|
تهجير الصهاينة من فلسطين أسهل من تهجير سكان غزة
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 07:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تعد المخططات (الأمريكية – الإسرائيلية) لتصفية القضية (الفلسطينية) وحقوق الشعب؛ بحاجة لتحليل أو شرح أكثر مما أفصح به (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) مؤخرا؛ عن مخططاته بالسيطرة على قطاع (غزة) وإرسال قوات (أمريكية) تتولّى الإشراف على عملية إعادة الأعمار والتمركز فيها إلى اجل غير مسمى، وهذه الوقاحة في إعلان نواياه لم تأتي اعتباطيا لولا شعوره باختلال ميزان القوى في العالم لمصلحة (الولايات المتحدة الأمريكية) .
تهجير أبناء غزة فكرة تجسد التطهير العرقي.. ولماذا لا يتم تهجير الصهاينة من أرض دولة فلسطين العربية كما فعل بهم ملوك الآشوريين قبل أكثر من ألفين عام
ومن هنا لا بد إن نذكر بالمسؤولية التاريخية.. والسياسية.. والقانونية الدائمة لـ(الأمم المتحدة) و(المجتمع الدولي) تجاه (الشعب الفلسطيني)؛ لان ما يواجهه اليوم (الشعب الفلسطيني) في قطاع (غزة) و(الضفة الغربية) و(القدس) في غاية الخطورة؛ بكون هذه المناطق تتعرض لأوسع عملية (تهويد) وضم واستيطان (صهيوني) إرهابي منفلت من كل عقال؛ وما ينوي الرئيس (الأمريكي) فعله ما هي إلا جريمة حرب تشمل التطهير العرقي.. والعقوبات الجماعية.. والإبادة الجماعية لشعب (الفلسطيني)؛ والتي لا سابق لها؛ وما طرحه الرئيس (الأمريكي) في تهجير أبناء (غزة)؛ إلا فكرة تجسد التطهير العرقي وعلى لسان رئيس الدولة التي تزعم بكونها المدافعة الرئيسية عن قيم العدالة.. والحرية.. وحقوق الإنسان؛ وهم من يسعوا وبكل إصرار إلى تهجير (الشعب الفلسطيني) من قطاع (غزة)، ولكن ما يؤسف بان لا زعيم (عربي) وجه للرئيس (الأمريكي) سؤال: لماذا لا يهجر الصهاينة من بلاد (فلسطين)العربية............؟ وهو أمر أسهل؛ بكون هؤلاء من أصول (أوربية) وقد انو إلى ارض (فلسطين) بكثافة من شتي أصقاع الأرض إلى هذه الأراضي في عشرينات.. وثلاثينات.. وأربعينات القرن الماضي بعد (وعد بلفور) وتشجيع إقامة وطن قومي لـ(اليهود) في (فلسطين)؛ رغم أنهم تم من قبل ملوك (الآشوريين) تشتيتهم وتهجيرهم وأخذهم سبايا إلى بلاد (آشور – العراق الحالي) منذ أكثر من ألفي عام ومن بعدها هاجروا طواعية وخوفا من تكرار ما حدث لهم في عهد ملوك (آشور) إلى دول أوربية، ولهذه الأسباب وغيرها فهم لا يستطيعون اندماج في أي محيط كان؛ فكيف الحال وهم اليوم متواجدين ومحيطين بمحيطهم (العربي)؛ الذي يطوقهم من كل جانب؛ ولن يشعروا بالأمان والاستقرار طالما أنهم يمتلكون رؤية عنصرية؛ وان إخراجهم من المنطقة سيجلب الأمن والأمان لعموم (المنطقة الشرقية). لذلك فان (الشعب الإسرائيلي) هو اليوم بأمس الحاجة إلى التهجير وليس (الشعب الفلسطيني) الذي يعيش في أرضة ووطنه قبل سبعة ألاف سنة .
