أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم الحلقة (7)















المزيد.....


زقوم كرة القدم الحلقة (7)


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 20:30
المحور: الادب والفن
    


يمطط حميد محطوط الناطق الرسمي باسم التلميع الكلمات المسافرة على هضاب الريح، الحروف عاجزة عن شد الانتباه ، المباراة أفسدتها التساقطات المطرية، أرضية الملعب موحلة، انزلاقات كثيرة ولا لاعب قادر على التحكم في الخطوات، مقصات فارغة تلقائية في الهواء، ركل الكرة يؤدي إلى تراشق بالمياه ، النتيجة سلبية إلى حدود الربع ساعة الأخيرة من عمر المواجهة، انفلت لاعب من بين المختلطين على مقربة من المرمى، سدد الكرة إلى القائم الأيسر، ارتمى الحارس في الفراغ ،يصطدم الجسد بالبركة المائية الموحلة، لا تظهر منه سوى العيون، يحمل حفنة من العشب والوحل،شخصيات كرتونية تظهر فجأة في وسط الملعب، تنتزع الضحكات من الجماهير القليلة في المدرجات، متلفعون بالأكياس البلاستيكية اتقاءا للمطر ،ما أقسى أن تصبح السقطات العفوية فرجة ، الحكم يشير إلى الدائرة وسط الميدان، الهدف حقيقي لا غبار عليه، اللاعب يرقص رقصة الانبعاث ،انتفض النبض المنسي في دفاتر الفرح ،يهمس الزقوم في أذن برميل الغائط بوجوب جلد المدرب، النتائج السلبية وحدها الكفيلة بضمان تواجدهم ،الناطق الرسمي باسم التلميع لا يزال يكركر ويبعث تقززا في النفوس، بقايا رشاش الكلمات المتنافرة تجوب المخيلات تفضح دعارة الحروف، تفرش الأرض ياسمينا وريحانا للصوص الشعب، تطل على الهزائم واندحار الفريق إلى قسم الهواة ،كلما اشتد الخناق على المكتب غير الشرعي يتم البحث عن ملمعين، لإرشاد الجماهير الغاضبة إلى حظيرة التواطؤ، للدوس على أجساد المتنطعين، حسن القلالي يخاف من القلاقل، ينشد في كل مباراة الهدوء، لا حاجة لعواصف تحرك الغبار، الكرة لم تعد مخدرا بل أصبحت كابوسا يقض مضاجع المسؤولين، الشغب يشتعل من تحت الرماد في رشمة عين،يسافر حميد محطوط في غصة مخنوقة ،يمضي في رحلة بحث اكيد عن الطبطبات، في الطريق إلى الباب الخارجي يقدم التحايا لحفنة المهزومين المندسين في الإعلام، علي اوماري شيخ متقاعد خبر دهاليز وتواريخ الفريق، يحفظ عن ظهر قلب المباريات جرت مند خمسة عقود، يعيد على المسامع تفاصيل لقاءات