أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - نسخة ترامب2.0 تحرق السقف















المزيد.....

نسخة ترامب2.0 تحرق السقف


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 15:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفت الرئيس بيل كلينتون إلى مستشاره في القاعة المدججة بالفخامة في البيت الأبيض بعد أول لقاء له كرئيس أمريكي مع بنيامين نتنياهو الذي كان يسترسل بالكلام وكأن إسرائيل مصدر وجود الولايات المتحدة! كان نتنياهو من الثقة والغطرسة بمكان كمن يصدر الأوامر لكلينتون.
قال كلينتون لمستشاره “من هي القوة العظمى اللعينة؟”.
من الصعب توقع إجابة مستشار كلينتون على سؤال رئيسه المحمل بالازدراء والاستغراب، كي لا نزيد من درجة الإهانة التي رفعها نتنياهو للولايات المتحدة آنذاك.
مثل هذا التساؤل الذي تفوه به كلينتون في عام 1996، تحول إلى همس ما بين باراك أوباما وجورج بوش أثناء حضورهما خطبة دونالد ترامب في حفل التنصيب كرئيس للولايات المتحدة.
كان الجميع أمام عرض تراجيدي لتحمل التوبيخ الذي مارسه ترامب بنسخته الجديدة في خطبته، خصوصا إلى سلفه جو باين، فقد كان تعبير “الممتعض” الأدق لوصف بايدن بدلا من الرئيس السابق وهو يستمع إلى ترامب يهشم سنواته في البيت الأبيض ويعد بإصلاح الفشل والانهيار وبث هواء سياسي نقي! ترامب جلد بايدن أمام العالم برمته، فلا شيء يربك العقل أكثر من الاستماع إلى خطاب لترامب.
همس أوباما لبوش “كيف لنا أن نوقف هذه المهزلة بحق الجحيم” بينما كان ترامب مستمرا في جلد السياسيين الأمريكيين والمؤسسات ودول العالم، بذريعة إعادة صناعة أمريكا جديدة وعظيمة.
ففي خطاب تنصيبه القاتم والمشؤوم في العشرين من كانون الثاني 2025، وصف ترامب ذلك اليوم بـ “يوم التحرير”.
كانت عبارة غريبة الاستخدام بالنسبة للخطاب السياسي الأمريكي لأنها ماركة مسجلة بالحركات الثورية والانقلابات العسكرية. ولكن ربما لهذا السبب أيضًا كانت مناسبة، هذا هو بالضبط ما قال ترامب إنه يريد القيام به. فهل ينجح؟
هنا يمكن السؤال عن مقدرة ترامب في نسخته الجديدة 2.0 المختلفة عن نسخة 1.0 على ترميم الغطرسة الأمريكية التي كسرت في العراق وأفغانستان ثم أوكرانيا حتى وصلنا إلى نتنياهو.
لقد كذب نتنياهو بما يكفي على جو بايدن، حد أن وصفه الأخير بأشنع الكلمات كلما تراجع عن وعوده، وهو اليوم مستمر في الكذب على ترامب وكل المؤشرات تفضي إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكسره في أول فرصة تتاح له. وهذا أيضا استمرار لانكسار الغطرسة الأمريكية في عصر ترامب.
ذلك ما يعني تراجع السلطة المؤسسية ويتجلى أيضا في مدى تراجع الثقة العامة بالكونغرس، ووسائل الإعلام، والمحكمة العليا، والشركات الكبرى، والرئاسة ذاتها، في استطلاعات الرأي التي أجراها معهد “غالوب” على مدى نصف القرن الماضي.
لكن من غير المرجح أن تخفف ردود الفعل على الأسابيع الأولى لترامب في منصبه من غريزته في عدم القدرة على التنبؤ. كان الهدف من أوامره التنفيذية وطرده الجماعي للمهاجرين وتعهده الشامل بتدشين عصر ذهبي جديد وتهجير أهالي غزة إلى مصر والأردن هو إعطاء انطباع بالصدمة والرعب بأنه يعيد تشكيل العالم.
قد يستعيد ترامب الغطرسة الأمريكية في سيناريوهات اورولية، فترامب الذي لا يتوقف الجدل بشأن مفاهيمه للأخلاقيات لم يتردد في الاقتباس من جورج أورويل للتعبير عن نفسه، لدرجة أن تصريحاته زادت بشكل كبير من توزيع رواية 1984! فخلال خطاب ألقاه ترامب قال “ما تراه وما تقرأه ليس ما يحدث”.
