فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 09:58
المحور:
الادب والفن
هناك، حيث لا يصل ظل، وحيث الألوان ليست انعكاسًا بل إشراقٌ يولد من صلب النور، تنساب الأنهار لا بالماء، بل بنبض الضياء، تتماوج كأنها أنفاس الخلود تفيض على الأكوان. الأشجار لا تنبت أوراقًا، بل تنثر أسرارًا تتوهج بين الأزمنة، تنحني أغصانها لتهمس للحوريات اللواتي لا يمشين بل ينسابن بين الضوء كأصداء لحنٍ لم يُعزف إلا في فجر الوجود الأول. الطيور لا تغرد، بل تنسكب أصواتها كقطرات ياقوتٍ مشع، تُرتل أسماءً لم تُعرف إلا في قلب السرّ الأعظم، وحين تهفهف الأجنحة، يتفتح الهواء ذاته، كأن الكون كله يتنفس في إيقاع النعيم الأبديّ. لا مسافات هنا، لا زمن، لا أول ولا آخر، بل كل لحظة نهرٌ من البهاء يتجدد، كل شهقة بابٌ إلى جنةٍ أخرى، كل نظرة انغماسٌ في لذة لا توصف. العطر ليس رائحة، بل حضور، يحيط بك كما تحيط الأبدية باللحظة، يتسرب إلى الروح كما يتسرب النور إلى المرايا، وكل خطوة ليست مشيًا، بل عبورٌ بين مراتب الحلم والحقيقة. هنا، حيث الجمال لا يُوصف، لأنه ليس شيئًا منفصلًا عنك… بل هو أنت حين تتحرر من كل ما كنت تظنه “أنت”.
ديترويت
2025/2/15
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