شيقة طواها النسيان ، أسماء اللاعبين والأهداف المسجلة والبطاقات الحمراء والصفراء وعدد الركنيات والاصابات والتغييرات، الحاج بوغلال متقاعد من إدارة النقل لا يفهم في شيفرة الحروف سوى ما يملى عليه ويوقع بالعطف، راقص الأعراس هذا الجاهل يدعي علانية انه باحث وأستاذ، مستواه التعليمي لا يتعدى الرابعة والنصف إعدادي، فعلا أستاذ في لي المؤخرة في الحفلات والأعراس وباحث عن كسرة خبز مغمسة بالذل ،كلهم يبحثون عن مفاتيح الظهور وبقايا حلم تنقش به بعضا من الأمل الهارب من رحلة العمر ،الصحافة في الوطن الجريح والذبيح من الوريد إلى الوريد مهنة لمن لا مهنة له، يكفي أن تقتني بطاقة من مواقع مغمورة بثمن بخس وبدون شواهد ولا مستوى تعليمي ومعرفي لتصبح بين عشية وضحاها صحفيا يشار إليه بالبنان ،جل المنتمين لمهنة المتاعب في المدينة المنكوبة يصطفون في جانب الخونة وتجار الذمم، ينمقون قصائد المديح لنيل النصيب من العليق ،يداعبون في فرح هزائم النخوة والرجولة ،يعانقون قاموسا أقفر من كلمات الحق ،يسامرون الخيبات في أحياء وأزقة المدينة المغتصبة، خشب مسندة بدون مواقف ولا رأي، تسلق المراتب في أجهزة الدولة في الوطن المخصي يتحقق بتقريب المتملقين والملمعين، كلما كان العدد كبيرا كلما ارتفع المنصب، هائمون على وجه الاستعطاء، يتشابهون في كل شيئ،صور هاربة من الذل والمسكنة،يغازلون أسرار الربيع في الأشلاء الهرمة، الزقوم في حالة ارتباك شديدة، يسترق السمع من خلف الأبواب، أحاديث ممزوجة بالقهقهات الهاربة من المؤخرات، حسن القلالي يشكر في كل مباراة أبواق الدعاية الإعلامية،يبادل النظرات الهائمة مع قنينة نبيذ معتق، يدلق في الجوف كؤوسا تمزق الصدر وترفع الحرارة، يتحسس في تلمظ أوردة الزفير ، فالطرقات إلى العليق موبوءة بالطفيليين،يضرب الطاولة بقوة، يستحضر في بلادة صور الأمس البعيد، المدرب يستبدله بلاعب في الربع ساعة الأولى من أول مباراة، رمى بالقميص وغاص في المجهول،الكلمات القاسية تطن في الأذنين، ابحث عن هواية أخرى غير الكرة ،اللعين أنهى مستقبله مع المستديرة، كرع احد عشر كاسا لملمت بقايا أشلاءه وطالب بالمزيد، ثلاثة زجاجات سعة لتر لم تعد تكفي، ثمة طريق محفر يقوده إلى الضياع ،في صراع دائم مع الذات المشروخة وأدوات الصراع،يريد أن يكون الكل في الكل في النادي.