يفسر ذلك فيليب بومب مؤلف كتاب “العواقب: الأيام الأخيرة لعصر الطفرة السكانية ومستقبل القوة في أميركا”. بالقول “لقد استخدم ترامب القوة المؤسسية للحزب ضد نفسه من خلال الاستيلاء على الانتخابات التمهيدية الرئاسية؛ ثم استخدم قوته ليصبح رئيسا. وأعاد توجيه الكثير من قوته في جمع التبرعات مفضلاً أن يتبرع المانحون له أو يشترون منتجات تحمل علامة ترامب التجارية. لقد تمكن الحزب الجمهوري، وهو ملحق لترامب، من البقاء على قيد الحياة في مواجهة هذه الطفيلية، ولكن ليس من الواضح كيف قد يستعيد قوته المؤسسية في عالم ما بعد ترامب”.
فمن المرجح أن يزيد الأوروبيون من إنفاقهم الدفاعي خوفًا من غضب ترامب. فقد قال إن روسيا يمكنها “أن تفعل ما تريد” مع حلفاء ينفقون أقل مما ينبغي. ومع ذلك، بمرور الوقت، سيزرع ترامب عدم الثقة في كلمة أمريكا. وستبدأ الصفقات في الجفاف. لقد تخلت أجزاء كبيرة من العالم منذ فترة طويلة عن فكرة النظام الدولي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة، مما يجعلها متفائلة بشأن صعود “الأمريكي القبيح”. أو كما وصفته لوري كيلمان مراسلة وكالة “أسوشيتد برس” بان قرارات ترامب تشبه من يلقى كيسا من الزجاج المكسور تحت أقدام زعماء دول العالم.
وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل فترامب مثل كل السياسيين الأمريكيين يدخل في ازدواجية لا أخلاقية، كما في تعليقه الأخير عن تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر.
فعندما يتحدث الساسة الأمريكيون عن حق الأفراد والشعوب بالحياة فأنهم يسقطون في ازدواجية شائنة بمجرد تعلق الأمر بـ “إسرائيل” إن هذا ليس هو الأسلوب الذي يتحدث به الساسة في واشنطن عادة عن الدول الأخرى، كما يقول الكاتب واستاذ الصحافة بيتر بينارت، فهم عادة ما يبدأون بحقوق الأفراد، ثم يتساءلون عن مدى نجاح دولة معينة في تمثيل الشعب الخاضع لسيطرتها. وإذا كان زعماء أمريكا يضعون حياة كل من يعيش بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط في المقام الأول، فسوف يتضح أن التساؤل عما إذا كانت إسرائيل تتمتع بحق الوجود هو سؤال خاطئ. والسؤال الأفضل هو: هل تحمي “إسرائيل”، كدولة يهودية، حقوق كل الأفراد الخاضعين لسيطرتها على النحو اللائق؟
في تسعينيات القرن العشرين، كان من المألوف أن نشكو مما أسماه وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، هيوبرت فيدرين، بالقوة الأمريكية المفرطة. وكان الدبلوماسي ذو الميول اليسارية يعتقد أن “المسألة التي تشكل محور القوى العالمية الحالية” تتلخص في هيمنة الولايات المتحدة على المواقف والمفاهيم واللغة وأنماط الحياة.
بينما الإبادة الوحشية في غزة ومقترح ترامب بالاستحواذ عليها وتوطين أهلها في بلدان أخرى بذريعة تحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط “! تجيب على ذلك بطريقة شائنة عن التناقضات التي تهز العالم المعاصر. مثلما يستمر انكسار الغطرسة الأمريكية بوصفها قوة عظمى بمجرد تركيز المشهد على ما يحدث اليوم في غزة.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياب في لندن
- أوبريت حمائم الإطار التنسيقي
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - نسخة ترامب2.0 تحرق السقف