل مؤامرة التهجير أم سيكتفون ببيانات الإدانة والاستنكار التي سئمنا منها ولا يعيرها أعداؤنا أي اهتمام؟
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