أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - لا لترامب والحرب، نعم للاشتراكية.. حول الطبقة العاملة وعسكرة أوروبا*















المزيد.....



لا لترامب والحرب، نعم للاشتراكية.. حول الطبقة العاملة وعسكرة أوروبا*


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 02:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


اعداد

1 – الخوف ينتاب التجار الكبار

"يزداد الخوف، بشكل كبير، من الحرب بين الشباب"، لا يشعر أونو، نائب رئيس حركة الشباب ريد فوكس (شبيبة حزب العمل البلجيكي)، بالارتياح ويقول: هناك على تيك توك، سيل من مقاطع الفيديو حول "الاستعداد للحرب". وان "الحرب قادمة"، و"نحن بالفعل في حالة حرب"، "استعد فقط"، كل هذا يترك أثرا كبيرا"

وتشعر ليزا بنفس الشعور. فهي طبيبة تعمل في مؤسسة "طب الشعب" في هوبوكين (أنتويرب). وتقول: "أسمع من العاملين في رعاية العائلة أن جميع مرضاهم يخزنون كل شيء، لتوفير الطعام والشراب في حالة الحرب".

لقد التقت كاميلا، التي تعمل سكرتيرة نقابية، مؤخراً بنقابيين في ألمانيا في مؤتمر روزا لوكسمبورغ (تنظمه جريدة ماركسية يومية المانية). وتقول: "لقد سمعت أشخاصاً قلقين بشأن المناقشات الدائرة لإجبار العاطلين عن العمل على الانضمام إلى الجيش، وبشأن زيادة الدعاية للجيش على أكياس الخبز، وبشأن زيارة الجنود للمدارس، وبشأن تحول الشركات إلى الإنتاج العسكري. إن كل هذا يحدث بسرعة في ألمانيا".

إن هناك أمراً واحداً مؤكداً: في أوروبا يتعثر تجار الخوف بأقدام بعضهم البعض. وهم يتمتعون بحرية التصرف على شاشات التلفزيون. فالخوف يسوق، ولا شيء أفضل من الخوف بالنسبة لمنتجي الأسلحة. ويوظف الخوف من الحرب كوسيلة ضغط لابتلاع ميزانيات الحرب الضخمة، وفي الوقت نفسه تفكيك الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ومعاشات التقاعد.

إن الشباب لا يريدون الحرب، والممرضات لا يردن الحرب، والعمال لا يريدون الحرب. ولكن ما يسمعه الجميع اليوم هو حكاية أشخاص مثل مارك روته، السكرتير العام للناتو، الذي يحدثنا كل يوم عن حتمية الحرب، ويجب أن نكون مستعدين. حسنًا، إن الحرب قادمة لا محالة. وأكثر من ذلك، أن مهمتنا هي بذل كل ما في وسعنا للحفاظ على السلام، بدلاً من صب المزيد من الزيت على نار مشتعلة.

2 – العالم ينحدر

لقد رأى الجميع الواقفين في الصف الأمامي في حفل تنصيب ترامب. ملياردير بجوار آخر. إنها حكومة القلة (الأوليغارشية). لقد اشتروا حكومة للتو، وهم فخورون بذلك. يقدمون أنفسهم باعتبارهم تجسيدًا للتاريخ. قال دونالد ترامب: "لقد أنقذني الله لجعل أمريكا عظيمة". يسوق إيفون ماسك مهمته إلى المريخ على أنها خلاص البشرية.

بالعودة الى كوكب الأرض، فإن المليارديرات هم الذين يمكن الاعتماد عليهم للخلاص. وقد حصل تسعة منهم على منصب في حكومة ترامب. تسع مليارديرات. أحد هؤلاء الرجال - كلهم ​​رجال تقريبًا - سيكون وزير الخزانة الجديد. اسمه سكوت بيسنت، الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط. أول شيء سيفعله، كما يقول، هو مواصلة سياسة الهدايا المالية الضخمة للمليونيرات، التي تم تقديمها في كانون الأول 2017، في عهد ترامب الأول، وكان من المقرر أن تنتهي هذا العام. سيستمر بيسنت في ذلك، ويمنح أصدقاءه من أصحاب الملايين ونفسه هدية ضخمة. بدون تحفظ. انها رأسمالية الجشع دون تحفظ.

ونشهد ذات الموقف في الشؤون الخارجية. هناك عدد من الشخصيات في حكومة ترامب، تنظر إلى العالم باعتباره مجموعة من الموارد تعود في الواقع إلى الولايات المتحدة؛ بسبب قدر إلهي، أو "قدر واضح".

"بنما لنا"، "كندا لنا"، "خليج المكسيك لنا"، "فنزويلا لنا"، "كوبا لنا"، "غرينلاند لنا"، هذا النوع من لغة رعاة البقر. إمبريالية بلا تحفظ.

ونحن نقول: "ارفعوا أيديكم عن بنما"، "ارفعوا أيديكم عن المكسيك"، "ارفعوا أيديكم عن فنزويلا"، "ارفعوا أيديكم عن كندا"، "ارفعوا أيديكم عن جرينلاند"، "ارفعوا أيديكم عن كوبا".

ترامب يمثل تشنجا) من الماضي. إنه أحد أعراض سلطة عظمى لا تنوي التخلي عن هيمنتها بسهولة.

