علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 20:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
بسبب ما مرَّ على العراق من أحداث ومشاكلات وحروب منذ تأسيس الدولة العراقية، لم تتعرّف بقية شعوب العالم على العراق، الذي وإلى وقت ليس بالبعيد جداً كانت بغداده تحكم نصف العالم ابان الدولة العباسية، فالعراق فضلاً عن استمرار الاحتلالين العثماني والفارسي ومن ثم الانگليزي، لم يشهد استقرارا سياسيا يُعتد به زمنا، اذ لم تمضِ عشر سنوات متواصلة في تأريخه من دون حدوث مشكلات من انقلابات وسقوط حكومات واعادة تشكيلها واغتيالات لكبار الساسة وتظاهرات وحروب مستعرة، فضلا عن حصار قاسٍ وعزلة دولية قبل عام 2003، اما بعد سقوط نظام العسكر الذي استمر ما بين 1958 حتى 2003 ، فلم يشهد العراق استقراراً اذ مر بهجمة تكفيريّة قاسية وتفجيرات حولته الى بركة من الدم والخوف، لذا من الطبيعي جداً أن لا يكون العراق بلداً سياحياً أو على الأقل واجهة يتعرّف عليها العالم.
اليوم وبعد انتهاء حكم العسكر والانقلابات واسقاط الحكومات والحروب المستعرة مع جيرانه، وتواصل العراقيين مع العالم الخارجي، ووصول العالم الخارجي الى العراق من خلال الزيارات الدينية، اكتشف العالم ان هناك كرماً شعبياً فاق التصور، وهناك تأريخ وحضارة موغلة بالقدم، لذا تزاحم السياح الاجانب فضلاً عن العرب في شوارع وأزقة بغداد القديمة والبصرة والنجف وكربلاء وبابل وذي قار واقليم كردستان ونينوى والانبار وغيرها، سيّاح صعدوا الجبال وركبوا "المشحوف" واكلوا "المسگوف" فلا يمر يومٌ إلّا وكان لزائر وسائح جولة في محافظات العراق ومدنه وقصباته، وبتنا نشاهد الأشقر صاحب خضر العيون والأسمر معتمراً عقاله ومرتدياً زيه الخليجي يزاحمنا شوارعنا وازقتنا، حتى اصبحت الاغنية العراقية "ترند" عربي، واصبح الشعر الشعبي العراقي على لسان الشباب العربي، بل واصبحت اهازيج اهلنا يتداولها العالم، ومن يسافر الى دول الخليج العربي يلاحظ ذلك بشكل كبير.
اليوم وبعد أن أصبحت بغداد عاصمة للسياحة العربية، نحتاج الى جهد علمي مدروس في انجاح هذا التكليف الذي هو بالحقيقة اختبار لصلاحية نجاحنا في تسويق بلدنا كبلد سياحي للعالم ولدينا كل المؤهلات لذلك، لكننا نحتاج الى ستراتيجية منهجية تضعها المؤسسات المعنية لإنجاح ذلك، وعلينا كنخب أن نسهم بما نستطيع لجعل بغداد وكل العراق قبلة سياحية للعالم أجمع.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