- تحتاج إلى فريق قوي مساند لتفرض تصورا معينا على المكتب المسير
- لا ثقة في احد… جميع الذين قربناهم منقلبون
- لا تعتمد على الجوعى والحفاة لممارسة الضغط
- اغلب الذين يتم إلحاقهم بالنادي بدون رأي ولا مواقف
- عليك انتظار الفرصة
-….؟

المكتب غير الشرعي للنادي الكروي فاشل بمقاييس ومعايير النتائج المسجلة ، حقيقة لا جدال عليها، ولا احد يريد سماع صوت العقل ويحمل نعاله وخطاباته ويرحل في صمت، الشك يراود الرأي العام عن تحفيظ النادي في ملكية حسن القلالي الفتى المدلل للسلطة، كل شيئ ممكن صرخ لاعب شاخ في الملاعب وحمل ألوان القميص لسنوات طوال، الأنفاس تختنق بالخيبات والهزائم، الدفئ المقدس للكراسي يصم الأذان ويقمع المصلحة العامة،غابت الوجوه الرياضية عن المدرجات،الغضب ازهر بين الرؤوس، والكلام الصريح نام بين المحاجر، الخيارات المتسرعة تسكن الفريق في شتاء قاسي ، الكرسي نزوة عابرة في مخيلة المكتب غير الشرعي، وسيلة لتزجية الوقت وتصريف توجهات السلطة، وضع اليد على خزان انتخابي جاهز، في الانتخابات السابقة استنفر القلالي جميع اللاعبين،العمال والمستخدمين والجماهير،صور المترشح على الصدريات تتدلى من شرفات المنازل، رمز الدجاجة نفخ في الناس صلوات الخلاص، الجماجم ترقص طربا أمام أبواب الجنة الموعدة، ( القلالي ارتح ارتح سنواصل الكفاح )، صعب مقارعة طغيان الشعارات الهادرة، الأحرار يراقبون الخيبات المترامية الأرداف ، وجوه تفترش راضية شقائق الاستعطاء، وأخري تتعقب رائحة الخلاص من المرابين ،الأمواج الهادرة تطمس أصوات الحقيقة، كل حزب يدعي الارتباط بمطالب السكان، يدعون النقاء والصفاء والرغبة في خدمة الشعب، مجرد افتراءات وتخدير سادج لتحقيق المبتغى،سيناريو يعاد تدويره و استهلاكه مند الاستقلال، لا شيئ تغير ولا شيئ انجز،ستون عاما من الانتظار وزرع بذور الوعود ،الخطير أن القوة الناخبة تنطلي عليها اللعبة ،والأخطر إن ينتهي مفعول المسكنات ، الوقت يهرول نحو انهيار القيم والمبادئ، المجتمع المدني المسؤول يعلن الانهزام أمام جحافل التدجين وشراء الذمم، تنصب الخيام في الهواء الطلق، يتقاطر جيش عرمرم من الباحثين عن المأكولات المجانية، موسم انتخابي حقيقي، كل دائرة يتم استدراج المغفلين إلى العليق، البطنة تذهب الفطنة، صور القلالي بجانب رمز الدجاجة يجوب الوديان والوهاد، يطوف على المقابر و الأضرحة، القلالي الدجاجة والدجاجة القلالي، ينظم مسابقات في العدو الريفي وتبوريدة، تنظيم دوريات في الكرة، توزيع هدايا على المتنافسين، توزيع اكياس من الدقيق والسكر والزيت، استدعاء عشرات النسوة الحرفيات لتسويق الوهم، الانتخابات في الوطن استثمار مهم، طريق سهل للصعود الى الثروة والجاه والنفوذ،مئات الوجوه عاشوا في الفقر والحرمان وحين دخلوا سباق الاستحقاقات الدستورية تبدلت أحوالهم، صاروا من الأعيان، يمتلكون الأراضي والبساتين والعمارات والأرصدة البنكية السمينة، قافلة التهييج والمشاعر و الأظرفة الدسمة تشل التفكير، ينهار فارس التمرد أمام المغريات، جيوش الطامعين يدخلون ثكنة الانتظار، ادريس قزيدرة ، محمد القضيب، أنوار النفير، عمر اللفعاوي، عبد الودود اوجقير، عبد الله القوزي الناطق الرسمي باسم الهزائم، عميد الفريق شتات، الطبيب قيوح وآخرون...، يلوحون برمز الدجاجة عاليا، السيارات تنهب الطريق، تطير عشرات القصاصات في الهواء، أطفال صغار يتسابقون لجمع الألوان، كلهم يتنافسون لنيل رضا الفتى المدلل للسلطة، كانوا معه في الاستحقاقات الأولى والثانية وأدركتهم الولاية الثالثة وهم يوزعون نفس الوعود.

- القلالي دافع على مجموعة مشاريع لكن الأعداء ينسفون المبادرات
- لماذا لم يعقد ندوات لفضح أعداء التنمية...؟
- حاول بالطرق السلمية لكنه فشل
- وما أدرانا انه سينجح في تحقيق تطلعات السكان إذا فاز بالولاية الثالثة
- نضمن ذلك
- الله اكبر