ولكن ما الذي يحدث؟ بعد خمسمائة عام من الهيمنة الغربية، التي بنيت من النهب والعبودية، بدأ مركز الثقل الاقتصادي في عصرنا يتحول إلى آسيا. وهذا ما يحدث بالفعل. ويحدث على شكل صدمات. فالصفائح التكتونية (الطبقة الخارجية لسطح الأرض) لهذه الأرض تتحرك، وعلى مقياس ريختر، فإن هذه الصدمات أكبر مما شهدناه في العقود الثلاثة الماضية. "العالم ينحرف"، هذا هو العنوان الفرعي لكتابي "التمرد"، وهذه العملية مستمرة.

لم تشهد الولايات المتحدة في تاريخها الحديث كقوة عالمية "منافساً" أعظم من الصين اليوم. فالصين اليوم أقوى كثيراً من حيث التكنولوجيا والاقتصاد مقارنة بما كان الاتحاد السوفييتي قادراً عليه في أفضل حالاته، وهذا أمر مثير للإعجاب حقاً إذا ما أخذنا في الاعتبار السرعة التي تمكنت بها الصين من تحقيق هذا الهدف.

بطبيعة الحال، لا تزال الولايات المتحدة هي القوة العسكرية والمالية الأكبر في العالم، واعتمادا على المعطيات، هي أكبر أو ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم. وتقاتل واشنطن بكل الوسائل الممكنة للحفاظ على قوتها، وتريد جر العالم كله الى منطق الحرب الباردة ضد بكين وضد كل البلدان التي تريد أن تحدد مسارها بشكل مستقل.

وفي هذا السياق، يناضل الاتحاد الأوروبي من أجل البقاء اقتصاديا وديمقراطيا وسياسيا، إن التحول إلى اقتصاد العسكرة يضع كل التوترات داخل القارة القديمة على المحك، التوترات بين الدول الأعضاء، والتوترات داخل الدول الأعضاء، التي لم يعد مواطنوها يتحملون تكاليف الحياة الباهظة، وانعدام الديمقراطية والمستقبل.

3 - الاتحاد الاوروبي لم يكن قط قوة لحفظ السلام

منذ تأسيسه، حاول الاتحاد الأوروبي تقديم نفسه باعتباره قوة من أجل السلام، لكن هذه الصورة لا تناسبه.

حتى القرن الخامس عشر، لم تكن أوروبا سوى إقليم في العالم، إقليم لم تتطور التنمية فيه كثيراً مقارنة بالقارات الأخرى. ولم تتغير احواله، إلا عندما تحولت القوى الأوروبية إلى إمبراطورية عالمية استعمارية، تقوم على تجارة الرقيق وإفراغ القارات الأخرى. لقد نشأ التراكم البدائي الذي احتاجه رأس المال في أوروبا لولادة الرأسمالية في بحر دماء بقية العالم.

كانت بريطانيا، حتى نهاية القرن التاسع عشر، القوة الإمبريالية الرائدة. وكانت القوى الإمبريالية الأخرى، مثل فرنسا وألمانيا واليابان وبلجيكا وهولندا والبرتغال، في كثير من الأحيان، تتصارع مع بعضها البعض، وفي النهاية تقرر في مؤتمر برلين الاستعماري (1884-1886) تقسيم أفريقيا فيما بينها، وكأنها قطعة حلوى تمتلكها.

في مستهل القرن العشرين، كانت ألمانيا أيضاً في طور الظهور ببطء وبثبات كقوة عظمى. ولكنها، وعلى النقيض من منافسيها، لا تمتلك مستعمرات تقريباً، وشكل هذا عائقاً كبيراً أمام النخبة الألمانية التي تحتاج إلى المستعمرات كسوق للمنتجات النهائية من ناحية، وكمورد للمواد الخام الرخيصة من ناحية أخرى. وقد وفرت إعادة توزيع العالم والبحث عن المستعمرات الأساس الاقتصادي للحرب العالمية الأولى.

بعد الحرب العالمية الأولى، وبشكل خاص في ألمانيا، تزايدت الدعوة إلى إنشاء سوق داخلية أوروبية أكبر. وكان الكونت كودنهوف-كاليغري أول من اقترح تحويل ألمانيا إلى أوروبا الألمانية الكبرى. وأطلق في عام 1923، "مفهومه الشامل لأوروبا". ولم يكن بأي حال من الأحوال مشروع سلام، بل كان مشروعاً إمبريالياً مصمماً لبرلين، بموجبه تمتد أوروبا من بيتسامو في فنلندا إلى كاتانجا في الكونغو. أوروبا ألمانية عظيمة، بإمبراطورية استعمارية عظيمة. ولم ينجح الكونت، وفي النهاية حاول هتلر استخدام العنف والهمجية لغزو القارة لصالح نسخته الخاصة من "أوروبا الجديدة"، أو "أوروبا المجنونة ". وبعد ستين مليون ضحية، فشل المشروع الفاشي أيضا.

