سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 23:00
المحور:
الادب والفن
فإِذا زَجَرتُ القَلبَ
زادَ وَجيبُهُ
وَإِذا حَبَستُ الدَمعَ
فاضَ هُمولا
"مسلم بن الوليد"
وَقَفْتُ عَلَى نابِ الأَسَى، وَهْوَ
مُخْطِرُ
كَأَنَّ غَرِيبًا فِي الْمَنَافِي مُبَدَّدُ
وَقَفْتُ!وَعَيْنُ اللَّيْلِ حَوْلِي تَتَوَقَّدُ
كَأَنَّ ظَلامَ الْحُزْنِ غَيْمٌ مُلَبَّدُ
وَأَلْقَيْتُ أَشْلَائِي عَلَى الصَّبْرِ مُتَوَهِّجًا
كَأَنِّي فَلاةٌ فِي الْمَدَى أَتَنَهَّدُ
وَأَلْقَيْتُ أَشْلَائِي عَلَى الصَّمْتِ
مُتَوجِّسًا
كَأَنِّي صَلاةٌ في الردى تتمجّدُ
وَلَوْلا جِرَاحٌ أَزْهَرَتْ رَغْمَ غُمَّةٍ
لَمَا كُنْتُ حَيًّا، أَوْ أَظَلُّ أَتَجَلَّدُ
تَوَضَّأْتُ مِنْ سَرْبِ الْفِرَاقِ بِشَمْعِي
وَأَسْنَدْتُ قَلْبِي لِلْغُرُوبِ المُوَرَّدُ
فَكُلُّ طَرِيقٍ يَفْضَحُ الْحُزْنَ خَافِيًا
وَكُلُّ رُكَامٍ بِالأَمَانِي يَتَودَّدُ
وَفِي لُجَّةِ الصَّبْرِ ارْتِعَاشَاتُ وَجْدِي
تَبُوحُ وَإِنْ أَنْكَرْتُهَا، فَهْيَ تَوْحَدُ
سَكَنْتُ إِلَى صَخْرِ السُّكُونِ، وَدَمْعِي
تَصُوغُ نِدَاءً لَا يُجَابُ وَيُرَدَّدُ
تَعَثَّرْتُ بِالْأَمْسِ الَّذِي لَمْ أُفَارِقْهُ
وَلَا زَالَ وَجْدِي فِي فُؤَادِي يُقَدَّدُ
أُنَادِي نِدَاءَ الصَّمْتِ: هَلْ مِنْ مُجِيبِي؟
وَهَلْ غَيْرَ أَوْجَاعِي أَمَانٍ تُجَدَّدُ ؟
أُنَادِي نِدَاءَ السَّخَطِ: هَلْ مِنْ مُجِيبِي؟
وَهَلْ غَيْرَ أَنْفَاسِي جِرَاحٌ تَتَوَعَّدُ؟
فَيَا لَيْتَ قَلْبًا لَا يُسَامِحُ فُرْقَتِي
وَلَا يَرْتَجِي لِلْوَصْلِ عَهْدًا مُؤَكَّدُ
أَرَانِي ظِلَالًا قَدْ تَشَظَّى بِحُزْنِهِ
وَأَبْحَرَ فِي بَحْرِ الأَسَى يَتَوَقَّدُ
إِذَا مَا غَدَتْ أَحْلَامُنَا فِي سَدَادِهَا
فَمَا جَدْوَى عَيْشٍ بِالنَّوَى يَتَقَلَّدُ؟
أَرَى الأُفْقَ يَبْكِي، وَالْغُيُومُ رُفَقَاؤُهُ
وَفِي كُلِّ آهٍ لِلْجِرَاحِ مُتَرَدِّدُ
فَلَا تَسْأَلِينِي عَنْ زَمَانِي وَحُزْنِي
فَقَدْ صَارَ كُلِّي فِي الأَسَى يَتَوَجَّدُ
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