المجتمع الدولي مطالب لإنهاء الاحتلال الصهيوني الغير القانوني للأرض الفلسطينية المحتلة من قبل الصهاينة
لذلك يقع اليوم على عاتق (المجتمع الدولي).. و(الأمم المتحدة).. و(الرئيس الأمريكي) واجب أخلاقي والتصرف بسرعة وبشكل مسؤول لإنهاء الاحتلال الصهيوني الغير القانوني للأرض (الفلسطينية) المحتلة بما فيها (القدس) وضمان حق عودة اللاجئين (الفلسطينيين) لديارهم التي شردوا منها؛ والتصدي للانتهاكات.. والسياسات العنصرية.. وإنهاء الاحتلال (الإسرائيلي) الاستعماري الغير القانوني لأرض (دولة فلسطين) الحرة المستقلة والمستمرة منذ عام 1947 . ومن هنا يجب على (الأمم المتحدة) إلى عقد مؤتمر دولي عاجل بعد قرار الرئيس (الأمريكي) بترحيل (الشعب الفلسطيني) من مدينة (غزة)؛ وما يحدث من تطهير عرقي في (الضفة العربية) من قبل (الصهاينة) المستعمرين وبرعاية دولية للتوصل إلى حل عادل للقضية (الفلسطينية) على أساس القانون الدولي.. وقرارات الأمم المتحدة.. ومبادئ الشرعية الدولية. وعلى (الأمم المتحدة) إن تواصل عزمها وجهودها بالتعاون مع كافة الدول الصديقة وأنصار (الشعب الفلسطيني) في العالم أجمع، لحماية حقوق (الشعب الفلسطيني) ووفق القانون الدولي والقرارات ذات الصلة والتعاون الفعال والجدي مع كل المنظمات الدولية والأممية من أجل ضمان تمكين (الشعب الفلسطيني) وحقه في تقرير المصير . ولتحقيق هذا الهدف المنشود لابد من تعزيز صمود وبقاء (الشعب الفلسطيني) على أرض (فلسطين) وعدم الاستسلام لأي ضغوط مهما كانت؛ والعمل بكل جهد وجد للوقوف بوجه مخططات الترحيل والتهجير التي تعلنها (أمريكا) و(إسرائيل) وإفشالها؛ وتعزيز قدرات الإنسان (الفلسطيني) على البقاء والصمود وخصوصا في (غزة) والمناطق المهددة كـ(القدس) وما يسمى مناطق (ج)، و(النقب) و(الجليل) و(البلدة القديمة) في (الخليل)، واستعادة قيم الانتفاضة الشعبية ومفاهيمها ومشاركة الفاعلة في النضال الوطني وبث روح الاعتماد على النفس والتكافل الوطني والاجتماعي بين الجميع من اجل تكريس طاقات الشعب لخدمة الإنسان (الفلسطيني) وتلبية احتياجاته وصموده؛ في ظل استمرار الاحتلال الذي يضطهد الجميع .
الشعب الفلسطيني باق على أرض فلسطين ولن يستسلم لأي ضغوط
فصمود (الشعب الفلسطيني) وبقاءه على أرض الوطن؛ هو العنصر الحاسم في الصراع الدائر.. والفشل الأكبر للحركة (الصهيونية).. والنجاح الأكبر للشعب (الفلسطيني) حتى هذه اللحظة، أن عدد (الفلسطينيين) على أرض (فلسطين) التاريخية يفوق اليوم عدد (اليهود الإسرائيليين) – كما تذكر كل الإحصاءات القائمة اليوم – رغم النكبة.. والاحتلال.. والاضطهاد العنصري.. ورغم وجود بحدود سبعة ملايين لاجئ (فلسطيني) محرومين قسرا من حق العودة إلى وطنهم . لنستشف من هذه الحقيقة بأن (القضية الفلسطينية) هي قضية (الأمة العربية) المركزية غير قابلة للانتهاء والتصفية؛ طالما (الشعب الفلسطيني) برمته منخرط في حركات المقاومة بمختلف تسمياتها وفصائلها لتمكين ولتؤسس مشروع الصمود على الأرض لمواجهة الغطرسة (الإسرائيلية) وانسداد الأفق المستقبلي للتسوية السياسية في ظل ما يقوم المحتل (الإسرائيلي) من وأد حقوق (الفلسطينيين) واغتصاب الأراضي، ولكن (الشعب الفلسطيني) المتشبث بالأرض (الفلسطينية) يتحدي المشروع (الصهيوني) الاستيطاني ويحاول بكل الوسائل المتاحة أمامه إيقاف اندفاعه ودفعه للتراجع في ظل تمسك (الشعب الفلسطيني) بحقوقه وصراعه ضد الظلم، فهذه ليست (انتفاضة الدولة الفلسطينية) فحسب بل بناء مجتمع قادر على أن يستمر في الحياة بينما يستمر في المقاومة طالما أن العدو (الإسرائيلي) يواصل ممارساته العنصرية والتوسعية.. وفرض الحصار.. والتجويع.. والتهجير.. على حساب حياة الناس وحقوقهم؛ إلى واحدة من أعلى مراحلها كما يحدث ويشهد قطاع (غزة) اليوم؛ فالتطهير العرقي.. والعقوبات الجماعية.. والإبادة الجماعية.. وبما يتعرض (الشعب الفلسطيني) من الاضطهاد عنصري.. وبما يترافق مع تعميق قوانين العنصرية التي تتبناها المنظومة (الصهيونية) الحاكمة الفاشية بكل أبعادها والتي لا تقيم وزنا أو احتراما لأي قانون دولي أو لحق من حقوق الإنسان .
الفلسطينيون باقون في غزة هي أرضنا وعرضنا.. ولن يرحلوا .. ولا يريدون إن تتحول إلى ريفييرا الترمبية
ليأتي اليوم (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) داعما المشروع (الصهيونية) الفاشي؛ في الضم.. والتهويد.. والتطهير العرقي.. لقطاع (غزة)؛ ليعلن مشروع تهجير (الفلسطينيين) من قطاع (غزة) إلى (جمهورية مصر العربية) و(المملكة الأردنية) و(السعودية) أو إلى (اندونيسيا) و(المغرب) و(الصومال)؛ بعد إعطاء الضوء الأخضر لتدميرهما بالكامل؛ بعد أن أصبحت (غزة) مكان غير صالح للعيش – كما يدعي – لذلك يقترح بضرورة مغادرة (الفلسطينيون) قطاع (غزة) ريثما تتولى (واشنطن – الأمريكية) إعادة أعمارها وتحويلها إلى مدينة (ريفييرا)، بعد إن يفتح استثمارات في حقول البناء والتعمير في المدينة من قبل الشركات (الأمريكية)؛ ليتم إدارتها من قبل (الولايات المتحدة الأمريكية) إلى اجل غير مسمى؛ مشددا على أن (الولايات المتّحدة) ستتسلّم من (إسرائيل) قطاع (غزة) بعد انتهاء القتال وتهجير السكان (الفلسطينيين) وأنه سينشر (قوات الجيش الأمريكي) على الأرض في (غزة) لتنفيذ ومباشرة مشروعه المسمى بـ(الريفييرا الترمبية) . ليعود ( الرئيس ترامب) بأكثر من مناسبة يؤكد مع الجانب (الإسرائيلي) للتأكيد على جدية مقترحه؛ لذلك فان (إسرائيل) رحبت بالمقترح وأعلنت أنها بدأت بوضع خطة لتسهيل المغادرة الطوعية لسكان (غزة) ومن مطاراتها الدولية. ونسى (ترامب) وحلفاءه من (أللكيان الصهيوني) المغتصب لأراضي (الفلسطينية) بان كل مجريات الأمور تسير وفق أهوائهم الجنونية؛ وان الأمر قد انتهى بكل تفاصيله.. وبشحطة قلم ..............! ....................؟
الشعب الفلسطيني سيقاوم كل أشكال التهجير وحرب الإبادة
ونسى (ترامب).. ونسوا (الصهاينة)؛ بان (الشعب الفلسطيني) الذي ضحى وقاتل منذ عام 1948 واستمر دون هوادة في النضال.. والمقاومة.. والجهاد.. والكرامة.. وعزة النفس؛ ويقاوم كل أشكال حرب الإبادة (الإسرائيلية)؛ واليوم ومنذ أكثر من عام ونصف العام في قطاع (غزة) لوحدها مستمر في القتال والصمود هو مرفوع الرأس لم ينحني إمام كل فواجع.. وماسي الشعب.. ومنح التي مرت عليه؛ ظل صامدا صمود الإبطال بعز وشرف وقدم أكثر من (سبعين ألف) شهيد ومفقود و(مائة وثلاثون) ألف جريح، غهذا الشعب لم.. ولن يغادر تراب (فلسطين) مهما كانت الظروف.. لن يغادر أرضه.. ولن يكرر من جديد تجربة نكبة عام 1948 .. بل سيفضل الإقامة في الخيام وعلى ركامِ بيوته المدمرة ويرفع فوقها علم بلادة الحرة علم (فلسطين) لان (غزة) هي الأرض والعرض للإنسان (الفلسطيني)؛ ولن يرحل عنها مهما كان قرار الرئيس (ترمب) . فلا سبيل أمام (الشعب الفلسطيني) إلا الصمود.. والنضال.. والمقاومة بكل الأشكال المتاحة.. وبكل الأشكال التي خاض خلالها وعبر عقود طويلة من النضال سواء بالكفاح المسلح.. أو بالحجرة.. أو بالانتفاضة.. أو بالمقاومة الشعبية؛ لان مسيرة نضال التحرر.. والاستقلال.. وحق تقرير المصير؛ لمواجهة مشروع (الأمريكي – الصهيوني) على الأرض (الفلسطينية) وهو مشروع لتصفية القضية لصالح (الكيان الصهيوني) . فكل المخططات (الإسرائيلية) التي تجري اليوم على قدم وساق؛ تسعى بكل الأساليب القذرة والوحشية لتصفية حقوق (الشعب الفلسطيني) وترحليهم من أراضيهم؛ وكما فعلوا في عام 1948 ؛ يريدون اليوم تكرار تلك التجربة القاسية بحق (الشعب الفلسطيني) وحرمان وجوده من ارضي الإباء والأجداد (ارض فلسطينيين)، لان كل مؤشرات على الأرض توحي بعد صعود الفاشية.. واليمين المتطرف للحكم في (إسرائيل).. وتحول المستعمرين المستوطنين إلى قوة شديدة التأثير.. وان بيان حكومة الاحتلال المعلن بجعل أرض (فلسطين) التاريخية حكرا لـ(اليهود) فقط؛ وحقهم تقرير المصير فيها محصور بـ(اليهود) فحسب؛ وهذا الأمر أوضح من أن يحتاج إلى أي تفسيرا أخر .
سيهزم ترامب .. وستهزم جيوشه الغازية من قطاع غزة .. كما انهزم الجيش الأمريكي من فيتنام
ورغم كل ما يحاك خلف الكواليس من مؤامرات ضد (الشعب العربي الفلسطيني) نقولها بكل ثقة : سينهزم (ترامب) بانهزام جيوشه الغازية لقطاع (غزة) بفعل المقاومة (الفلسطينية)؛ حيث سيخرج إبطال (المقاومة الفلسطينية) من كل حدب وصوب ومن تحت أنقاض المنازل ليقاتلوا الغزاة الجدد (الأمريكان)، وكما انهزم (الجيش الأمريكي) من (فيتنام) ستهزم جيوش (الأمريكان) من قطاع (غزة) لا محال؛ بعد إن شعر (الصهاينة) وزمرة الحاكمة في (إسرائيل) في هذه المرحلة؛ باختلال ميزان القوى لمصلحتهم؛ وتحديدا (في هذه المرحلة) لأساب نذكر منها: أولا... تشرذم القرار (العربي) الموحد. ثانيا... هرولة (الدول العربية) لتطبيع مع هذا الكيان (الصهيوني) الجائر. لنجد كيف يرتفع صوت في (إسرائيل) برفضهم المطلق بـ(حق الشعب الفلسطيني) في إقامة دولة حرة مستقلة ذات سيادة على ارض (فلسطين)؛ كما يرفضون أي حق لـ(للفلسطينيين) في مدينة (القدس).. وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها . لذلك يتطلب من (الشعب الفلسطيني) و(الأمة العربية) النضال.. والمقاومة.. والصمود.. ويجب لهم الاستمرار حتى تحقيق أهداف (الشعب الفلسطيني) في الحرية وتقرير المصير.. ويجب ويتطلب من (الحركة الوطنية الفلسطينية) إصلاح الخلل في ميزان القوى مهما كان الثمن.. كما ويجب أن تتناول كل وسائل النضال الفعالة وأساليبه وأهدافه التحرر.. وإقامة (دولة فلسطين) الحرة المستقلة؛ حالها كحال أية (دولة عربية) في (الوطن العربي) .