إن الامم الأوروبية التي خرجت لتوها من سجن النازية لا تنوي التخلي عن استقلالها المستعاد لصالح نوع جديد من المغامرات الأوروبية. والواقع أن الدافع الحاسم وراء توحيد أوروبا يأتي من مكان آخر، من واشنطن على وجه الخصوص. ففي بريتون وودز، الحدث الاقتصادي الأبرز في القرن العشرين، أصدرت الولايات المتحدة مرسوماً يقضي بأن تتم التجارة العالمية من الآن فصاعداً بالدولار. والواقع أن الأميركيين يريدون سوقاً أوروبية تكون مفتوحة أمامهم بالكامل لحركة لرأس المال والسلع. وهتفت واشنطن: "عاشت أوروبا!"، وبواسطة خطة مارشال، تمكن الأميركيون من حل أزمة صادراتهم وربط أوروبا برأس المال الأميركي.

واشنطن هي التي تفرض الشروط التي يتعين على ألمانيا بموجبها أن تعود إلى الاقتصاد العالمي. ويرى الأميركيون أن ألمانيا لا ينبغي لها أن تكون ضعيفة إلى الحد الذي يجعلها فريسة للشيوعيين. ويتعين على ألمانيا أن تتمكن من تصدير الفحم والصلب من منطقة الرور مرة أخرى، ولهذا الغرض تأسست الجماعة الأوروبية للفحم والصلب في عام 1951.

إن تكامل الدول الأوروبية لا يهدف إلى منع الحرب. فمنذ البداية، يتعلق الأمر بمشروع تحت مظلة البنتاغون، في إطار استراتيجية عسكرية مضادة للاتحاد السوفييتي. واراد الأميركيون إعادة الجيش الألماني إلى العمل، وإن كان ذلك باستخدام المعدات الأميركية، وفي إطار حلف شمال الأطلسي. وكان الهدف في نهاية المطاف استعادة منطقة النفوذ السوفييتي.

من الصعب على الفرنسيين والبريطانيين والهولنديين والبلجيكيين أن يستوعبوا حقيقة مفادها أن واشنطن تعمل بالفعل على إعادة الألمان إلى زيهم العسكري. لقد تعين على الدول الأوروبية أن ترضى بدور الشريك الأصغر للولايات المتحدة. ففي بريتون وودز (1944) أصبح الدولار العملة العالمية، وفي الهند الصينية تلقى الاستعمار الفرنسي هزيمة ثقيلة (1954)، وفي قناة السويس تعرضت بريطانيا وفرنسا للإذلال (1956).

منذ البداية، كانت فكرة الوحدة الأوروبية استعمارية. وكانت أربع من الدول الأعضاء الستة المؤسسة للجماعة الاقتصادية الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وبلجيكا، لا تزال دولاً استعمارية، ولا تحتوي معاهدة روما لعام 1957 على فقرة واحدة حول إنهاء الاستعمار. على العكس من ذلك، ووفقًا لخريطة الجماعة الاقتصادية الأوروبية آنذاك، كانت غالبية الأراضي الأوروبية تقع في أفريقيا.

نعم، لقد كان الرئيس الغاني كوامي نكروما على حق حين قال: "إن الاستعمار الجديد في الفترة الفرنسية يندمج الآن في الاستعمار الجديد الجماعي للسوق الأوروبية المشتركة".

وسواء كانت الطموحات الاستعمارية أو الاستعمارية الجديدة للقوى الأوروبية تقدم نفسها باعتبارها "بعثات حضارية"، أو "بعثات مدنية"، أو "بعثات جيوسياسية"، فإن جوهرها لم يتغير قط: الدول الإمبريالية القديمة تسعى إلى شكل جديد للحفاظ على مجدها الماضي. فمنذ عام 1957 وحتى اليوم، خاضت "أوروبا السلام" الحروب من الكونغو في عهد لومومبا إلى الإبادة الجماعية في رواندا، ومن ليبيا إلى التدخلات العديدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومن العراق وأفغانستان إلى يوغوسلافيا السابقة. كلا، لم يكن الاتحاد الأوروبي قط قوة من أجل السلام.

4 - الجيوستراتيجية واقتصاد الحرب

وفق رئيسة المفوضية الأوروبية، أوزولا فون دير لاين، فإن الاتحاد الأوروبي يجب أن يصبح "لاعبا جيوسياسيا" رئيسيا، وأن الفوضى والأزمات تجبر الاتحاد على "تعلم التحدث بلغة القوة".

"تعلم التحدث بلغة القوة"، وكأن القوى الأوروبية لم تفعل ذلك من قبل. ذكرت فون دير لاين هذا في الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في تشرين الثاني 2019. أي قبل أكثر من عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا.

منذ الحرب في أوكرانيا، أصبح "الجيو سياسية" الشعار السائد في الاتحاد الأوروبي، و"اقتصاد الحرب" هو شعار اليوم.

لقد كان رئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل صادقا، حين قال في المؤتمر السنوي لوكالة الدفاع الأوروبية في تشرين الثاني 2023: "لقد كسرنا عددًا لا يحصى من المحرمات منذ غزو روسيا لأوكرانيا. لقد فعلنا ما كان أمرًا لا يمكن تصوره قبل بضعة أسابيع فقط: الشراء المشترك للمعدات العسكرية، واستخدام ميزانية الاتحاد الأوروبي لدعم الزيادة في إنتاجنا العسكري، وتمويل البحث والتطوير المشترك في مجال الدفاع. كل هذا دون تغيير المعاهدات"، وهنا ينتهي الاقتباس من الرئيس الأوروبي. لقد استخدمنا غبار الحرب في روسيا لتجاوز جميع المحرمات.

إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تنفق حالياً 326 مليار يورو على الأسلحة، أي ما يعادل 1.9 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي. وقبل عشر سنوات، كان الانفاق 147 مليار يورو. لقد تضاعف الانفاق خلال اقل من عقد. ولكن هذا لا يكفي، كما يقسم مفوض دفاع في الاتحاد الأوربي، رئيس الوزراء الليتواني السابق أندريوس كوبيليوس. وهو يريد أن تتوسع صناعة الدفاع بشكل أكبر من خلال القروض المواتية من البنك المركزي الأوروبي وصناديق الثروة السيادية. وعندما يتعلق الأمر بتمويل آلة الحرب، فلا ينقصنا الإبداع.

ولكن لماذا لا تحصل المستشفيات في أوروبا على قروض ميسرة من البنك المركزي الأوروبي؟ ولماذا لا تحصل المدارس في أوروبا على الدعم من أدوات خارج الميزانية مثل مؤسسة السلام الأوروبي؟ يجيب وزير الخارجية الاتحاد الأوروبي السابق، جوزيف بوريل، قائلاً: "الجميع، بما في ذلك أنا، يفضلون دائماً الزبدة على المدافع، ولكن بدون المدافع الكافية، قد نجد أنفسنا قريباً بدون زبدة أيضاً".

المزيد من الأسلحة، تلك هي " الجيوستراتيجية" التي أعاد الاتحاد الأوروبي اختراعه، الجيوستراتيجية" تعني "أولوية السياسة الخارجية والأمنية"، والتي أصبحت، من الآن فصاعدا، جميع المجالات الأخرى تابعة لها.

إن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من الحزب الديمقراطي الاجتماعي يتحدث بصراحة عن الحاجة إلى جعل ألمانيا "جاهزة للحرب" مرة أخرى، ضد "الأجيال التي أفسدها السلام" وكأنها امتياز غير مستحق أن ينشأ المرء ويشيخ دون رعب القصف والخوف من الحرب. وبسرعة فائقة، يتم عسكرة المجتمع بأكمله. من إعلانات شركة راينميتال (من أكبر شركات انتاج السلاح) في محطات الحافلات وملاعب كرة القدم إلى رسائل الجيش الالماني على علب البيتزا. وفي بعض الولايات الألمانية، ينص القانون بالسماح للجنود بالتدريس في الصفوف المدرسية، ولا يحق للمدارس منعهم. ومن الآن فصاعداً، من المفترض أن يستغل "يوم المحاربين القدامى" السنوي على ترسيخ التفكير العسكري في الحياة اليومية.

ويجري التحضير للحرب عملياً. وشملت المناورات الأخيرة لحلف الناتو في عام 2024، والتي أطلق عليها "المدافع الثابت"، 90 ألف جندي من 32 دولة "لإظهار قدرة الحلف على إجراء عمليات معقدة متعددة المجالات ودعمها على مدى عدة أشهر، عبر آلاف الكيلومترات من الشمال العالي إلى وسط وشرق أوروبا، وتحت أي ظروف.

"بقدر ما كانت الحرب في أوكرانيا مأساوية"، هكذا كتبت صحيفة اتحاد رجال الأعمال الألمانية هاندلسبلات في آب 2024، "فإن شركة انتاج السلاح راينميتال ورئيسها التنفيذي أرمين بابرجر أصبحا ثريين بسببها".6 ويظهر بابرجر في الصفحة الأولى تحت عنوان "رجل الدبابة". ولا يقتصر التهديد الروسي على بيع المعدات العسكرية، بل إن التهديد الذي يشكله ترامب نفسه يفعل الشيء نفسه. ويوضح الرئيس التنفيذي لشركة الدفاع البلجيكية سيينسكو: "أفضل شيء يمكن أن يحدث لأوروبا هو انتخاب ترامب" وبينما يخاف السكان من النصائح بشأن معدات البقاء على قيد الحياة، فإن مصنعي الأسلحة يحسبون أرباحهم.

5 - حرب ضد الطبقة العاملة

"بشكل عام، فإن الإنفاق على الدفاع يعني إنفاق أقل على أولويات أخرى"، كما أوضح مارك روته لأعضاء البرلمان الأوروبي. الرجل الذي ترك هولندا في حالة من الفوضى السياسية، تحت رحمة المهرج اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، هو الآن السكرتير العام لحلف الناتو. ويريد من جميع البلدان الاعضاء أن تخصص، من الآن، 3,5 في المائة من إجمالي ثرواتها للحلف.

وهو يعرف أين يجد هذه الأموال ايضا. استمع إليه: "كمعدل، تنفق الدول الأوروبية ببساطة قرابة ربع دخلها الوطني على معاشات التقاعد والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي. نحن بحاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال فقط، لتعزيز الدفاع".

هكذا تسير الأمور. يخبر زعيم الناتو أعضاء البرلمان بأن الأموال المخصصة للمعاشات التقاعدية، والرعاية الصحية، والضمان الاجتماعي يجب أن تذهب إلى الحرب. وأوضح خبير اقتصادي بلجيكي على شاشة التلفزيون العام: "لجعل الأمر ملموسًا إلى حد ما، فإن المبلغ المطلوب يعادل خفض جميع المعاشات التقاعدية بنسبة 20 في المائة".

