حسين سليم
(Hussain Saleem)
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 16:12
المحور:
الادب والفن
(20)
الجرو الأبيض أخو الجرو الأسود
كتب أحد الفنانين العراقيين أظنه (فيصل لعيبي) مقالاً في فترة سابقة، بنكهة الكوميديا السوداء، - إذا لم يكن هو فمعذرة- كانت فحواه "كلّ الحمى تأتينا من سورية" فالبعث جاءنا من سورية، الجبهة الوطنية جاءتنا من سورية، وأخيراً القاعدة وداعش أتتنا من سورية..
عقود من حكم البعثينِ أخذت من مقدرات الشعبين والبلدين، حتّى الحرب الأهلية في لبنان كانت ميداناً لصراعهما. لكن الشهادة لله؛ معارضو هذا البلد عند ذاك ومعارضو ذاك البلد عند هذا.
وللعراقيين ذاكرة جمعية مريرة مع بعث العراق، أقساها شباط الأسود عام 1963 راح ضحيته الكثير من خيرة بنات وأبناء القوى الديمقراطية والشيوعية، علاوة على وأد تجربة وطنية، منجزاتها أكثر من أيامها. وفي عام 1978 جرت حملة تصفية الشيوعيين، أصابت كوادره وقواعده، و ما تبقى من القيادات اللامعة، واستمرت حتّى سقوط النظام، انعكست تأثيراتها السلبية لليوم.
كان بعض الموالين لبعث سورية أو ما يسمى "بعث اليسار" معنا في سجن (ابو غريب) في بداية تسعينيات القرن المنصرم، والشهادة لله أيضا، كانوا "أرتب" من بعثيي العراق. كان لي "سفرداش" ومعناه زميل الأكل في السجن؛ "ابوخالد"، لم يكن "دبلوماسياً"، ما في قلبه على لسانه. ومن عادة الشيوعيين العراقيين أنهم يحتلفون بميلاد حزبهم في شتى الظروف والذي يصادف في 31 آذار؛ في البيت، الجبل، الشارع ، عمل علني أو سري، في قاطع الإعدام أو في السجن حيث توضع حلويات أمام (الخيمة) وهو مكان صغير داخل (الجملون) لمكوث السجناء ومنامهم، فيمرّ المُحبّ يأخذ"چكليته" مهنئاً ويذهب، أو في (الساحة الكبيرة) للسجن يتم تبادل التهنئة والحلويات.
7 نيسان عيد البعث في العراق وسوريا، جاء السجين "أبو صلاح" وهو من "بعث اليسار"، يقال تمت تصفيته فيما بعد، من قبل بعث العراق، نتيجة بريد حزبي أو اعتراف متأخر، يعاتب صاحبي العامل "أبو خالد": "اشو ما عايدتني بعيد الحزب"7 نيسان" أنا مو عايدتك بميلاد حزبك " 31 آذار"؟!"
ردّ صاحبي وضحكته تصل عنان السماء:
"على شنو أعايدك؟!" وهو يقصد البعث في البلدين،
"الجرو الأبيض أخو الجرو الأسود!"
#حسين_سليم (هاشتاغ)
Hussain_Saleem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