|
حمد شهاب الأنباري ، إضاءاتٌ في النفس البشريّة ..جزءٌ أول
هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 13:31
المحور:
الادب والفن
لايمكن أن يكون الشعر الاّ بالنثر ، وهاهي جائزة نوبل لهذا العام تذهب للكورية ( هانغ كانغ) عن قصائدها النثرية التي هزّت بها لجان التحكيم فنالت العلا الجميل . الجائزة رسالة واضحة من انها رصاصة الرحمة الأخيرة على قصيدة العمود أو فيما يسمى بالنظم النبيل لدى الغرب ولربما تبقى محلّياً لارتباك شاعريّة العربي ومخيلته ومعانيه ، لكنها عالمياً قُبرت في متاحف الكلمة . النثر يتصوره البعض حائطا بسيطا يستطيع تسلّقه لكنه واهم تماما . وأحد أعمدة النثر البارزين هو الشاعر( حمد شهاب الأنباري) الذي كتب الشعر بكل أجناسه ومن ضمنها القصيدة العمودية والتفعيلة . حمد شهاب في معظم نصوصه وما جاء في صفحات التواصل ودواوينه العديدة ومنها (قيامة قلبي) نراه مائزا بارعا في النثر الذي تخلّى عن التكثيف المرهِق الذي يعجز القارئ البسيط عن فهمه ، هذا يعني أنه كتب للنخبة( الانتلجنسيا) وفي ذات الوقت كتب للقارئ الذي يأتي ليستذوق الشعر وفحواه وموسيقاه ورصانته وماهي الأهداف السامية منه . حمد يبني القصيد مع القابلية اللغوية التي تفوّق بها على الآخرين ، قصائده نسيج عنكبوتي لكنه يتصف بالمتانة والقوة لا الوهن الذي ينقطع بدبوس ضئيل . التراص والإنسيابية الماهرة كما النهر الذي يتدفق ومامن عائق يستطيع إيقافه . الشعر لديه صناعة ومهنة وهواية وخبرة ووله وحياة وصداقة وفية خالصة ومعرفة ورثاء الأوطان والناس وحب لاينتهي بل نذر نفسه أن يكون خلاً ابديا للشعر مهما دارت الشمس والأيام . حمد صوّر لنا الحداثة الشعرية من انها عالم يتجدد بسرعة وهي عالم التمدن والتقدم بجميع نواحيه ، هي عالم الحياة الذي يغيب عنه الكثير من المسلمات التقليدية . أما اللغة لدى حمد هي انبثاق وتفجر ووميض وبصيرة وهي امتداد لسحر الأشياء وأسرارها وعلاّتها علاوة على كونها مصدر القلق والتوتر والإحساس وممارسة طقوس الإبداع . حمد في أغلب مناوراته استطاع أن يدخل صميم النفس البشرية ومابها من تقلّبات وصدود وجحود حتى إيغالها في التنمّر والذئبية الشرسة . حمد منذ عرفته ، يكتب الشعر للناس على سليقة القريحة المريحة التي تجعله ليس معقدا ولا بطرانا ولا متبجحاً ، لكنه وفي بلادٍ مزقتها الحروب والطغيان والطائفية أصبح متأسفاً راثيا على الناس التي تبدلت وتقنعّت بأكثر من قتاع في خضم الرياح الجديدة التي نسفت أغلب القيم العربية والوطنية المتأصلة لدينا فراح يقول عن الناس في نصه ( الناسُ غيرُ الناس) :
النّاسُ غَيرُ النّاس " لمْ يتَبقَ في الدّنيا أخٌ خِلٌّ وما أدلي مِن الأقوالِ سَجِّلْها عَلَيَّ النّاسُ غَيرُ النّاسِ والأيّامُ تَذهَبُ ثمّ تأتي غَيرُها والحالُ باقٍ مِثلَما قد كانَ لا خَبَرٌ لنا قَد جاءَ ، أو وَحيٌ يجيء النّاسُ مُنكَسرونَ مِثلَ زُجاجةٍ والنّاسُ ماتوا واستراحوا اليومَ لمّا يَبقَ في الدّنيا ، أخٌ خِلٌّ ولا هُم يَحزَنونْ .