لا يجب علينا أن نتخلى عن معاشات التقاعد فقط، بل إننا نضحي بكل شيء، بكل شيء حقا، من أجل التحول إلى العسكرة. لفقد دفن الاتحاد الأوروبي "صفقته الخضراء". فالعشرة مليارات يورو التي كانت مخصصة لصندوق السيادة، وهو الرد الأوروبي على قانون خفض التضخم الأميركي، تقلصت إلى مليار ونصف المليار يورو فقط.

لقد قيل لواشنطن إن ألمانيا لابد أن تصبح مركزاً للحرب في الشرق، والبلد التي يتم من خلالها نقل القوات والمعدات. واليوم يطالب دعاة الحرب بتقليص حق الإضراب في السكك الحديدية، وإلغاء ساعات العمل الثابتة لعمال السكك الحديدية، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأي خدمات عامة يمكن أن تشارك في الجهود العسكرية في أي مكان.

ليس حقوق النقابات العمالية وحدها التي تتعرض للضغط، بل إن حرية التعبير تتعرض للضغط أيضاً. ويتظاهر دعاة الحرب بأنهم دعاة السلام، ويتهمون نشطاء السلام بأنهم نوع من الطابور الخامس "للعدو". وهذه الآلية تُستخدم اليوم في عدد من البلدان ضد كل من يرفع صوته ضد الإبادة الجماعية في غزة والتواطؤ الإجرامي للدول التي تدعمها بالسلاح.

في اثناء ذلك، تضحي الدول الأوربية حتى باقتصادها على مذبح الحرب. لقد كان أحد أعظم أعمال التدمير الذاتي في العقود الثلاثة الماضية، وربما الأعظم، هو فك ارتباط الصناعة الألمانية والأوروبية بالغاز الروسي؛ وهو انتصار تاريخي لواشنطن يمكن أن يربط أوروبا من الآن فصاعدًا بالغاز الصخري الامريكي الباهظ الثمن والملوث. كانت هزيمة فرضتها على نفسها الدول الأوروبية حيث ما تزال أسعار الغاز والطاقة اليوم أغلى بأربع مرات من مثيلتها في الجانب الآخر من المحيط. علاوة على ذلك جاءت حقيقة أن الاحتكارات الكبرى في مجال الغذاء والتوزيع والنقل أساءت استغلال الحرب لرفع أسعارها بحثًا عن أقصى هوامش الربح. كانت النتيجة ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

في حين تعلن الحكومات عن خطة تقشف تلو الأخرى، ليس هناك سقف للإنفاق العسكري. تنفق دول حلف الناتو الـ 32 على الدفاع أكثر من ثماني اضعاف ما تنفقه روسيا، وليست هناك نهاية لفواتير المعدات العسكرية. وبشكل خاص باهظة الثمن منها، مثل شراء طائرة إف-35 الأمريكية، والتي من شأنها أن تربط بلدنا بالمجمع الصناعي العسكري الأمريكي لسنوات. تكلف الدبابة بضعة ملايين يورو. وتكلف قذيفة واحدة من نظام الدفاع الجديد 100 ألف يورو.

إن النظام الذي ينفق مليارات الدولارات لإشباع جوع صناعة الأسلحة، في حين ينزلق ملايين الناس إلى بنوك الطعام، ويضطرون إلى الجمع بين وظيفتين أو ثلاث وظائف، ولا يستطيعون تحمل تكاليف رعاية والديهم أو أطفالهم، هو نظام فاسد حتى النخاع.

6- الاتحاد الأوربي يغوص في المستنقع

كان يعتقد أن الاتحاد الأوروبي سوف ينشأ، ذات يوم، على غرار ألمانيا التي تحولت إلى دولة قومية: أولاً اتحاد كمركي، ثم ببطء، عبر صراعات وتضارب مصالح، نحو الوحدة السياسية. ولكن الدول القومية الأوروبية لم تنجح قط في التغلب على تناقضاتها الداخلية. والواقع أن الخطوات نحو التكامل تأتي بضغط خارجي. وفي الوقت نفسه تسود الفوضى.

قبل ست سنوات، في عام 2019، كان هناك قدر من التفاؤل لا يزال سائدا بين الطبقة الحاكمة بشأن إمكانيات الاتحاد الأوروبي وبرامج مثل الصفقة الخضراء. واليوم، تحاول رئيسة المفوضية فون دير لاين تجنب الكساد الجماعي، من خلال الحديث التحفيزي والاتفاق العام على الدفاع المشترك. والآن أصبح المحور الشرقي لألمانيا وبولندا ودول البلطيق متحالفا بشكل كامل مع الولايات المتحدة ويدافع عن اتحاد يركع عند أقدام واشنطن.

إن اقتصاد منطقة اليورو لا ينمو بأكثر من1 في المائة سنويا. والمتوسط ​​لا يتجاوز2 في المائة. وإذا رفع ترامب الرسوم الكمركية على الواردات، فسوف تتأثر أوروبا أيضا. وقال ترامب خلال مراسم تنصيبه: "الاتحاد الأوروبي سيئ جدا معنا، لذا فسوف يتعرض لفرض رسوم كمركية. إنها الطريقة الوحيدة".

