(حُلُمُ النُّهُوضِ بِالإِقْلاَعِ)

سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 02:53
المحور: الادب والفن
    

سَأَحْمِلُ جُرْحَ العُمْرِ،
أَرْسُبُ فِي أُفُقِ المُدَى،

وَأَمْضِي كَمَنْ يَرْجُو لِقَاءً،
وَإِنْ طَالَ لَيْلٌ يَنْهَضُ،
يُضِيءُ شَوْقَهُ الظَّلَامُ،
تَحْمِلُ الرِّيحُ صَوْتَ الحَبِيبِ،
تُؤَرِّقُهُ، تَحْفِرُ فِي أَطْرَافِ
نَافِذَتِهِ أَلَمًا

آبَ اللَّهِيبُ،
فَأَيُّ بَابٍ سَأَفْتَحُهُ؟
وَأَيُّ صَوْتٍ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ
يَجِيءُ؟

الشُّرْفَةُ سَاكِنَةٌ،
وَمَا زَهْرُ الأُصِيصِ
إلَّا مُبَكِّرًا أَرْخَى السُّدُولَ
عَلَى مَمْشَى بَقَايَا عِطْرِهَا،
فَكَادَ يَزُولُ

لَا زَائِرٌ يَأْتِي،
وَلَا هَزِيعٌ يُسَامِرُنِي،
وَحْدَهُ صَدَى الأَوْقَاتِ،
يَكْتُمُ خَوَاطِرَ مِشْوَارٍ قَصِيرٍ

أَسْمَعُ نَبْضَ السِّدْرَةِ الْمُطِلَّةِ
عَلَى البِرْكَةِ العَامَّةِ هَامِسًا،
تَدُقُّ سَاعَةُ عُمْرِيَ الصَّامِتَةُ
نَغَمًا، سَمِعْتُهُ، لَكِنَّنِي
لَا أَتَذَكَّرُ أَيْنَ

إِنْ خَانَتِ الأَقْدَارُ يَوْمًا أَمَانِينَا،
فَإِنَّ جَنَاحَ الصَّبْرِ يَرْفَعُنَا قِمَمًا

تَنَاوَحَتِ الرِّيحُ
القَادِمَةُ مِنَ الحُقُولِ
فِي مَسَاءٍ مَا زَالَ يُقِيمُ
أَحْلَامَنَا خَيْمَةً،
وَشُرُودُنَا جَوَادٌ نَمْتَطِيهِ
سَاعَةَ الرَّحِيلِ

السَّنَابِلُ الحَزِينَةُ فِي البَعِيدِ
تَرْنُو لِشِهَابٍ هَوَى،
وَاحْتَمَى بِغَيْمَةٍ عَابِرَةٍ
سَارِيَةٍ خَضْرَاءَ، تَحْمِلُ
رَايَةَ صَبْرِنَا،
تُحَدِّثُ عَمَّا فَاتَ

تَشْهَدُ الجُدْرَانُ عَبَثَ العَنَاكِبِ،
وَمَسَاكِنُهَا شَبَحُ دَهْرٍ هَرِمٍ

قَدْ طَالَ لَيْلُ الرَّحِيلِ، فِي الهُبُوبِ
أَشْرِعَةُ المِشْوَارِ تَهَرَّأَتْ،
شُعَاعٌ يَنْهَضُ مِنْ بَعِيدٍ
يَرْسُمُ وَجَنَاتِ أَمَلٍ مَعْدُومٍ

أَفْتَحُ بَابَ صَمْتِي لِطُيُورٍ مُهَاجِرَةٍ
تَسْتَقِي مِنْ وَهْجِ رُوحِي،
وَتَلْتَقِطُ مِنْ دَمِي حَبَابَ بَرٍّ
تَمْنَحُنِي بُوصْلَةَ طَرِيقٍ

قَارِبٌ عَلَى اليَابِسَةِ يَنْتَظِرُ السَّفَرَ،
يَا نَفْسُ، صُبِّي كُلَّ عَزْمٍ بِحُزْنِكِ،
وَكُونِي فِي الرِّيَاحِ شِرَاعًا،
فَسَأُقْلِعُ مَعَ الطُّيُورِ

#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات