أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم نصيف - ماذا فعلت NGOs في أوكرانيا؟














المزيد.....


ماذا فعلت NGOs في أوكرانيا؟


محمد قاسم نصيف

الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 09:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في لبنان، علينا أن نعرف ماذا يحدث في أوكرانيا. هذه «الحكمة البورظانية» تنطبق اليوم أكثر من أيّ وقت مضى على السياسة الخارجية الأميركية، إذ تعاني الإمبراطورية من خواء إبداعي في الحلول التي تطرحها لكبح انحدارها. واشنطن تعيد تدوير التكتيكات نفسها في شرق أوروبا وشرق آسيا وأفريقيا وجنوب أميركا، وفي عالمنا العربي. لا يقتصر الأمر على التكتيكات، بل إن الوجوه ذاتها لا تتغيّر، فتشيخ وتخرّف وتهذي على مرأى من الجميع، فيما تعجز البنية العميقة المترهّلة عن التجديد. العقم الإبداعي لعاصمة السياسة الأميركية يظهر أيضاً في عاصمة أفلامها، إذ غلّبت حسابات أرباح سوق رأس المال الكمّ على النّوع، فباتت أفلام هوليوود «فرانشايزية» على غرار المأكل والملبس المعولم. الثورات الملوّنة هي من السيناريوهات التي يعاد إنتاجها مراراً، وأحياناً بالوجوه نفسها، كما في نسختَيْها الأوكرانية واللبنانية.

عام 2013، تلقّت أوكرانيا منحاً (NGO) أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا. زاد المبلغ المخصَّص للمنظمات غير الحكومية الأوكرانية عام 2014 بمقدار ضعف ونصف ضعف مقارنة بعام 2011. وفي عام 2011، كانت المنظّمات غير الحكومية الأوكرانية قد تلقّت حوالي 2.9 مليون دولار، أما في عام 2012 فبلغ التمويل حوالي 3.3 ملايين دولار، وفي عام 2013 حوالي 2.8 مليون دولار. وفي نمط متكرّر في أكثر من بلد، كما حصل على سبيل المثال في لبنان عام 2018، يشهد عام الانتخابات في البلد المستهدَف مضاعفةً لأرقام التمويل، فقد ضخّ (NGO) عام 2014 ما يقارب 4.5 ملايين دولار، منها 2.1 مليون دولار خُصصت للانتخابات الرئاسية الأوكرانية في أيار 2014، والانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الأول من العام نفسه. وإبّان ولاية دونالد ترامب (2017-2020) ظل المبلغ يُراوح سنوياً بين أكثر من 4 ملايين وما دون الـ 5 ملايين. وشهد العام الأول من ولاية جو بايدن الرئاسية - عام 2021 - نسبة التمويل الأعلى في تاريخ (NGO) في أوكرانيا، بحوالي 5,906,636 دولاراً أميركياً
أغلب هذه الأموال تمّ إنفاقها على «نشاط الشباب»، و«مراقبة وسائل الإعلام»، وخلق وسائل إعلام لمنطقة الدونباس»، والتقارير السياسية الموضوعية والمتوازنة حول الانتخابات».
يُراوح عدد الحاصلين على منح مالية من (NGO) في أوكرانيا بين 65 و75 جهة سنوياً (مع استثناء عام 2014 الذي سجّل 87 منحة). أغلب هذه الجهات مكرَّرة في كل عام (كما في لبنان)، ولا تحصل على مبالغ كبيرة الحجم (بين 30 و80 ألف دولار)، لكنّ الهدف المعلَن، المُصاغ ببلاغة أدبية، لتمويل القطاعَين الأبرز (المساءلة والحوكمة، ودعم المجتمع المدني)، غالباً ما يهدف إلى تحقيق هدفَين اثنين: 1) الخصخصة المفرطة للشركات المملوكة للدولة الأوكرانية، 2) بناء أحزاب سياسية تمثّل مصالح النخبة الأميركية. وتظهِر قاعدة بيانات التمويل الخاصة بـ (NGO) أن هناك هدفاً ثابتاً لدى واشنطن، هو بثّ دعاية مناهضة للرواية الروسية حول الوضع في الدونباس، عبر خلق وسائل إعلام وصحف وناشطين مدنيين، لا شغل لهم إلا استهداف روسيا ومحاولة خلق مناخ معادٍ لموسكو ونواياها تجاه أوكرانيا..
نأتي للقسم العراقي الأهم.
بعد سنة (٢٠٠٣) ومن خلال دخول دبابات الاحتلال الأمريكي بدأت تدخل المنظمات غير الحكومية (NGO ) ودورها الخفي و أسرعت لتغلغل في النسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا وتطرح سياسية جديدة على المجتمع العراقي.
ومن خلال الأعوام الأخيرة، بدأت كبرى العلامات التجارية في الترويج العلني للمثلية، وتبني شعارات حول ما ينبغي للمثليين الحصول عليه من حقوق في كافة أنحاء العالم. وأصبح شعار قوس قزح يتناثر في الكثير من متاجر الملابس وعلى أغلفة العديد من السلع التجارية كذلك. وأعلنت العديد من دول الغرب عن تبنيها قوانين تبيح زواج المثليين وتضمن حقوقهم. وبدأت شركات الإنتاج الإعلامي تعمل على نفس الشاكلة، وخلق دراما كاملة تدور بالكامل حول تلميع صورة المثليين جنسيًا، وغيرها.
وفي هذا السياق، نذكر الكتاب الشهير، الذي صدر عام 1989، لكاتبيه مارسيل كرك وهانتر مادسيون، بعنوان “بعد الكرة”، وضع الكاتبان مخططًا يتألف من نقاط يهدف إلى إغراق المجتمعات الغربية في عالم المثلية. ويهدف المخطط الأول إلى إزالة الحساسيات في رؤية الآخر للمثليين، وذلك بإدخال هؤلاء وإشراك قصصهم في المحافل الثقافية والفنية، وذلك بغرض إقناع الناس بقبول هؤلاء، وذلك بالطبع يختلف عن أعمال فنية سابقة أتت بالمثلية وانتقدتها،
أفلام ومسلسلات وهذا المخطط الثاني، من المهم النظر إلى المثليين على أنهم ضحايا وغير مذنبين، وأنهم مضطهدون، وهو أمر يستوجب بل ويحث الناس على حمايتهم ودعمهم في سلوكهم «العادي». للعلم اني تماماً مع حرية الفرد الشخصية وسياسية الاجتماعية ولكن ابقى بالضد من الاستغلال السياسي على حساب كذبة الحرية الشخصية وتسير السياسية الانبريالية القذرة.