الشعب الفلسطيني مطالب وأحزابهم وحركاتهم التحررية مواجهة الانقسام السياسي وتوحيد القيادة للنضال الفلسطيني من اجل الحد من إهدار الطاقات بالخلافات والصراعات الداخلية
ومن هنا يتطلب من (الشعب الفلسطيني) وأحزابهم وحركاتهم التحررية؛ مواجهة الانقسام السياسي في الساحة (الفلسطينية) وتوحيد القيادة للنضال الفلسطيني؛ من اجل الحد من إهدار الطاقات في الخلافات والصراعات الداخلية؛ وبما يترتب عن ذلك من ضعف القدرة على مواجهة ظواهر التشظي والشرذمة التي تتكاثر بفعل عوامل عديدة؛ ومنها دسائس الاحتلال وأعوانه، وذلك من اجل جمع جميع القوى إلى الانخراط في قيادة وطنية موحدة بحيث تكون هذه القيادة مسئولة عن العمل السياسي والكفاحي المشترك من اجل تمتين فعالية المقاومة (الفلسطينية) وتأثيرها وتقويتها . لان اليوم وفي هذه المرحلة التي تتكالب فيها قوى الامبريالية وفي مقدمها (أمريكا) لترحيل (الفلسطينيين) واحتلال مدينة (غزة)؛ فان (الشعب الفلسطيني) يواجه أكبر خطر على مستقبله منذ وقوع النكبة عام 1948 ؛ تلك النكبة المروعة التي حدث بحق (الشعب الفلسطيني) وأدت إلى تهجير أكثر من (سبعين بالمائة) من سكان (الفلسطينيين)؛ وتدمير ما لا يقل عن (خمسمائة) قرية وبلدة وتجمع سكاني ومسحها من الوجود، وما حدث أنذلك بحق (الشعب الفلسطيني) هو خير عبرة لمدى الضرر الذي ألحقه انقسام الاتجاهات و(العشائر الفلسطينية) في حينها؛ وغياب قيادة وطنية موحدة؛ حتى صارت (فلسطين) ملهاة لكثيرين تخلّوا عنها بين ليلة وضحاها.. وفرطوا في حقوق شعبها . لذلك نؤكد هنا مدى أهمية النضالي.. والكفاح (الفلسطيني) المشترك؛ ليتم التأثير على الدول الإقليمية.. والدولية؛ لصالح (القضية الفلسطينية)؛ وإقامة (دولة فلسطين) الحرة المستقلة، طالما إن (الكيان الصهيوني) لا يقر (بحل الدولتين)؛ لذلك يتطلب الأمر في هذه المرحلة الخطرة صمود (الفلسطينيين) وبقاؤهم على أرض وطنهم؛ وهو العنصر الحاسم في الصراع الدائر في هذه المرحلة؛ ليتم بفعل الصمود.. والنضال.. والكفاح الوطني الشامل إنهاء الاحتلال.. وإسقاط منظومة (الصهيونية) العنصرية في كل مناطق (فلسطين) التاريخية، ولكي يتحقق ذلك يتطلب من الجميع أبناء.. والقيادات السياسية.. والمجتمعية؛ تغليب المصلحة الوطنية العليا على مصالحها الشخصية والحزبية والفئوية؛ والإقرار بأن إدارة النضال الوطني التحرري يتطلب التخطيط الدقيق والاستعداد للتضحية .
