أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - قيصر وسامي - أيقونتا تاريخنا الحديث ، أمامكما ننحني،















المزيد.....


قيصر وسامي - أيقونتا تاريخنا الحديث ، أمامكما ننحني،


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيصر وسامي ( ايقونتا تاريخنا الحديث ) أمامكما ننحني: ــــ

مافعلاه أيقظ الهائمون والواهمون من غيابهم عن معنى البطولة التي فقدت معانيها في عالم العربان، فمقاييس الفعل لديهم تنحصر في الحجم الجسدي وفي الفعل العسكري ، بمقدار مايقتل من العدو وما يصفي من الأجساد أو يدمر من الآليات...
أمام ( قيصرنا وسامينا) تنحل العقد وتتفتج العقول على صورة مختلفة من بطولة نوعية خارقة للمألوف، جديدة على النحو والصرف في قاموس البطولات ، غيث يهل غزيرا على أفئدة الثكالى فيشرق ألقا وأملا بأن أحياءنا لازالت تحمل في طياتها ثراء عاش ويعيش بيننا ولم نكتشفه طوال مدة جاوزت عقودا من الزمن، تبحر اليوم في عالم التوثيق ، عالم الكشف عن ممارسات نظام قمعي لم يعرفه التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية ومجازر " هتلر ".
كيف أكتب عنهما وهل سأوفيهما حقهما من القول ، سأحاول وخاصة أني قرأت كتاب ( عملية قيصر )
التي كتبتها بالفرنسية الروائية الرائعة ( غارانس لوكين) وصدر عن دار ( ستوك) في عام .2015
حيث قابلت الكاتبة السيد البطل ( قيصر ، أو فريد ) بشكل فعلي بعد السماح لها من السلطة الفرنسية ولقائها "بقيصر" في مكان آمن وغير معروف ولم تعرف اسمه الحقيقي آنذاك ، وبعد عدة لقاءات أصدرت هذه الشهادة ومعها بالطبع شهادات أخرى لناجين من معتقلات ( الأسد الابن ) إبان الثورة إلى جانب شهادة ورواية السيد البطل الثاني ( سامي ) في قصتنا التي سنرويها ونؤرخها لكل الأجيال القادمة ليتعرفوا على المعنى الحقيقي للبطولة وكيف يمكنها أن تحدث دون استخدام العنف والقوة.
يسطع بياض قلب " فريد " ويرتجف أمام هول المهمة الموكلة إليه ليسجل ويصور ويوثق جرائم النظام الأسدي باعتباره موظفا " مساعد أول في الشرطة العسكرية " كان متعودا على تصوير وتوثيق حوادث إجرامية من قتل وسرقة وغيرها...لم تكن تشكل له هما ..أما حين كلف بهذه المهمة ووقعت عيناه على أول دفعة من الموت تحت التعذيب لصور شباب وشيب ونساء يقضون بعد أن سلبت منهم الحياة بأبشع الطرق والوسائل الوحشية وتركت آثار وسحجات الكهرباء والجلد والتجويع وكسر الأطراف والأضلاع
فقد باتت هموم الكون جاثمة فوق صدره ، إنهم أبناء بلده الثائرون من أجل الحرية والعدالة والكرامة، فكيف يمكن لضميره الوطني وهو المتعاطف والمتبني بعمق لهذه المطالب المشروعة فهو ابن سورية بل ابن درعا مهد الثورة ..فكر مليا أمامه أدلة قاطعة على جرائم ضد الإنسانية، جرائم ترتكب بحق أبناء بلده ، فكيف يتركها في الأدراج ولايعرف بوحشيتها العالم المدافع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها...عن حقها في الحرية واختيار حكومتها بشكل ديمقراطي كسائر شعوب الأرض...
اتخذ قراره الموتي...قرارا إما ينجو ويفضح هذه الجرائم أو يلحق بركب هؤلاء الضحايا...
لابد له من معين موثوق يساعده في إخراج هذه الصور البشعة التي يمكن أن تدين هذا النظام وتجره نحو المحاكم العالمية ليحاسب على جرائمه ، فلم يطل به الأمر إلى أن أسر لصديقه المحلص " سامي" وأطلعه على نيته وسأله عن الوسيلة المثلى ، فاتفقا على تسجيل الصورة على " مفتاح " وهنا بدأ الصراع اليومي" لفريد" بين الحياة والموت.
من العتمة إلى الضوء عليه أن ينقل هذه الصور تباعا من مراكز الموت ومشافي دمشق التي غدت مراكز قتل وجثث لأرقام ...لا تحمل أسماء ، لكن ليالي فريد أصبحت نهارات، في الغدو والذهاب
أولها، كيفية التسجيل على المفتاج الذي يحضره " سامي" دون أن يكتشف أمره، ثم كيفية إخفاء المفتاح قبل الخروج وتعرضه للتفتيش..وطريقه شاق ويمر بأكثر من حاجز بعضها لجيش النظام والبعض الآخر للجيش الحر...
الأصعب والأكثر مرارة هو هذه الصور وتأيثرها النفسي عليه ، تعيش معه ويعيش الصراع والمسؤولية على أشدها، حتى أسرته لاتعلم شيئا عن أفعاله، حتى أهله وأبناء بلدته في "الشيخ مسكين " ينظرون إليه شزرا باعتباره من عسكر النظام! ..الصمت والصمت والعمل بصمت وتصميم، ينقل المفاتيح لسامي باعتباره بعيدا عن مهنة" فريد "، لكن ماذا لو اكتشف أمر احدهما ؟ وخاصة المصور والمؤرشف ،
بعد عمل وتوثيق متواصل استمر لعامين شعرا أن الخناق بدأ في التضييق على فريد وقد وضع تحت المراقبة ، فبات العمل مستحيلا والمخاطر كبيرة...أذن لابد لسامي ان يخرج فوضعه أسهل...وحصل الأمر...لكن الصعوبة كانت في كيفية انشقاق " فريد " مر بصعوبات جمة ثم تيسر الأمر في النهاية وقد عرفا أي الوسائل أنجع فتواصلا مع منظمات حقوقية وإنسانية واستقر بهما الأمر في فرنسا، حيث تمت حمايتهما....وأي حماية بل أي حياة صعبة حتى في بلاد الحرية لم يشعر " قيصر " بها فعلا ، تنقل مستمر انغلاق عن المجتمع ،إحساس بأن الموت قريب منه ومن عائلته ، فقد حبر عن كثب أيدي النظام الدموي لمن يعتقد أنه خانه، ففي تاريخه الكثير من الاغتيالات والقتل لكل من يقول له " لا ".. خاصة بعد أن وصلت الصور الوثائق لمجلس الأمن ، وبعد أن قرأ الفرنسيون كتاب " عملية قيصر" وحاضرت الكاتبة بماجرى في أكثر من مكان وموقع عالمي وأوربي
ولم يتوقف الأمر على هذا بل صدر " قانون قيصر" المعمول بمعظمه حتى الآن من الولايات المتحدة لمعاقبة نظام الأسد ...
فُلَ الحديد وانكسرت شوكة نظام الديكتاتور الدموي ...انكشفت بشاعة جرائمه وأضاف استخدامه للكيماوي مدماكا آخر في سجله كقاتل لشعبه، ليصبح هتلر العصر ، لكنه لم يخجل ولم يتوقف إلى أن جاءت لحظة موته قبل شهرين...ليهرب كفار يبحث عن جحر يأويه فلا يجد إلا قاتل آخر يشبهه وقد ساعده في جرائمه ضد شعبه..فحماه " بوتين " !!
لكن السياسة علمتنا أن المساومات تظل قائمة ولكل سعره في ميزان الكون والمصالح الدولية، فهل سستطول إقامة الأسد في روسيا ؟ أم أن قاعدتي "حميميم وطرطوس " ستكونا ثمن رأسه ؟
(فريد...أسامة أو قيصر وسامي.)..أعظم الأوسمة تستحقان أن يزهو بها صدريكما ..أعظم الأماكن يجب أن تسجل باسمكما...فأنتما فخرنا التاريخي...وقد خلا تاريخنا من البطولات الحقيقة منذ أن نزلت الديكتاتوريات العسكرية والعائلية فوق أرضنا...
لكما تنحني الهامات ، وسيرتكما ستكون دروسا في المعاهد والمدارس، فأنتما أيقونات حقيقة حية لا شكلية ...كل ما أتيت عليه قليل ولا يكفي ..فعذرا ...فبكما يجود الشعر ويخرج وحيه من قمقم اللغة ليسطع وينتشر ويفرح القلوب ...
تحية لك فريد وتحية لك أسامة...
ابنة درعا ...فلورنس غزلان



