عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك تأثير كبير من المنظومة الدينية المتجذرة في العقول منذ زمن بعيد على السلطة القائمة ونظام الحكم في البلاد العربية ولا فرق بين الملوكيات والجمهوريات الشكلية والحالة موجودة بالفعل بدرجات متفاوتة. فالمفهوم الذي دأبت عليه المجتمعات العربية شعوبا وسلطة منذ زمن بعيد هو نظام نفعي انتهازي تواكلي وتحايلي وغير عقلاني بحيث الشعب ذليل ومفعول به قيمته صفر على الشمال خادم للسلطة وللطبقة الأروستقراطية الأوليقارشية قليلة العدد عظيمة النفوذ والغلبة والتي تدور حول الحاكم والدولة مهمتها خدمة دائرة الحكم الضيقة التي بيدها السلطة والثروة وليس هناك من يحاسبها فهي فوق القانون الذي تصنعه بنفسها مباشرة أو عن طريق الدمى التمثيلية المتحركة خدمة لحاجياتها الخاصة وتأبيدا لوجودها ومنافعها ولا علاقة للدولة كأجهزة بمتطلبات الناس وحاجياتهم إلا كآلة قمع قاهرة ومصاصة دماء عن طريق الإتاوات والجباية القاسمة للظهر وما على المواطن إلا الطاعة أو السجن وهذا منسوخ تماما من المنظومة الدينية فهناك عبيد يعبدون الإله المتعالي ويقدمون له القرابين والطاعة العمياء ضمن قانون الولاء والبراء والتقديس "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]" أليس الحاكم هو الإله الصغير الذي ينوب الإله الكبير على الأرض في جميع ربوعنا حسب منطوق هذه الآية؟
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