أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - اشرف السهلي - فقاعة ترمب ونفاق نتنياهو.. فجوة ادعاء القوة وممارسة الضعف














المزيد.....


فقاعة ترمب ونفاق نتنياهو.. فجوة ادعاء القوة وممارسة الضعف


اشرف السهلي

الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 09:30
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


شغلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم حول نيته تفريغ غزة وتحويل القطاع إلى عقار مملوك للولايات المتحدة تنشئ فيه مشاريع اقتصادية ضخمة، وليس المهم بطبيعة الحال مدى تناقض التصريحات مع القانون الدولي أو مع فكرة أن الأرض فلسطينية وطبيعة علاقة الفلسطينيين بغزة هي علاقة السكان الأصليين بأرضهم وحقهم بالبقاء فيها بعلاقة هوياتية أصيلة فهذه اشياء يقفز عنها بطبيعة الحال منطق وقانون القوة والمستعمر الأبيض، إلا أن التناقض الأبرز من كل ذلك ليس الاستخدام الإعلامي والسياسي لهذه التصريحات غير الدقيقة بهدف الضغط على الأطراف كافة والتغطية على فشل وجرائم الاحتلال والظهور بمظهر القوة، بل التناقض على الأرض في غزة بينها وبين الواقع الإجرائي العملي التفصيلي الناتج عن الحرب الإسرائيلية على القطاع والتي لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف المعلنة التي تحدث عنها ومازال يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا سيما المتعلق منها بالقضاء على حركة حماس وإنهاء حكمها في غزة والإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين ومن ورائها الهدف المتعلق بالتهجير.

يمكن الاستكشاف من خلال الواقع العملياتي الإجرائي بخصوص اتفاق غزة والتعاطي المباشر مع الاتفاق ومع حركة حماس من قبل ترمب ومن خلفه نتنياهو، أن كل تصريحات ترمب المتناحرة مع بعضها في كل القضايا ليست فقط قضية فلسطين وغزة تشير إلى أنه غير مركز إطلاقا في أي منها ويثير من خلالها فقاعات لتعويم وتسويق صورة القائد القوي عن نفسه الذي يقود العالم لسلام إجباري، وبأنه الزعيم المربك للجميع سياسيا وغير المتوقع المهيمن على واقع العالم في مختلف الملفات.

هو استعراض إعلامي سياسي متخبط وغير متزن أو رزين لترويج وتعويم نفسه وفق منطق العنجهية والقوة البيضاء يتوقف في نهايته ترمب الذي كان يهدد ويتوعد بالجحيم لغزة وللعالم في حال عدم استكمال الإفراج عن الأسرى من غزة على النقيض من ذلك "القبضاي" صاحب القرار، ضعيفا متوسلا للمقاومة الفلسطينية متمثلة بحركة حماس قبل أيام للإفراج عن عدد من الأسرى من حملة الجنسية الأميركية، وتكمله حكومة الاحتلال ونتنياهو رغم إنكار مكتبه في البداية بالاضطرار للبدء بالالتزام ببنود الاتفاق المتعلقة بمعدات إزالة الركام والكرفانات بعد تحذير حماس من عدم الإفراج عن بقية الأسرى لديها قبل أيام بسبب الخروقات الإسرائيلية وعدم الالتزام ببنود المرحلة الأولى..

كل التناقض بين كلام القوة وفعل التوسل ذلك أو على الأقل القبول باحتجاج المقاومة الأخير والتنازل أمامه عمليا من قبل الاحتلال، دليل أنها أي التصريحات فقاعة كبيرة من الكذب الرسمي الإسرائيلي ومن نتنياهو شخصيا والضوضاء عن التحضير للعودة للحرب، وفقاعة مليئة بالجهل والغباء الترمبي بطرحه الساذج عن تهجير غزة وتملكها، وحتى اللحظة لا يبدو كل ذلك أنه يسمن أو يغني من جوع لديهم أو يؤتي أكله الإعلامي أو السياسي؛
- إن كان في ملف إلقاء الضغط على المقاومة بشأن مستقبل غزة وملف الأسرى والاتفاق نفسه رغم أن الاتفاق قد لايصمد لكن حتى اللحظة صمود وثبات الموقف الفلسطيني يجبر ترمب ونتنياهو على المواصلة في الاتفاق.