الفريق يتأرجح بين الهزيمة والهزيمة، جسد بدون روح ، روح تائهة بدون جسد ،الحاج الزرزور اللاعب السابق يحكي عن سنوات دافئة، تصطك بين الكلمات أشرعة الحنين، يتأمل وجوها غريبة تمضغ النادي مضغا، يطلقون كلاما يثير السخرية، لكنه على يقين أن الفريق قرأت عليه الفاتحة وسيحمل نعشه إلى مثواه الأخير،المدرجات غاصة بالمتفرجين، مباراة كاس الملك، القلالي تعمد إقحام الفريق الرديف من أبناء المدينة المغتصبة إمعانا في الهزيمة، التنقلات إلى المدن القريبة والبعيدة مكلف جدا، الإصرار و الهمة والعزيمة حاضرة، الشباب يسجلون فوزا مشرفا على الفريق الضيف، حسابات القلالي تعانق الريح، الفوز يصدح بطقوس الفرح، فرح مبلل برائحة الفتوة والارتباط بالأرض، الجماهير تقف احتراما لشباب الأحياء الذين قدموا مباراة شيقة ، برهنوا على وجود مواهب تحتاج إلى فرصة، فرصة لرفع البيارق إلى زوبعة التصفيقات وفضح مخططات الغدر، الانتصار المستحق يزرع الأمل، ضيف أحلام مكونات الفرق الصغرى، تطايرت شرايين الاتهامات حين هبت عاصفة الخيانة، اللاعب المحلي مقموع، الانتدابات تجارة مربحة للسماسرة، النادي الذي يتعاقد مع لاعبين شيوخ مستهلكين يعمل ضد الفريق، الجرح المتقيح ينفتح بقوة، الجماهير تطالب بالقصاص، تبحر الاتهامات بقوارب الغضب، السماء تمطر أحجار، تهشم زجاج السيارات، الدماء تسيل على الوجوه، الكر والفر، سقطت المنصة والصور العملاقة للمتشرح، داست الأرحل على رمز الدجاجة، لا اعرف كيف بدا الرشق بالحجارة، من استفز من، من نفخ في نفير المعركة واطلق الشرارة الأولى، مترشح حزب الكلب بوشعيب الكرموسة يقسم بأغلظ الإيمان انه غير مسؤول عما حدث، فارع الطول، فلاح من المنطقة ، مقاوم حارب العدو على الحدود، وشح بأوسمة الفخر، أصيب بأعيرة نارية في الفخذ، المستشفى استقبل دزينة من الجرحى، المخفر يستمع لجميع الأطراف، القضية سجلت ضد مجهول، الحملة الانتخابية تدخل الأنفاس الأخيرة، التكهنات تشير إلى تقدم مترشح الدجاجة، الفتى المدلل للسلطة ضمن المقعد، هندسة الخريطة الانتخابية من اختصاص السلطة، الدولة لا تسمح بفوز المتنورين والرؤوس التي تحلم بوطن يتسع للجميع، وطن تنفي فيه الطبقية، تسود الديمقراطية وحقوق الإنسان، الدولة بحاجة إلى القطيع الذي ينفذ التعليمات بدون طرح الأسئلة، اللعاب جف مند سنوات في الحناجر ، الفريق ينزف دون جراحات على تجاعيد الخزي والعار في المدينة المزكومة،النواح لم يعد كافيا، النواح لا يسترد الحقوق المهضومة، الانتظار على ضفاف الضياع فضيحة، الأمر يحتاج إلى انتفاضة شعبية ضد أجساد مجهولة الانتماء ،تاريخ النادي متسكع في دهاليز التلاشي، الذاكرة الجماعية تركض وحدها في تلابيب العشق، النادي قوة إشعاع للمنطقة، الخلاص يجب أن يخرج من فوهة التلاحم، الحاج الزرزور اللاعب السابق لا زال يثرثر ، لم يبق في المدرجات إلا نفر قليل، ضرب كفا بكف واطلق العنان لدزينة الشتائم، تهيم روح الرجل بين السؤال والجواب، الذاكرة مشتعلة لم يطلها النسيان هناك في الملعب المترب الكثير الانزلاقات في فصل الشتاء خاض الفريق جميع المباريات، أشار إلى الملعب المحاذي .

- بالأمس لعبنا بدون أموال وشكلنا فريقا متماسكا اليوم توجد الأموال لكن الفريق غائب
- الفريق بدون هوية
- ما اقبح الحاضر
- وما اقبح المستقبل