إن الاقتصاد الألماني، وهو الاقتصاد الأكبر، يعاني، منذ عامين، من الركود، وهو يراوح بانتظار إجراء انتخابات مبكرة، على أمل أن يتمكن شخص ما من إحياء الصناعة الألمانية. أما الاقتصاد الفرنسي، فهو في طريق مسدود سياسيا تماما. فقد قيد ماكرون نفسه، بواسطة حكومته الأقلية، بأغلال لوبان. أما الحكومة الهولندية فتراوح في تنفيذ أهواء خيرت فيلدرز. وإيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا، فهي تحت قيادة جورجيا ميلوني، التي تريد أن يصبح صديقا مقربا لدونالد ترامب. وفي النمسا أيضا، يبدو أن الباب مفتوح أمام حزب الحرية اليميني المتطرف.

لقد أصبحت أوروبا متشبثة على نحو متزايد بسلاسل حلف الناتو وواشنطن، وكلما ازدادت هذه السلاسل كلما قل عدد الزعماء الأوروبيين. أين هم الزعماء الأوروبيون؟ أين هم زعماء الدول؟ إنهم ليسوا هنا، ولن تشهد أوروبا، في وقت قريب، لحظة أخرى شبيهة بلحظة ديغول.

لا تزال فرنسا تعتبر نفسها دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي تمتلك أسلحتها النووية. ولكن في الوقت نفسه، اضطرت الإمبريالية الفرنسية إلى عض الرمال في منطقة الساحل (اشارة الى طرد الفرنسيين من بلدان الساحل)، وتواجه باريس صرخة شعبية من مارتينيك إلى مايوت، وقد تم خداع الفرنسيين في صفقة أوكوس، والتي انتهت باستيراد استراليا الغواصات النووية من المملكة المتحدة. وكل ما تبقى لباريس هو المطالبة بقيادة سياسة في الاتحاد الأوروبي الدفاعية.

ولكن شركة راينميتال والمؤسسة السياسة الألمانية تريدان أيضا ان تصبحا زعيمين للقوة الجيوسياسية الأوروبية الجديدة. وعلى هذا فإن التناقضات بين ألمانيا وفرنسا تظل قوية، سواء في مجال الطاقة أو في مجال التطور العسكري. وبدون تكامل أعمق جديد، سوف يستمر الاتحاد الأوروبي في الضعف أو التفكك. ولكن هناك تناقضات عميقة حول كل خطوة نحو تكامل أكبر: حول إنشاء "إيرادات خاصة" أم لا، حول إنشاء سندات اليورو لتوزيع الدين، حول التعريفات الكمركية على المنتجات الصينية، حول الاستقلال عن مشروع الدفاع الأوروبي، وما إلى ذلك. ولن يفشل ترامب في اللعب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وقد بدأ إيلون ماسك بالفعل في القيام بذلك.

إن الاتحاد الأوروبي يكافح من أجل البقاء، ولكن مع كل خطوة جديدة يغرق في المستنقع أكثر وأكثر. إن هذا الاتحاد هو اتحاد الأزمة والحرب، وهو ليس "قابلاً للإصلاح". إننا في حاجة إلى أوروبا مختلفة تماما.

7 - التعبئة ضد العسكرة والشوفينية

ولنعد بالزمن إلى الوراء قليلاً. ففي أواخر تموز 1914، اجتمع زعماء الحركة التعاونية الاشتراكية القوية في بلجيكا في قاعة الرقص في فورويت في غينت، والتي كانت قد افتتحت للتو. وسمح الزعيم الاشتراكي لويس بيرتراند لنفسه لفترة وجيزة بمقاطعة مناقشات مؤتمر التعاونيات لا علان اندلاع الحرب العالمية الأولى. واقترح على المؤتمر تبني اقتراح يطالب "الشعوب بالسعي إلى تجنب شبح الحرب الذي من شأنه أن يدمر الأعمال التعاونية". وتمت الموافقة على الاقتراح، واستمرت المناقشة بشأن أرباح الأسهم والشراب والخل. ولم يأت أحد على ذكر كارثة الحرب، التي ستؤثر أيضاً على بلجيكا بعد بضعة أيام.

إن الحكاية التي تحكي الكثير: نجح حزب العمال البلجيكي، الذي كان يُعرف آنذاك (في بداية القرن العشرين) باسم الحزب الديمقراطي الاجتماعي في بلجيكا، في بناء نفسه كحزب قوي للطبقة العاملة، بفضل قوة نقابية ضخمة وخبرة ثلاث إضرابات عامة كبرى، ربما كانت أول إضرابات عامة في العالم. ومن بين الطرق التي اكتسب بها حزب العمال البلجيكي موطئ قدم بين الطبقة العاملة الشابة، هي التعاونية الاشتراكية "فورويت"، التي تم تأسيسها حول المخبز حيث يمكن للمرء الحصول على خبز رخيص وجيد.

في نهاية المطاف، أصبح الحفاظ على التعاونيات هو الأساس لحزب العمال، وحتى بداية الحرب العالمية الأولى كانت الامور تُرى في ضوء ذلك. ليحدث أي شيء، طالما لم يتم تدمير تعاونيتنا. لم تكن التعاونية هي التي دمرت فقط، بل حياة عدد لا يحصى من أبناء العمال والفلاحين الذين تم طحنهم في مفرمة اللحم الصناعية. لقد أصبحت الحرب العالمية الأولى المحطة الأخيرة لحياة ملايين الشباب الذين لم يبدأوا حياتهم بعد.

