طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 19:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الضحية ينقذ جلاده من الموت !
ضمن حملة مجرمي انقلاب 8 شباط الأسود وتسابقهم المسعور لتعذيب الشيوعيين وكافة الوطنيين العراقيين ، وفي جلسة من جلسات التعذيب الهمجية لأولئك الشرفاء في قصر النهاية .. كان الدكتور الطبيب مهدي مرتضى يقبع وسياط الجلاد تنهار على قفاه ! .. أثناء ذلك وفي غمرة الجهد الذي كان يمارسه ، أصيب الجلاد بالسكتة القلبية ! كانت هناك ثلاث دقائق تفصل بينه وبين الموت إن لم تجرى له عملية مساج القلب ! هنا قفز الطبيب المجلود مهدي مرتضى متحاملاً على كل آلامه وراح يمارس قبل فوات الأوان عملية مساج القلب لذلك الجلاد مرفقة بقيامه بالتنفس الاصطناعي بفمه على فم ذلك الجلاد حتى أفاق من الصدمة وعادت له الحياة ! ضجت غرفة التعذيب ببكاء الضحايا المحشورين فيها !
كوفيء الدكتور مهدي مرتضى بأن حشر لاحقا مع كوكبة من الشيوعيين في ( قطار الموت) الشهير والذي كان قطار حمل حديدي ضم تلك الكوكبة في عز تموز متجهين به نحو السماوة ومن هناك نقلوا إلى سجن ( نگرة السلمان ) .. أثناء تلك الرحلة المشئومة ؛ وبسبب الحر والجفاف الذي اصاب الضحايا ، أصيب البعض بالغثيان وفقدان الوعي .. قام الدكتور مهدي وبالتعاون مع رفاقه حسب توصيته رغم معاناتهم بخلع فانيلات المصابين وعصرها لإروائهم بالعرق الذي نقعت به تلك الفانيلات !! وبذلك أنقذهم من الموت .. الرحمة والمجد والخلود لروح استاذنا الذي تتلمذنا على يده حين كنا طلابا في كلية طب بغداد .. كانت الكلية الطبية الأم آخر محطة له قبل ( مجزرة الطب في العراق )التي هكذا سميت بعد أن قام صدام بإحالة 49 استاذاً في كليات طب العراق على التقاعد عام 1979 فقط لأنهم ليسوا بعثيين !!
#طالب_الجليلي (هاشتاغ)
Talib_Al_Jalely#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