اجتماع قدماء اللاعبين لم يقدم حلولا للازمة، مجرد حركة بدون قيمة لابراء الذمة، التقرب اكثر من مصادر العليق ، النادي بقرة حلوب محاصرة من الذئاب، تفوح منه رائحة الخيانة، تفوح منه رائحة اليتم، الحقيقة باب موصد لا تكتبها الأقلام المأجورة، لم يدركها الوعي الشقي ، لا يصرخ بها لاعب هضمت حقوقه، الانصات إلى الصمت تعفن في الجماجم ، الغيرة لا تحرر النادي بل تزيد في تكبيله، اعظم الانتصارات في الحياة ليس فك شيفرة الأسئلة المستعصية بل في التخلي عن طرح الأسئلة من الأساس،الأفكار النيرة تموت في الأشلاء فليس هناك من يضخ فيها إكسير الحياة ، قافلة المشاعر نضبت في الصدور، تسممت من لسعات غبار الخيبات ، يستحيل تخليص المؤسسة من قبضة العصابة،شهادة الانبعاث بعيدة، حسن القلالي تائه بين عمليات الاسترضاء، الفريق يحصد المزيد من الهزائم، أنوار النفير ضبط متلبسا بتهريب طلبية بالملايين، وثائق الإدانة ظاهرة للعيان، لم يبق أمامه من خيار سوى طأطأة الرأس، يعزف آخر معزوفة في حب الفريق، حب مزيف انفضح في أول اختبار ،خرج من الاجتماع ذليلا يجر أذيال الفضيحة، يمشي تائها في رحلة اللكمة، سقطت في الدماغ عشرات الأسئلة، الفضيحة تطوف المقاهي والأحياء تتبول على تاريخ ملتبس، مرغم أن يفتح الجرح، اغلب أعضاء المكتب غير الشرعي متورطون ،تأجير السكن للاعبين فيه تلاعب، فاتورة قطع غيار الحافلة في ارتفاع، التنقلات إلى المدن تستهلك كميات كبيرة من البنزين، الانتدابات مخزية، الإطعام والفنادق تستهلك الملايين ،لاشيء سليم في النادي المغتصب، يستحيل ترميم الثقوب والفجوات ، اتباع القلالي حزموا تحت إبطيهم نعال الانبطاح.
برميل الغائط يلتحق بالإدارة، الوافد الجديد يفرد له مكتب مجهز بحاسوب وبضعة كراسي، المؤخرة دائمة الابتسام، رائحة التضرط تزكم الأنوف، جميع الأطباء فشلوا فك شيفرة الفيروس،قال له رئيس مجموعة ( ذئاب الملاعب ) مرة أن المعدة لديه مليئة بالديدان، الديدان تنمو في المصارين ، نصحه بتناول الفلفل السوداني بكثرة في اغلب الوجبات للقضاء عليها، الزقوم يستبدل من رحلوا بالفضيحة، يمضون إلى المجهول بهامات منكسرة، القلالي يمنحه شيكا على بياض، الرجل الثاني في النادي ،يرفرف بالأجنحة عاليا ليكتب صدى الأهمية بين التابعين ،يدبج من كلمات ملغزة أسلوبا جديدا في التعاطي مع الفريق ،يحاول إقامة حفلات الطاعة فوق نعش المرتزقة والمبشرين بالاستعطاء، الوقت حان لتصحيح الأخطاء، تعرض للقمع لسنوات، الماضي اللعين ينفخ في الصدر حقدا دفينا، لعن في السر المدرب الذي أجهض طموحه، ابحث عن حرفة أخري غير كرة القدم ،لم تفلح التدخلات في ثني المدرب عن القرار ، لم تنجح أيضا كل الآلهة في إعادته إلى الملاعب ،أطلقت طبول التقريع والتجريح في الأحياء، رأى نعشه محمولا فوق أكتاف الأتراب، تحول إلى أضحوكة في الشارع والمدرسة ،سنوات ينهال السوط على الظهر ،قاوم الصفة بابتلاع الضربة القاصمة ،حميد محطوط الناطق الرسمي باسم التلميع يبارك الترقية الجديدة، يبارك في صمت رائحة الخبز المغمس بالذل.

- مبروك المنصب الجديد... تستحق
- شكرا ...علينا أن نتعاون لخدمة مصلحة الفريق
- دورنا خدمة النادي وإشعاع الفريق
- كلنا في الهم سواء

