|
البعث بدون (صدام ) بين التأهيل والمشاركه فى العمليه السياسيه
ناصر الياسرى
الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 11:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا نخفى سرا حين نقول ان للبعثيين ومن معهم و الذين يقودون المقاومه الآن دورا كبيرا فى تسريع عملية أعدام ( الرئيس السابق صدام حسين ) حيث كانوا طوال فترت مفاوضاتهم مع الجانب الأمريكى والتى جرت برعاية الدكتور أياد علاوى يفرضون شروطا تعجيزيه مما يجعل الجانب الآخر يعلق المفاوضات فى كل مره .. بعدها يطلب البعثيون من الدكتور اياد علاوى أعادة فتح قنوات اتصال جديده مع الجانب الامريكى ليعيدوا الكره من جديد وهكذا دواليك . لقد كان الآمريكان جادون فى أشراك البعث فى العمليه السياسيه بعد أن تبين لهم عجز الطرف الآخر من قيادة العمليه السياسيه بأمان وكذلك حقيقة قوه البعث فى الشارع العراق وكثرة مناصروه !! كان البعث يريد أطلاق سراح ( صدام حسين ) وأعادتة الى السلطه وأنسحاب الجيش الأمريكى من العراق بالأضافه الى ألغاء قانون أجتثاث البعث وأعادة الجيش العراقى بقضه وقضيضه !! وبالرغم أنهم يعلمون جيدا ان الأمريكان سيرفضون الشرط الاول اويكاد ان يكون مستحيلا بعد كل التضحيات التى قدمتها أمريكا من أجل أقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد الخال من أنظمه دكتاتوريه رأس الجسر فيها العراق الديمقراطى الجديد . وبطرح شروطهم هذه كأنهم يوحون للأمريكان أنه لا بد من حسم موضوع ( صدام حسين ) عاجلا حتى لو تم أعدامه أما بقاء صدام حسين حيا فمعناه لا مشاركه للبعث فى العمليه السياسه وخاصه ان هنالك عدة أتجاهات تتصارع داخل نطاق تنظيمات البعث فمنهم من يرى أنه لا بد من انتخاب قياده جديده تتلائم مع تطورات مرحله ما بعد سقوط مشروع البعث برمته وأحتلال بغداد لتكون ثانى عاصمه عربيه سقط تحت سنابك الأحتلال . ومنهم يرى أن لابد للقيادات التاريخيه الحاليه من قيادة البعث من جديد بالرغم من ان تلك القياده هى من أوصلت العراق الى ما آلت عليه الامور الآن أم الطرف الاخير فيرى لا بد من أعادة النظر فى آيدلوجية البعث برمتها بما تتلائم مع الزلزال الكبير الذى أصاب البعث فى الصميم ليخسروا السلطه للمره الثانيه بعد ان خسروها فى 18 تشرين 1963 متيقنين انهم اذا بقوا هكذا فلن يصلوا للسلطه للمره الثالثه أبدا حتى ولو عن طريق أى انتخابات ديمقراطيه نزيهه قادمه . اصرار البعث على شروطه التعجيزيه لها سببا آخر وهو ما تسرب اليهم من ان الامريكان قد أ سروا لصدام حسين انه سيكون جزءا من العراق الجديد مما جعل صدام حسين ان يسكت عن كشف الكثير من الاسرار والتى كان يحتفظ بها والتى ذهبت معه للقبر !!! فبها ربح الامريكان وخسر البعث وصدام حسين بسكوته !! والآن وبعد ذهب صدام حسين بأسراره ... وذهبت سطوته على الحزب وعلى كل رفاقه وحتى الذين كانوا يشاركونه فى نفس قفص الاتهام . تكون أمام البعث فرصته التاريخيه ليعيد ترتيب بيته من الداخل ليكون عنصرا فاعلا فى العمليه السياسيه القادمه بعد ان خلت ساحه الحزب من هيمنة ممن يعتبرون نفسهم قاده تاريخيون للحزب ما عدى ( عزة الدورى ) والذى ربما يطاح به بعد حين والذين قادوا الحزب عكس اتجاه البوصله السياسيه والتنظيميه فوصل ما وصله اليه العراق والحزب من خراب !! ان تخلص الحزب من عقدة القائد التاريخى والقائد الفذ والقائد الضروره مهمه تقع على الرفاق فى الحزب فى المرحله القادمه وليضعوا أمام اعينهم تجربة الاحزاب الشيوعيه فى منظومه الدول الشرقيه الاشتراكيه سابقا حيث معظم تلك الاحزاب عادة للسلطه بعد وقت قصير نسبيا من أقصائها من الحكم الشمولى عن طريق انتخابات ديمقراطيه كان لاتؤمن بها من قبل بعد ان اعادة النظر بمعظم اطروحاتها الايدلوجيه السابقه مما يتلائم مع متغيرات المتجهه نحو الديمقراطيه ان استفاده الحزب من تجربة تلك الاحزاب سيعجل فى تسنم الحزب للسلطه بطريقه سلميه بعيدا عن اسلوب الانقلابات والخيانات وتصفيه الرفاق بحجة الثورة تأكل ابنائها أو شعار الحركه التصحيحيه طريقا لتقويم مسيره الحزب والثوره !! ان فراغ الساحه السياسيه العراقيه حاليا من حزب علمانى له قاعده جماهيريه يكون ندا وليس خصما للأحزاب الأسلاميه ليقود الشعب نحو الديمقراطيه والرفاهيه الاجتماعيه فى بلدا يمتلك كل هذه الثروات التى تفتقرها باقى الدول هى فرصه تاريخيه للحزب لتسخير كل هذه الثروات من اجل العراق أولا وبناء قاعده صناعيه متينه متخذين من التجربه اليابانيه والالمانيه مثلا يحتذا به أملى ان يستفاد هذا الحزب من غياب قائده فالفرصه المتاحه له الان ربما لن تتاح له مستقبلا آخذين بنظر الاعتبار انه لاعوده للقائد التاريخى ولا للحزب القائد ولا عوده للأنقلابات فالعالم يتجه نحو اليمقراطيه و العولمه والتى تجرف من أمامها حتى الجبال الرواسى !!!
#ناصر_الياسرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البعث بين التأهيل والمشاركه فى العمليه السياسيه
-
سيدى السيستانى ... اتركهم هذه المره !!؟؟
-
من ينقذك يا عراق ؟؟
-
عندما يختزل مفهوم المواطنه فى مصطلح ( اتباع اهل البيت )
-
دعوه تبرع ( للمقاومه ) !!!
-
كنت بضيافة ..... المقاومه !!؟؟
-
العلمانيه .... طريقنا للخلاص من الأستبداد الدينى
المزيد.....
-
-لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة
...
-
الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
-
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا
...
-
رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|