أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - الأبعاد الاستراتيجية لزيارة الرئيس الشرع إلى السعودية














المزيد.....


الأبعاد الاستراتيجية لزيارة الرئيس الشرع إلى السعودية


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظر السوريون إلى زيارة الرئيس بآمال تنطوي على تمنيات بتجاوز ظروفهم الصعبة وتلبية حاجاتهم الملحة إلى السكن والغذاء والماء والكهرباء، إذ إنّ التحدي الاقتصادي الموروث عن نظام المخلوع، الذي ترك سورية منهارة تحتاج إلى إعادة البناء على كل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
وتساءلوا: لماذا اختار الرئيس السعودية في زيارته الخارجية الأولى، وقبلها استقبل أمير قطر أول زائر إلى دمشق بعد التغيير؟
لا شكَّ أنّ القيادة الجديدة تدرك أهمية تنظيم شراكاتها الاستراتيجية بما يؤمّن متطلبات الأمن والاستقرار، من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، إضافة إلى الطموح في الاندماج بالمشاريع الإقليمية.
ما تحتاجه سوريا اليوم هو الوزن الدبلوماسي للمملكة، لإقناع الدول الفاعلة في السياسات الإقليمية والدولية أنّ سوريا الجديدة ستكون عامل أمن واستقرار في المنطقة والعالم..
إذ يدرك الرئيس الشرع أنّ السعودية تمتلك القدرة والمصلحة لدعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية كي تمرَّ بسلام، فهي قوة سياسية مؤثرة في مخاطبة المجتمع الدولي وطمأنته للدخول في شراكة مع القيادة الجديدة، التي يحتاجها للاعتراف بشرعية نظامه ورفع العقوبات عن سوريا، وقد أدت المساعي السعودية إلى إلغاء بعضها.
في الواقع، إنّ ما تحتاجه سوريا اليوم هو الوزن الدبلوماسي للمملكة، لإقناع الدول الفاعلة في السياسات الإقليمية والدولية أنّ سوريا الجديدة ستكون عامل أمن واستقرار في المنطقة والعالم، وبذلك تكون الزيارة مهمة للبلدين والأمن والسلام في الشرق الأوسط، خاصة بعد أن حاول الرئيس إصلاح الترسبات السلبية التي خلّفها نظام الهارب بشار الأسد.
ويبدو أنّ الزيارة قد تُوجت بشراكة تسهم في الاستجابة لحاجات الشعب السوري الإنسانية والاقتصادية، بخطط مستقبلية واسعة، ستتجاوز الاستثمارات المالية والاقتصادية إلى الموارد البشرية والطبيعية والصناعية، في مجالات الطاقة والتعليم والصحة والتقنية، إضافة إلى الجانب الإغاثي، الذي كانت المملكة قد استجابت له منذ بداية التغيير، من خلال جسرين جوي وبري، مما أسهم في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية على الشعب السوري.
مما يدل على سلامة الخيار الأول للرئيس الشرع، إذ أدرك أنّ المملكة تمثل القوة العربية الكبرى ذات التأثير في التوجهات الإقليمية الشرق أوسطية، للحصول على دعم سياسي على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى جذب الاستثمارات والمساعدات الاقتصادية، لما تمتلكه من نفوذ في مجلس التعاون الخليجي، الأكثر قدرة على تمويل إعادة الإعمار والاستقرار في سوريا، المشروط بمصداقية إعلانات قيادة المرحلة الانتقالية.
وفي المقابل فإنّ ثمة مكاسب هامة للملكة من دعم التحول السوري، من أهمها: إعادة التوازن الإقليمي بعد تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا خاصة والمنطقة عامة بما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي، وفرص استثمارية للشركات السعودية خاصة في مجال إعادة تأهيل المدن المدمرة من خلال مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة، والخدمات الإلكترونية المتنوعة.
لقد كانت قيادة المملكة تراقب توسّع النفوذ الإيراني، الممتد من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن، بما يهدّد مجالها الحيوي في دول مجلس التعاون الخليجي، ورأت أنّ التغيير في سوريا أدّى إلى خسارة إيران لحليفها بشار الأسد وسوريا، خاصة بعد أن أكدت قيادة التغيير على الابتعاد عن إيران، والتوجه الاستراتيجي نحو مجلس التعاون الخليجي وتركيا.