لا ريح ينتشل الفريق من الهزائم، الاتباع يبررون الفشل بسوء الطالع، ينثرون رسائل التطمين على الجماهير ،يتمرغ برميل الغائط في مشاتل الحروف، يريد أن يكتب بلاغا رياضيا، الذاكرة لا تسعفه ،يجلس ساعات طوال أمام الشاشة لينتشل نفسه من بركة العجز، الصمت يلف الإدارة إلا من مواء القطط وعواء الكلاب، وطلقات المؤخرة التي لا تتوقف،قرأ البلاغ اكثر من مرة، أرسله عبر التطبيقات الفورية، عليه أن يصحح الأخطاء الإملائية ،يخاف أن يمشي في بحيرات الألغام ،يعرف انه تحت المجهر، الحساد في النادي يولدون من التدافع، يحتشدون بسرعة في مآدب العزاء، الغربان تلتف حول راس الثعبان، جمعيات المشجعين أول المشيعين ،فصيل ( ذئاب الملاعب ) تترصد ذبذبات السقوط، عراك الأشهر الماضية وحضور السيارة الموشومة حاضرة في المخيلات، المحقق يبحث في أسباب العراك وتبادل الضرب والجرح،بات الثلاثة في المخفر، التضرطات تخنق الأنفاس ، البرودة تأكل الأشلاء، ظلا يثرثران طوال الليل، رائحة البول والغائط والعرق تخنق المكان، حقوق الإنسان تسافر في زفاف التعذيب النفسي ، الزنازن تقيس جرح الوطن،تفضح الشعارات المبتذلة الموجهة للاستهلاك الخارجي ، رئيس فصيل الذئاب تم وضعه في زنزانة أخرى منعا لشجار دامي، اطلق عشرات الشتائم وهدد وتوعد، ثمة سكارى يفترشون قطع الكارتون، بعضهم يدخنون أعقاب السجائر، ظل الزقوم يحصي عدد الرؤوس، امتلأت الزنزانة عن آخرها، يدخن بشراهة، يتبول واقفا، يبصق ويكح ، طفل في العقد الأول تقريبا متكور على نفسه، لا يكف عن البكاء، عرف برميل الغائط انه اعتقل لرشقه سيارة بالحجارة، تكسر الزجاج الأمامي ، طارده صاحب السيارة وامسك به ، نسوة في زنزانة على مقربة من الباب الكبير اغلبهن مومسات ضبطن داخل المواخير الرخيصة، المواخير الراقية والشقق الحمراء لا تتعرض للمداهمات، عمليات الدفع تمنع الاقتحامات، العلب الليلية تمارس فيها القوادة والدعارة الراقية بعلم الجميع ،
في حدود العاشرة صباحا تم نقلهم في السيارة الموشومة إلى المحكمة، وقفوا أمام القاضي، متهمون بالسكر العلني والفوضى وتبادل الضرب،تمطر الآيات المقدسة المسامع، تهطل أسباب الخلاف ،يرسم الخوف تجاعيد السحنات،ينتصب سيف القانون على وشك جز الرقاب، يقفون عراة من الزمرة في حضرة قاضي أماط اللثام عن أنياب القانون ،الشمس نائمة في المحاضر، ينفخ القاضي في عقارب الساعة، التهم ثابتة عليكم دفع الكفالة، اسدل الستار حين رقص القانون.



#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 6)
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 5)
- زقوم كرة القدم الحلقة4
- زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
- زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
- زقوم كرة القدم
- يوميات الكابران لمساسكي
- الرئيس ميغول واعوانه
- مدير الفضايح... وحمادي الدحش
- رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
- كتيبة الاعدام
- الرقيع في بلاد الصقيع
- الرقيع في ليلة الزفاف
- الرقيع والمراة
- المشبوح والصحراوي والملتحي
- القرصان والجريدة
- الرقيع في مقهى الربيع
- المشبوح والكرسي
- المشبوح والسياسة
- المشبوح والشيخوخة


المزيد.....




- الفلسفة الغربية واختبار طوفان الأقصى
- اختتام مهرجان فجر السينمائي بدورته الـ46 بطهران
- تحويل رواية لكاتب روسي مشهور إلى مسلسل بمساعدة الذكاء الاصطن ...
- شريان موسكو الرئيسي.. شارع تفيرسكايا ومعالمه التاريخية (صور) ...
- اكتشاف مخطوطات عربية بهولندا بها أبحاث مفقودة لعالم يوناني
- جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة تعلن 12 فائزا في دورة 2024-2025 ...
- دوستويفسكي يتصدر -تيك توك-.. لماذا أحبه المدونون؟
- بتعيينات جديدة ترامب يلغي -الدعاية المعادية لأمريكا- في دار ...
- هيمنة مغربية على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2024 – 2025
- الفنان المغربي نصر مقري في ضيافة الساعة المغاربية


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم الحلقة (7)