أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العقاري في خدمة السياسي وليس العكس














المزيد.....


العقاري في خدمة السياسي وليس العكس


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن إهتدى الفرس والأتراك إلى الإسلام أصبحت بلاد العرب نهباً لهم فتوزعها الفرس تارة وتوزعها الأتراك تارة أخرى. من الحق أن نذكر أن الفرس كانوا قد احتلوا بلادنا قبل أن يسلموا لكننا لم نلبث أن رددنا لهم الصاع صاعين حينما طردناهم من أرض الرافدين في قادسية سعد بن الوقاص وطاردنا فلولهم إلى داخل بلدهم ولم ننسحب منها إلا بعد أن صارت بنات كسرى من حصة أبناء الصحابة الرؤساء !!.
ولأن البادئ أظلم كما يقول التاريخ فإن الفرس الذين استعمرنا بلادهم بالإسلام سرعان ما استعمرونا بالمذهب, وواحدة بواحدة يا سيدي الثعلب. ولم يكن هناك من مهرب. مرة لنا ومرة لهم أيضاً. العثمانيون احتلونا واحتلوا نصف أوروبا ومعظم آسيا وأسسوا إمبراطوريتهم العريضة الطويلة تحت رايات الإسلام ونشر الدين, أما الفرس الصفويون وتحت راية التشيع وحب آل البيت فقد احتلوا بلاد المشرق العربي واستعمروا العراق لفترتين قبل أن تطردهم جيوش السلطان العثماني الذي كان قد منشغلاً عنهم بالحرب ضد أوروبا طمعاً في أن يدخل مسيحيو أوروبا الجنة بعد أن يسلموا على يديه.
لا الفرس أنصفوا العرب ولا العثمانيون. في العراق نحن عانينا من الطرفين. كان هدف الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية سرقة الزرع والضرع وتحصيل الجباية وأيضاً تجنيد النسبة العظمى من الشباب للقتال في صفوف الجيش العثماني خاصة أثناء فتوحاته الأوروبية ودفاعاً عن أراضيه حينما انقلبت الآية بحلول الحرب العالمية الأولى التي أنهت العثمانيين وأرجعت تركيا مرة أخرى إلى مجرد تركيا , وظل العراق عبارة عن بيوت من طين وأكواخ من القصب وشوارع طينية فيها من الحفرما يكفي لإبتلاع عربة بحصان دفعة واحدة.
كل الظلم الذي ألحقه الأتراك بالعرب لم يجعل الأتراك ينسون للعرب ثورتهم من أجل الإستقلال. علق السفاح جمل باشا أربعة عشر مناضلاً من أشراف الشام على أعواد المشانق لتجرئهم على طلب الإستقلال. ومع أن الأتراك أنفسهم هم الذين ثاروا على الخلافة العثمانية ونادوا بسيادة العنصر التركي الطوراني وأعلوا شأن الجنوح العرقي فإن (جنوح) العرب نحو الإستقلال عن تركيا ظل يشعل المرارة في قلوب الإتراك الذين إخترعوا لهم مفردة (العربجة) بديلاً من مفردة العربي وذلك من باب الثأر من أولئك الذين غدروا بهم, فبدلاً من البقاء تحت جناح الدولة العثمانية راعية الإسلام وحارسته إلتحق العرب بجيوش الفاتحين الأوربيين الذين قضوا على الإمبراطورية العثمانية.
اليوم يأتنا الأخ العثماني التركي داود أوغلو بإقتراح الغرض منه كما قال بعض أنصاره احراج السيد ترامب بعد أن عرض حله العقاري لمأساة غزة, وهو, أي السيد أوغلو, ذلك الذي يدعي أنصاره ببراعته السياسية, تناسى أن غزة هي جزء من فلسطين, وأن أفضل الحلول لمأساتها هو أن تكون جزءاً من دولة فلسطينية سبق أن اتفقت معظم دول العالم على تأسيسها كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة, بإعتبار أن ذلك هو الحل الأفضل, ليس لشعبها وحده, وإنما لعموم المنطقة التي تحاول إسرائيل أن تبقي جذوتها مشتعلة لتحقيق مشروعها الاستعماري الاستيطاني من النيل إلى الفرات.
لكن السيد أوغلو الذي يؤكد أصحابه على براعته السياسية لا يستغل تلك البراعة لتبيان نياته كأن يقول أن مشروعه هو لغرض الإستخفاف بالحل العقاري للسيد ترامب الذي لا نراه جاهزاً للتخلي عن (عقرنة) السياسة بعد ان أنجز مشروع (تربنة) أمريكا.
أوغلو حتى على فرض أن مشروعه قد جاء من باب الإستخفاف فهو يجب أن لا ينسى أن مشروعه هذا سيفقد الفلسطينيين فرصة افشال الحل العقاري للسيد ترامب بعد أن ينقل قضية غزة من استحقاقها الوطني الذي يجعلها جزءاً من الدول الفلسطينية المقترحة إلى مساحة خاضعة لحلول استخفافية غرائبية قد يكون مشروع ترامب هو أفضلها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطني حبيبي الوطن الأكبر
- إن هما اجتمعا معا خربا معاً
- في ضيافة المدافع / بغداد الأنبار رايح جاي (2)
- في ضيافة المدافع ... من بغداد إلى الأنبار رايح جاي
- ترامب في الحالتين
- دمشق - بغداد ... رايح جاي
- لحين يثبت العكس
- مدخل بسيط لمشكلة معقدة (2)
- الطائفية ... مدخل بسيط لمشكلة معقدة
- صدام وعبدالناصر والخميني والسنوار هل كانوا عملاء للغرب والصه ...
- الديموكتاتورية
- مقتل وزير ..القسم السابع والأخير
- مقتل وزير(6)
- مقتل وزير ... (5)
- مقتل وزير ... (4)
- في ضيافة المدافع .. مقتل وزير(3)
- مقتل وزير(2)
- مقتل وزير* (1)
- بيتٌ بلا أسوار
- الجواهري.. ما بين الشاعر والإنسان


المزيد.....




- ترامب يوضح لـCNN توقعاته بشأن مشاركة أوكرانيا في مفاوضات مع ...
- لحظة مرعبة في مياه تشيلي.. حوت يبتلع شابا لبضع ثوان قبل أن ي ...
- مقترح فرنسي لتسريع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان
- حزب -البديل من أجل ألمانيا- يتوقع محاولة الطعن في نتائج الان ...
- بعد قطع طريق مطار بيروت.. المديرية العامة للطيران المدني توض ...
- بيسكوف: لم تتح لبوتين وترامب فرصة تكوين صداقة لكن استمرار ال ...
- شولتس يعلق على المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين
- لبنان.. ملامح نبيه بري لدى استلامه دعوة تشييع حسن نصر الله ت ...
- بيسكوف: بوتين وبن سلمان يقضيان ساعات طويلة في الحديث عن المش ...
- بتوجيهات من ابن سلمان.. استحداث إدارة عامة لمكافحة جرائم الا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العقاري في خدمة السياسي وليس العكس