|
الآثار الاجتماعية لظاهرة الحجاب على المرأة في المجتمع المصري
نعمة محسب
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 18:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
انتشر الحجاب في القرن العشرين بالمجتمع المصري بسبب السماح للجماعات الإسلامية بأن تسيطر على الشارع المصري، وذلك برعاية الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، ولكن في الفترة الأخيرة بدأ فتح الجدال والنقاش مرة أخرى بخصوص الحجاب، وبدأت المناوشات تعود على الساحة من جديد، ولكن لا أحد يلتفت في كل مرة للآثار العائدة على المرأة من ارتدائه، المهم هو تكفين النساء بأي شكل، حتى لو كان ذلك على حساب صحتهن ونفسيتهن، المهم أن تنجح السطوة الذكورية في التحكم بأمرهن. من خلال هذا المقال نستعرض في البداية بعض الدراسات التي تؤكد على ضرر الحجاب على المرأة، ثم ننتقل إلى الآثار الاجتماعية الواقعة على نساء المجتمع المصري بسبب ظاهرة الحجاب. * هناك دراسة ألمانية ظهرت في معهد روبرت كوخ والكائن في مدينة برلين، تؤكد على أن الحجاب يساهم في ظهور أمراض مزمنة خطيرة كمرض السرطان والقلب، ويرجع السبب في ذلك هو عدم تعرض هؤلاء النساء لأشعة الشمس على الإطلاق، كما أكدت أيضًا على أن هناك ما يقرب من ٩٢٪ من المحجبات مصابات بنقص فيتامين (د)، بينما تزداد النسبة في النساء المنتقبات وتصل إلى ٩٦٪. * بالإضافة إلى وجود تصريحات من أطباء الجلدية بأن المرأة المحجبة هي أكثر عُرضة لتساقط الشعر، وهذا يرجع إلى اختناق فروة الرأس من الحجاب، بالإضافة إلى كون نوع الأقمشة الذي يتم وضعه على الرأس رديء للغاية، وبالتالي يسهم ذلك في زيادة ضعف الشعر، ومن ثمّ أكد الأطباء على أنّه من الممكن ارتداء غطاء الرأس لمدة ساعة واحدة فقط لا غير، ولكن بالطبع ما يحدث في مجتمعنا هو أننا نرتدي الحجاب لساعات طويلة للغاية، قد تتخطى الـ ٨ ساعات في اليوم. * توجد دراسة أخرى في أندونيسيا سنة ٢٠٢١، والمعنونة بـ "فروة الرأس للنساء اللاتي يرتدين الحجاب، مقارنة بأولئك اللاتي لا يرتدين الحجاب"، ولقد توصلت الدراسة إلى أن النساء اللاتي يرتدين الحجاب لمدة أكثر من خمس ساعات، هُن أكثر عُرضة إلى أمراض جلدية عدة، ومنها: التهاب الجلد الدهني، والثعلبة بأنواعها، وسعفة الرأس، والعديد"، وتظهر هذه المشاكل بشكل أكبر وأسرع في النساء الحوامل والمرضعات. - الآثار الاجتماعية للحجاب * فقدان الهويّة: بعيدًا عن الجدل الدائر في الدين بخصوص فرضية الحجاب من عدمه، ومن وجود نص صريح بذلك أو لا، ومن ضعف أو صحة الأحاديث التي يتخذها البعض كنموذجًا للتأكيد على فرضية الحجاب، بعيدًا عن كل هذا وذاك، نتحدث عن الهويّة الضائعة بسبب ظاهرة الحجاب، حيثُ نجد أن مصر تستورد الحجاب بأشكاله المختلفة، وعلى حسب النوع واللون الذي تفضله الجماعات الإسلامية على اختلافها، وهذا يعني فقدان وضياع الهويّة المصرية وراء هذه العادة المستوردة. * التأثير على العلاقات الاجتماعية: إذا كانت المرأة مجبرة على الحجاب منذ الصغر، وهؤلاء النساء كثيرات وحدث بلا حرج من هذا الأمر، فتجد أنها تُعاني من انعدام الثقة في النفس، بالإضافة إلى شعورها الداخلي بالانعزال عن هذا المجتمع وعن أفكاره، وحتى عند الرغبة في التخلص من الحجاب ستجد آلاف الأيادي ملتفة حولها بالمزيد من الاختناق والتوبيخ، وقد يصل الأمر إلى الحكم لها بعدم الخروج والموت في المنزل دون رحيم بها، كل هذا يجعل العلاقات بين جميع أفراد الأسرة، بل والمجتمع برمته في حالة من التأرجح والانكسار. *التطرف والعنف: مَنْ منّا ينسى مقتل نيرة بسبب زميلها بعد رفضها له، هذه الحادثة التي رجت أنحاء العاصمة، ولقد أجمع الجميع على أنها جريمة بشعة، ووجب على قاتلها الإعدام، ليتحول الأمر بعد ذلك بسبب انتشار فكرة أنها كانت متبرجة تستحق ما حدث لها، وبدأت الأصوات تنقسم، وظهر المدافعين عن قاتل نيرة، وعن رغبتهم في عدول الحكم من الإعدام إلى المؤبد! هذا يعني أن الفيصل والحكم في الأمر هو الحجاب، أصبحت هذه القطعة من القماش الرديء الذي يصيب فروة الرأس بأمراض جمة، هي المعيار في حياة البشر، بالطبع هذا نوع من العنف والإرهاب والتطرف، ناهيكم عن المعاملات التي تتم بين أفراد المجتمع في الخفاء والتي لم يتم تسليط الضوء عليها، فهناك البعض يتم تكفيرهن، وترهبيهن، على الرغم من كون الأزهر بجلالته أكد على أن الغير محجبة هي امرأة عاصية فقط وليست خارجة عن الملة، ولكن كيف؟ لابُد وأن ننصب المشانق ونعطي الرخصة والتصريح لكل امرأة طالما أعلنت أنها مسلمة!. *الامتثال وعدم المساواة: هناك بعض من الوظائف والهيئات والمدارس والجامعات تفرق بين المحجبة وغير المحجبة، فهناك البعض يرحب بل ويشترط المحجبة، والبعض يشترط العكس، وهذا نوع من أنواع القبول والرفض للمرأة في فئة عن أخرى، بالإضافة إلى قبول أو رفض المرأة التي تتحول من محجبة إلى غير محجبة والعكس، وبالتالي هذا له أثره على الصحة النفسية للمرأة، وعلى العلاقات الاجتماعية أيضًا. في النهاية اتمنى أن تعود مصر لسابق عهدها في أمر الحجاب، كما كانت أمي وأمهاتنا جميعًا.
#نعمة_محسب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجلس مكافحة الجريمة: قانون الموافقة على الجنس صعب التطبيق
-
امرأة تحاول تلقين ابنتيها معاني الخسارات
-
300 ألف امرأة في بيرو يطالبن بالإنصاف بعد إخضاعهن لتعقيم قسر
...
-
سر الزواج الطويل
-
تصل ل800 دينار جزائري.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
“زيــد يطلــب الــزواج مـن نــور“ عــرض مسلسل القدر الحلقة 3
...
-
مصر.. حبس مواطن غرر بامرأة نرويجية واستولى على أموالها
-
اغتصاب القاصرات في مدغشقر: -الإخصاء القسري-.. عقوبة مثيرة لل
...
-
في دبي..ملكة جمال مصر للكون تتألق بفستان زفاف فاخر من توقيع
...
-
متاح من هنا.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزا
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|