هناك مسألة مهمة جداً للغاية فالإيديولوجية "الجماعية" على الطريقة الأمريكية، التي يجري الترويج لها حاليًا، تعمل على إخفاء الوعي والصراع الطبقي لتحل محلهما توافقات التفاهة الانحطاط
والتوحش الجماعي المزعوم من لتجاهل هذا الصراع.
واستراتيجية سيطرة رأس المال تستخدم لهذه الإيديولوجية لأنها تنقل الصراع من مجال التناقضات الاجتماعية الحقيقية إلى مكان آخر خفي . إنهم يخادعون الناس لكي ينتجوا على الهامش، لا ان يناضلوا ليستحوذوا على الوسائل الأساسية للإنتاج والثروة، انهم يركزون على الجوانب التكنيكية والمالية للمشاريع، لا على الظروف الهيكلية التي تحدد حياة الناس.



#محمد_قاسم_نصيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث أشياء لا يمكن إخفاءها لفترة طويلة: الشمس، والقمر والحقي ...
- هل نحتفل وأطفال فلسطين قتلا.؟
- كيف ساهمت المنظمات الانبريالية في تفكيف النسيج الاجتماعي
- هل نحتاج إلى تدمير مؤسسة العائلة
- الشيوعية وترويج عصر الفوضى
- تشرين والمتاجرة بها بين اليسار واليمين...
- لماذا الناس يدافعون عن عبوديتهم كأنهم احرارً ؟
- ما العمل وكيف التقدم
- العزل السياسي في منظمة البديل الشيوعي
- القادة الماركسين في حفرة (NGO)
- موت الشيوعية والماركسية في العراق. م
- الخرافة وعقل
- أزمة وفشل الإسلام السياسي في العراق
- الحركات البورجوازية في المجتمع وتحالف سائرون
- ما مصير المرأة في المرحلة القادمة
- في الانتخابات: نعيد إنتاج الموت من جديد
- الرد على سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد ف ...


المزيد.....




- نتنياهو: اتفاق غزة سينتهي إذا لم تعد حماس الرهائن بحلول ظهر ...
- العاهل الأردني يؤكد إثر لقائه ترامب -معارضته الشديدة- المقتر ...
- ماسك: حلف الناتو بات من مخلفات الماضي ويحتاج إلى مراجعة شامل ...
- زوج مطربة مصرية يعلق على فيديو مثير للجدل مع أحمد حلمي
- المعادن النادرة في أوكرانيا.. هل تُصبح بوابة لضمان الدعم الأ ...
- ماسك يعترف بخطأ.. الواقيات الذكرية لم تكن لغزة الفلسطينية بل ...
- ماذا يقول المصريون؟.. هل يلغي السيسي زيارته لواشنطن بعد تهدي ...
- مصادر: مصر ترسل ردا لأمريكا.. وتمتلك خطتين لإعادة بناء غزة
- ناسا و-سبيس إكس- تعلنان خطة إعادة الرائدين -العالقين- إلى ال ...
- مسؤول بمنظمة عالمية يروي ما رصدته عينه في سوريا بعد سقوط الأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قاسم نصيف - ماذا فعلت NGOs في أوكرانيا؟