في الإضراب العام الكبير الذي نظم شهده آذار 1913، والذي شارك فيه أكثر من 400 ألف عامل، لم يقل أي شيء تقريباً عن الشوفينية والعسكرة، ولا عن التهديد بالحرب الوشيكة.

ولكن هذه القضية كانت مطروحة على جدول أعمال كل مؤتمرات الأممية الثانية تقريبا، حيث كان حزب العمال البلجيكي ممثلا فيها. وقد اتفق المشاركون في المؤتمر على حشد الجماهير ضد النزعة العسكرية والشوفينية والحرب. وزعم مندوبو الأممية الثانية أن الحرب العالمية المقبلة سوف تكون إمبريالية، وأنها تدور حول تقسيم العالم، والغزو والاستيلاء على المستعمرات، وأن العمال والفلاحين العاديين سوف يدفعون الثمن. ولكن قيادة حزب العمال البلجيكي كانت في الوقت نفسه متعاطفة مع الدولة البلجيكية إلى الحد الذي جعلها تصوت دون تحفظ لصالح تمويل الحرب.

ما الفائدة من أن تكون الطرف الأفضل في توزيع الأرباح والشراب والخل إذا كان كل ذلك سيضيع في حرب مدمرة؟

الجواب الأول: يجب أن يكون حزب الطبقة العاملة أفضل ممثل لملح وزيت الطبقة العاملة، وبالتالي يجب أن يتم الاعتراف به من قبل الطبقة العاملة. سواء كان الأمر يتعلق بالمعاشات التقاعدية أو الأجور، أو ظروف العمل أو ظروف المعيشة، أو أسعار الإسكان أو الطاقة، أو أسرّة الأطفال أو رعاية المسنين، يجب أن يشارك حزب الطبقة العاملة في السياسة الطبقية.

وهذا يعني إجراء استطلاعات الرأي، استماع إلى الناس، جمع المقترحات، واتخاذ الإجراءات، وتحقيق التغيير مع الناس. سنة بعد اخرى، مهما تغيرت الاجواء. هذا هو العمل الأساسي، ولا يمكنك أن تتجاهل هذا العمل. ولا يمكنك استبداله بجميع أنواع "التصريحات" حول الطبقة العاملة، أو "القرارات" هنا وهناك. عليك أن تفعل ذلك. إنه الأساس، لكنه ليس كافياً.

8 - الاشتراكية بدلا من الحرب

إن الغضب يحتدم في صفوف الطبقة العاملة، سواء في أوروبا أو في الولايات المتحدة. ان الناس غاضبون، ويشعرون بأن أحداً لا يسمعهم، ولا يراهم، ولا يمثلهم، وهم على حق. ولا ينبغي لنا أن نخاف من الغبار المتطاير، ومن دوامة الآراء التي تذهب في كل الاتجاهات، لأن الناس لم يُمنحوا أي فضاء للتحليل.

لا ينبغي على الماركسيين أن يخشوا الأوقات العصيبة المقبلة، بل ينبغي لهم أن يروا الإرادة اللازمة للتغيير الجذري فيغتنموها. والقوى التي تكون على استعداد أفضل، ستكون في أفضل وضع لمواجهة هذه الصدمات. هذا ما علمتنا إياه نعومي كلاين في كتابها "عقيدة الصدمة" (أسطورة انتصار اقتصاد السوق الحرة عالميًا بطريقة ديمقراطية، وتكشف أفكار ومسارات المال، وخيوط تحريك الدمى وراء أزمات وحروب غيّرت العالم في العقود الأربعة الأخيرة وتسمي الكاتبة هذه السياسات بسياسة "المعالجة بالصدمة")، وهي محقة في ذلك. نحن لسنا مجرد متفرجين على ما يحدث، بل نحن في وسط فترة من التاريخ، ويجب أن نكون القوة الدافعة لتوجيه الصدمات في الاتجاه الصحيح.

أعتقد أننا بحاجة إلى بناء مشروع برؤية بعيدة المدى، وليس مجرد التركيز على الشهر أو العام المقبل. مشروع لتطوير أحزاب عمالية للنضال من أجل الاشتراكية ـ مشروع مليء بالثقة. إن بناء حزب يتطلب الوقت والجهد الهائل والانضباط وفن الاستراتيجية والتكتيكات. ولكن هذا ممكن إذا تحلينا بالصبر والقدرة على غرس الثقة في العمال داخل الحزب، وإذا استثمرنا في التعليم والوحدة، وإذا كنا شجعانا في طرح قناعاتنا القوية.

إن النضال الاجتماعي الاقتصادي شيء واحد، ولكنه ليس كافياً. ومن المهم بنفس القدر تسيس هذا النضال وتوعية الناس بالواقع الذي نعيش فيه. إن التناقض بين العمل ورأس المال هو تناقض منهجي، تناقض متأصل في الرأسمالية نفسها. ففي سعيها إلى تحقيق أقصى قدر من الربح، تؤدي الرأسمالية إلى الصراعات والأزمات والحروب.

إن الانهيار المناخي، وأزمة الغذاء، وأزمات الديون الساحقة، والحروب الاقتصادية والعسكرية، والاستغلال، والتفاوت العالمي، كلها عوامل تهز كوكبنا حتى النخاع. والرأسمالية لا تستطيع أن تقدم حلاً للتحديات الكبرى التي تنتظرنا. والاشتراكية وحدها القادرة على ذلك.