على الشعب الفلسطيني إدراك بان الكيان الصهيوني هو كيان دخيل في المنطقة ويشعر وعلى دوام بأنه غريب عنها وهذا الشعور هو الذي يشعره بالإحباط والأفول على دوام وانه لا محال سيزول من المنطقة عاجلا أو أجلا
وعلى (الشعب الفلسطيني) إدراك.. ووعي بان (الكيان الصهيوني) هو كيان دخيل في المنطقة؛ ويشعر وعلى دوام بأنه غريب عنها؛ وهذا الشعور هو الذي يشعره بـ(الإحباط) و(الأفول) على دوام؛ بكون (الكيان الصهيوني) كيان ضعيف؛ وانه لا محال سيزول من المنطقة عاجلا أو أجلا؛ لان الكثير من الإحداث التي وقعت في المنطقة فسرت لنا حالة (الإحباط) التي يشعر بها هذا الكيان.. نذكر منها: اولا... في عام 1983 انسحب من (بيروت) تحت ضربات المقاومة هناك، بعد أن كانت أول عاصمة عربية يستبيحها في شهر أيلول من عام 1982، ثانيا... في عام ألفين انسحب الاحتلال من جنوب لبنان للسبب ذاته. ثالثا... في عام 2005 انسحب الكيان الصهيوني بقرار منفرد ومن دون قيد ولا شرط ولا اتفاق من قطاع (غزة). رابعا... في عام 2019 استعادة (المملكة الأردنية الهاشمية) منطقتي (الباقورة) و(الغمر) اللتين كانتا محتلتين من قبل (الكيان الإسرائيلي)؛ ومن ثم تم الاتفاق على اعتبارهما مناطق مؤجرة في عام 1994 بموجب اتفاق السلام، وانتهى المطاف بهذه المناطق إلى رفع العلم (الأردني) عليها؛ وعودتها بالكامل للسيادة (الأردنية). خامسا... انسحب (الاحتلال الصهيوني) من منطقة (سيناء – المصرية) واستعادتها اثر حرب (تشرين الأول من عام 1973. لنستشف من هذه الوقائع والحقائق ومن ومسار هذه الأحداث مدى اضمحلال الفكر (الصهيوني) في المنطقة؛ وبأنه بلا جدوى.. وانه لا محال سيأتي اليوم الذي يغادر من المنطقة برمتها؛ بكون اغلب (المستوطنين) وهم غالبية (الشعب الصهيوني) هم من جنسيات (أوربية) وليسوا من المنطقة؛ فعاداتهم.. وتقاليدهم.. تختلف كليا عن عادات وتقاليد الشرقية؛ لذلك فهم أول من سيغادر المنطقة بأكملها؛ بعد شعورهم المتواصل بان دولتهم مزيفة.. ولم تعد دولة آمنة.. بكون أغلبية مستوطنوها يفتقدون الأمن؛ بعد إن أصبحوا لا يشعرون بالأمن والاستقرار.. وجل تفكيرهم هو كيفية الاحتماء بالملاجئ اثر سماعهم دوي صفارات الإنذار.. بفعل ضربات المقاومة (الفلسطينية) وصواريخ المقاومة التي تنهل على مدنهم ومستوطناتهم بين حين وأخر؛ وباتت أعداد (المستوطنين) الفارين من (فلسطين) إلى البلدان (الأوروبية) التي جاءوا منها بمساعدة وتشجيعِ (الانتداب البريطاني) تتزايد، ولكن اليوم يفكرون بالرجوع من حيث أتوا دون رجعة، أما (اليهود الشّرقيين) فغالبيتهم اليوم باتوا بحاجة إلى الحماية ويفكرون بالذهاب والاستقرار في (أمريكا)؛ بعد إن تصاعد النضال (الفلسطيني) من اجل تحرير كامل (فلسطين)؛ وهذا الأمر يزحزح من ثقة المواطن (الصهيوني) بوجوده في ارض ليست أرضه، وهناك الكثير من المعطيات التي لا تجلب لهم الاستقرار في ارض (فلسطين)، لهذا نقول: فان زوال هذا النظام من (المنطقة العربية) آت لا محال . ولكن للأسف بعض المعطيات التي أرسلتها بعض (الأنظمة