أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟














المزيد.....


ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 04:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يمكن القول دون كثير من التردد، انه ومنذ فترة ليست بالقصيرة، أرتفعت في السويد راية للتطهير العرقي، تحت شعار تصويب سياسة الهجرة، التي توصف من اليمين واليمين العنصري، بانها السبب في المشاكل المجتمعية التي تعاني منها البلاد.

وتُدخل الدعاية المسمومة لحزب "ديمقراطيي السويد" ذو الجذور العنصرية - وهو ثاني أكبر حزب في البرلمان - تدخل في أذهان السويديين المتأثرين بها، أوهام من قبيل ان المهاجرين - والمقصود هنا السويديين من ذوي الأصول غير الأوربية، والعرب منهم والمسلمين على نحو خاص - هم السبب في انتشار الجريمة، وفي تردي الوضع الأقتصادي للشرائح الفقيرة، وتآكل منظومة الرفاه الأجتماعي وتفاقم البطالة، وأنهم ليسوا أكثر من عبء إقتصادي، وخطر يهدد بمحو ما يوصف من العنصريين بانه الهوية السويدية المسيحية، هذا طبعا غير إثارة الشكوك بأنهم منبع للإرهاب. حتى يخيل للمتأثر بالدعاية اليمينية العنصرية، أن أستعادة الازدهار الأقتصادي، وترميم منظومة الرفاه ومعافاة قطاع الصحة ورعاية المسنين، وتطوير قطاع التعليم، وما يرتبط به من تطور علمي - تكنولوجي، ومكافحة البطالة والتخلص من الجريمة والأرهاب وحماية الثقافة والقيم السويدية، غير ممكن دون الشروع بتطهير عرقي، عبر إجراءات للتضييق على السويديين من أصول غير أوربية، ودفعهم إلى مغادرة السويد عبر إجراءات مثل تشجيع ما يسمى ب "العودة الطوعية" إلى البلدان التي قدموا منها هم أو آبائهم، و اللجوء في حال عدم استجابتهم لإغراءات الهجرة الطوعية، إلى استحداث قوانين لنزع الجنسية من الحاصلين عليها، بأثر رجعي، بحيث تشمل حتى من حصل عليها قبل صدور القانون، وكذلك للمولودين في السويد من أبوين من أصول غير أوربية.

خطاب الكراهية العنصري هذا، يحاول خداع المواطن السويدي البسيط، وصرف نظره عن دور السياسات اليمينية المصممة لتعظيم ثراء الأثرياء، والإمعان في إفقار الفقراء، القائمة على تقليص الضرائب التي تمول عوائدها نظام الرفاه الأجتماعي، بما في ذلك قطاعات الصحة والتعليم، ورعاية المسنين، وإعانات البطالة، دورها في التدهور الذي تتوسع دائرته باستمرار في جميع المجالات المشار اليها، وفي شمولها قطاعات وشرائح أوسع وأوسع من المواطنين.

وتوهم الدعاية اليمينية العنصرية التي تتماها معها حكومية الأقلية اليمينية المدعومة من الحزب ذو الجذور العنصرية، توهم الشرائح المتضررة من هذه السياسات، بأن المهاجرين والمواطنين السويديين من أصول غير سويدية هم المسؤولون عن تردي أوضاعها، بما يجعلهم هدفا للكراهية، لأنهم المسؤولون حسب هذه الدعاية السامة عن كل المعضلات، وبناء على ذلك لا بأس من إقرار قوانين تنتقص من حقوقهم، حتى لو بلغت حدود حرمانهم من المواطنة، وتطهير السويد منهم.

وارتباطا بذلك، كان صراخ منفذ مجزرة أوربرو الإرهابية العنصرية في مدرسة للمهاجرين الكبار : "ارحلوا عن أوربا"! ورغم دوافع المجزرة العنصرية الواضحة، تواصل الشرطة والحكومة وأحزاب اليمين نفي صفة العنصرية والإرهاب عن المجزرة ومنفذها، بما ينفي وجود إرهاب أبيض، فالإرهاب حسب العنصريين البيض صفة ملازمة لداكني البشرة، والمتحدرين من مجتمعات ذات أغلبية عربية أو مسلمة.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف وراء جريمة أوربرو؟
- أدران لا تستدعي الإبتئاس
- نتائج باهرة لمعركة مجيدة!
- أعترافات الشيخوخة
- معضلة النفاق الثقافي
- الدونباس مقابل دمشق
- سجن صيدنايا في اسطنبول
- بين صدام حسين وآل الأسد
- أي مستقبل ينتظر السويد؟؟؟
- التوحش الأوربي وكوارث الشرق الأوسط
- حرية التعبير في الغرب
- ما هي خياراتنا في معادلات الصراع المحلي والدولي؟
- فرية عمالة المقاومة العربية لإيران
- كيف تبخر -اليسار- الإسرائيلي؟
- نجاحات -غزوة- البيجر!
- نحو تفكيك السردية الصهيونية
- العلم والدين والأنسان
- لا عزاء للمخدوعين!
- غلطة الشطّار
- عن قارة العقلانية المزعومة!


المزيد.....




- وزيرا خارجية الجزائر وإيران يبحثان تطورات الأوضاع في غزة
- مقتل طفلة طعنًا في مدرسة بكوريا الجنوبية والشرطة تحقق في الح ...
- صدمة للطلاب اللبنانيين: قرار ترامب بتعليق منح -USAID- يهدد م ...
- رئيس مؤتمر ميونخ الأمني يعلق على إمكانية إعلان خطة السلام بش ...
- مصر تحذر إسرائيل: أي خرق سيواجه بخرق
- تونس.. 5 سنوات سجنا لعنصر -إرهابي خطير- أضرم النار في زنزانت ...
- الشرع يروي تفاصيل عن فترة اعتقاله في أبو غريب وسجون عراقية أ ...
- قديروف يتحدث عن محاولة قوات كييف استهداف سيارة قائد جيش شيشا ...
- القوات الروسية تصد هجمات مضادة في كورسك
- سفيرة إسرائيل السابقة تهاجم مصر بعد انتشار بروتوكولات حكماء ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله عطية شناوة - ما هي خلفيات مجزرة أوربرو؟