إن الناس يريدون أن يكونوا جزءاً من موجة التاريخ. بل إن الناس يريدون أن يخلقوا هذه الموجات بأنفسهم وهم قادرون على ذلك. ليس من أجل تحريك الفاصلة، بل من أجل تغيير العالم. ويتلخص الأمر في نشر هذه الفكرة. ويتعين على اليسار أن يسعى إلى الفوز وأن يهدف حقاً إلى الفوز. ولا أحد ينضم إلى الخاسرين.

إن المشروع المجتمعي الذي يتبناه أنصار ترامب، أو بولسونارو، أو أنصار حزب فوكس الاسباني، أو غيرهم من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا لا يقدم أي شيء للطبقة العاملة. إنه مشروع تقسيم وغزو، ومشروع كراهية وعنصرية، ومشروع عسكرة واستبداد مصمم خصيصا للطبقة الحاكمة. لماذا نترك الطبقة العاملة لأنصار اليمين المتطرف في هاملن؟ (نسبة الى اسطورة زمار مدينة هاملن الالمانية في القرون الوسطى) الطبقة العاملة هي طبقتنا؛ وهذا هو المكان الذي يجب أن نكون فيه: ـ العمل، التنظيم، رفع الوعي، التعبئة، والسقوط، والنهوض مرة أخرى. إن نموذجنا المجتمعي هو نموذج تحرير العمل. إنه الإجابة الإيجابية الوحيدة القادرة على توجيه غضب الطبقة العاملة في اتجاه بناء.

كل شيء يعتمد علينا - على قدرتنا على اغتنام الفرص الجديدة، وعلى ثقتنا في قدرة الناس على التعبئة والتنظيم والسعي إلى منظور اشتراكي.

شكرا

*خطاب بيتر مارتينز السكرتير العام لحزب العمل البلجيكي والنائب في البرلمان الاتحادي البلجيكي، الذي القاه في المؤتمر الدولي السادس للتوازن العالمي. هافانا 31 كانون الثاني 2025. نشر النص في موقع حزب العمل البلجيكي في 3 شباط 2025.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمس سنوات على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.. خيبة أمل تع ...
- للفلسطينيات المفرج عنهن وجوه وأسماء أيضاً
- احتجاجات غاضبة ضد التعاون بين اليمين المحافظ والنازيين الجدد ...
- كولومبيا وبقية بلدان أمريكا اللاتينية ترفض غطرسة ترامب
- قبيل الانتخابات المبكرة في ألمانيا.. دعوات لهيكلة الدولة على ...
- حزب اليسار الألماني.. مؤتمر استثنائي وحملة انتخابية واعدة
- تمثيل واسع لليمين المتطرف الأوربي في مراسيم تنصيب ترامب
- لماذا تفوز الأحزاب اليمينية المتطرفة بأصوات الطبقة العاملة ف ...
- الليبرالية والديمقراطية أمران مختلفان
- طلبة صربيا يحتجون على الفساد والقمع
- بالعودة إلى خريطة «المكسيك الكبرى».. رئيسة جمهورية المكسيك ت ...
- مراجعات 2024 .. العام الثالث لحكومة الفاشيين الجدد في ايطالي ...
- ما زال يحاول فك شِفراتها المعقدة / يسار 2024.. تحديات جديدة ...
- منظمات حقوق الإنسان تعرب عن مخاوفها / النازيون الجدد في الأر ...
- مؤتمر واسع لمؤسسة روزا لوكسمبورغ الأزمة العالمية وصعود اليمي ...
- البرلمان الكولومبي يقر قانونا يحظر زواج القاصرات
- الموقف العنصري تجاه الكرد أحد مفرداته / تركيا تريد تحديد ملا ...
- هل يقود كوربين حزباً يسارياً جديداً في بريطانيا؟
- جمعية اليسار الماركسي في ألمانيا.. حملة للتضامن مع نضال حزب ...
- المحكمة الدستورية تلغي نتائج الانتخابات الرئاسية في رومانيا


المزيد.....




- ملعب يشهد لحظة بطولية.. كيف أنقذ مدرب حياة أطفال من تهديد مر ...
- ترامب: لا حق للفلسطينيين في العودة بموجب خطة غزة.. وبإمكاننا ...
- حماس تعلن تأجيل إطلاق سراح الرهائن من غزة حتى إشعار لآخر
- مصادر: الائتلاف الوطني السوري يعتزم حل نفسه
- باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون يستنسخون صوت وزير الدفا ...
- ترامب: سنتملك قطاع غزة ونعمرها.. ونتنياهو يقترح السعودية لتح ...
- أبو عبيدة يعلن تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين حتى إشعار آخ ...
- شولتس يتعهد بالرد بإجراءات انتقامية إذا فرض ترامب رسوما جمرك ...
- الشرع يسرد تفاصيل عن حياته الشخصية والتطوع في الجيش السوري و ...
- -تذكرة ذهاب دون عودة-.. ترامب يعلن تفاصيل -مرعبة- عن خطة بشأ ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - لا لترامب والحرب، نعم للاشتراكية.. حول الطبقة العاملة وعسكرة أوروبا*