الناس لم تخلق لاسعادنا لاننا انحدرنا من كائنات تفترس بعضها البعض عضويا واليوم تفترس بعضها نفسيا . وبالرغم من هذا الإفتراس والدمار الهائل الذي يصيبنا يتطلّع المرء في لحظة يأس فيقول مثلما أطلقها الشاعر حمد بشذرة مشاكسة وذكية ( فلا خبر لنا قد جاء أو وحي يجيء ) ولربما هو اتخذها كمثلٍ لأننا نعرف ماذا تعني خاتم الأنبياء . ولذلك سيبقى الحال كما هو عليه الاّ إذا سعى المرء لتغيير حاله نحو الأفضل إنطلاقاً من الحكمة التي تقول : إذا أردت المساهمة في تغيير العالم عليك أن ترتب سريرك أولاً ولا عليك من الناس . في النص أعلاه يقول الشاعر حمد ( الناس منكسرون مثل زجاجة ) كما قالها يوما ابو العلاء المعري ( تحطمنا الأيام حتى كإننا زجاج / ولكن لايُعاد له سبكُ ) . الناس أو الإنسان هي كلمات جاءت من النسيان يعني أن المرء ينسى فسمي بالإنسان ، ورغم نسيانه لكنه ممتلئ بالضغينة والعداوة اللتين تشعلان روح المناكفة والمشاجرة والضرب واللكم وحتى الحرب . فهاهو حمد يستمر بالقول عن الناس الناسية المنسية في نصه ( ماالذي سأقول ):
وماذا سأفعَلُ والقلبُ في أوْجِ حالاتهِ ؟ خَلِّني هَكذا حائراً خلِّني هَكذا ، لأقولَ : بلَى حَيَّرَتني ظنوني وَجورُ الزَّمانِ . هلْ تُرى ساعةً وأرَى الوَقتَ يَصفو ؟ _ القلوبُ التي امتَلأتْ بالعَداوةِ يوماً سَتصفو ؟ متَى ؟ إنَّ هَذي الحياةَ وقد أشعَلَتها الحروبُ الحياةُ غَدتْ لا تَسرُّ ، بدتْ مِثلَما غابةٌ مِنْ دُخانِ .
أغلبنا يكتب أن الحياة غدت ليست كما عهدناها متناسين ان الحياة على مر تأريخها حروب ودخان وقتل شنيع ومن يصنع المأساة هو الإنسان نفسه ثم يرثي حاله حالما يتذكر مافعله من تراجيدية قاسية بحق أخيه الإنسان لكنه يعود فينسى ويكرر القتل بأبشع الطرق بل بكل إبداعه في العنف الذي لايطاق وأحيانا يصادف وهو قادم من قتل أخيه في المناكفات والحروب أو موت أحد محبيه تراه يذهب لممارسة طقوس الحب والمضاجعة التي لم يتصورها ، هذا يعني أنه يريد خلق الحياة التي خسرها من جديد فالمضاجعة هي إحياء التناسل هي خلق ذرية جديدة بدلا عن التي قتلناها وما من أسفٍ عليها ولاهم يحزنون . ونكبر على أشلاء من قتلناهم ودفنوا في الثرى ونكبر على ضحكةٍ منافقةٍ من شخص زائف مقنّع يعطينا مبررات القتل ، نكبر حين يبزغ القمر ويغيب دون أن نجد خلاً أو صديقا يشاركنا أتراحنا وأفراحنا وتفاصيلنا الضئيلة . ولذلك فرضت على المرء المستقيم أمثال الشاعر حمد أن يفكر ملياً في فن القبول والرفض . نقبل الأخلاق ونقيم لها ثمثال الإحترام ، ونرفض من جانبَ الأخلاق وادّعاء السوء بكل إصرار بل علينا أن نرد عليه وإذا تطلّب الأمر نرميه بخفّي نعالنا ، أما التعامل بمبدأ إذا صفعتني على خدي الأيسر سأدير لك الأيمن فهذه لايمكن أن تصلح لهذا الزمن بل تصلح للأنبياء ونحن بشر ولسنا رسلاً أو ملائكة . ومن وسط هذه الدوامة المقرفة والمقيتة يلجأ الشاعر حمد الى الذاتية والفردية ليجالس نفسه ويحاورها ليعرف هو مع من ؟ وحين يعرف لربما تستكين سريرته مثلما قالها لنا في نصه ( لا أتبعُ الاّ نفسي ) : هَلْ أنتَ مَعي ، أو أنتَ هُنا ضِدِّي؟ لَأكادُ وبِالْهَجسِ أحِسُّ بِأنّكَ ضِدِّي ، ولَدَيَّ دَلائلُ كُثرٌ أسطيعُ بِأنْ أذكُرَها بِالتَّفصيلِ مِن الألْفِ إلى الياءِ وأوَّلُها ، أنّكَ تَحسَبُني لَستُ قَريباً مِنكَ وَمِن كلِّ الأحداثِ ، وَما يُشعِلُ هَذا _ العالَمَ مِن نارٍ ودَمارٍ ، وكَوارثَ شَتَّى فَأقولُ : نَعَمْ إنِّي مُنذُ عَرِفتُ الدُّنيا ، وعَرِفتُ بِأنّا في زَمنٍ أضيَقَ مِن ثُقبِ الأبرَةِ قُلتُ : عَلَيَّ بِأنْ آخُذَ لِلْدُّنيا ألفَ حِسابٍ ثَمَّتَ لا يَأخُذُني لَومٌ مِن سِينٍ أو صادٍ فَأنا لا أتبَعُ إلّا نَفْسي
في الغرب الذي أعيشه أنا كاتب المقال علمونا بما كتبه أعظم الفلاسفة ومنهم الفيلسوف ( سورين كيركاغارد) الدنماركي الذي قال ( أنا سيّد نفسي) . هذا يعني لاشيء يُعلى عليه حتى وإن كان مقدسا بل المرء نفسه هو المقدس ولذلك حارب سورين الكهنوت بشدة لاتوصف . يقول الممثل الجميل ممثل فلم العراب ( آل باتشينو) في أحد أفلامه : في هذه الحياة ستتعلم كل شيء وحدك الا القسوة سيقوم شخص آخر بتعليمها لك ) . فهنا ينطبق القول على الشاعر حمد حين يريد الإعتماد على النفس أكثر مما يعتمده على الآخرين ومايجلبوه من أمرٍ لاترضاه النفس السويّة النقيّة ، او لربما يتجنّب الآخرين وفقا للقول المأثور( إتق شرّ من أحسنت إليه ) وما أكثر الأشرار ، وقد كذب من قال أن الخير ينتصر دائما ، بل ألأشرار نراهم بكامل زهوهم وأناقتهم وحتى الآخرة ان كانت موجودة بالفعل سيشترونها بمالهم وجبروتهم . ولذك طفق الشاعر حمد ليراقب ويراقب النفوس ليقول لنا ذلك في ( مُراقبة ) :
كَأنّي أرَى كُلَّ ما سَوفَ يَأتي وَأنّي أراقِبُ أو كُنتُ أرقُبُ كُلَّ الخَلائِقِ كُلَّ بَني الإِنْسِ ، كُلَّ الشَّياطِينِ مَنْ كانَ يَمْشي بِهَذا المَدَى وَحتّى الطُّيورَ أُراقِبُها كُلَّ يومٍ وَلا شأنَ لي بِالطُّيورِ سِوَى أنّني شاهِدٌ ، وَأُرَاقِبُ هَذا وَذاكْ . وَإذَنْ ، كانَ ذا دَيدَني في الحَياةِ وَكُنتُ ارتَضَيتُ بِأنْ أتَّقي شَّرَّ _ هَذي الخَلائِقِ مِنْ بَشَرٍ أو طُيُوْرٍ وَحَتّى الحِجارَةِ في الأرضِ _ لا بُدَّ أنْ أتَّقي شَرَّها كَي أظَلَّ بَعيدَاً وَلَوْ مَرَّةً عَنْ أُتُوْنِ الهَلاكْ . الشاعر حمد يتقي حتى الحجارة الصامتة الساكنة في مكانها إنطلاقا من السائد فيما بيننا حين نقول : إبتعد عن الحجارة قدر إمكانك فإن سحقتَ عليها أضرّتك وإن سقطتْ عليك أضرتكَ ايضا ، فابتعد قدر إمكانك من البشر الذين تشك بسلوكهم فلربما تراهم صامتين كالحجارة لكنهم ياما وياما تحت السواهي دواهي . في الثيمة