- ولا ينفع ذلك كثيرا مع الأنظمة العربية نفسها في الضغط عليها بملف إعادة الإعمار والقبول بطرح ترمب عن تفريغ غزة وتهجير سكانها الى الاردن ومصر واعطاء قطعة ارض لهم هنا وهناك فالإجراء على الأرض يشير لوجود قوة متحكمة في غزة لها كلمة تحول دون مشروع تهجيري تصفوي.

- وكذلك لا تفلح التصريحات الضخمة تلك بموضوع التغطية على فشل نتنياهو وجيش الاحتلال في تحقيق اهداف الحرب على غزة، أو التغطية على جرائمهم والإبادة التي ارتكبوها في غزة فكل ذلك يصطدم بفشل ميداني عملي واضح امام ملف التبادل والاتفاق مع حماس على الأقل حتى اللحظة، كما أن تغير الرأي العام العالمي ووجود حالة من العزلة الدولية لإسرائيل خاصة بعد ملفي الجنائية والعدل الدوليتين هي أشياء باتت ثوابت جديدة لا يمكن لترمب المتعجرف المدعي للقوة ونتنياهو المتهم بجرائم حرب وهو الانتهازي والكذاب بنظر معارضيه داخل إسرائيل لايمكنهما القفز فوقها بالعربدة والبلطجة، وهذا لا يعني بطبيعة الحال أن الفلسطينيين ليست لديهم خسائر كبيرة أو بأن الخطر عليهم وعلى قضيتهم ووجودهم في أرضهم قد عبر وانتهى، لكن يبدو أن الفقاعة الترمبية مازالت مجرد فقاعة مخالفة لواقع الأرض والميدان، بل إن الواقع نفسه يرسم حجم الفقاعة مع الوقت و يناقض كل مايقولون ويروجون له، بل إن شخصا كترمب ونتنياهو باتا يناقضان نفسيهما في التصريحات والسلوكيات مهما بدت صورة ما يصرح به ضخمة وقوية ومربكة للآخرين سياسيا وإعلاميا.



#اشرف_السهلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقاعة ترمب ونفاق نتنياهو.. فجوة ادعاء القوة وممارسة الضعف
- كلام ورسائل في مشاهد المجندات الإسرائيليات من غزة: حرب الروا ...
- تشريح موقف الجبهة الشعبية واليسار الفلسطيني من الثورة السوري ...
- عن مصداقية منظمات حقوق الإنسان


المزيد.....




- مصر تُعلن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني المفقودة في الأقصر ...
- ترامب يزعم كذبًا أن أوكرانيا بدأت الحرب مع روسيا.. شاهد ما ق ...
- الاتحاد الأوروبي يقرّ حزمة العقوبات الـ16ضد روسيا
- هل نبدأ في فقدان شبابنا بعد الخامسة والثلاثين؟
- حذر وترقب لما قد يحدث.. سكان الشمال في إسرائيل خائفون من الع ...
- البرازيل: الرئيس السابق بولسونارو متهم بمحاولة اغتيال لولا و ...
- ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية بدء الحرب ويشكك في شرعية رئيسها ...
- السعودية كعبة السياسة: انتظار مرتقب للقمة الأمريكية الروسية ...
- -حماس- تعلن عزمها الإفراج عن 6 رهائن إسرائيليين و4 جثامين غد ...
- مسؤول أوروبي: أوروبا عاجزة عسكريا بمعزل عن الولايات المتحدة ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - اشرف السهلي - فقاعة ترمب ونفاق نتنياهو.. فجوة ادعاء القوة وممارسة الضعف