صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القضية كلها كوميديا من ديموقراطية العملية السياسية، رواتب ومعاشات موظفي ومتقاعدي إقليم كوردستان مقطوعة او متقطعة منذ 2014، سرقت منها الى الان بحدود 54 راتب، ذهبت تلك الرواتب والمعاشات لجيوب السراق واللصوص والناهبين من حكومتي الإقليم والمركز؛ موظفي الإقليم لا يأملون ارجاعها، لكنهم يتمنون فقط ان تنتهي تلك المأساة.
اليوم تتفاقم هذه القضية بشكل كبير، خصوصا وان موظفي الإقليم تظاهر قسم منهم في بغداد، بتغطية إعلامية كبيرة، والشيء الأهم الاضراب عن الطعام الذي اعلنه مجموعة من المعلمين والمعلمات، والذي هو مستمر الى الان، وأيضا التحرك من قبل جماهير مدينة السليمانية الى مدينة أربيل لتحفيز الناس على التظاهر والاحتجاج، هذه الأسباب مجتمعة جعلت السلطة في الإقليم محاصرة، خصوصا مع تصاعد الحركة الاحتجاجية هناك.
في هذه الاثناء يخرج علينا مكتب رئاسة الجمهورية ليزف بشرى لجماهير الإقليم ويقول:
"يسعدنا أن نعلن لجميع شعب كوردستان أن رئيس جمهورية العراق
الدكتور لطيف رشيد، سجل دعوى قانونية في المحكمة الاتحادية" وهللويا.
هل هناك سخافات وابتذالات أكثر من هذه؟ تصور ان مشكلة الرواتب ليست وليدة الامس، انها مشكلة منذ 2014، أي ان هناك ثلاث رؤساء جمهورية من الحزبين القوميين الكورديين شغلوا هذا المنصب، وكانت الرواتب متقطعة مثل هذه السنة، هؤلاء لم يحركوا ساكنا ولم يرفعوا دعوى او يحتجوا او يتحركوا لإنهاء ملف الرواتب، لكن عبد اللطيف رشيد يتنبه فجأة ويستيقظ من سباته ليرفع دعوى قضائية في المحكمة الاتحادية ضد رئيس الوزراء ووزيرة المالية.
المشكلة ان موظفي الإقليم المضربين عن الطعام تسوء حالتهم يوما بعد يوم، انها عملية اذلال مقصودة وممنهجة يقوم بها طرفي النهب والسرقة، وما هذه الدعوى الا سخافة وتفاهة تضاف لسجل سلطة النهب واللصوصية.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