أعلاه نفهم أن حمد يريد الإعتماد على النفس وعدم المخالطة النفعية البراغماتية التي لاتجلب سوى القهر النفسي. كما أنّ الأصدقاء أفضل الغدارين وبإقتدارعالٍ وفقاً لقول الكاتب (ميشيل نوكوب) . قائد الثورة الأسكتلندية غدر به أعز أصدقائه وتسبب في قتله وأخذ القيادة منه لكنه مات ذليلا بعد فضح جريمته وقد مثل هذا الغدر بفيلم جميل بطولة ( ليام نيسن ) . وهناك مثل هندي يقول : لاتزعل من ركلات حمارك لآنك أنت من اختاره وليس غيرك . لكن حمد لديه من الأصدقاء الكثيرين في حياته العامة أو من الرموز الوطنية الذين يهتدي بهم لما نزفوه من حب لأوطانهم وأفكارهم ومنهم الشاعر الراحل ( سعدي يوسف ) حيث كتب حمد عنه ببوحٍ موسومٍ ( المعلّم) :
تَعلَّمتُ مِنكَ الكثيرَ الكثيرَ وَأشهَدُ أنّي مَدينٌ إليكَ وَأنتَ هُنا أوَّلاً ، رُبَّما وَالأَخيرُ فَقُلْتَ : الكِتابَةُ ذاكَ العَذابُ اللذيذُ الكِتابَةُ مَوتٌ بَطيءٌ وَرُبَّتَما آيَةٌ ، أنَّها كُلُّ ذاكَ البهاءِ وَذاكَ الجَمالْ . وكُنتُ تلَمَّستُ ما قُلتَهُ ، فاهْتَدَيتُ إلى شاطِىءٍ آمِنٍ لِلكتابَةِ كُنتُ اهتدَيتُ لِذاكَ النَّشيدِ الحَزينِ ، وَما بلَّلَ الرُّوحَ مِن ألَمٍ في الضَّميرِ فَقُلْها ومُتْ : إنَّ ذا أفضَلُ المُمْكِناتِ ، وَأجمَلُ مِنها الذي قِيلَ ، أو قَد يُقالْ .
سعدي يوسف أصدر ديوانا بعنوان( الشيوعي الأخير) وقد قال به أنه الشيوعي الأخير أو مثلما الساموراي الأخير لدى اليابان ، ولذلك كتب حمد منوها عن ذلك من أنّ سعدي يوسف يستحق أن يكون معلما لآجيال وأجيال ، مات واقفا كما السنديان متحدياً الإحتلال وكل المتغيرات التي حصلت والتي ما كنا نحسب لها حسابا دقيقا حين جاءت زمرة تحكم بإسم التخلّف والكهنوت وهذا مما جعل سعدي يوسف ينتفض على كل القيم السلفية المقيتة ومن ضمنها المقدس أولاً . بينما بعض النفوس الضعيفة إتهموه بالطائفية وهو الذي تعرّض بسخرية فائقة لكبرى الرموز التي تنتمي لطائفته وهي زوجة النبي ( عائشة ) . ولذلك سعدي يوسف يستحق أن نتخذه معلما لدروبنا الحالكة التي لاتلقى جوابا شافيا لآغلب الأسئلة التي تراود العقل في زمن صعب للغاية تلاطمت به الأفكارالغريبة والطائفية و حروبها أو الحروب بشكلها العام لنقرأ حمد بصدد ذلك في ( دخان الحروب ) :
العراقُ بخَيرٍ ، وَهَذا دَليلي : الأخِلَّاءُ ، والقابِضونَ علَى الجَمْرِ ، أبناءُ آبائهِمْ ، والنِّساءُ العَزيزاتُ كُلُّ أولَئكَ في كُلِّ يَومٍ وهُمْ يَحلُمُونْ . إنَّ هَذي البلادَ لَها ساعَةٌ وَتَثُورُ علَى نَفسِها وَتُـقَبِّـل أبناءَها واحِداً واحِداً كَي يَظلَّ العراقُ بِخَيرٍ بِرُغْمِ الشُّجُونْ . مِثْلَ عَنقاءَ وَانتَفَضَتْ مِنْ دُخانِ الحُرُوبِ أرَى ساعَةً وَيَقومُ العراقُ علَى طُولِهِ ويَعُودُ كَما كانَ ثَمَّتَ يَبقَى هُنا واقِفاً يَتَحَدَّى القُرُونْ .