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم النقاط الرئيسية الملحة لمسيرة سورية الآن:-
- الكرة في ملعبكم لافي ملعب الشعب
- لوح شخصي وعام
- الآن وجب التنويه:-
- خاطرة فرح مشوبة بالحذر:
- كيف نحب وطنناوماهو حلمنا في صورته مستقبلا
- انشاءالله الله يفرجها..هذا هو الحل
- العنف ضد المرأة:-
- بيننا وبين النظام والمعارضة:-
- لماذا سخرت أرضنا للخراب،هل هو فقر الثقافة،أم التربية؟
- متى نحرر عقولنا من تراث زيد وعمر؟
- المرسل إليه -اختفى في عواصم النفوذ والقرار
- ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟
- كتاب وكتابة:-
- ااأم الفلسطينية والأم السورية في - عيد الأم -
- الكراهية والطائفية لن تأخذنا إلا للجحيم:
- أين نقف اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل؟
- قراءة نقدية تؤشر للأخطاء في مسيرة الثورة ، بمناسبة اقترابنا ...
- المرأة الفرنسية ...سيدة النساء هذا العام :ــ
- ماهي مكاسب حماس في غزة بعد الحرب؟


المزيد.....




- ملعب يشهد لحظة بطولية.. كيف أنقذ مدرب حياة أطفال من تهديد مر ...
- ترامب: لا حق للفلسطينيين في العودة بموجب خطة غزة.. وبإمكاننا ...
- حماس تعلن تأجيل إطلاق سراح الرهائن من غزة حتى إشعار لآخر
- مصادر: الائتلاف الوطني السوري يعتزم حل نفسه
- باستخدام الذكاء الاصطناعي.. محتالون يستنسخون صوت وزير الدفا ...
- ترامب: سنتملك قطاع غزة ونعمرها.. ونتنياهو يقترح السعودية لتح ...
- أبو عبيدة يعلن تأجيل تسليم الرهائن الإسرائيليين حتى إشعار آخ ...
- شولتس يتعهد بالرد بإجراءات انتقامية إذا فرض ترامب رسوما جمرك ...
- الشرع يسرد تفاصيل عن حياته الشخصية والتطوع في الجيش السوري و ...
- -تذكرة ذهاب دون عودة-.. ترامب يعلن تفاصيل -مرعبة- عن خطة بشأ ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - قيصر وسامي - أيقونتا تاريخنا الحديث ، أمامكما ننحني،