من هنا جاء انفتاح المملكة على الحكم الانتقالي في سوريا، إذ عقدت اجتماعاً موسعاً حول الاستجابة لحاجات سوريا الجديدة، حضره عدة وزراء خارجية من دول عربية وتركيا وأوروبا.
المساهمة السعودية في إعادة إعمار سوريا يكسبها تعاظم نفوذها الإقليمي وإعادة صياغة المشهد العربي، من خلال ضمان مصالح مجلس التعاون الخليجي والدول العربية..
كما أصبحت المملكة تطمح إلى المشاركة الفعالة وإبراز دورها في ضمان الأمن الإقليمي، بما يحمي مصالحها ومكانتها وإيصال رسالة إلى القوى الدولية الحريصة على استقرار الشرق الأوسط وضمان مسالك الطرق التجارية.
وفي هذا السياق تبرز أهمية زيارة الرئيس الشرع، لما تتمتع به سوريا من مكانة جغرافية سياسية هامة في ضمان هذا الاستقرار بسبب مركزيتها في بلاد الشام القريبة من منطقة الخليج العربي، نظراً لحسابات اليوم التالي لما بعد حرب غزة.
وبالتالي فإنّ المساهمة السعودية في إعادة إعمار سوريا يكسبها تعاظم نفوذها الإقليمي وإعادة صياغة المشهد العربي، من خلال ضمان مصالح مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.
وبذلك تمتلك مفاتيح الحلول للملفات الإقليمية العالقة، وأولها القضية الفلسطينية، أي أنّ الدعم السعودي للقيادة السورية الجديدة يندرج ضمن إطار حساباتها ومصالحها، والحرص على ضمان استكمال الانتقال السياسي السلمي، بما يخدم مصالح الشعب السوري.
وهكذا، فإنّ المستقبل المنظور سيكشف مدى ترجمة اتفاقات الزيارة إلى خطوات عملية، بما يساعد الشعب السوري على الخروج من حالة عدم توفّر حاجاته الأساسية إلى مرحلة إعادة الإعمار والاستقرار.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمهد بيان النصر لدولة الحق والقانون؟
- مرتكزات انتقال الدولة السورية الجديدة إلى دولة تنموية (1 - 2 ...
- مرتكزات انتخابات حرة ونزيهة في سورية الجديدة
- تداعيات التغيير السوري على التوازنات الإقليمية
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (3 - 3)
- ضمانات نجاح الانتقال إلى دولة الحق والقانون في سورية
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (2 - 3)
- رؤية سياسية وإدارية لسورية بعد التغيير (1 - 3)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (4 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (3 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (2 - 4)
- محددات العدالة الانتقالية بعد سقوط سلطة آل الأسد (1 - 4)
- تحديات مرحلة ما بعد التغيير في مستقبل سورية
- أسئلة ما بعد سقوط نظام آل الأسد
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية (3 - 3)
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية (2 - 3)
- إشكالية الهوية والمواطنة في سورية
- في الحاجة العربية لمقاربات نقدية
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (3 - 3)
- أهمية حيادية الدولة للوطنية السورية الجامعة (2 - 3)


المزيد.....




- ترامب يهدد -حماس- بـ-الجحيم- إذا لم تفرج عن الرهائن.. ويوضح ...
- بوغدانوف: روسيا ستواصل مساعدة سوريا
- -نيويورك بوست-: العثور على طرود مساعدات إنسانية تابعة للوكال ...
- نتنياهو يطلب من الولايات المتحدة رفع إسرائيل من قائمة الدول ...
- إيران.. عراقجي يستنكر تصريحات نتنياهو -الوقحة- حول توطين الف ...
- -حل الدول الثلاث-.. جون بولتون يقترح خيارا ثالثا لقضية غزة و ...
- الخارجية الهنغارية: أوكرانيا تعهدت بعدم مهاجمة البنية التحتي ...
- ترامب يفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومني ...
- زلزال بقوة 5.1 يضرب شمال المغرب دون أنباء عن ضحايا
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن إجراءات قرب غزة ردا على تهديد -حماس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - الأبعاد الاستراتيجية لزيارة الرئيس الشرع إلى السعودية