أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - أوبريت حمائم الإطار التنسيقي














المزيد.....

أوبريت حمائم الإطار التنسيقي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستجد نفسك في مأزق تحليلي بمجرد استخدام مصطلحات في العلوم السياسية على ما يجري في العملية السياسية بالعراق، وستحاج إلى كم من التبريرات والهوامش كي تبرر استخدام مثل هذه المصطلحات، لأنك بالأساس أمام اختراع سياسي مزيف في المنطقة وبغلاف ديمقراطي هش، ويراد للتاريخ أن يوثقه كواقع مستمر رغما عن أنفه.
وفي ذلك ما يتم استخدامه بكثافة اليوم عن وجود “صقور” و”حمائم” في الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحت جبته أحزاب وميليشيات إيران في العراق، في محاولة لتفكيك وإبقاء في آن واحد! على الميليشيات المسلحة بذريعة إبرام صفقة سياسية وفق سياسة التخادم الأمريكي الإيراني.
لا أحد من كل الذي يستخدمون مصطلحات الحمائم والصقور المتواجدة داخل أحزاب وميليشيات إيران في العراق، بمقدوره الدفاع المنهجي عن صحة استخدام هذه المفردات، فليس لديه ما يكفي من المؤشرات ليضعها في متن التحليل السياسي المعتد بأفكاره.
يمكن لي ولغيري أن يستخدم تسمية أحزاب وميليشيات إيران بلا تردد بديلا عن الإطار التنسيقي، ولن نجافي الموضوعية أو نتنازل عن الحساسية العالية في الكتابة السياسية، مع ذلك فأن المثير أن الجزء الواقعي في ذلك الأوبريت السياسي مضلل ولا علاقة له بواقع ما يحدث من سياسية في المنطقة الخضراء، فما يجري طرحه عن وجود حمائم وصقور في الإطار التنسيقي عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع الولايات المتحدة وإيران مجرد تهريج ومحض خيال أو أمنيات يتم الترويج لها لتمريرها على الرأي العام.
فعندما يتم احتساب عمار الحكيم مثلا على الحمائم فأننا لا ندخل إلى مرحلة سوريالية، بل إلى تراجيديا كوميدية بمجرد احتساب المرات التي استخدم فيها الحكيم في أحاديثه جملة “المكون الأكبر” وحقه في حكم العراق! ووضع حكم الطائفة وعلاقتها المصيرية مع إيران فوق أي اعتبار وطني عراقي.
يمكن أن نكرر هذه اللعبة الوصفية مع أي من زعماء الإطار بما فيهم حيدر العبادي ومحمد شياع السوداني بوصفهما الأهدأ في لعبة المكون، دع عنك نوري المالكي الذي لم يستطع التخلص من خوائه الطائفي وهو يتحدث عن شيعة سوريا! وقيس الخزعلي وزعماء الميليشيات الأخرى.
فـ “الحمائم” إن وجدت أصلا فهي تعمل للحفاظ على حكم المذهب للعراق بوصفه الهدف الذي يجب المحافظة عليه، وفي هذا المبدأ تنتفي دلالة التسمية، فمن يريد رفع الطائفة فوق مفهوم الوطنية لا يمكن أن يكون حمامة سلام سياسي.
ذلك ما يعترف به السوداني نفسه المصنف على حمائم الإطار التنسيقي فعندما جلس بوصفه رئيس حكومة أمام خامنئي في أول زيارة له إلى طهران، طلب حمايته من قبل المرشد الإيراني ليس من الأمريكان بل “من جماعتنا” فهم أخطر على حكم المذهب للعراق من الأمريكان أنفسهم، وفق تعبير السوداني.
السوداني الذي يعترف في مجالسه مع زعماء الإطار التنسيقي بأنه ليس الضمانة لاستمرار حكم الشيعة للعراق ولا أي أحد من قادة الإطار! بل الأمريكان هم أملنا الأخير للبقاء في سدة الحكم، وبمجرد أن نخسرهم، سنخسر كل شيء. وهو أمر يبدو من الوهلة الأولى فلسفة سياسية برغماتية ناجحة بالنسبة للسوداني من أجل استمرار حكم المذهب. وهذه طريقة التفكير تنفي بشكل تام وجود تصنيف يمكن اعتباره محسوب على الحمائم!
يتبدد مفهوم “الحمائم” أما حقيقية الانكسار الإيراني في المنطقة وذلك يعني بالضرورة كسر ما تبقي من أضلاع المثلث الطائفي الذي أرادته طهران للإقليم، فالانحناء للعاصفة السياسية لتفكيك ميليشيات إيران في العراق هو التسمية الأدق مقابل “الحمائم”.
ذلك ما أوضحه أحد أقارب خامنئي بتصريح لصحيفة فايننشيال تايمز بقوله “بينما نقاوم الضغوط الأمريكية، فإننا سنشير أيضا إلى استعدادنا للتفاوض. تعمل إيران على تقليص الإجراءات التي قد تستفز واشنطن، حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف”
واعترف قريب خامنئي بأن هجمات إسرائيل على إيران وعلى ما يسمى “محور المقاومة” للجماعات المسلحة المدعومة من طهران، بما في ذلك حزب الله، دفعت القادة الإيرانيين إلى إعادة تقييم تصورهم لقوة إيران في الشرق الأوسط.
أو يمكن اقتباس من الباحث الأمريكي ومدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جيريمي شابيرو مصطلح “الرجولة الجيوسياسية “Geopolitical Manhood” التي سُحقت في إيران ولم يتبق غير أن تسحق ميليشياتها في العراق.
وذلك ما يقوله أيضا جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فانهيار نظام بشار الأسد في سوريا كان اللحظة الحاسمة للتحرك ضد الميليشيات الإيرانية في العراق.
وقال شانزر “في الوقت الحالي، يتساءل العراقيون عما إذا كانوا التاليين ويخشى الجميع من التأثير السام والطبيعة التآكلية للنفوذ الإيراني في الدولة”.
اما من يستخدمون مفردات الحمائم في الإطار التنسيقي فأنهم لا يريدون فقط قسر التاريخ على القبول بتعبير شاذ عن الحقيقة، وإنما يريدون موائمة قطع الأحجية الخاطئة، فأطفال السياسية في المنطقة الخضراء سيتركون كل صخب النحيب الطائفي عندما يخيرون ما بين مجلس نحيب مستمر بوصفه أكبر منجزات سياسة المذهب! وبين خزائن مصرف العراق المفتوحة لهم! سرعان ما سيقولون سنستولي على الأموال كي نديم استمرار مجلس النحيب! وابحث بعدها عما إذا كان بمقدورك موائمة مصطلح الحمائم معهم.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشارة الخوري بمقام عراقي
- عندما كانت الرسائل شفاعة وجد
- سقوط صحافيين كبار!
- بيت العجائب
- صبا وحجاز عراقي
- البيت الشيعي اختراع مزيف
- نكهة القهوة تُدفع قسرا إلى المتحف
- لا أسوأ من التخمين السياسي
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - أوبريت حمائم الإطار التنسيقي