الحروب على حالها ضفة أوجاع وخسران وفقد مهول . ولذلك ذات يوم ينقل لنا (غابرييل غارسيا ماركيز) عن جنديٍ عاد من الحرب وإتصل بأمه تلفونيا وقال لها : لقد عدت ياأمي ، ففرحت أمه أيما فرحٍ وسعادة ثم أردف قائلا لها : ولكن يا أمي عاد معي صديقي لكنه مقطوع الأرجل من أثر قنبلةٍ ، فهل يمكنني أن أجلبه معي لبيتنا ، فقالت في الحال : تعال وحدك يا أمي فليس لدي وقت أداري وأعتني برجل معاق . غلق التلفون وأطلق رصاصة على رأسه وخرّ صريعا في الحال . الجندي المنتحر هو كان نفسه إبن أمه وهو الذي كان مقطوع الأرجل فإنتحر بعد إنْ قال : أحب أمي كثيرا ولا أريد أن أكون عالة عليها بقية حياتي فانتحرتْ. وهذه حالة من حالات التحدي التي قال عنها الشاعر حمد : ثَمَّتَ يَبقَى هُنا واقِفاً يَتَحَدَّى القُرُونْ . ورغم كل الذي جرى علينا ، ومن وسط هذه الدوامة المريعة في الحرب والدمار يقول حمد متفائلا في فلقته القمريّة ( يابلدي سلاماً ) : يَقُـولُـونَ : العِـراقُ غَـدَا حُـطامَاً فَـقُـلْتُ : وَكُـلُّـنـا أضحَى حُطاما لَـقَـد شَــبَّـتْ بِـهِ نـارٌ تَـلَـظَّـى… " سِوَى الآه " آلَيتُ بِأنْ أتَعَلَّمَ لُعبََةَ جَرِّ الحَبلِ وَأبَدَأَ مِنْ أوَّلِ خُطواتِ التَّدريبِ وَأعلَمُ أنَّ اللُّعبَةَ سَوفَ تَطولُ
في الفيلم العالمي ( الشمس تشرق أيضا ) إنتاج 1957 المأخوذ من رواية أرنست همنغواي وبنفس العنوان ومن تمثيل الوسيم ( تايرون ) والنجمة المثيرة (أفا غاردنر) . يصاب الطيار في الحرب (تايرون) إصابة بليغة تجعله عاجزا جنسيا وهو لما يزل في عمر الثلاثين . في الحرب عالجته ممرضة ( أفا غاردنر) ووقع كل منهما في عشق الآخر بألم عظيم . فتكتشف أنه عاجز وتبقى تحبه لكنه لايرضى الحب بالشفقة ويهجرها هجرا قطعيا ويقول لها بصريح العبارة ( لادفع عندي ولاخصب ولا أمل ) لكنها رغم كل هذا اليأس تظل على مسارها في حبه بشتى الطرق . وفي النهاية يشفى الطيار بمعجزة طبية ويعود الإثنان الى هواهم فلا شيء أرقى من رسم الحب والحياة على طريق الأيروتيك . هذه تعني الشفاء من الحروب وهذه تعني ( سلاما يابلدي) رغم كل العجز الذي أصابك وجعلك عاقراً في أغلب الأمور ، رغم كل ما أصابنا من عقمٍ وقهر بسبب الطغاة والذي أدى بنا أن نفكر بالإنتقام لكنا نعرف أنفسنا النقيّة الصافية كالماء القراح ، نعرف أننا غير قادرين على تنفيذ هذا الإنتقام فجعلناه قيد التنفيذ. لنقرأ حمد في بديعته ( الإنتقام) :
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصينُ الشيوعية ُ، البعيدة ..
-
الصينُ الشيوعيّة ُ، وطفلة ُالباص ..
-
وصيّة ُالسكران ، في اليابان…
-
حمد شهاب الأنباري ، إضاءاتٌ في النفس البشريّة ..جزءٌ ثانٍ
-
عزيزي فريدريك ..3
-
لاشيء يسرّ ، في تلكَ البلاد
-
عبد الرسول عبد الأمير ، وتراكم فيوض الأسئلة ..
-
عزيزي فريدريك ..2
-
مريضةٌ في الشآمِ ، فدلّها
-
حميد الحريزي ، وبركان انتفاضة تشرين
-
الله يحاورُ قومَهُ ..
-
عبد الستار نور علي ، والجسدُ المرمرُ ..
-
كريم جخيور، إبداعٌ مُحتشِدٌ بالفكر والحب ..جزءٌ أول
-
هاشم مطر، وأحاديثُ بيتِ الناي ..
-
عقولُ البَصَلِ ..
-
عزيزي فريدريك
-
عزيز الموسوي رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ ثانٍ
-
عزيز حسين الموسوي ــ رذاذٌ ناعمٌ ، في حقول النقد.. جزءٌ أول
-
أشياءٌ في الحب ، والدمية سامانثا ..
-
إمرأةُ الكوزمَتِك ..
المزيد.....
-
سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون
...
-
العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه
...
-
إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025
...
-
بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
-
ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم
...
-
سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو
...
-
معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
-
الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي
...
-
-نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه
...
-
رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|