العربية) للكيان (الصهيوني) اثر توقيع اتفاقات التطبيع مع (إسرائيل) كانت نتائجها سلبية؛ وهي التي شجعت هذا (الكيان) المجرم بالسعي بالثبات على ارض (فلسطين) واحتلالها وتوسيع مستوطناته بكل الوسائل الوحشية. ولكن نضال.. ومقاومة.. وصمود الشعب (الفلسطيني).. وتمسكه بحقه في العيش على ارض وطنه ارض الإباء والأجداد؛ وسعيه المتواصل لتحرر (فلسطين) من الاحتلال (الإسرائيلي) وهذا الإصرار والصمود لا محال سيتحرر (الشعب الفلسطيني) من سطوة الاحتلال الذي سيزول؛ وسيزول.. وسيتقهقر (الكيان الصهيوني) لا محال؛ لان التاريخ يؤشر لنا معطيان رحليه من المنطقة لا محال.. عاجلا أو أجلا .
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المقايضة على تمرير القوانين في العراق انتكاسة تشريعية
-
الاغتراب الثقافي في مواجهة الفكر المعاصر
-
عام يمضي.. وأخر يأتي.. لنجعل من منازل الأسر ومدارس الدولة ور
...
-
إشكالية قبول الأخر
-
هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم ي
...
-
التنبؤات هل هي خزعبلات العرافات والعرافين أم هي تنبؤات بإملا
...
-
الأمية وانعكاساتها السلبية على السلوك الاجتماعي
-
القيم الأخلاقية في مواجهة متغيرات العصر
-
مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق انتكاسة تشريعية
-
يوم الشهيد الآشوري .. في السابع من اب 1933 الملك (فيصل الأول
...
-
تحديات التي تواجه مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي
-
عيد الصحافة العراقية.. الصحافة العراقية على المحك في أوضاع ا
...
-
التجاعيد محطات من تاريخ العمر.. فيا سيدتي إزالتها بجراحات ال
...
-
المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستات
-
اين صوت العرب من معاناة الشعب الفلسطيني.........!
-
في اليوم العالمي لحرية الصحافة
-
عيد العمال والنقابات العمالية ما لها وما عليها في ظل الأزمات
-
في الذكرى مذابح (سيفو) في تركيا بحق الآشوريين والأرمن، جريمة
...
-
العيد القومي الآشوري.. رأس السنة الأشورية (اكيتو).. من ميثول
...
-
يوم المرأة العالمي .. حرية المرأة في وعيها
المزيد.....
-
تركي آل الشيخ يستبق تكريم عمر خيرت في الرياض بإعلان مهم ورسا
...
-
الحكومة البلجيكية تضع ملف الهجرة واللجوء على رأسها اهتماماته
...
-
ترامب: انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ليس -عمليا-
-
آخر مستجدات المؤتمر الدولي في باريس لدعم الانتقال السياسي في
...
-
رفض لبناني لطلب تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان..
...
-
الاحتيال العاطفي باستخدام الذكاء الاصطناعي: ميتا تطلق حملة ل
...
-
عائلات المفقودين في سجون الأسد: بين القبور والآمال.. رحلة ال
...
-
زاد ملتقى: -شمش..صرخة من أجل السلام- عمل تركيبي مستوحى من ال
...
-
-فوضى الوكالة الأمريكية للتنمية تهدد أفقر شعوب العالم-- نيوي
...
-
-وول ستريت جورنال-: بكين تعرض وساطة لعقد قمة بين بوتين وترام
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|